}
عروض

عادل بشارة يجلو التاريخ: هل كان إنعام رعد ماركسيًا؟

صقر أبو فخر

1 أبريل 2023


حين وقعت عيناي على كتاب الدكتور عادل بشارة الجديد الموسوم بعنوان "إنعام رعد"، تذكرت فورًا كتابه المهم "فايز صايغ: تجربته في الحزب السوري القومي الاجتماعي (1938-1947)"، الذي أصدرتْه دار الفرات في بيروت في سنة 2018. وكان الكاتب أهدى فلسطين ذلك الكتاب في إشارة لافتة إلى القضايا التي جمعت أنطون سعادة إلى فايز صايغ، وفي مَقْدَمِها قضية فلسطين. ثم أصدر عادل بشارة كتابًا آخر عنوانه "سعادة في ذهن الغرب" (بيروت: دار الفرات، 2022)، ولم يلبث أن أتبعه بكتاب ثالث بالإنكليزية هو In’am Raad (بيروت: دار أبعاد، 2022، 636 صفحة).
الكتاب الجديد عبارة عن أنطولوجيا لكتابات إنعام رعد بالإنكليزية التي تناولت موضوعات شتى، كقضية فلسطين، والحرب الأهلية اللبنانية، وفكرة الوحدة السورية، والتسوية مع إسرائيل، وغيرها. وللمؤلف كتاب رابع هو "القومية السورية: دراسة في الفكر السياسي عند أنطون سعادة" (بيروت: دار نلسن، 2015).
وعادل بشارة، المهاجر إلى أستراليا، والعائد منها عودة نهائية بعد ربع قرن من الاغتراب، هو أستاذ لبناني في دائرة التاريخ في جامعة ملبورن. وقد زادته الغربة تشبثًا ببلاده، وتعلقًا بها، فأكب على دراسة تاريخ سورية، وله في ذلك دراسات معمقة بالإنكليزية عن بطرس البستاني، وخليل سعادة، وجذور الفكرة القومية السورية، وعن محاكمة أنطون سعادة وإعدامه غيلة في سنة 1949. أما إنعام رعد فهو شخصية مرموقة في التاريخ السياسي اللبناني القريب؛ فقد كان عضوًا في المكتب السياسي للحركة الوطنية اللبنانية التي أسسها كمال جنبلاط، ونائبًا لرئيسها، وأحد قادة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وترأس الحزب السوري القومي الاجتماعي أربع مرات، فأحدث فيه تحولات فكرية وسياسية جمّة. وكان إنعام رعد سُجن في سنة 1949 بعد انتفاضة أنطون سعادة على السلطة اللبنانية آنذاك، ثم سجن غداة فشل الانقلاب العسكري الذي نفذه الحزب ليلة آخر يوم من سنة 1961 ضد سلطة فؤاد شهاب، وبقي في السجن حتى سنة 1969. وهذا الكتاب الشامل والمهم لا يمكن احتسابه في خانة السِيَر الذاتية، أو الغيرية، إلا أنه من غير الممكن كتابة سيرة موضوعية لإنعام رعد من دون الاستناد إلى هذا الكتاب ومحتوياته.
من طرائف المطابقات أن اسم إنعام رعد يتضمن مغايرة محببة بين كلمتي إنعام ورعد contrast. ولعل طبيعة الحياة هي التي تُملي مثل هذا التغاير؛ فالحياة لا تسير كالقطار في خط واحد مستقيم، بل في خطوط متعاكسة، وتنتهي إلى مصائر متخالفة. وإنعام رعد المتأنق دائمًا (لفتني أستاذنا أنيس صايغ إلى أن شقيقه تيودور لم يُرَ قط في أي مناسبة من دون ربطة عنق) كان يوقّع مقالاته في جريدة "النهار" إبان مرحلة السجن باسم "قيس الجردي"، وقد سلك في ذلك مسلك زعيمه أنطون سعادة، الذي وقّع أحيانًا بأسماء مستعارة، أو سار على درب أسد الأشقر، الذي كثيرًا ما وقّع كتاباته باسم "سبع بولس حميدان". لكن إنعام رعد سَبّعَ الأسماء، فوقّع، علاوة على قيس الجردي، بالأسماء التالية: مارون عاصي (في مجلة "كل شي")، إحسان سعد في (جريدة "الزمان")، إحسان مطر، وسمير صادق، وفادي عبد الحق، وفارس روحانا، هنا وهناك. أما أنيس صايغ صديق، والمغرم بربطات العنق أيضًا، فقد وقّع، باسم "سمير الجوهري"، و"أحمد صالح"، إذ استعاض عن أنيس بِـ "سمير". وكثيرًا ما اكتفى بأول حرفين من اسمه واسم عائلته (أوص)، ليصوغ منهما اسمًا جديدًا هو "أحمد صالح". وقد قلدته في ذلك "الاحتيال"، فوقّعت بعض مقالاتي باسم "شاهين أبو العز"، على اعتبار أن الشاهين هو الصقر، وأبو العز يماثل أبو فخر. ووقّعت أحيانًا باسم "صلاح أحمد فاخوري" (ص.أ.ف.)، وهذه الحروف هي مختصرات إسمي الأصلي.


