وتؤكد يمنى زيادة كرم، عضو لجنة جناح نهاد السعيد للثقافة، أنّ افتتاح هذا الجناح في ظل الأوضاع الراهنة يحمل رسالة عميقة عن قوة الثقافة وقدرتها على مواجهة التحديات، خاصة مع استمرار التصعيد على الحدود اللبنانية الجنوبية الذي أودى بحياة أكثر من 2600 شخص، معظمهم من المدنيين، وفقًا لإحصاءات وزارة الصحة اللبنانية.
ويأتي هذا المشروع الثقافي ضمن مبادرة أوسع أطلقتها المؤسسة الوطنية للتراث عام 2015، بهدف تأمين موارد مالية مستدامة للمتحف في ظل الأزمة الاقتصادية التي يواجهها لبنان. وقد تكفلت عائلة السعيد بتمويل هذا الجناح الذي سيوفر مساحة متعددة الاستخدامات للفعاليات الثقافية والاجتماعية، من معارض ومؤتمرات وندوات وحفلات توقيع كتب.
ويشهد الجناح حاليًا معرضًا فنيًا مميزًا بعنوان "بوابات وممرات سفر عبر الواقع والخيال"، يضم أعمالًا للفنان اللبناني ألفرِد طرزي، إلى جانب مجموعة من اللوحات المرممة والمنحوتات لفنانين لبنانيين بارزين مثل سلوى روضة شقير وشفيق عبود وميشال بصبوص. ويكتسب المعرض أهمية خاصة لطرزي، ابن عالمة الآثار التي عملت في المتحف سابقًا، حيث يقدم من خلال تجهيزاته الفنية المتنوعة تحية مؤثرة لتراث عائلته العريقة في مجال الحرف والتحف الفنية.
ويذكر أنّ متحف بيروت الوطني، الذي افتتح عام 1942، قد صمد أمام تحديات تاريخية عديدة، أبرزها الحرب اللبنانية (1975-1990) التي أجبرته على إغلاق أبوابه مؤقتًا لوقوعه على خط التماس بين شطري العاصمة. وقد استأنف المتحف نشاطه عام 1995 بعد عملية ترميم شاملة، ليواصل دوره كمنارة ثقافية في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا التوسع يأتي في إطار خطة طموحة لتطوير المتاحف اللبنانية وتعزيز دورها في حفظ التراث الثقافي وتوثيقه، حيث سيستضيف الجناح الجديد معارض دورية تسلط الضوء على مختلف جوانب التراث اللبناني، بما في ذلك الحرف التقليدية كصناعة النسيج والحرير والفنون الزخرفية التي تعكس ثراء الهوية الثقافية اللبنانية.