}
صدر حديثا

"الهويّة الجماليّة للرواية العربيّة.. رؤية ما بعد استعماريّة"

9 مايو 2020

تواصل د. شهلا العجيلي، الروائية والناقدة والجامعية، مشروعها الثقافي، وهذه المرة بإصدار كتاب نقدي جديد بعنوان "الهويّة الجماليّة للرواية العربيّة.. رؤية ما بعد استعماريّة" والذي تقارب فيه علاقة النصّ الروائيّ العربيّ منذ نشأته في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بسياقاته الثقافيّة، إلى تحوّل الدولة الدينيّة إلى دولة قوميّة، وما نتج عن ذلك من تغيير في شكل النصّ الروائي، أي الحالة الليبراليّة التي تشكّلت فيها هويّة النصّ الروائيّ العربيّ على أساس الفرديّة في الرؤية الجماليّة، والخروج من صناديق التيّارات والمدارس بمعاييرها الجماليّة المتعارف عليها، لا سيما خلال تسعينيّات القرن العشرين، وصدر الألفيّة الثالثة.
ويتوقف الكتاب أيضًا عند علاقة النصوص بالمجتمعات العربيّة في تحوّلها السريع بعد الحراك الثوريّ الذي بدأ في مطلع العقد الثاني من الألفيّة الثالثة إلى مجتمعات بلا مرجعيّة، بعد أن قوّضت سلطاتها الديكتاتوريّة التاريخيّة، وعمدت إلى فكرة (قتل الأب)، عمليًّا لا رمزيًّا فحسب، فتحوّلت هذه المجتمعات في فترة لا تتعدّى السنوات الخمس إلى مجتمعات تذويتيّة، أي تصنع مرجعيّاتها بشكل ذاتيّ، ومؤقّت، ومجزوء، وبراغماتيّ، بعد أن تخلّصت من مرجعيّاتها السابقة الكليّة، المتمثّلة بالسلطة السياسيّة الصادرة بشكل أو بآخر عن أيديولوجيا كبرى.
وتحرص شهلا العجيلي بوعيها النقدي على أن الرواية هي الشكل الفني الذي عبر عن الهجنة المعرفية التي نشأت عن صدام وعيين جماليين مختلفين، عربي وأوروبي، الذي أفضى في ما بعد التنوير، إلى التخلي عن الوعي القديم التراثي النهضوي، وإلى اختيار الشكل الفني الأوروبي الجديد، حيث المغايرة تبدأ عنيفة في مراحل الثورة على الوعي الجمالي الأقدم، فقد جاءت النصوص المبكرة تحاول قطيعة معرفية مع القديم، وتستسلم لوعي الحداثة الجديد، لكنها شيئًا فشيئًا بدأت تقترب من أسئلة مجتمعها العربي، وتستفيد من تراثه السردي المتعلق بالثقافتين العالمة وغير العالمة، وتوظف كلًا من السمات الأنثروبولوجية للنسق وما تحت الأدبي فيه، في هذا الشكل الروائي الجديد.
وهكذا سارت المغامرة الجمالية للرواية في خط مواز للمغامرة الاجتماعية، فتحولت الرواية العربية من مغامرة جمالية إلى تجربة تمتلك الخبرة الجمالية، ويمكن الاحتكام إليها، إذ صارت نماذجها الجمالية معيارية، وصارت بنية دالة على ذاتها، وطالت المسافة الجمالية فيها، بتمايز التجربة الاجتماعية، وبنضج النماذج الجمالية، أي بما يسمى قوة التمييز الجمالي، وقد تركت وراءها صراعات التأصيل والتغريب، وبذلك تكون هذه التجربة الجمالية قد تحولت إلى عنصر في عملية الحياة ذاتها.
ثم يدرس الكتاب الخصائص الجمالية للرواية العربية، بوصفها منتجًا ما بعد استعماري، شكلت ثيمة الهوية عاملًا رئيسًا في صناعة تاريخه، وأن مجموعة الحكايات التي تكون مادة النص الروائي، تصير أدلجة للنسق الثقافي، يتحكم بها موقع الراوي، ولغته، ورؤيته السردية، حيث يصير النص بديلًا للجغرافيا المفقودة أو الجغرافيا الحلم، التي ترجوها نصوص الحراكات الثورية الأخيرة.
صدر هذا الكتاب عن منشورات ضفاف بيروت، ومجاز عمّان، والاختلاف الجزائر، ويقع في 250 صفحة من الحجم المتوسّط، ويضمّ بالإضافة إلى المقدّمة خمسة فصول.
شهلا العجيلي أستاذة مشاركة في الأدب العربيّ الحديث والدراسات الثقافيّة في الجامعة الأميركيّة في مادبا - الأردن، ودرّست قبل ذلك نظريّة الأدب والأدب العالميّ، والأدب العربيّ الحديث وعلم الجمال في جامعة حلب، كما درّست تاريخ الفنّ، وتاريخ العمارة في الجامعة الأوروبيّة في حلب.
لها في النقد: الرواية السوريّة.. التجربة والمقولات النظريّة، والخصوصيّة الثقافيّة في الرواية العربيّة، ومرآة الغريبة.. مقالات في نقد الثقافة، وأبحاث عدّة في الدوريّات العلميّة المحكّمة.
ووصلت روايتها "سماء قريبة من بيتنا" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالميّة للرواية العربيّة (البوكر) 2015، فيما وصلت روايتها "صيف مع العدوّ" إلى القائمة القصيرة للجائزة 2019، وحصلت روايتها "عين الهرّ" على جائزة الدولة الأردنيّة في الآداب 2010 .
كما صدر لها في الرواية "سجّاد عجميّ" 2012، وصدرت لها في القصّة القصيرة مجموعة "المشربيّة" 2005، وحصلت مجموعتها "سرير بنت الملك" على جائزة (الملتقى - الجامعة الأميركيّة في الكويت) 2017، وهي أرفع جائزة عربيّة للقصّة القصيرة، وترجمت أعمالها إلى الإنكليزيّة والألمانيّة والبوسنيّة والأرمنيّة.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.