تأجيل العمل الفني لقوس النصر للسنة المقبلة
أجِّل العمل الفني التغليفي لقوس النصر في باريس، الذي كان سينفذه الفنان كريستو، في خريف 2020، وفق ما أعلن مركز الآثار الوطنية في فرنسا، الخميس، بسبب أزمة فيروس كورونا.
واتخذ هذا القرار كل من كريستو، الفنان البلغاري الذي يعيش في نيويورك، ومركز الآثار الوطنية، ومركز بومبيدو.
وسيقام العمل الفني التغليفي لهذا النصب الشهير من 18 أيلول/ سبتمبر إلى 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، بعد عام واحد من التواريخ التي حددت في البداية.
وكان من المقرر افتتاح معرض في مركز بومبيدو، بعنوان "كريستو إيه جان كلود. باري!"، في منتصف آذار/ مارس، تحضيراً للحدث، إلا أن إجراءات الإغلاق في فرنسا حالت دون ذلك.
وسيعاد تنظيم المعرض "بمجرد أن يتمكن مركز بومبيدو من استقبال الزوار مرة أخرى".
ويقدم هذا المعرض الذي يعتبر بمثابة تكريم للفنان كريستو وزوجته، جان كلود، الفترة الباريسية من عمل الزوجين، بالإضافة إلى مشروعهما "لو بون نوف أمباكوتيه"، وكل الأعمال التحضيرية، على مدى عشر سنوات، لإنجاح هذا المشروع الخلاق. ويتتبع المعرض كل المفاوضات التي أجريت مع شخصيات سياسية فرنسية، بمن فيهم رئيس بلدية باريس السابق، جاك شيراك، لتحقيق ذلك المشروع غير العادي.

أوبرا "لا سكالا" تأمل استئناف العروض في أيلول
خسرت دار "لا سكالا" الإيطالية في ميلانو 23 مليون يورو من العائدات، منذ بدء انتشار وباء كوفيد – 19، وتأمل في أن تتمكن من استئناف عروضها في أيلول/ سبتمبر، على ما قال مديرها الفرنسي، دومينيك ميير. وأوضح ميير عبر محطة "راي نيوز 24": "خططنا لتقديم لحن فيردي الجنائزي في لفتة إلى العائلات التي تضررت، وإلى الموتى".
وأضاف ميير، الذي وصل منذ أشهر قليلة إلى الدار الشهيرة، بعدما أمضى عشر سنوات في أوبرا فيينا "ثم سنعرض السمفونية التاسعة لبيتهوفن، وهي رسالة أمل. وفي الخريف عرض لا ترافياتيا". وأوضح "يجب أن نتحلى بالواقعية".
حضرنا هذا البرنامج في حال كان ممكناً تحقيقه، إذ أن التباعد الاجتماعي ممكن في متجر صغير، أو مطعم، لكنه صعب جداً في قاعة تتسع لألفي شخص، و350 شخصاً يعملون فيها".
وأشار إلى أن دار "لا سكالا" خسرت 23 مليون يورو حتى الآن من إيرادات بيع البطاقات، بسبب إلغاء حوالى 150 عرضاً، فضلاً عن أمسيات خاصة، لكنه لا يزال يأمل بعدم تسجيل عجز.

"معرض المستقبل" بتقنية الواقع الافتراضي
عدَّت إحدى أبرز قاعات العرض الفنية في العالم أنها ابتكرت "معرض المستقبل"، مع افتتاح برنامج يقدم بالواقع الافتراضي، يضم مجموعة من نجوم الفن المعاصر. وتتيح قاعة "هاوزر أند فيرس" زيارة معرضها الضخم الجديد في جزيرة مينوركا الإسبانية، الذي لن يفتح فعلياً حتى العام المقبل، عبر أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية.
ويضم المعرض الذي يحمل عنوان "بيسايد إتسلف" أحد العناكب العملاقة للأسطورة الفرنسية، لويز بورجوا، وعملاً لجيني هولزر، وبول مكارثي، وبروس ناومان، وتشارلز غاينز، وإلين غالاغر، ومايك كيلي، ولورنس وينر، الذي ألهمت أعمالها اسم المعرض. وأوضح عملاق الفنون الذي يتخذ في سويسرا مقراً له أنه استثمر بشكل كبير في تقنية الواقع الافتراضي، والمجسمات، وأنشأ "آرت لاب" في لوس أنجلوس، واعتمد على التقنيات الثلاثية الأبعاد المستخدمة في الهندسة المعمارية والبناء وتصميم ألعاب الفيديو.
وفيما تقدم المتاحف في أنحاء العالم جولات افتراضية خلال تدابير الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا، قالت مجموعة قاعات العرض الفنية هذه إنها اتخذت منحى مختلفاً.
وقال مؤسسها، إيوان فيرس، لوكالة فرانس برس "مثل بعض أفضل الاختراعات يأتي هذا من الحاجة والضرورة".
وأضاف إنهم عملوا على تسريع وتيرة إقامة المعرض عندما انتشر الفيروس، مدركين أن عدداً كبيراً من الأشخاص سيحتجزون في مفردهم في المنزل. ويمكن زيارة المعرض من خلال موقع المتحف الإلكتروني.

