}
صدر حديثا

"الجذور والتراب".. حوار عن القدس والمنفى والعودة الصعبة

26 أبريل 2020
صدر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" (الدوحة/بيروت)، ضمن سلسلة "ذاكرة فلسطين"، كتاب جديد بعنوان "محمد أبو ميزر (أبو حاتم): الجذور والتراب" للباحث صقر أبو فخر، وهو حوار عن القدس والمنفى والعودة الصعبة، عقده أبو فخر مع أبو ميزر في بيروت، وفي فندق كاڤاليه بالتحديد، وعلى مدى جلسات عديدة، بدءاً من صيف 2018 وحتى صدوره مؤخراً في 236 صفحة من القطع الكبير وغلاف أنيق بصورة لمحمد أبو ميزر. إنه حوار عن القدس لأنها مدرج نشأته وعن المنفى لنزوحه عن فلسطين وهو في الرابعة عشرة من عمره.
يمهّد أبو فخر لحواره بقوله إنه حين يُحرم المرء من بيته، قسراً وعسفاً وغصباً، يتحوّل البيت فردوساً مفقوداً مطرّزاً بالمخيّلة، وبأبهى عناصر التشكيل والتكوين والتلوين، إذ إنّ تراجم النفس، أي السِيَر الذاتية، إذا لم تكن كشفاً عن المسكوت عنه، وإزاحة للأستار عن الأسرار، فإنّ قيمتها تبقى محدودة.
هذا الحوار مع محمد أبو ميزر هو بالتأكيد نوع من السيرة؛ إنه سيرة حوارية تكشف الكثير من خفايا السياسات الفلسطينية التي عرفها أبو حاتم، أو اكتشفها في سياق نضاله الوطني، أو شارك في صنعها منذ التحاقه بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في 1962. إنه حوار استعادة للمكان الأصلي، القدس، والجولان في المنفى، على مدى نحو من نصف قرن من الزمان.
كان مولده في الخليل عام 1936 ثمّ انتقل مع عائلته إلى القدس عام 1944، وهناك درس قبل انتقاله إلى جامعة القاهرة، وفيما انتمى عام 1951 إلى حزب البعث فقد خرج منه عام 1961 إثر الانفصال إلى ليبيا فالكويت حيث التحق بحركة فتح إثر لقائه برفيقه البعثي فاروق القدومي (أبو لطف) وزوجته البعثية نبيلة النمر، وكان أبو لطف قد سبقه في الانتماء إلى فتح. في 1963 انتقل إلى الجزائر إثر استقلالها مباشرة فالتقى هناك بخليل الوزير (أبو جهاد)، فاتخذت علاقته بحركة فتح طابعاً تنظيميّاً ثابتاً. وفي الجزائر تعرّف إلى معظم قادة الثورة الجزائرية والتقى تشي غيفارا في أثناء زيارته الجزائر عام 1964. في 1968 عيّنته فتح أول ممثّل لها في أوروبا على أن تكون باريس مقرّه وفيها صاغ بيان "الدولة الديمقراطية العلمانية" في فلسطين وهو الذي صار أحد ركائز الالتزام الفلسطيني في شأن تحرير فلسطين ومستقبل اليهود في دولة فلسطين الحرّة والديمقراطية والعلمانية.
من مولده في الخليل إلى نشأته في حارة النصارى في القدس ومنه في 1956 إلى جامعة القاهرة عبر مطار قلنديا، ولم يرَ القدس منذ ذلك الحين حتى 1997 حين عاد إليها مع زوجته ميّ الصايغ.
من إيمانه بالوحدة العربية انضمّ أبو ميزر إلى حزب البعث وبدأ بقراءة الفلسفة الوجودية، ثم كان لقاء ميشيل عفلق في القاهرة عام 1959 فالانتقال إلى الكويت والانضمام إلى حركة فتح، وحضور مؤتمرها الأول إثر حرب حزيران/يونيو 1967 في منطقة ركن الدين في دمشق، وتحديداً في بيت خليل الوزير (أبو جهاد)، بحضور ثمانية وعشرين شخصاً بمن فيهم خالد الحسن (أبو السعيد) ومحمود مَسْوَدة. وبعد ذلك إلى باريس والمناداة بالدولة الديمقراطية العلمانية وعقده حوارات مع مكسيم رودنسون وجاك بيرك وغيرهما، ومشاهدته عن كثب ثورة الطلاب في أيار/مايو 1968، وتعرّفه على فؤاد الشمالي (1934-1972)، وتسليمه بيان حركة فتح عن الدولة الديمقراطية إلى وكالة الأنباء الفرنسية AFP ليلة 31/12/1968 وإذاعته صباح 1/1/1969.
صوب نهاية الحوار كان لا بدّ من العودة إلى المنشأ، إلى المشرق، وكشف أسرار وحقائق ووثائق يوردها في نهاية حواره ويعيد النظر محمد أبو ميزر في تجربته فيرى أن قضية فلسطين طالت في الزمن وتطاولت جداً وأن الأوان قد حان لوضع حد لآلام الفلسطينيين.
هذا الحوار الغني هنا تحفيز الذاكرة على التذكّر في سياق متتابع وتوليدي، وكانت غاية أبو فخر منه تسجيل خلاصة الخبرة الطويلة لمحمد أبو ميزر، أبو حاتم، في الحياة وفي السياسة، وفي المصائر المتعاكسة للناس الذين عرفهم وعمل معهم، وفي الأماكن التي عاش فيها وغادرها إلى أماكن جديدة، مع إقرار المؤلف أن التاريخ الفلسطيني عبارة عن كتابة تراكمية دائمة.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.