}
عروض

"فلسطينياذا": فلسطين الملحمةَ والذاكرة والفِداء

مليحة مسلماني

19 فبراير 2024


يقدّم الشاعر الفلسطيني الأردنيّ علي العامريّ في كتابه "فلسطينياذا"، الصادر عن "الأهلية للنشر والتوزيع" في عمّان، سرديةً شعرية ملحميّة، موضوعها: فلسطينُ الحكاية، والتاريخ، والنكبة، والحاضر، والوطن، والمنفى، وأبطالها: أصحابُ الأرض، من منفيّين وشهداء، وفدائييّن، وأجيال تتوارث الحكايات والوصايا، وأحداثها: شتاتٌ ومنفىً، وحروب، وتوريثُ حقٍّ وذاكرةٍ. بينما يحضر المكان قريةً وريفًا ونهرًا وطبيعةً أخّاذة، يلوح في القصائد ذاكرةً وهويةً وعنوانًا للتماهي. وفي تذييل الاسم "فلسطين"، في عنوان الكتاب، بالمقطعيْن الصوتييْن الأخيريْن من الاسم "الإلياذة" ــ "ياذا"، الدالّ على الملحمة الشعرية الكلاسيكية الشهيرة، يعلن الشاعر كتابَه باعتباره ملحمةً شعريّة خاصّة بفلسطين.
في تقديمه للكتاب، يرى الناقد الأردني إبراهيم السعافين أن العامري يقدم في كتابه الشعري "الملحمةَ الفلسطينية الحديثة في تشبّث أبناء فلسطين بهويّتهم وأرضهم، سواء أكان ذلك على الأرض الفلسطينية، أم في مواطن الشتات". أما الشاعر والروائي السوري المثنى الشيخ عطية فيرى أن مطوّلة العامريّ الشعرية "ترقى إلى كونها إحدى ملاحم الأعمال الشعرية الحديثة المميَّزة، التي يبدعها شعب لا يستطيع الموت حتى لو أراد، بما يمتلك من مقوّمات الحياة، التي نثرها العامري شعرًا في مطوّلته، ومَحْوَرَها بالأرض والمكان الذي يصنع إنسان الحياة..."[1].
والحقيقة أن قصيدة العامريّ المطوّلة احتوت على العناصر الرئيسة التي تميّز الأدب الشعريّ الملحميٌ، فموضوعها حكايةٌ جامعةٌ لها سيرتها الدرامية الممتدة عبر التاريخ، ومأساتها المستمرّة، وهي تنحاز لروح الجماعة وتتحدّث بصوتهم، فتسرد ذاكرتهم وتضحياتهم وبطولاتهم، مع الميل إلى أسطرة الصورة عنهم، كما هو جليّ في المقاطع المتعلّقة بصورة الفدائيّ بخاصّة.



إضافة إلى ما سبق، استلهم الشاعر في مطوّلته الشعرية من أساطير مختلفة، وضَمَّنها إشارات دلاليّة إلى الحضارات القديمة، الكنعانية والنطوفية، ووظّف فيها صورًا وعناصر من التراث الفلسطيني والعربي، الإسلامي والمسيحي. وبذات الوقت، يتشكّل هذا النسيج الشعري من روح الخصوصية الفلسطينية، هويةً وأرضًا وحكايةً وإرثًا وتراثًا، بأسلوب متمايز من حيث اللغة والإيقاع والصور الشعرية، وتوظيفِ وتداخلِ أدواتِ السرد، كالحوار، وتعدّد الأصوات، والرمزية، وغيرها. كما شكّلت القصيدة نَظْمَها الإيقاعيّ الخاص، عبر التناوب بين بحور شعرية عدّة على المقاطع، بما ينسجم مع الانتقال في المواضيع وتعدّد أصوات السرد.