إنعام رعد والماركسية


لم أكن أجهل، في نشأتي الأولى، فكر أنطون سعادة؛ فالفكرة السورية القومية كانت موجودة في محيطنا الأُسري الناصري أساسًا، بمقادير متفاوتة من الشيوع والانتشار. لكن اليسار الثوري جذبنا بقوة إلى أفيائه بعد هزيمة يونيو/ حزيران 1967، وبعد استشهاد غيفارا في غابات بوليفيا في السنة ذاتها، وبعد ثورة الطلاب والعمال في باريس في عام 1968، وبعد صعود اليسار الأميركي الجديد ووقوفه ضد الحرب الأميركية على فييتنام. وبالطبع، كانت هزيمة 1967 النقطة الحاسمة في تشكيل وعينا السياسي آنذاك. ومنذ ذلك الوقت بدأ تحطيم الأيقونات المقدسة، كالناصرية، والبعث. وهنا بالتحديد تقدمت الثورة الفلسطينية لتقول كلمتها، وظهرت حركة فتح بعد معركة الكرامة في 21/ 3/ 1968 لتعلن: أنا البديل الثوري من الأنظمة العربية المهزومة، والكفاح المسلح هو وسيلتنا للتحرير. وهكذا طُويت من رؤوسنا جوانب من الأفكار القومية (العربية والسورية)، واستقر في محلها شعار تحرير فلسطين كخطوة لا بد منها لتوحيد الأمة العربية وتحقيق العدالة الاجتماعية (الاشتراكية).