إدواردو كوبرا: أعيد النظر كلياً في طريقة عملي الفني
مع استحالة الرسم في الشارع، بسبب انتشار باء كوفيد - 19، انخرط البرازيلي، إدواردو كوبرا، أحد أهم فناني الجداريات في العالم، في العمل التكافلي، مع تحضيره مشاريع جديدة في محترفه الفني.
ويشكل الوضع الراهن تحولاً جذرياً للفنان الذي رسم جداريات في أكثر من 40 بلداً.
ويقول الرسام لوكالة فرانس برس، وهو محجور في بلدة إيتو الصغيرة على بعد مئة كيلومتر من مسقط رأسه ساو باولو "لم يسبق لي أن شعرت بهذا الهدوء". بملابسه وقبعته السوداء يشكل الفنان نقيضاً للوحاته الملونة.
ويوضح الفنان البالغ 44 عاماً، الذي اشتهر بلوحة جدارية ضخمة أنجزها لمناسبة دورة الألعاب الأولمبية في ريو العام 2016 "أن أعمل في الشارع، وأعتمد على الشارع. عليّ أن أعيد النظر كلياً في طريقة عملي الفني".
وضمت لوحة "أتنيات" الجدارية هذه، التي بلغ ارتفاعها 15 متراً، وامتدت على 170 متراً، وجوه رجال ونساء من شعوب أصلية في القارات الخمس. أما مشروعه الجديد، فيحمل عنوان "التعايش"، ويتغنى فيه أيضاً بالتنوع.
ويمثل هذا الرسم الذي ينجزه في محترفه الفني خمسة أطفال في خمس قارات، ينتمون إلى خمس ديانات، هي المسيحية، والإسلام، والبوذية، واليهودية، والهندوسية. وينوي إنجاز هذا الرسم على جدار مدينة ما في العالم، بعد انتهاء الحجر. لكن في انتظار ذلك، قرر إطلاق حملة لجمع التبرعات لفئات ضعيفة في مواجهة وباء كوفيد – 19، من خلال إنجاز سلسلة من الأعمال بتقنية الطباعة الحريرية (سريغرافيا)، مرقمة ستسحب بالقرعة في الأول من أيار/ مايو.
وللمشاركة في القرعة، ينبغي شراء حزمة تحوي مواد غذائية وسلعاً أساسية ستوزع على مشردين في ساو باولو. وسمحت المبادرة حتى الآن بتمويل أكثر من 11 ألف حزمة بقيمة 22.5 ريال برازيلي (حوالى خمسة دولارات). وستتولى منظمة "أعرف حقوقي" غير الحكومية توزيع هذه المساعدة، فضلاً عن هيئة "نيسي" للفنون.
ويوضح كوبرا، الذي ترعرع في حي شعبي في ساو باولو، "نحن الذين نملك سقفاً فوق رؤوسنا نشعر بالخوف، فكيف بالحري المشردون في الشارع". ويضيف "لا ينفع أن نبقى منعزلين، ولا نهتم بالآخرين". ويكفهر وجه الرجل، الدائم الابتسام عادة، عند التحدث عن ضعف جزء كبير من سكان البرازيل في مواجهة فيروس كورونا المستجد، الذي أسفر عن 5446 حالة وفاة، وفق الحصيلة الرسمية الأخيرة.
ويشكل الوضع في هذا البلد البالغ عدد سكانه 210 ملايين نسمة مصدر قلق، إذ أن الرئيس اليميني المتطرف، جايير بولسونارو، يخفف من خطورة الوباء، مشككاً في اجراءات العزل التي اتخذها حكام ولايات البلاد.
ويقول الفنان، صاحب آلاف الأعمال في العالم "لا يفلت أي بلد من الوباء. نرى السياسيين يتخبطون في ما بينهم، إلا أن ثمة تعبئة في صفوف المجتمع المدني لمساعدة أفقر الأحياء". ويؤكد الفنان الذي أنجز أكبر جدارية في العالم في ساو باولو "الناس البسطاء هم محرك البرازيل. حان الوقت لبلادنا لتهتم بهم من دون توفير أي جهد لمساعدتهم".

(أ.ف.ب ـ رويترز ـ د.ب.أ)