جاءت الندوة ضمن برنامج "ضيف المنتدى"، وهي فكرة طرحها الروائي والناقد السوداني عماد البليك تقوم على استضافة شخصية فنية أو أدبية، وبدأ المشروع مع الأهدل، بمشاركة كل من الناقد العراقي صبري مسلم، والناقدة العراقية وجدان الصائغ، والناقد العراقي سعد التميمي، والشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي، والناقد الأردني عاطف الدرابسة، والأديب السوري صبري يوسف، والشاعرة والناقدة اللبنانية دورين نصر، وأدار الندوة رئيس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح، حميد عُقبي.
استهل البليك الندوة مشيرًا إلى أن تجربة وجدي الأهدل ذات فضاءات ثلاثة تقوم على البعد الرسالي والالتزام تجاه المشروع الإبداعي والقضايا الإنسانية والفكرية، وثمة بعد ثان يقوم على منهجية ما بعد الحداثة في الرواية العربية، معتبرًا أن رواية "قوارب جبلية" من الروايات التي دشنت هذه المرحلة في الأدب العربي، كما أشار إلى فضاء ثالث هو البعد الإنساني في شخصية وجدي وعلاقاته مع المجتمع والوسط الأدبي والثقافي عامة.
وفي إجاباته على الأسئلة التي طرحت في الندوة، أثنى الأهدل على فكرة الندوة وقال إنه يعتبرها من أهم الندوات في حياته، مبينًا في سياق إجاباته أنه تأثر بنجيب محفوظ وقرأ له مبكرًا. وردًا على سؤال حول الواقعية السحرية في أدبه قال إن اليمن برمته يعيش في واقعية سحرية، وكشف النقاب عن أنه يستوحي قصصه وكتاباته من حكايات واقعية يعيشها ويسجلها.
وفيما أجمع المشاركون في الندوة على ولاء الأهدل للمكان اليمني وصنعاء بالتحديد التي لم يهجرها، قال هو نفسه بهذا الصدد إن الكاتب يغترف من بئر المكان، ويكتسب حيويته منه. ومجيبًا عن سؤال حول عدم اهتمامه بالعودة لقراءة أعماله، قال إن الكاتب يجب أن يقطع علاقته العاطفية بأعماله كي يستطيع أن ينتج الأفضل. كما تحدث عن دور العقل الباطن أو اللاوعي في الإجابة على بعض الأسئلة المستعصية في الكتابة.
وأتت الندوة على مفاهيم مثل نظرية التلقي، وإشكاليات القراءة في المجتمعات العربية، وعلى قضايا الحريات الأدبية، وطاقة الكتابة نفسها.