حكايات أرض الدحنون
يفتتح الشاعر قصيدته المطوّلة بِقَبضهِ على الحق في الرواية؛ ولعل أكثر ما ألقى بظلاله على المسألة الفلسطينية برمّتها هو: حرب الرواية، التي شُنّت بالموازاة مع بثّ البذور الأولى للفكر الصهيوني وقبل النكبة بعقود، مستهدِفةً فلسطين هويةً وثقافةً وتاريخًا ووجودًا، بالمحو والطمس والتشويه والتحريف والسرقة، فينتزع علي العامري هذا الحقّ المسلوب، أي الحق في روايةِ وسردِ الحكاية الفلسطينية التي اغتيلت بتزييفِ وتحريفِ المستعمِر، ويعيده إلى المكان المسلوب وأصحابه، فهم الرواة لحكايات "أرض الدحنون". وهي "حكاياتٌ يرويها حجرٌ ينبض فيه الضوء الأثريُّ على مرّ الأزمانِ... حكاياتٌ تسردها الجدّات، الأسماءُ، عيونُ الماءِ، وزهرُ الليمون". ويتابع الشاعر تعدادَ أصناف الرواة، من شخوص وأمكنة وعناصر مكانية وتراثية ورمزية، تحيل بمجموعها إلى الهوية الثقافية والتراثية الفلسطينية، فمن الرواة أيضًا "المنجلُ والمَمْشى وطواحينُ القمحِ ومفتاحُ البابِ وصقرٌ حوّامٌ في المعنى".
يشير الحديث عن تعدّد الحكايات والرواة إلى دلالات عدة؛ فهي حكايات، وإن تعدّدت إلا أنها تبدو بنات الحكاية الأم ـ الحكاية الفلسطينية، وتلك الحكاياتُ هي تفاصيل الحكاية الأم، وسطورها، وأمكنتها، وفصولها، وشخوصها الذين لكلٍّ منهم حكايته. وكذلك الرواة هم شعبٌ ووطن، متلاحمان، وهما الواحدُ الكثيرُ المتعدّد والمتوحِّد في وجهته. أيضًا، تنطوي الإشارة المتكررة لتعدّد الحكايات على عمق المأساة الفلسطينية، فهي ليست مجرد حكايةً تسعها رواية، أو قصيدة، أو حتى ملحمة شعرية، إذ هي تراكمتْ عبر الزمن صورًا من الألم والعذابات والشتات، تسرد ذاتها عبر القِباب والأجراس والحارات والطرقات والأنهار والأحجار والأشجار، وفي مكتبة البيت وقصائدِ درويش، وعبر كل شيء في الوطن المسلوب وفي المنافي، يقول الشاعر: "حكاياتٌ في كلِّ مكانٍ، حتى العزلةُ بين أعالي الصمتِ، تقول حكاياتٍ في أرضِ الدحنون".
وبينما يعيد الشاعر الحكاية وأرضَها وأحقّيةَ سردِها لأصحابها، أصحابِ الأرض، يسترجع، في مقطع طويل في نهاية المطوّلة الشعرية، من المستعمِرِ ما استلبَ من أرضٍ وذاكرةٍ وثقافةٍ وهوية، معتبرًا إيّاه نقيضه في الوجود، ونافيًا بعنادٍ أية ملكيةٍ له في الأرض، وفي كل الأشياء التي عليها، والتي يعدّدها ضمن جمل شعرية يكرّر فيها استخدامَ  أداة النّفي "لا"؛ فلا ظلال الأشجار له، ولا البحر أو البراري أو الخيول، "ولا مفاتيح البيوت"، ولا الفجر ولا الليل ولا النبع، و"لا إبرة الراعي، ولا صوت العتابا تحت دالية"، و"لا نقشة الفنجان" له، ولا حتى أيام الأسبوع، التي يكرر الشاعر تعدادها وفق ترتيبٍ مختلفٍ للأيام كل مرة، في إصرارٍ على  استعادة كل ما هو فلسطينيّ سلَبَه المستعمِر، أو ادّعى ملكيتَه له، سواء كان مكانًا، أو زمانًا ـ تاريخًا، أو هويّة.

الجدُّ وبيسان والنكبة
تضيق المسافة بين الخاص والعام في مطوّلة العامريّ حين تحضر، في المقاطع الأولى منها، السيرةُ الذاتية للشاعر، في انسجامٍ وتناغمٍ مع السرد الجمعي في المقاطع الأخرى، الذي يعتمد غالبًا ضميرَ جمع المتكلم "نحن". يبدو الجدّ هو المورِّث الأول لحكايةِ الأرضِ للشاعر، الذي هُجّرت عائلته من بيسان إلى الأردن عام 1948، ليعيشَ الوطن عبر حكايات متوارثة، حفظتها مخيّلة الشاعر صورًا شعرية وجمالية، مشحونةً بمشاعرَ متضاربة بين الحنين والشجن والانتماء والألم والأمل والغضب. يقول الشاعر، في إشارة إلى الأثر الذي تتركه الحكاياتُ المتناقلةُ عن الوطن بين الأجيال: "أنا الطفلُ أرى... ما يلمعُ في الصوتِ... وما يَتوارى".
تطلّ بيسان ذاكرةً ترتبط بالجدّ والوطن، وفصلًا من فصول ملحمة العامريّ؛ ففي بيسان نخيلٌ يَعرِفُ جدَّه بعباءته البنّية، وحقولٌ تعرف وجهَ أبيه، وطيورٌ تعرف أمّه التي "تطرّز ثوبًا تحت عريشةِ داليةٍ، وتنادي حَجَلًا جبليًا...". يشير الجدّ نحو غرب نهر الأردن، إلى بيسان وأماكن أخرى، ثم يحضر توارثُ الحكاية في مقطع حواريّ يقول فيه الشاعر لجدّه "حدّثني عن أرض فلسطين، فقال: الجنةُ بين الماءين، ونخلتُها العُليا في القدس؛ فلا معنى دون الأقصى. لا معنى لوجودٍ بغيابِ قيامتنا. لا معنى من غير كنيسةِ مريم". ويتابع الجدّ عبرَ سردٍ شعريّ اختزاليّ للحكاية والهوية الفلسطينيتيْن.




