}
عروض

التصوير الفني في القرآن الكريم: من الجماليّ إلى الحجاجيّ

ميلود عرنيبة

1 أكتوبر 2023
"إن أولى ما أعملت فيه القرائح وعلقت به الأفكار اللواقح، الفحص عن أسرار التنزيل، والكشف عن حقائق التأويل، الذي تقوم به المعالم، وتثبت به الدعائم" (البرهان في علوم القرآن، ج1، ص7)، كما قال الزركشي رحمه الله. وهذا الكلام يبيّن شرف الاشتغال بالقرآن الكريم، وقد استظل بظل هذه الدوحة العظيمة علماء وكتاب قدماء ومعاصرون، فأسيل مداد كثير، وملئت طروس ومكتبات، والقرآن الكريم هو هو؛ معين لا ينضب، "سراج لا يخبو ضياؤه، وشهاب لا يخمد نوره وسناؤه، وبحر لا يدرك غوره" (البرهان، ج1، ص7)، كما وصفه الزركشي، ولا تنقضي عجائبه. والباحث عبد الرحيم وهابي بكتابه موضوع هذا المقال ينضم إلى هذه الكوكبة النورانية التي تتشرف بالانتساب إلى مجال البحث في القرآن الكريم عمومًا، وفي بلاغة إعجازه على الخصوص والكتاب هو "بلاغة التصوير الفني في القرآن الكريم (مقاربة معرفية تداولية)"، صادر عن دار كنوز المعرفة الأردنية في طبعته الأولى 1444هـ/2023م.

1- منطلقات الدراسة وفرضياتها
أولًا: إخلاص النية في خدمة كتاب الله تعالى بجعل البلاغة في خدمة الكتاب العزيز وبيان جماليته ومقاصده.
ثانيًا: الوعي بصعوبة البحث في البلاغة القرآنية، ويرجعه الباحث إلى ثلاثة مبررات؛ أولها هاجس الإتيان بالجديد في ظل ما راكمه البلاغيون القدامى في هذا الجانب، ولا سيما أن البلاغة القديمة نبعت أغلب مباحثها ـ إن لم يكن كل مباحثها ـ من القرآن، والثاني يتعلق بمدى صلاحية المنهاجية الغربية الحديثة في دراسة القرآن الكريم باعتباره خطابًا ربانيًا خاصًا يُباين الخطابات الإبداعية البشرية، والثالث متعلق بما يواجه النظرة النسقية للقرآن من اتهامات المستشرقين له بافتقاده للانسجام.
ثالثًا: النظر إلى القرآن الكريم باعتباره خطابًا منسجمًا تنتظم في سياقه العام المقومات البلاغية الدلالية في تداخل وتكامل مع المقومات اللغوية والتداولية والمعرفية.
رابعًا: النظر إلى جمالية الصورة القرآنية باعتبارها مقومًا لا يكتمل إلا ببيان وظائفها، انسجامًا مع مقاصد القرآن الكريم الذي سخّر كل ما فيه للاستدلال على وحدانية الله تعالى والدعوة للالتزام بما أمر والانتهاء عما نهى.
خامسًا: عدّ النظر إلى الصورة في بعديها التخييلي والتداولي منطلقًا تحليليًا قديمًا وُجد في البلاغة العربية (محسنات السكاكي والقزويني مع بيان الجاحظ وابن وهب)، وعند أرسطو (فن الشعر مع الخطابة).
خامسًا: افتراض إمكانية استثمار البلاغة الجديدة (بلاغة بيرلمان) في دراسة القرآن من خلال توجيه الصورة البلاغية توجيهًا حجاجيًا، والبحث عن وحدة النص السردي في بعد حجاجي.
سادسًا: اعتبار التقاطعات المعرفية الحاصلة بين ما أصله الأصوليون العرب عن انسجام القرآن واتساقه وما صاغوه من كليات وبين الاستعارة التصورية لدى المعرفيّين المحدثين.
ثامنًا: تأطير نتائج الدراسة وخلاصاتها ضمن ما رسّخه الفقهاء والأصوليون من ضرورة استنباط الأحكام الكلية في الأصول والقواعد الكلية في الفقه.

