}

جديد السينما

ضفة ثالثة 6 مايو 2022

 

فيلم The Girl and the Spider

يعتمد الفيلم الألماني الروائي الطويل The Girl and the Spider- "الصبية والعنكبوت"- تأليف وإخراج مشترك لِـ رومان زُرخير Ramon Zürcher وسيلفان زُرخير Silvan Zürcher، على لغة الوجوه وتعابيرها. إنه فيلم عن الصمت المضمّخ بالكلام، المثقل بالمشاعر والرغبات الدفينة منها، والمجنحة الجريئة المباشرة. لا أحد بريئًا، ولا أحد يبحث عن البراءة بوصفها قيمة اجتماعية، بل ينشغل أبطال الفيلم (مفردة أبطال هنا غير دقيقة على الإطلاق، فلا بطولة لا داخل سردية الفيلم، ولا داخل متن أحداثه)، ينشغل شخوص الفيلم بنقل مشاعرهم مستخدمين ملامح وجوههم ومجسات عيونهم، نحو شتى الاتجاهات والاحتمالات.

متخذًا من حيلة نقل أثاث، ومشروع انتقال من شقة إلى أخرى، يرصد الفيلم المنتج عام 2021، على امتداد (94 دقيقة عرض)، شكل العلاقات بين سكان بنايةٍ ما، بعد أن أصبح سكّان أي بناية ألمانية، حتمًا، متعددي الأعراق ومختلفي بلاد المنشأ.

قطار رغبات لا يتوقف هو الفيلم المرصود لعدد من الجوائز، الحاصل على ست منها بالفعل، منها جائزة أفضل إخراج في مهرجان برلين في دورته الأخيرة، وكذلك جائزة جمعية نقاد السينما الألمانية 2022، وهو قصيدة شعرية عن التغيير والوقت.

جملة واحدة تقول كل شيء: "لا يحدث الكثير ولا يزال هناك شيء ما يحدث دائمًا"، مثقلة بالتناقض، لا تحتاج شرحًا، ولكنها تحتاج إسهابًا في تحديد وجهات المشاعر، ومنصة أهدافها، ودقة نبضها.

لا أحد في بلاد الحرية المحلّقة يواصل الارتباط، المطلّقون يملأون كل حيّز مفتوح. الكل يراقب، والكل يتراقب. العزلة مجازية. العمل الجماعي هل يحيّد العزلة أم يعززها؟ والعمل الجماعيّ هنا هو المساعدة بإعادة تركيب الأثاث في الشقة التي جرى الانتقال إليها. ثمة قوة سلبية سرعان ما تطفو فوق السطح. فجأة يحجم هذا، أو تمتنع تلك، عن المساعدة في حفلة العمل الجماعي.

تفاصيل صغيرة ولكنها عنيدة. لا صراخ، ولا إغلاق أبواب، ولا أواني خزفية مكسورة، مجرد تشويه لفظي للعلاقات المتبادلة دون كسر الأشياء حقًا.

من الوارد، جدًّا، أن لا يجد المشاهد نفسه (خصوصاً المشاهد العاديّ) داخل الحمل الثقيل للشريط من جهة بطء مشاهده، ومحدودية الأحداث فيه. العجوز التي ضُبطت تشتري طعام قطط من المتجر القريب، كشفت، بفعلتها هذه، أنها هي التي خطفت قط الجيران ليوم واحد (تورية جنسية لعلها غير لائقة). بعض المشاهدين كتبوا في التغذية الراجعة حوله، أنهم ظلوا حائرين حول سبب التوصية التي تقول إن الفيلم مناسب للعائلة والأصدقاء والجيران (بعض المشاهد الجريئة وجدت لها مكانًا فيه).

من كان يبحث عن تطورات دراماتيكية، فهو حتمًا لن يستمتع بـ"الصبية والعنكبوت" وهو العنوان الذي لم يُعبّر عنه إلا بمرور عنكبوت لِثانية داخل الشريط.

الكل داخل حركية الفيلم يصطدم بالكل، والأثر الأهم الذي يتركه هو التأمّل.
 

مشهد من The Girl and the Spider



فيلم West Side Story

في استعادة شيّقة لمسرحية شكسبير "روميو وجولييت"، يعاين الفيلم الأميركي الروائي الموسيقي الغنائي الطويل West Side Story- "قصة الحي الغربي"- للمخرج الأميركي المتعِب ستيفن سبيلبيرغ Steven Spielberg عن قصة لكلٍّ من توني كشنير وآرثر لورينتس، مآلات علاقة حب بين فتاة أميركية من أصول بورتريكية يتكلم أهلها، إضافة للإنكليزية المكسّرة، اللغة الإسبانية، وشاب أميركي من أصول إيرلندية أنجلوساكسونية، ولكن، وعلى عكس نهاية المسرحية الشكسبيرية، يموت العاشق ولا تشاركه العاشقة لحظة الرحيل المأساويّ نفسها، بل تحيا لتبقى شاهدة على بدايات تعرّف أميركا على هوياتها، وتوضيبها شكل تناغمها مع مكوناتها. إنها قصة البيض والملوّنين مرّة ثانية.

ماريا التي تؤدي دورها الممثلة نتالي وود، تخطف قلب توني الذي يؤدي دوره الممثل ريتشارد بايمير، لتبدأ خيوط التراجيديا العاطفية المحملة بدلالات إنسانية حول العنصرية والتعايش والأمل واختلاف مخارج حروف اللغة الاستعمارية الفوقية، في شريط أحداث طويل (153 دقيقة) تجمّله الموسيقى وتسند خطه الدراميّ.

في الفيلم المنتج نهاية العام 2021، بعد أن تعذّر إنتاجه عام 2020، بسبب الجائحة، هدم وبناء، حب وكراهية، تسامح وانتقام، استعادة منتقاة لسردية "روميو وجولييت" مع تغيير بأسباب منع الحب، والتقاط الحياة أنفاس المسرّات.

في الفيلم المتجدد من نسخة أولى أُنتجت عام 1961، إلى ذلك، استعادة رشيقة لزمن عصابات نيويورك. بحث أميركا عن الجامع المشترك بين هوياتها. وفيه وقوع في حب الاسم (ماريّا) قبل صاحبته، ليصبح ذلك الاسم أغنية وتميمة قدر وشجن هُيام.

مشهد من West Side Story



فيلم Seal of Desire

يعتمد الفيلم الأميركي الروائي الطويل Seal of Desire- "دمغة الرغبة"- تأليف وإخراج وبطولة ماركيس ماكفادين، على عنصر التشويق الدلالي، بوصفه حاملًا معقولًا لفرصة نجاحه، في سياق التعويض عن عدم عمق فكرته. ولكن من قال إن السينما لا تنهض إلا بالأفكار العميقة؟

يستخدم مالكولم كينغ (ماركيس ماكفادين نفسه)، عالم النفس الجذاب والمتخصص في علاج الأزواج، مهاراته البديهية لفضح الأزواج المخادعين وإغواء زوجاتهم المحطمات القلوب. لكن اللاعب يصبح بيدقًا عندما يلتقي بامرأة قادرة على ضربه في لعبته الخاصة، وتصبح الخطوط الفاصلة بين الحب والثقة والعاطفة والهوس غير واضحة.

الفيلم من إنتاج 2022، وهو غير عائلي، ولم تحتشد دقائقه الـ 106 بأحداث تعوّض غرقه بمرضية الفكرة الساكنة عقل المعالج الواقع في غرام نفسه، المالئة عليه وجدانه، قبل أن يحرّره الحب من حبائل الرغبة القاتلة.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.