في مقطع آخر، في منتصف القصيدة تقريبًا، تتصاعد دراما الملحمة الشعرية حين يصور الشاعر ذاكرةَ النكبة والتهجير، التي تشبه كارثةَ سقوط مجرّاتٍ وشتاتَ سماء؛ يقول: "سقطت مجرّاتٌ... مشينا كالظلال إلى الظلال. سقطت شظايا عتمةٍ فوق البحيرة، والسماء تقصّفتْ في أطلس التهجير...". بينما تروي الأمّ، في المقطع ذاته، وبأسلوب يميل إلى الواقعيّة، صورًا مأساوية من النكبة، وجرائمَ العصابات الصهيونية التي يعدّد الشاعر أسماءها، وهي عصابات "اشْتِرْن وإرغون وبَلماخ وهاغانا"، الذين "خرجوا من جوف حصانٍ خشبي من صنع بريطانيا"، فقتلوا الناس والأطفالَ، وبقروا بطون الحوامل، وسلبوا بيوت الأجداد، وداسوا فوق القبور، وارتكبوا مجزرة في الطنطورة، ومحرقةً في طيرة حيفا "في الخامس والعشرين من الشهر السابع من عام النكبة، إذ حرقوا الأحياء بحقل القمحِ المحصودِ، بشهرِ الصومِ. وفي اليوم التالي كانت جثثٌ متفحّمةٌ عند طريق العفّولةِ، شرقَ اللجّون".

المكانُ: الحلمُ والنهرُ الشاهِد
الذاكرةُ التي تلوح في المخيّلة حُلُمًا وريفًا مسلوبًا، والقريةُ التي نشأ العامريُّ طفولته فيها، وهي القليعات في وادي الأردن، هما معطيان تركا أثرًا جماليًا على السرد الشعري للمكان، فيكثّف الشاعر من توظيفِ صورٍ شعرية حوله، تحيل إلى شدّة التماهي بين الأرض والإنسان، والمُستقى بدوره من روح الثقافة الوطنية الفلسطينية، التي تمجّد العلاقة مع الأرض والوطن، وهي روح حاضرة في مجمل مقاطع مطوّلة العامريّ. هذه المقاربة، التي تصل حدّ التماهي بين الإنسان والمكان الفلسطينييْن، وُجدت في مختلف الفنون والآداب الفلسطينية، والتي عبّر عنها الفن الفلسطيني برمز شجرة الزيتون في إحالة إلى الفلسطيني المتجذّر في أرضه، إضافة إلى رمزية الصبّار.
يكثّف العامري من استخدام مفردات تحيل إلى جماليات الحياة الطبيعية وبساطتها في الريفِ الفلسطيني وريفِ البلاد المجاورة القريبة منه ثقافيًا وطبيعيًا، من هذه المفردات والصور: "زهر الصبّار"، و"نوّار الصبّار"، و"بيت الطين"، "والدار الطينية"، و"الدالية"، و"عناقيد من العنب البلدي"، و"النعناع البريّ"، و"أشجار الرمّان"، و"سقفُ سماءٍ خضراء". كما يكرر الشاعر عبر مقاطع عدة تعداد أسماء مدن وقرى وبلدات ومعالم وأماكن فلسطينية، ليبدو وكأنه يتلو أنشودةً خاصة كلماتها أسماءُ الوطن، وروحها ذاكرةٌ تتحدّى المَحو، وإيقاعها روح المقاومة، فيضع ملحمته الشعرية على جبهة الثقافةِ المقاوِمة للعَبْرنة والأسَرلة اللتين تتمثلان بدايةً، في فلسطين المحتلة، بتغيير المستعمِر لأسماء المدن والقرى والمقدّسات.
كما يحضر نهر الأردن في مقاطع عدة خيطًا من ماءٍ يصل بين ضِفاف ملحمة العامريّ، ليرفدها بجماليات انسيابِ السرد الشعري. وهو الواصل أيضًا بين الضفّتين، الشرقية والغربية، وبين ضفّتي هوية الشاعر: فلسطين ــ الهوية الأمّ، والأردن ــ مكان الولادة والنشأة. والنهر كذلك شاهدٌ على تاريخٍ وثقافةٍ مشتركيْن بين فلسطين والأردن؛ إذ تبقى فلسطين في قصيدة العامري، على تمايز حكايتها وقضيّتها، جزءًا من الكلّ الشاميّ والعربيّ، ثم الكونيّ والإنسانيّ. يقول الشاعر عن نهر الأردن: "يسير النهرُ ويروي: جبلُ الشيخ أبي، وبلادُ الشام الكبرى أمّي، والأنهارُ أشقّائي، وأنا مشّاءٌ أبدي...". يقترب النهر في شعر العامري من كونه أسطورة تشهد على مرور الغزاة وانقبارِهم وهزائمهم، وعلى بطولات الفدائيين، يمشي "ويعطي اسمًا حركيًا للأبديّة... ويمضي في مشيتهِ الخضراء، إلى أن يحيي البحرَ الميّت".