2- العدة المنهجية
ـ تبنّي مقاربة تستحضر البلاغة العامة المنفتحة في امتداداتها الأسلوبية والتداولية، وفي تقاطعها مع النظريات اللسانية والبلاغية والتداولية الحديثة.
ـ اعتماد أسس النظرية المعرفية القائمة على تغيير النظر إلى الاستعارة من اعتبارها قائمة على علاقات استبدالية بين الكلمات كما في البلاغة الكلاسيكية إلى اعتبارها قائمة على علاقات بين الأفكار كما في التصورات الحديثة.
ـ النظر إلى الصورة البلاغية نظرة شمولية تراعي تردّدها وتكرارها في الخطاب القرآني بعيدًا عن النظرة الجئية، من خلال تحليل المقومات البلاغية والأسلوبية والحجاجية والسردية في بعدها التفاعلي وبيان وظيفتها التداولية في الاستدلال على وحدانية الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه.
ـ اعتبار قضية التناسب والملاءمة كما بلورها علماء الإسلام، وربطها بما استجد في علم النص وتحليل الخطاب، وبالنظرية المعرفية في تصوّر معرفي ينبني على أنساق بلاغية كلية في دراسة آيات التمثيل والاستعارة والوصف.

الجانب النظري: قضايا الكتاب وأطروحاته
1 ـ المجاز في القرآن: عرض الباحث مختلف الآراء في هذه القضية بين إثبات المجاز وإنكاره، وكان ميله للرأي المثبت عادًا أن أكثرية علماء الإسلام والبلاغيين توافقوا على اعتبار المجاز والاستعارة والتشبيه والتمثيل من مظاهر إعجاز القرآن، وتبنيه هذا الرأي شكل سندا لهذه الدراسة يثبت جدواها.
2 ـ الصورة القرآنية والنظم: أكد الباحث على أن نظرية النظم أتاحت إمكانية النظر للكتاب العزيز وفق رؤية نسقية تأخذ بعين الاعتبار تلاحم أجائه واتساقها، وفي هذا الإطار نُظر إلى الصورة في تفاعل بين جانبيها الدلالي والنظمي من جهة، ورُبطت بالسياق النصي من جهة أخرى، كما هي الحال عند الجرجاني الذي ربط الصورة البلاغية بمقتضيات النظم ومقاصده. وقد انتهى الباحث إلى أن إعجاز القرآن في تصوّر الجرجاني مزدوج؛ ناتج عن تلاحم بين الصورة الشعرية والنظم.
3 ـ الصورة القرآنية والبيان: ذهب الباحث إلى أن نظرية البيان الجاحظية القائمة على الفهم والإفهام سعت إلى التقريب بين المجاز والحقيقة، وبذلك أخذت الصورة البلاغية بعدًا تداوليًا، وهي تؤدي وظيفة الإفهام، وتقترب من الجدل في دمج التخييل والتصديق في ربقة واحدة.
4 ـ الصورة القرآنية وانسجام الخطاب: يرى بأن علماء الإسلام درسوا جمالية الصورة الشعرية مرتبطة بمباحث أخرى بلاغية وشعرية وتداولية، وتقاطعت كثير من آرائهم مع ما انتهت إليه البلاغة الجديدة (نظرية الحجاج، والأفعال الكلامية، وتداولية الخطاب، والاتساق والانسجام)، وقد طوروا مبحثًا هامًا سطت عليه اللسانيات الحديثة وهو المتعلق بلسانيات النص، واستدل على ذلك بتواتر مجموعة من المصطلحات لدى علماء القرآن والمفسرين مماثلة لما في اللسانيات الحديثة مثل: الاتساق، والتناسق، والتلاؤم، والانسجام، وحسن الارتباط، والمشاكلة، والوحدة، والتناسب... وقد شكل علم المناسبة مبحثًا متقدمًا في لسانيات النص وانسجام الخطاب.
5 ـ الصورة القرآنية والبلاغة الجديدة: يرى الباحث أن التطورات التي عرفها مبحث الاستعارة في البلاغة الجديدة ونظريات تحليل الخطاب يمكن أن تفتح آفاقًا رحبة لتعميق البحث في استعارات القرآن، ولا سيما النظرية التفاعلية بمفاهيمها: النموذج، والأنساق، والشبكات الاستعارية، مما يتناسب مع ما قدمه البلاغيون والأصوليون العرب من إشارات إلى المعاني الكبرى في الخطاب وأساليب انسجامه. ومن هنا فإنه يعدّ المفهوم المعرفي للاستعارة مدخلًا فعّالًا في تأكيد انسجام الخطاب القرآني، من خلال قابليته لأن ينتظم جميع الظواهر الأسلوبية والبلاغية.
6 ـ الصورة القرآنية والحجاج: يأخذ الباحث من بلاغة بيرلمان وتيتيكا في دراسته للصورة القرآنية مبدأ توجيه الصورة البلاغية ـ التمثيل والاستعارة خاصة ـ وجهة حجاجية، تأكيدًا على أنه مبدأ راسخ في القرآن الكريم أيضًا، حيث تتوخّى الصورة تحقيق البيان والإقناع والتأثير، في تضافر بين البعدين الجمالي والإقناعي. ويعتقد أن تناول الصورة بتغييب المقوّم الحجاجي يجعلها مجرد زينة بلا فائدة، وهذا مما لا يجوز في حقّ كتاب الله.

