يقود المخرج دوغال ويلسون، الذي خلف بول كينغ في إخراج السلسلة، دفة هذه المغامرة الجديدة التي تجمع نخبة من النجوم. ويعود هيو بونفيل وإيميلي مورتيمر إلى دوريهما كعائلة براون، وتنضم إليهما النجمة الحائزة على الأوسكار أوليفيا كولمان في دور راهبة غريبة الأطوار، والنجم الإسباني أنطونيو بانديراس في شخصية قبطان مغامر.
تدور أحداث الفيلم حول رحلة بادينغتون، الدب الذي يتميز بمعطفه الأزرق وقبعته الحمراء، إلى موطنه الأصلي بيرو لزيارة عمته لوسي. وسرعان ما تتحول الإجازة العائلية إلى مغامرة شيقة للبحث عن مدينة إلدورادو الذهبية الأسطورية، في رحلة تجمع بين السحر والمرح والمغامرة.
يحمل الفيلم الجديد على كاهله إرثًا ثقيلًا من النجاح، إذ حقق الجزءان السابقان من السلسلة، اللذان صدرا في 2014 و2017، إيرادات تجاوزت 500 مليون دولار عالميًا. هذا النجاح الكبير يضع ضغطًا على المخرج ويلسون الذي عبر عن قلقه وأمله في أن يلقى الجزء الثالث استحسان الجمهور.
وتعود قصة بادينغتون إلى عام 1958، حين ابتكرها الكاتب الإنكليزي مايكل بوند، الذي رحل عن عالمنا في 2017 عن عمر 91 عامًا. وقد سحرت مغامرات الدب اللطيف الأطفال في خمسة عشر كتابًا، بيع منها أكثر من 35 مليون نسخة وترجمت إلى ما يزيد عن 40 لغة، قبل أن تتحول إلى مسلسل تحريكي على شبكة "بي بي سي" في السبعينيات.
يرى بونفيل، الذي عاد لتجسيد شخصية السيد براون، أن سحر بادينغتون وحظه العاثر لم يتغيرا، واصفًا لمّ شمل العائلة في هذا الجزء بأنه "مميز للغاية". ويؤكد المخرج ويلسون أن ما يميز الشخصية هو "نظرتها الجميلة إلى الحياة وتفاؤلها الكبير، وقدرتها على رؤية أفضل ما في الآخرين".
ويمثل هذا الفيلم تحديًا جديدًا للسلسلة، إذ ينقل الأحداث من شوارع لندن المألوفة إلى غابات الأمازون الساحرة، مما يفتح آفاقًا جديدة للمغامرة والاكتشاف. وتعد عودة بادينغتون إلى جذوره فرصة لاستكشاف أصول الشخصية وتعميق علاقتها بتراثها البيروفي.
وتجدر الإشارة إلى أن نجاح سلسلة بادينغتون يتجاوز مجرد الأرقام في شباك التذاكر، فقد أصبح الدب اللطيف رمزًا ثقافيًا بريطانيًا، يجسد قيم الترحيب والتسامح والتفاؤل. وقد ظهر ذلك جليًا في مشاركته في احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية، حيث شارك في مشهد مؤثر مع الملكة الراحلة.
ومع اقتراب موعد عرض الفيلم، يترقب عشاق السلسلة حول العالم عودة صديقهم المحبوب في مغامرة جديدة تعد بمزيج من الدفء العائلي والمغامرة المثيرة، مع الحفاظ على روح الدعابة والتفاؤل التي جعلت من بادينغتون شخصية محبوبة عبر الأجيال.