يستقي قطبي هويته من ثقافته وتراثه الأصليين، حيث يستحضر غالبًا زخارف الزليج والسجاد في طفولته، وجمال الخط العربي وتصوّفه ضمن أسلوب عصري وتجريدي.
ويستخدم قطبي لغة الشعراء من خلال تجديد النوع عندما يزاوج بين ريشتهم وفرشاته تحت شعار الصداقة، فكثير من الكتاب يضيفون كلماتهم إلى رسومه المتشابكة، ومن بينهم إيف بونفوا، وميشال بيتور، وإيمي سيزار، وأندريه شديد، وجاك ديريدا، وإدوار غليسان، وليوبولد سيدار سنغور، وأوكتافيو باث، وناتالي ساروت، وغيرهم.
وُلد الفنان المهدي قطبي عام 1951م في العاصمة المغربية الرباط، وترعرع في وسط بسيط، واكتشف مبكرًا ميله إلى الرسم من خلال إنجاز رسوم على حائط مدرسته الثانوية في مدينة القنيطرة.
بعد ذلك، قرر متابعة موهبته في 1967م في الفنون الجميلة في الرباط، وتعززت قناعاته عندما أجرى لقاءً حاسمًا مع الرسام الكبير جيلالي غرباوي، الذي كان يعد أول رسام تجريدي مغربي.
وفي عام 1969م، تابع المهدي قطبي دراسته في فرنسا للحصول بعد ثلاث سنوات، على دبلوم الفنون الجميلة في شعبة الرسم بمدينة تولوز، وواصل تكوينه في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس.
وقام بتدريس الفنون الجميلة في فرنسا والمغرب في الفترة من 1973 إلى 2007، لكنه لم يتوقف أبدًا عن عمله الفني وعرض تحفه في أبرز المتاحف العالمية.