الجانب التطبيقي: سيرورات التحليل ونتائجه
1 ـ الاستعارات التصورية في القرآن الكريم
1 ـ 1 ـ النفس/ شيء فيزيائي، والتحكم في النفس/ تحكم في شيء
وضع الباحث خطاطة ملخصة لهذه الاستعارة قائمة على التقابل على النحو الآتي (مق: تعني مقابل):
شخص (مق) الذات
شيء فيزيائي (مق) النفس
تحكم (مق) تحكم في النفس بواسطة الذات
عدم تحكم (مق) عدم تحكم في النفس بواسطة الذات...

وقدم قراءة تأويلية حجاجية لهذه الاستعارة كما يأتي:
التحكم في النفس (مق) هداية وفوز بالجنة
الانقياد للنفس (مق) ضلال وطريق نحو النار...
واستقاها من آيات عديدة منها قوله تعالى:
﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾، (إبراهيم: 27).
ورصد لهذا التحكم استعارتين:
ـ التحكم في النفس رباط، كما في قوله تعالى: ﴿وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾، (الكهف: 14).
ـ التحكم في النفس سكينة: ومما مثل به قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ﴾ (الفتح: 4).
وفي المقابل، فعدم التحكم في النفس انقياد (لشيء)، ولهذه الاستعارة صورتان أيضًا:
ـ عدم التحكم في النفس اتباع للهوى، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾، (الكهف: 28).
ـ عدم التحكم في النفس فتنة وزيغ، كما في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾، (آل عمران: 7).
ومما خلص إليه الباحث من دراسته لهذه الاستعارة، أن القرآن الكريم صوّر حالات النفس وحركاتها وسلوك الإنسان بين اتباع الهوى أو مقاومته وكبته، فوضع العقل في مقابل الهوى، وجعل النجاة في تجنّب اتباع الأهواء، وسلوك طريق العقل، ولهذا السبب نفهم لماذا حثّ القرآن على إعمال العقل والتدبّر والتفكر في عشرات الآيات، ومن هنا كان السائر بلا هداية من العقل كالحيوان، وكالسائر بلا بصر وبلا سمع، وكان من اتخذ إلهه هواه كالسائر في الظلمات بلا دليل. وهذا ما جسّده هذا التصوير الاستعاري لعلاقة الإنسان بنفسه من خلال التأرجح بين التحكم والانقياد.

1 ـ 2 ـ الأخلاق الفاضلة/ نظافة، والأخلاق المذمومة/ نجاسة
رأى الباحث أن إرساء الأخلاق الفاضلة غاية عليا في القرآن الكريم، ويشكل النسق العام الذي تدور حوله العبادات والمعاملات، وترسّخه أحكام الشرع ومقاصده، وبيّن بأن غايته هي كشف جمالية التصوير التي عبر بها القرآن عن النسق الأخلاقي، وحدد لذلك استعارتين متقابلتين: الأخلاق الفاضلة طهارة، والأخلاق المذمومة نجاسة، وتتفرع عنهما استعارتان أيضًا هما: الأخلاق الفاضلة شفاء، والأخلاق المذمومة مرض.
ـ الأخلاق الفاضلة طهارة: لاحظ الباحث أن عددًا من الآيات ارتبط فيها فعل الطهارة بالنقاء الأخلاقي، وقف عند بعضها بالتحليل، وأدرج الأخرى في الهامش، منها: ﴿وإذْ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وطَهَّرَكِ واصْطَفاكِ عَلى نِساءِ العالَمِينَ﴾، (آل عمران: 42). وسجل بأن الطهارة الأخلاقية وما يتعلق بها من معان استعارية للتقوى والعفة ارتبطت أساسًا بنساء الرسول صلى الله عليه وسلم والنساء المؤمنات، منبّهًا إلى أن هذه الخصوصية لا يمكن فهمها إلا باستحضار وضع المرأة في الجاهلية؛ إذ كانت محتقرة تقتصر وظيفتها على تلبية رغبات الرجل، إلى درجة أنها ارتبطت بالعار وأوجبت وأدها.
ـ الأخلاق المذمومة نجاسة: لاحظ الباحث أن الله تعالى وصف الكفر والشرك، وهو أسوأ ما يمكن أن يملأ قلب إنسان، بالنجس، وسجل أن "النجس" مزدوج المعنى، قد يكون حسيًا يرتبط بالبدن، وقد يكون معنويًا يرتبط بالنفس والقلب، وهذا المعنى محتمل في قوله تعالى مثلًا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا﴾، (التوبة: 28)، كما نبه على أن الكلمة الأكثر استعمالًا في هذه الاستعارة هي "رجس" التي توضع ضد "طهارة"، فالرجس استعارة للشرك، كما في قوله تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾، (الحج: 30).
وبالنسبة للاستعارتين الأخريين، أورد الخطاطة الموضحة الآتية:
الذنب (مق) نجس
مراكمة الذنوب (مق) مرض
الخلق الفاضل (مق) نظافة
مراكمة الفضائل (مق) شفاء...

