يقدم كاس مودّه وكريستوبل روفيرا كالتواسر في هذا الكتاب (176 صفحة) تحليلاً للشعبوية ببعديها النظري والعملي، وبصفتها أيديولوجية تشطر المجتمع إلى معسكريْن متخاصميْن: «الشعب النقي» مقابل «النخبة الفاسدة»؛ وهي تضع الإرادة العامة للشعب فوق أي اعتبار. ويصف المؤلفان القوة العملية لهذه الأيديولوجية من خلال مسح يغطّي الحركات الشعبوية في العصر الحديث: الأحزاب اليمينية الأوروبية، والرؤساء اليساريون في أميركا اللاتينية، وحركة حزب الشاي الأميركية. يميط المؤلفان اللثام عن سر نجاح شخصيات شعبوية مثيرة للجدل مثل خوان بيرون، وروس بِرو، وجان ماري لوبان، وسلفيو برلسكوني، وهوغو تشافيز. ويبيّن الكتاب أن الشخصيات الشعبوية لا تقتصر على الرجال الذين يجسّدون القوة، بل قد تشمل النساء الحازمات مثل إيفا بيرون، وبولين هانسن، وسارة بالين، اللاتي نجحن في تبوّؤ مكانة شعبوية، وغالباً عن طريق استغلال مفاهيم التمييز بين الجنسين في المجتمع.
صحيح أن الشعبوية هي جزء من الديمقراطية، إلا أن الحركات الشعبوية تشكّل تحدياً متنامياً تواجهه الديمقراطية. يتناول هذا الكتاب العواقب التي قد تنجم عن هذا التحدّي على المدى الطويل، من خلال مقارنة الاتجاهات السياسية في مختلف البلدان، لأنه يسلّط الضوء على التأثير المذهل للشعبوية في الحياة السياسية والاجتماعية المعاصرة في أوروبا وأميركا اللاتينية والولايات المتحدة الأميركية.

كاس مودّه (Cas Mudde) أستاذ مشارك في كلية الشؤون العامة والسياسات الدولية بجامعة جورجيا، وهو باحث في مركز الأبحاث بشأن التطرّف بجامعة أوسلو. يركز في بحوثه على النزعات المتطرّفة والشعبوية في أوروبا والولايات المتحدة. حائز جائزة البحث المقارن في علم الاجتماع في عام 2008 عن كتابه أحزاب اليمين الراديكالية الشعبوية في أوروبا، الصادر في عام 2007. له العديد من الكتب والمقالات المتخصّصة في دراسة الشعبوية، من أهمها كتاب الشعبوية في أوروبا وفي الأميركتين: تهديد للديمقراطية أم تصحيح لها؟ (حرّره بمشاركة كريستوبل روفيرا كالتواسر) وصدر عام 2013.

كريستوبل روفيرا كالتواسر (Cristóbal Rovira Kaltwasser) أستاذ باحث مشارك في كلية العلوم السياسية بجامعة دييغو بورتاليس بسانتياغو في تشيلي، وباحث مشارك في مركز دراسات الصراع الاجتماعي - التماسك المجتمعي. حاز الدكتوراه في عام 2008 من جامعة هومبولت في برلين. يكمن مجال اهتمامه البحثي الرئيس في السياسة المقارنة. ألَّفَ مع كاس مودّه بعض الكتب والمقالات. 

سعيد بكار، أستاذ اللغة العربية في ثانوية الشيخ محمد الأغظف بطانطان بالمملكة المغربية. ينجز أطروحة دكتوراه في «الشعبوية في الخطاب السياسي المغربي». حاز الماجستير من جامعة ابن زهر بأغادير في تخصّص تحليل الخطاب (2012).

محمد بكار، أستاذ اللغة الإنكليزية في الأقسام التحضيرية في ثانوية لسان الدين بن الخطيب بمدينة العيون بالمملكة المغربية. حاز الماجستير من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس متخصصاً في الدراسات اللغوية التطبيقية والبحث في التعليم العالي.