في الجامعات، في أوائل سبعينيات القرن المنصرم، تشعبتْ مساجلاتنا مع الطلاب السوريين القوميين، لنكتشف أنهم، في نطاق قضية فلسطين، يقولون مثلما نقول؛ فلا خلاف معهم في شأن تحرير فلسطين، أو في فهمنا للصهيونية كمشروع إمبريالي استعماري، مع أنهم يختلفون عنا في نقاط غير ملحاحة تتعلق بمفهوم الأمة، وبالموقف من الماركسية والاشتراكية. وقد قادتني الماركسية الثورية إلى العَلمانية الراديكالية التي أتبناها اليوم، والتي لم تكن مطروحة في سجالاتنا الفكرية آنذاك، لأن الماركسية تتضمن العلمانية كتحصيل حاصل. والعَلمانية الراديكالية تلوّح اليوم بحبورٍ لعلمانية أنطون سعادة، وهي لا تعني لديّ فصل الدين عن الدولة وكفى، بل إخضاع المؤسسات الطائفية للدولة. وهنا أتذكر، في ما أتذكره من تلك المرحلة، حضور إنعام رعد في الحياة السياسية اللبنانية والفلسطينية، وهو الذي أيقظ، مع رفاقه، فكرة الالتفات إلى الدول الاشتراكية بعد مؤتمر ملكارت الحزبي في عام 1969. وأترك للباحثين أن يقرروا، بعد أكثر من خمسين سنة، هل كانت مقررات مؤتمر ملكارت تجديدًا في فكر السوريين القوميين، أم استجابة للمتغيرات على المستوى الدولي؟ وما الدور الذي أدّاه عبد الله سعادة في توجيه رفاقه القوميين إلى الاقتراب من الفكر الماركسي؟ وما دور جورج حكيم، الذي اعتقد أن في الإمكان المزاوجة بين الاشتراكية الثورية والأفكار السورية القومية؟ والمعلوم أن الحزب السوري القومي الاجتماعي خضع، مثل غيره من الأحزاب القومية التاريخية، لمتغيرات سياسية شتى، ولتأثيرات فكرية عميقة، تمامًا مثلما خضع حزب البعث وحركة القوميين العرب للمؤثرات الماركسية بعد هزيمة عام 1967 (وربما قبل ذلك). وأدى ذلك التحول إلى انزلاق بعثيين كثيرين نحو الماركسية الثورية، أمثال ياسين الحافظ، وحمود الشوفي، وعلي صالح السعدي، ولاحقًا فواز طرابلسي، ووضاح شرارة، ومحمود سويد، وأحمد بيضون، وعلى منوالهم قوميون عرب كُثُر، أمثال محسن إبراهيم، ومحمد كشلي، ونايف حواتمة. وهذه التحولات أدت إلى انشقاق هؤلاء وغيرهم على أحزابهم الأصلية، وتأليفهم منظمات ماركسية ذات منشأ قومي، مثل حركة لبنان الاشتراكي (بعث)، ومنظمة الاشتراكيين اللبنانيين (قوميون عرب)، وقد اتحدتا معًا في منظمة جديدة دُعيت منظمة العمل الشيوعي، وكذلك حزب العمال الثوري العربي (منشأ بعثي)، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب العمل الاشتراكي العربي (قومي عربي). ولم يُقيض لتلك المنظمات الجديدة أن تُحدث في الفكر العربي، وفي السياسات العربية، أثلامًا عميقة، كما فعل الفكر القومي الأصلي بشقيه: البعث والناصرية من جهة، والسوري القومي من جهة أخرى.
سألتُ مرة أبو ماهر اليماني عن مدى الجدية في اعتناق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي وارثة حركة القوميين العرب، للماركسية ـ اللينينية، فأجابني على الفور: كبّر عقلك. لم نصبح ماركسيين إطلاقًا، بل بقينا قوميين عربًا. لقد سايرنا، نحن الجيل المؤسس لحركة القوميين العرب، وللجبهة الشعبية في ما بعد، حماسة الجيل الجديد في أفكاره كي لا نفقده بعدما باتت هذه الأفكار منتشرة بقوة في صفوف الجبهة، واضطررنا إلى قراءة بعض الكتب الماركسية البسيطة، وهذا كل ما في الأمر. وأعتقد أن هذا الشرح يكاد ينطبق، إلى حد كبير، على الحزب السوري القومي الاجتماعي في عهد إنعام رعد، وهو عهد التحولات الفكرية والسياسية. وكان الكلام على الاشتراكية جديدًا في أدبيات الحزب، خصوصًا أن الحزب كان أقرب في اتجاهه العام إلى الفكر الليبرالي الغربي، وكان تحالفه في عام 1958 ما زال طريًا مع كميل شمعون اليميني الطائفي ضد جمال عبد الناصر القومي العربي. لكن هذه الحال تغيرت في أواخر ستينيات القرن العشرين، وراح الحزب يؤسس تحالفات متينة مع اليسار والبعث. ومع ذلك، لا يمكن تصنيف الحزب في خانة اليمين، أو في خانة اليسار، فهو حزب قومي عَلماني ليبرالي ذو تنظيم هرمي متشدد، خصوصًا في قضايا "النظام". وفي أي حال، وقف كثيرون ضد النكهة اليسارية الجديدة في كتابات أسد الأشقر، وإنعام رعد، التي ملأت جريدة "النهار" بعد هزيمة الخامس من يونيو/ حزيران 1967، وكانا لا يزالان في السجن بعد الحركة الانقلابية الفاشلة التي قادها النقيب فؤاد عوض ورفاقه. ومن الذين لم يستسيغوا تلك النكهة يوسف الأشقر، ومحمد البعلبكي (نقيب الصحافة لاحقًا)، وعبد الله محسن، وهنري حاماتي (مؤلف مسرحية "مجدلون")، وحيدر الحاج إسماعيل، وصالح سوداح، وعصام المحايري. وكان من شأن تلك الاختلافات أن مهدت السُبل لخروج مجموعة من القوميين على الحزب، وانضمامهم إلى منظمة العمل الشيوعي، أمثال حازم صاغية، ووليد نويهض، وجوزف سماحة، ويوسف الشويري.
لم تكن أدبيات الحزب السوري القومي تستخدم مصطلح "الصراع الطبقي" البتة، بل كانت تشدد على وحدة المجتمع، ووحدة قوى العمل (المنتجون جميعًا، أي أصحاب العمل والعمال اليدويين والفكريين). فنظرية أنطون سعادة هي نظرية قومية اجتماعية، وليست قومية اشتراكية. والصراع الطبقي، بحسب بعض أدبيات الحزب، يفتت وحدة المجتمع، ويخلخل تماسك الأمة، فيما النضال النقابي والتظاهرات المطلبية إنما هي نضالات هامشية لا تليق بحركة نهضوية تتغلغل في جميع شرايين الحياة في سورية كلها. واعتاد السوريون القوميون على عدم الاحتفال في الأول من أيار بعيد العمال، بل بعيد العمل. وإخال أن إنعام رعد تكلم على الاشتراكية من منظار قومي، فلم يتحدث عن الصراع الطبقي، وإنما كان ينظر إلى العلاقة بالدول الاشتراكية من منظار فلسطيني خالص؛ فبما أن العدو القومي هو إسرائيل، فإن مَن يدعم إسرائيل، بحسب منظاره الفلسطيني، أو القومي، لا يمكن التحالف معه. هكذا كانت المعادلة عنده بسيطة. ومن الظلم التاريخي اتهام إنعام رعد بمركسة الحزب السوري القومي.