1 ـ 3 ـ العمل/ تجارة
يرى الباحث أن هذه الاستعارة هي ثمرة الاستعارتين السابقتين؛ فالتحكم والتطهير معا يترتب عليهما العمل؛ فيكون تجارة رابحة إن كان نظيفًا وصالحًا، ويكون تجارة خاسرة إن كان نجسًا فاسدًا، وقد تجسّدت هذه الاستعارة التصورية من خلال معجم تجاري متنوع: الشراء والبيع والربح والخسارة والقرض والميزان والقسط والكيل والقسطاس والكسب والحساب والإنفاق... صيغ في عشرات الآيات التي صوّرت حال الإنسان في الحياة في صورة التاجر الذي يبيع ويشتري، وتتحدّد قيمة ربحه وخسارته حسب نوع سلعته/ عمله.




فهذه الاستعارة قائمة على اعتبار الأعمال تجارة قد تكون مربحة حينما تكون أعمالًا صالحة وفاضلة، وقد تكون خاسرة عندما تكون عكس ذلك، وفي مقدمة النوع الأول الصلاة والإنفاق في سبيل الله.
وقد حلل هذه الاستعارة التجارية تحليلًا تقابليًا على النحو الآتي:
تجارة المؤمنين (مق) تجارة الكفار
مرضاة الله (مق) غضب الله
الربح (مق) الخسارة
الهدى (مق) الضلال
الجنة (مق) النار...

2 ـ التمثيل ووظائفه في القرآن
عرّف الباحث التمثيل كما جاء عند البلاغيين، وبيّن دوره الحجاجي في منظور البلاغة الجديدة بوصفه أداة للبرهنة والاستدلال، وأشار إلى أن العلماء المسلمين سبقوا إلى الانتباه إلى هذه الوظيفة، منهم السيوطي، والترمذي، بل إن الفارابي عده قياسًا عند الجمهور.

2 ـ 1 ـ التمثيل بالمجال الزراعي 
وصاغ له الخطاطة العامة الآتية:
الدنيا (مق) مزرعة
الإنسان (مق) مزارع
الأعمال (مق) بذور
يوم القيامة (مق) يوم الحصاد
وساق مجموعة من الآيات تناولها بالتحليل.

2 ـ 2 ـ التمثيل وبلاغة النور
أشار إلى أهمية استعارة النور في القرآن الكريم، رابطًا ذلك بعناية الجرجاني بها، وقد أكدت أهمية هذه الاستعارة أيضا البلاغة الجديدة إلى درجة أن بول ريكور رأى أن استعارة نور الشمس بمثابة العنصر الثابت في كل استعمال مجازي.
وعدّ من كليات القرآن التمثيل بالنور للإيمان، وبالظلام للكفر، وسجل بأن هذا التمثيل يتحكم فيه منطق التحول، حيث يتحول النور إلى ظلمة، كما في قوله تعالى: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا...، (البقرة: 17-20).

2 ـ 3 ـ بلاغة اللون
وهي امتداد لبلاغة النور والظلمة، ولا سيما اللونان الأبيض والأسود، كما في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ، وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾، (آل عمران: 106-107). وقد حللها تقابليًا كما يأتي:
المؤمنون (مق) الكفار
النور/ الإيمان (مق) الظلمة/ الكفر
بياض الوجوه (مق) سواد الوجوه...

