صدر حديثًا العدد 86 لشهر كانون الأول/ ديسمبر 2023 من مجلة "الشارقة الثقافية"، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، حيث تناولت الافتتاحية أهمية المسرح الصحراوي، الذي يعانق الأصالة والتراث، ويروي حكايات الصحراء وقصصها وأساطيرها، ويعرض قيمها وثقافتها وطريقتها في التعبير عن ذاتها وعن حياتها، وما فيها من جماليات وصياغات ومآثر، وهنا تبرز الصحراء ليست مجرد رمال وكثبان وواحات، بل هي فعل ثقافي جمالي متعدد المسارات والفضاءات المتلألئة بالرمل والنخل والخيام والمرابع والنجوم والخيل، فهي كلّها عناصر مهمة لمشهدية المسرح الصحراوي، وللعمل الدرامي والجمالي، فهذا المسرح يقدم تجربة مدهشة ومختلفة، كغيره من التجارب التي تحاول كسر الأطر التقليدية في المسرح، للخروج إلى الهواء الطلق والفضاء المفتوح والطبيعة الساحرة.
وكتب مدير التحرير نواف يونس عن "فن وأدب المنادمة في تراثنا العربي". وتوقف يقظان مصطفى عند أحد أهم علماء الزراعة، وأبرز رواد المدرسة الزراعية الأندلسية، وهو ابن العوام عبقري الري بالجرار والتنقيط، وكتبت هبة محمد عن عميد المستعربين الروس إغناطيوس كراتشكوفسكي، الذي قام بترجمة معاني القرآن الكريم، فيما تحدث إلياس الطريبق عن تاريخ مدينة تارودانت وأسرارها المخبوءة وجواهرها المكنونة، فهي مدينة التنوع والتاريخ، وسافر محمد حسين طلبي إلى مدينة أزفون الجزائرية التي تتزين بتراثها الأندلسي.
وفي باب "أدب وأدباء" كتب بول شاوول عن طه حسين في ذكرى رحيله الخمسين، واستعرض حسن بن محمد إسهامات الروائي إبراهيم الكوني في تطوير وإثراء المشهد الثقافي والأدبي العربي والعالمي، وحاور ممدوح عبد الستار الكاتب الروائي خليل النعيمي، وتوقف عبد الرزاق الربيعي عند رحيل عبد الملك مرتاض عاشق الضاد وأحد حراسها، ورصد عبد السلام فاروق أوجه التشابه بين الكاتبة الأميركية ويلا كاثر والروائية سهير القلماوي، بينما درس نبيل سليمان جغرافيا مدينة اللاذقية في روايات حنا مينة وهاني الراهب وسليم النفار وسوسن جميل حسن وزياد عبد الله، وكتب عبده وازن عن ذكرى رحيل الشاعر والروائي الجزائري محمد ديب، الذي كتب باللغة الفرنسية وانحاز إلى شعبه، وقدمت غنوة عباس مداخلة حول جهود الأدباء العرب في النقد من منطلق الأصالة والمعاصرة، وتناول عبد الرحمن الهلوش رحيل الكاتب السوري خالد خليفة، الذي ترك بصمة متفردة في مسار السرد الروائي العربي، فيما قرأ عزت عمر "أنشودة المطر" للشاعر العربي بدر شاكر السياب برؤية حديثة، وحاور أحمد اللاوندي الشاعرة التونسية جميلة الماجري، وكتب محمد مستجاب عن الأديب أبو المعاطي أبو النجا، وألقى د. يحيى عمارة الضوء على التوجهات النقدية الجديدة في المغرب، وتوقف ضياء حامد عند أحد أعمدة الثقافة في مصر وهو فوزي فهمي، الذي ترك بصمات بارزة في المسرح والنقد، فيما تناولت رويدا محمد تجربة القاص يحيى الطاهر عبد الله، أما عبد العليم حريص فتابع فعاليات الدورة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، فيما حاور محسن العزب الشاعر المصري عباس محمود عامر، وكتب محمد العساوي عن الروائي محمد مباركي، وقرأت أمل محمد علي سيرة الشاعر حسن السوسي، الذي يعد من أعلام الشعر في ليبيا، والتقى حاتم صادق خربيط الدكتور طالب عمران، الذي يعد من أبرز كتاب الخيال العلمي العرب.
وتضمّن العدد مجموعة من الزوايا والمقالات ومن القراءات في الإصدارات الجديدة.
كما احتوى على مجموعة من القصص القصيرة والترجمات.