}
صدر حديثا

"حكايات الغرناطي وعجائبيات القزويني" لزياد عبد الله

21 نوفمبر 2023


صدر حديثًا عن محترف أوكسجين للنشر في أونتاريو، كتاب للروائي السوري زياد عبد الله بعنوان "لا تقرأ هذا الكتاب إن لم ترَ من السماء إلَّا زرقتها – حكايات الغرناطي وعجائبيات القزويني". وهو الكتاب الأوّل من سلسلة "أوكلاسيك" التي أطلقها المحترف ضمن مشروعٍ جديد في اتباع دائم وحرّ للاكتشاف وإعادة اكتشاف الكلاسيكيات، وليكون اسم السلسلة أوّل معبر لهويتها، وهو نتاج معادلة مفادها: أوكسجين + كلاسيك = أوكلاسيك.

وفي هذا الكتاب يأخذنا زياد عبد الله، وفقًا للناشر، في رحلةٍ بديعة في عوالم القزويني والغرناطي، تتطلبُ الامتثال التَّام للمخيلة، واتباع خريطةٍ عِمادها العوالم والأمصار العجائبية، وفي مدنِها وعلى تضاريسها اللامتناهية عجائبُ المخلوقات وغرائبُ الموجودات، كما لو أنه ابن القارح في رسالةِ أبي العلاء أو فيرجيليو في كوميديا دانتي الإلهية، أو أنه بإقدامه على ذلك يقدّم دعوةً مفتوحة ومترامية للقرّاء إلى خوض غمار تجربة قرائية فريدةٍ وعجيبة وغريبة، قرَّاءٌ يرون في السماء أكثر من زرقتها ومن الأرض أكثر من غبرتها.

وينطلق الكتاب من حوارية عصرية مع "التراثي" باعتباره دعوة متجدِّدة للاكتشاف والمكاشفة، في سياق تأليفي تارةً وتوليفي في أخرى، يستند فيه عبد الله على خلق حوارية آسرة مع صاحبَي كتابيْ "تحفة الألباب ونخبة الإعجاب" و"عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات"، مستسلمًا لغواية التراث بنفسٍ جديد، مسرنمًا بين الغرناطي والقزويني، فما أن يأخذه أبو حامد الغرناطي إلى دنيا حتى يطلب المزيد، أو كما يخبرنا زياد في مقدمة الكتاب: "أمضي حيث تمضي مخيّلته، تخلق عالمًا جديدًا، ومخلوقات غرائبية، وأمكنةً إن قادتك إليها خارطةٌ، لما وجدت لها من أثر، وقد آمنت أن هذا صنيع بديع، عجيب، عذب، جميل، لو جُسِّد على شاشة كبيرة أو صغيرة في زمننا هذا، لسلب الأفئدة والأبصار، ولجنَّبنا ضلالاتِ عديمي الموهبة والخيال(...)، لا بل إن الكاميرون هذا الذي عُرف بـ جيمس كاميرون و"أفاتاره" الأزرق لو تعرّف على مخلوقات الغرناطي والقزويني لوجد لها كوكبًا مثل "باندورا" وصنع بدلًا عن أفاتار أو أفاتارَين عشرات الأفلام، ومنها ألوانٌ وأشكال وأحجام عجيبات، برًا وبحرًا وجوًا، فيها الخيّر والشرير، الجميل والقبيح، الهائل والضئيل، العملاق والمتقزِّم، الملائكي والمتشيطن".

ويضيف الناشر: يُسمّي أبو يحي زكريا القزويني الخيال بـ "صاحب البريد" وهو ما يُقدم عليه زياد عبد الله هنا؛ كتابٌ يجمعُ العلمَيْن المبدِعيْن، يعقد قرانًا بين مخيّلتهما، يهتمّ بما هو أدبي وأسطوري وخيالي فيهما، ويشرح ذلك للقزويني قائلًا: "أنا لا أبحث عن توصيفاتك للأشهر والتقاويم والأفلاك والكواكب، ولا حتى قولك بكروية الأرض ونحو ذلك! أنت سابق لعصرك ولاحقٌ لعصري في العلم، وسابق لعصري وعصرك في المخيلة، وفي هذا التوصيف الأخير ما يشمل الغرناطي، من دون أن أُدخلَه في معترك العلوم، فهو لا ناقة له فيها ولا جمل، وأنا أبحث عن الخيال، عن الجمال! في هذا العصر تحديدًا لن أكون بحاجة لمن يشرح لي الكسوف والخسوف ولا فضائلَ الأيام والأشهر والأبراج وخواصها، ولا الشهبَ والكواكب وتأثيراتِ القمر، فأنا لا أريدك عالمَ كونيات وجغرافيًا، بل أديبًا خياله حر، ووصفه بديع آسر...".

في آخِر الكتاب عملَ زياد عبد الله على ثلاثة معاجم هي: معجم الأمكنة والتضاريس ومعجم الأعلام ومعجم المخلوقات العجيبة، واعتمد على مراجع عديدة أفضت إلى إضاءات وشروحات لكل ما يرد من أمكنة وأعلام لها أن تجد للخيالي موطئ قدم على أرض الواقع في الماضي والحاضر أو بما يزيد الخيالي خيالًا، وبما يفضي إلى ما هو حكمة وتأمل واستعارات ومجازات...

جاء الكتاب في 176 صفحة من القطع الوسط؛ هو أول إصدار ضمن سلسلة "أوكلاسيك".

زياد عبد الله: كاتب سوري. مؤسس مجلة ومحترف أوكسجين. صدرت له العديد من الروايات. كما صدر له شعرًا: "ملائكة الطرقات السريعة" (2005)، و"قبل الحبر بقليل" (2000). من ترجماته: "محترقًا في الماء غارقًا في اللهب- مختارات من قصائد تشارلز بوكوفسكي" (2016)، و"طرق الرؤية" لجون برجر (2018)، و"اليانصيب وقصص أخرى" لشيرلي جاكسون (2022). وله أيضًا كتاب مختارات من التراث العربي بعنوان "الإسلام والضحك- نواضر الخاطر في كل مستطرف باهر" (2018).

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.