(Getty)

2 ـ 4 ـ التمثيل الحيواني
سجل الباحث أن التمثيل بالحيوان يعزّز الجانب المرئي والمجسد في أسلوب التمثيل، مما يزيد في الإقناع، ووضع لهذا التمثيل خطاطة كما يأتي:
الحيوان (مق) إنسان
غياب العقل (مق) الجهل بحقائق الأمور
الشره واتباع الغريزة (مق) اتباع الأهواء وتغليبها على العقل
السير بدون أهداف في الحياة (مق) الضلال والخسران
ويدخل في هذا التمثيل (مق) الحمار، والكلب. وأشار إلى وجود التمثيل بالحشرات وربطه بالضعف والوهن كالعنكبوت.

2 ـ 5 ـ التمثيل والقصص القرآني
عمل الباحث في هذا المبحث على بيان الارتباط بين التمثيل والقصص القرآني، مبينًا أن الغاية منهما واحدة مستخلصًا أن القصص القرآني يشبه التمثيل من حيث القصد إلى تقديم العبرة وإقناع المتلقين بوحدانية الله، وبقدرته على الحساب والجاء والعقاب، موضحًا أن هذا التقارب يعزّزه ميل القصة القرآنية للإيجاز، لأن غايتها حجاجية إقناعية عبر مكون الاعتبار. وبين أن القصة في ذلك شبيهة بالتمثيل على مستوى التحوّل الذي يسهم في استخلاص العبرة؛ إذ أن أغلب القصص ينتصر في نهايتها الأنبياء وينهزم فيها أعداؤهم من المشركين والكفار. وقد أشار إلى خاصية أخرى من خصائص القرآن وهي تداخل السرد والحجاج؛ فالقصة التي تنصهر في جماليات اللغة والأسلوب القرآني تأتي مصاحبة للبنية الحجاجية، فتكون نهاية القصة في حد ذاتها حجة دامغة تدعو إلى الاعتبار.
وقد انتهى الباحث في هذا الجانب إلى التأكيد على أن إعجاز القرآن البلاغي كامن في هذا الجمع بين السرد والحجاج والتصوير في ربقة واحدة، حيث تتفاعل الأبعاد الدلالية والأسلوبية والتداولية، فتلتقي القصة مع التمثيل في الجمع بين التصوير والسرد والحجاج.

4 ـ الوصف في القرآن الكريم
4 ـ 1 ـ الوصف بين التصوير والحجاج
بعد أن قدّم الباحث تعريفًا للوصف كما عند البلاغيين القدامى، خلص إلى أن الوصف القرآني يتخذ في الغالب شكل خطاب ممتد عبر سلسلة من الآيات المرتبطة التي ترسم لوحات بديعة، تتضافر فيه الأشكال والألوان والهيئات والحركات والأحوال... مع سائر الأشكال البلاغية الأخرى. كما دلّل على أن الوصف في القرآن يأتي موجها بوظائف تداولية/ حجاجية، مجسدًا البلاغة في امتداداتها الواسعة، وأنه يتخذ متواليات من الجمل قد تغطي أحيانًا سورة بأكملها. والوصف باعتباره يسعى إلى تجسيد الظواهر كما هي في الواقع يكون ذا بعد حجاجي، تبعًا لما في البلاغة الجديدة من اعتبار الحقائق والوقائع أول منطلق من منطلقات الحجاج، لأن التصديق بها لا يحتاج إلى تبرير كما في رأي بيرلمان وتيتيكا.

4 ـ 2 ـ وصف العالم ومظاهر الخلق في القرآن
ينطلق الباحث من مخالفة بعض النظريات الروائية الحديثة التي تنظر إلى الوصف باعتباره تعطيلًا للفعل، ويرى بعكسها أن الوصف والسرد عمليتان متلازمتان يسايران معًا تسلسل الكلمات والسيرورة الزمنية للخطاب، يتفاعلان في النص مع احتفاظ كل منهما بوظيفته. ومن خصائص الوصف القرآني أن اتسم بالتركيز على رصد الهيئات في ارتباطها بالحركات والتحولات. واستدل على ذلك بتتبع التحولات الأوصاف الآتية:
ـ الليل والنهار، ومن خلال أفعال: يجري، يكوّر، يسلخ، يولج.
ـ تكوين، من خلال تكوين الإنسان، والحيوان والطير.
ـ البحر بين الحركة والسكون.
ـ الأرض وحركات الموت والحياة، ودور الماء فيها.
ـ يوم القيامة، وما يصاحبه من أفعال وصفية رهيبة: زلزلة، واجتثاث، وطي، ونشر، ورجّ، ونسف، وانفجار...
مؤكدًا في كلّ مرة على مكوّن الاعتبار بوصفه آلية حجاجية كامنة في الوصف.

