في خطوة ملفتة تجمع بين الفن والصحافة، تستعد وكالة فرانس برس لافتتاح أول صالة عرض فوتوغرافية لها في قلب العاصمة الفرنسية باريس. يأتي هذا الحدث الفريد متزامنًا مع الذكرى الثمانين لتحرير المدينة من الاحتلال النازي، ليسلط الضوء على لحظات فارقة في تاريخ فرنسا المعاصر.
سيحمل المعرض الافتتاحي عنوان "باريس 1944: أسبوع في آب/ أغسطس"، ويفتح أبوابه للجمهور في مقر الوكالة بساحة البورصة. سيستمر المعرض حتى الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، متيحًا للزوار فرصة استكشاف صور نادرة وثّقت لحظات التحرير التاريخية، وذلك من الأربعاء إلى السبت بين الساعة 11 صباحًا و6 مساءً.
تكشف مارييل أود، مديرة مشاريع الصور في الوكالة، عن الهدف الطموح من وراء هذه المبادرة قائلة: "نسعى لإخراج كنوزنا الفوتوغرافية من الأدراج وعرضها أمام العالم". وتضيف موضحة حجم هذا الإرث الضخم: "لدينا ما يقارب 6 ملايين صورة تناظرية، منها 350 ألف لوح زجاجي، إضافة إلى 20 مليون وثيقة رقمية. إنه إرث تاريخي وفني يستحق المشاركة مع الجميع".
يجمع المعرض الافتتاحي بين عدسات المحترفين في الوكالة وصور التقطها هواة، مستعرضًا مزيجًا فريدًا من اللقطات التي وثقت اللحظات الحاسمة في تحرير باريس. وتشير الوكالة إلى أن العديد من المصورين المحترفين والمراسلين الحربيين شاركوا في توثيق المعارك الأخيرة وسط العاصمة، بينما تمكن الباريسيون العاديون من إخراج كاميراتهم المخبأة منذ حظر التصوير في الهواء الطلق عام 1940.
يُذكر أن هنري مامبريه، وهو مقاوم فرنسي، لعب دورًا محوريًا في تنسيق التقارير المصورة خلال فترة التحرير، ليؤسس لاحقًا قسم التصوير الفوتوغرافي في وكالة فرانس برس. هذه الخطوة مهدت الطريق لتصبح الوكالة واحدة من أكبر ثلاث وكالات أنباء عالمية.
اليوم، تضم وكالة فرانس برس فريقًا متنوعًا من 2600 موظف ينتمون إلى 100 جنسية مختلفة. وتقدم خدماتها الإخبارية بست لغات، مغطية مجموعة واسعة من الوسائط الإعلامية من نصوص وصور وفيديوهات ورسومات بيانية وتسجيلات صوتية.
مع افتتاح هذه الصالة، تفتح وكالة فرانس برس صفحة جديدة في تاريخها، متيحة للجمهور فرصة فريدة لاستكشاف الماضي من خلال عدسات شاهدة على التاريخ، ومؤكدة على الدور الحيوي للصورة في توثيق اللحظات الفارقة في مسيرة الإنسانية.