وهذا الاتهام ارتفع في سياق المنافسات والخلافات الداخلية وتبادل الاتهامات. وخلاصة ما شدد عليه إنعام رعد هو ضرورة التعاون مع اليسار الثوري العالمي، وتعميق الاهتمام بالقضايا الاجتماعية في لبنان، خصوصًا بعد اندلاع انتفاضة فلاحي عكار (1969)، وتظاهرات عمال غندور (1972)، وتظاهرات مزارعي التبغ (1973)، والتركيز على مواجهة الإمبريالية، وعلى التقارب مع الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية.


تشملك وتكمشن وتمركس
من المصطلحات القديمة مصطلح "تلبنن"، الذي طال غسان تويني، ونعمة ثابت، ومأمون إياس، "المرتدين" عن الفكر السوري القومي. وهنالك مصطلح "تشملك"، الذي نحته الأديب سعيد تقي الدين من شارل مالك، وكذلك مصطلح "تكمشن" من كميل شمعون. أما إنعام رعد فلا أعتقد أنه تمركس. وهذا الكتاب الذي صاغه يراع عادل بشارة بالإنكليزية ربما يميط اللثام عن حقيقة "تمركس" إنعام رعد من عدمه. لنتذكر أننا نحن الفتية الأغرار ذهبنا إلى الماركسية الثورية في سبيل فلسطين، ثم دار الزمان دورته بنا لنعود إلى فكرة البلاد الواحدة، من بيروت إلى البصرة (المشرق العربي، أو سورية التاريخية، أو سوراقيا، سمّها ما شئت). أما إنعام رعد، حتى لو اقترب قليلًا من الماركسية، فلم يتخلَّ في أي لحظة عن وحدة سورية التاريخية. والمؤكد أنه كان مجددًا على المستوى الفكري والسياسي، وكتابه "حرب التحرير القومية" كان مهمًا جدًا في تلك الحقبة، ولا غروَ في ذلك، فهو أحد مؤسسي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمّول) التي انطلقت في 16/ 9/ 1982، مع أن العملية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي (قصف مستعمرة كريات شمونة) نفذها قوميان في 21/ 7/ 1982، أي قبل شهرين من انطلاقة "جمّول"، وهما فيصل الحلبي، وسمير خفاجة. واسم خفاجة يعيد إلى الأذهان الشهيد فواز محمد خفاجة (من جباع الشوف) الذي استُشهد فوق ثرى فلسطين في معركة حامية بين اللد والرملة في سنة 1948؛ فالسلسة واحدة لم تنقطع. وبداية السلسلة كان القومي حسين البنا من بلدة شارون في جبل لبنان، الذي استشهد في معركة بلعة القريبة من نابلس في ثورة 1936. ثم تألفت منظمة "الزوبعة الحمراء" في سنة 1948 بقيادة مصطفى سليمان من بيت نبالا، وهو والد الصديقة المهاجرة قسرًا إلى أميركا أليسار نبالي، والتي استشهد من بين مقاتليها، علاوة على فواز خفاجة، محمد ديب عنبوس من اللاذقية (في معركة لوبية)، ومحمد زغيب من بلدة يونين البقاعية (في معركة المالكية)، فضلًا عن آخرين كثر. وإحدى حلقات تلك السلسلة إعادة تأسيس "الزوبعة الحمراء" في سنة 1975، بالتنسيق مع حركة فتح، وبقيادة حبيب كيروز (وسيم)، التي نفذت عملية ضد مستعمرة مسغاف عام، واستشهد من بين مناضليها غسان الديك، وجهاد فرحات. وعلمنا في ما بعد أن خيرة المناضلين الذين تعاونوا مع حركة فتح، ودوّخوا الإسرائيليين في أوروبا، كانوا أعضاء في الحزب السوري القومي، أمثال فؤاد الشمالي، وكمال خير بك، وفؤاد عوض.
لن يكون من المجدي عرض محتويات كتاب الدكتور عادل بشارة عن إنعام رعد، لأن من المحال إيجازه، فهو يُقرأ بأبوابه وفصوله مجتمعة، وبجميع تفصيلاته الثرية. ولا ريب في أنه يتيح لمن تهمه تلك المرحلة إعادة قراءة ما كتبه أحد أركانها، ولو بعد نحو خمس وخمسين سنة. إنها قراءة التاريخ ووثائقه، وهذا الكتاب يُعد أحد مصادر تاريخ إنعام رعد بلا شك.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.