4 ـ 3 ـ وصف الجنة
أكد الباحث أن وصف الجنة من أبرز المواضع التي هيمن فيها الوصف في القرآن حتى بدت الجنة مجسّدة بكل مظاهرها، بالتركيز على وصف أنهارها، وأحوال أهلها وما ينعمون به من راحة جسدية ونفسية.

4 ـ 4 ـ وصف جهنم
أكد الباحث أن القرآن ـ في مقابل وصف الجنة وأهلها ـ وصف جهنم وأهلها، مركزًا على المشاهد المستمدة من النار، ومن أهمها: العذاب المستمر، والنار المحيطة، وأكل أهل النار وشربهم، والقيود، والتغيظ والزفير.

4 ـ 5 ـ وصف أحوال النفس في القصة القرآنية
أكد الباحث أن الوصف في القصة القرآنية يتجاوز مستوى اندماجه في السرد بمفهومه الشعري، الموجه بغايات جمالية إلى الانصهار في البلاغة الكلية للقرآن الكريم، التي تجعل البعد الجمالي موجهًا بأغراض تداولية وحجاجية وأخلاقية. وقد تميز هذا الوصف بتمحوره حول وصف النفس الإنسانية. كما هي الحال في تصوير الصراع النفسي الذي خاضه آدم وحواء وهما ينجرفان وراء إغواء الشيطان، وصراع نفسية قابيل وهو يصارع أهواء الحسد والانتقام، والشيء نفسه في وصف نفسيات شخصيات قصة النبي يوسف، وقصص باقي الأنبياء.

4 ـ 6 ـ الموجّهات الأسلوبية للوصف في القرآن
رصد الكاتب في هذا المبحث أبرز الأساليب والموجّهات التي اعتمدها القرآن الكريم في الوصف، وهي كما يأتي: الجمل الحالية، والاستفهام بوظيفته الحجاجية، والإيقاع بنوعيه العمودي (داخل السورة)، والأفقي (التكرار).

تقييم الكتاب وتقويمه
إذا جاز لنا أن نعلّق على هذا الكتاب فإننا نسجل بخصوصه ما يلي:
ـ كشف الباحث في هذا الكتاب عن حسّه العربي الإسلامي، وهو يعرب عن اعتزازه بما بلوره الأسلاف القدماء من آراء علمية وبلاغية متقدمة ويثمنها، ويوضح تقاطعها وتكاملها ـ في كثير من نتائجها ـ مع مستجدات اللسانيات النصية الحديثة، ولا سيما في ما يتعلق بحجاجية الصورة البلاغية، وكليات التعبير، وانسجام الخطاب.




ـ تبنّى الكاتب مقاربة شمولية ومنفتحة، وهي البلاغة العامة بمفهومها الموسّع التي تحتضن الأسلوب والتداول، مما مكنه من تقديم قراءة نسقية غير مجتزأة، أسعفته في إقامة روابط وصلات بين جميع مكونات الخطاب القرآني (السرد، والحجاج، والقصة، والتمثيل)، مما متّن استدلاله على وحدة الخطاب القرآني وقوّى احتجاجه دفاعًا عن انسجامه من جهة، وطرح مدخلًا آخر من مداخل تأكيد الإعجاز البلاغي للقرآن، من جهة أخرى.
ـ دافع الباحث عن راهنية القرآن الكريم وقابليته للفهم عند كل جيل، من خلال التأكيد على أنه خاطب الناس بلغة من أبرز مقوماتها التصوير المنتزع من المجال الثقافي والاجتماعي للمتلقين (التجارة، الزراعة، الحيوان...)، الذي يربط بين الأنساق الاستعارية والفكر البشري عمومًا، وبين التجربتين الجسدية والحسية للإنسان، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أكد غنى الخطاب القرآني وثراءه وقابليته للتفاعل مع ما يستجد في مجال البلاغة وتحليل الخطاب مما يبين أن إعجازه مستمر غير مقرون بزمن دون آخر.

