[إلى كل امرأة جميلة.. في الثلاثين في الأربعين في الخمسين، في كل وقت وكل زمان]
هل ستحتفلين بعيد ميلادك هذا العام؟ باغتها سؤاله.. حمل تلميحا حاولت أن لا تفهمه، وأن تفترض حسن النية وهو ما لم يكن بعادتها!
لماذا لا تحتفل.. وهي التي اعتادت أن تحتفل كل عام.. ثم ما الذي يتغير من عمر الثانية والأربعين إلى عمر الثالثة والأربعين!
هي تدرك جيدا عمرها وتحبه.. وهي على يقين بأن كل عام هو هدية سماوية، وأن ذلك قد يحمل معه بعض التجاعيد التي تعرف تماما كيف تتخلص منها..
ربما عليها أن تكتب قائمة أطول هذا العيد، أن تراقب نوعية طعامها وكميته.. وأن تواظب أكثر على الرياضة، وهدف كل عام أن تقلع عن التدخين.. أو تقلله.
قد تخسر خلال أعوامٍ قليلة أحد أركان أنوثتها التي طالما تذمرت منها.. وستفرح كل مرة متبقية برفقتها كأنها كانت تخشى الحمل..!
هي تكبر وترى نفسها أجمل.. لم تعد تهتم بالكم، كل ما يهمها النوع.. تحب أن تجد أشخاصا طيبين رفقتهم جميلة.. لم تعد تحتاج لنقاشات طويلة وعميقة.. إنها بغنى عن تغيير الكون.. لم يعد أسمى أهدافها أن تحافظ على البيئة وتراعي قطط الحي.. لم يعد يعنيها رأي الناس بها، هي تعمل المطلوب بشكل تراه مناسبا دون تملق أو ترقق..
ستقلل وقت مشاهدة التلفاز.. ماذا يعني أن تعيش داخل مسلسل غيرك بطله؟!
أن تنسى أنك بطل.. بطل هذه اللحظة.. بطل هذه القصة.. إنها قصتك وأنت تختبئ كمشاهد عاجز خلف شاشة وتهدر لحظات قصتك الحقيقية!
هي تقلل من الوقت المهدور في قضايا كبيرة لا تخص دائرتها الصغيرة.. ستركز في قضاياها الصغيرة.. قصصها وحدها.. لن تفكر عميقا في الليل لتجد حلولا لصديقتها التي يستغلها زوجها.. لن تتعب نفسها بملاحقة دراسة ابنها الذي أوشك أن يتمم العشرين، وستعد طعاما تجده طيبًا وسيأكلونه جميعا دون حفلة تحقيق الأمنيات التي تحدث كل جمعة.
سترى أمها كل يوم أو يومين.. ورغم تكرار الأحاديث وبعد المسافة، لأنه ربما اليوم الذي تهرب منه منذ زمن قد اقترب..
في العام الماضي أخرجت من دائرتها صديقة قديمة.. وجدت أن كل ما تحصل عليه منها هو التذمر.. وسئمت.. سئمت أن تحاول أن تزيّن الدنيا في عينين غير عينيها، وشعرت بأنها تسحب من المتبقي من حماسها لتمنحها إياه.. بدأ حماسها وهمتها تقل.. فابتعدت بلباقة.
وستقول شكرا كل يوم.. ستكون ممتنة.. إلى جسدها الذي لم يخذلها.. إلى زوجها الذي يحتوي تقلب مزاجها ويعرف كيف يضحكها حين يعجز العالم.. إلى عمل حماها من حاجة.. وإلى طبيب تجميل يبرع بأن يصغرها عاما في كل زيارة!
(الأردن)