(Getty)

ـ حرص الباحث على التأكيد على خصوصية الأسلوب القرآني وتمايزه عن أساليب البشر وتأليفاتهم، ولا سيما أسلوب الوصف الذي باين فيه الوصف في نظريات الرواية والسرد الحديثة؛ فإذا كانت هذه الأخيرة تعد الوصف تعطيلًا للفعل السردي، فإن القرآن الكريم جعله مرتبطًا برصد التحولات الكبرى التي تحدث في العالم، وتتبع حركاتها وبيان وظائفها، كما أنه حظي بوظيفة حجاجية تخدم الغرض العام للقرآن، وهو الاستدلال على وحدانية الله تعالى، والإقناع باتباع أوامره واجتناب نواهيه. وكذلك تميّز القصص القرآني في نظرته التفاؤلية من خلال رسمه لنهايات سعيدة، على عكس الأساطير اليونانية التي تؤول شخصياتها في النهاية إلى الشقاء.
ـ استحضار الباحث خصوصية القرآن الكريم، واحترام تخصصات المشتغلين به، فقد ظلت جميع آرائه منضبطة ومؤطرة ضمن ما سطّره الفقهاء والأصوليون من دون أن يتقول بشيء من عنده، أو يأتي بتأويل شاذ.
ـ العكوف على التحليل النصي والتعامل مع الصور البلاغية بمداخل متعدّدة، مستثمرًا آليات متنوعة منها القديم والحديث، من دون تعصب لأي جهة على حساب الأخرى، وهو بذلك يزكي طرحًا علميًا يؤسس لبلورة منهج في دراسة القرآن تكاملي شمولي يقوم على مزج مقومات البلاغة العربية القديمة مع مستجدات البلاغة الحديثة في إطار التفاعل.
ـ لم يتسم الكتاب بذلك الطابع البحثي الصارم والجافّ، ولكن تخللته من حين لآخر طرائف ونقدات ذوقية وفنية تبين عن امتلاك الباحث ذوقًا أدبيًا رفيعًا، وحسًا نقديًا رهيفًا، ومن أمثلة ذلك: ذكره طرفة الأعرابي الذي ضل الطريق ولما طلع القمر واهتدى بنوره وقف عاجا عن وصفه فقال: "ما أقول لك؟ أأقول رفعك الله؟ وقد رفعك، أم أقول: نورك الله؟ وقد نورك، أم أقول جمّلك الله؟ وقد جملك" (ص216)، وبعض تعليقاته وتفاعلاته مع بعض الصور القرآنية وإعرابه عن مكامن جماليتها وانبهاره بدقة تصويرها، وهي مبثوثة على امتداد متن الكتاب.
ـ لم يفوت الباحث الفرصة كي يبدي رأيه بشجاعة كبيرة في بعض القضايا، ومنها:
1 ـ بيان خطأ اتهام بعض المستشرقين ومن تبعهم القرآن الكريم بتفككه وافتقاده للانسجام بين سوره وآياته، وبالمقابل بذل جهدًا محمودًا في تأكيد وحدة القرآن وانسجامه محاولًا صياغة تصوّر نسقي يوحده.
2 ـ الرد على الشبهة التي أثارها أركون في كون القرآن ربط حياة الإنسان بالاضطرار من دون الاختيار، وسلب المؤمنين والعصاة معًا حرية الاختيار، وقد بين الباحث أن الحقيقة على عكس ذلك، لأن الله تعالى وضع للإنسان من الأسباب "ما يمكّنه من تغيير مساره، من الضلال إلى الهداية، في أي مرحلة من حياته (...) وجعل العقل واستخدامه للإنسان هاديًا، والهوى واتباعه ضلالًا (...) وبين اتباع الهوى أو استعمال العقل، يخضع الإنسان للاختيار لا للاضطرار" (ص180).
3 ـ ردّ التهمة القائلة بأن البيان العربي عج عن وصف أحوال النفس، واقتصر على محاكاة الذوات المجسدة، كما أثبتها ابن سينا في ترجمته "فن الشعر"، وقد وصف الباحث هذا الحكم بالجائر، وخصوصًا في حقّ الشعر العربي، مستدلًا بوجود بعض الشعراء الذين ضمّنوا الأخلاقَ الفاضلةَ في شعرهم، ومنهم أبو العلاء المعري الذي اتجه بعد توبته إلى الوصف معرضًا عن كل ما هو مناف للفضيلة ولمبادئ الإسلام، (ص296 ـ 297).
وفي الختام، فإن كل عمل بشري يعتريه نصيب من النقص والتقصير، ومن بحث عن عيب في أي جهد بشري فلن يُعدمه، وفي هذا الإطار نسجل على هذه الدراسة وقوعها في بعض الأحكام التعميمية التي كان على الباحث أن يتثبت منها قبل إطلاقها، ومنها على سبيل المثال قوله: "هكذا تميز الوصف في القصص القرآني بانصرافه عن وصف الجوانب الحسية في الشخصيات مركزًا على وصف نفسياتها ومشاعرها المختلفة، الموجهة بغايات أخلاقية، ولم يهتم برسم تفاصيل الجسد والجوانب الحسية فيه، ما دامت الغاية هي ترسيخ الفضيلة وبيان عاقبة ما يخالفها" (ص297 ـ 298)، وهذا حكم عام كان في الإمكان تخصيصه من خلال التفرقة بين وصف الإنسان في الدنيا الذي يمكن أن يسري عليه هذا الحكم نسبيًا ـ وإلا أين يغيب وصف طالوت في سورة البقرة، ووصف قارون في زينته مثلًا ـ وبين الإنسان في الجنة الذي وُصف بأوصاف جسدية دقيقة، كما هي حال الولدان والغلمان، والجواري والحور العين.
لكن وجود هذه الملاحظة وأشباهها لا ينقص من قيمة الكتاب، كما أن هذا التقديم المجتزأ لا يغني عن قراءته والتي بلا شك سيحصّل صاحبها متعًا عديدة، ويجني منها فوائد شتى؛ سواء من حيث جدة طرحها، أو على مستوى منهجها، أو من حيث غنى إحالاتها وأطرها المرجعية.

لمحات دالة من الكتاب
"تبنّينا مقاربة تستحضر البلاغة العامة في امتداداتها الأسلوبية والتداولية، على اعتبار أن القول بجمالية الصورة القرآنية لا يكتمل من دون بيان وظائفها، انسجامًا مع مقاصد القرآن الكريم" (ص10).
"ولعل أهم شيء يمكن تأكيده في هذه المقدمة، هو أننا نظرنا إلى النص القرآني باعتباره نصًا منسجمًا، ونظرنا إلى الصور البلاغية نظرة شمولية تراعي ترددها وتكرارها في الخطاب القرآني، متخلصين من النظرة الجزئية التي تعمل على تفتيت مستويات الخطاب" (ص15).
"لقد قدّم الجاحظ نظرية منسجمة مع ما دعا إليه القرآن الكريم، وما تفاخرت به العرب، فالمعاني تبقى قائمة في الصدور، متصورة في الأذهان، ولا يحييها إلا ذكر الناس لها ووصفها على وجه يجعلها واضحة ماثلة ومألوفة عند المتلقي" (ص60).
"تقاطعت كثير من آراء علماء المسلمين مع ما انتهت إليه البلاغة الجديدة وأعادت صياغته من جديد تحت نظرية الحجاج والأفعال الكلامية وتداولية الخطاب من جهة، ونظرية اتساق النص وانسجامه، مما طورته لسانيات النص في عصرنا الحديث، من جهة ثانية" (ص66).
"وأهم مسألة نود الوقوف عندها بالنسبة لبلاغة بيرلمان وتيتيكا الجديدة هي توجيه الصور البلاغية ـ التمثيل والاستعارة خاصة- وجهة حجاجية، وهو مبدأ راسخ في القرآن الكريم، كما سنرى حيث يتوخى التمثيل والتشبيه والاستعارة تحقيق البيان والإقناع والتأثير، فيتضافر بذلك البعد الجمالي والبعد الإقناعي" (ص99).
"أما لماذا هيمن المعجم التجاري في استعارات القرآن الكريم، فذلك يعود لما سبق أن أثبتناه من أنه خاطب الناس بما يعرفون، فقد كانت قبيلة قريش تشتهر بالتجارة، وكان رسول الله صلى عليه وسلم قبل نزول الوحي عليه، قد مارس التجارة وخبرها، وحيث إن الغاية من القرآن الكريم هي البيان، ومخاطبة الناس بما يعرفونه ولهم به دراية وخبرة، فقد وظف المجال التجاري لتصوير أعمالهم في الدنيا ومآلها في الآخرة" (ص162).
"اتسم التصوير البلاغي في القرآن الكريم بقدرته على الدمج بين وصف الهيئات والحركات، وهو ما يقدم تصورًا مختلفًا عن النظريات الحديثة المهتمة بالوصف، حيث تعده تعطيلًا للفعل وسيرورة الزمن" (ص338).
"وإذا جاز تلخيص ما توصلنا إليه في الدراسة التطبيقية في فقرة مركزة أمكن القول: إن خطاطة التمثيل تتأسس على التحول، وخطاطة الاستعارة تتأسس على الحركة (حركة النفس)، والنقاء الأخلاقي، والاستعارة التجارية؛ وخطاطة الوصف ينسقها عنصر الماء في وصف الجنة، وعنصر النّار في وصف جهنم، وتنسقها الحركات والتحولات الكبرى في وصف مظاهر العالم وعملية الخلق" (ص338).


* كاتب وباحث مغربي.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.