الفدائيّ الفجرُ والأسطورة
تتناول مقاطع عدة من مطولة العامريّ بطولات الفدائيّين عبر تاريخ النضال الفلسطيني، ليحضروا أبطالَ الملحمة الفلسطينية، وعنقاءَ انبعثت من رماد النكبة والنكسة، لتجدّد انبعاثها بعد كل محاولة اغتيالٍ استعمارية للوجود الجمعيّ الفلسطيني. يسرد أحد المقاطع حكاية ثمانية فدائيّين نفّذوا عملية فدائيّة في وادي الطيبة بغور الأردن، يتماهى الزمان والمكان مع الفدائيّين ويتواطئان معهم؛ ففي وادي الطيبة "يحرسُهم ليلٌ، وترافقهم أشجار الدِفلى"، ويقول الشاعر: "وكانت أشجارُ الطَرْفاءِ، تغطّي قبل الفجر فدائيّين ثمانية"، بينما يصير النهر "فدائيًا يحميهم". يتعزز هذا التماهي بالإشارة إلى لون بَذلاتهم التي يتداخل فيها الأخضر والبنّي، وهما لونا النبات والتراب. في أيديهم رشّاشات كلاشِنْكوف، وقنابل وعبوات ناسفة، و"شموسٌ في الأرواحِ... وخريطةُ مَسْراهم نحو فلسطين"، في إشارة إلى فجر الأمل الذي يبزغ في الأفق من روح المقاومة.
في مقطع آخر، يتعاظم التمجيد للفدائيّين، فيقتربون من كونهم أسطورة البلادِ والحكاية، فهم يخترقون الليل، وحاجزَ الصوت، وخطّ الصمتِ، وخرائطَ الألغام، وخطوطَ الغرباء، ودوريات المحتل والأسلاك الشائكة، وهم "اخترقوا بالنارِ خطوطَ النار... لتطلع شمسُ فلسطين".

أخيرًا، صدرت "فلسطينياذا" قبل أيام قليلة من الحرب على غزة، أو من "القيامة الجديدة لفلسطين" ــ كما يصف علي العامري الأحداثَ في غزة منذ السابع من أكتوبر، عادًا تزامن إطلاق كتابه مع "طوفان الأقصى": "تجليات لحدوس الشعر والأرض والتاريخ معًا"[2]. والشاعر الذي وُلد ونشأ في منفى قسريّ عن الوطن، يرى في بيسانَ مسقِطَ روحه، وإن لم يولد فيها، بل فلسطين كلّها مسقِط الروح؛ يقول "لم أولَدْ بفلسطينَ، ولكنْ، مسقِطُ روحي في كلّ فلسطين". وهو في مطوّلته الشعرية يعنون كل مكانٍ خارج فلسطين منفىً ولجوءًا، وخيمةً على "حافّة الأبجدية وفي ضواحي الظلام"، ذلك أن هذا المنفى، ومهما كان مكانًا قريبًا جغرافيًا، أو ثقافيًا، من فلسطين، يبقى طارئًا ومؤقتًا وقسريًا، إذ هو نتاجُ سياقٍ اقتلاعيّ وإحلالٍ استعماريّ. يقول علي العامريّ:
لا نريد صفاتِ اللجوء إلى بلدٍ في الـ"هناك".
المخيمُ ليس سوى طارئٍ في مكانِ الزمان.
لا نريد سوى أرضِنا.
لا نريد جحيمَ الشتاتِ،
ولا جنةً في الشتات.

..

وهنا أرضُنا
قد نكون ضيوفَ البلادِ القريبة،
لكنّنا
لن نكون ضيوفًا على أرضِنا.
لا نريد سوى أرضِنا
لا نريد سوى شمسِنا
لا نريد سوى روحِنا تزهرُ الآن فوق الثرى.

هوامش:

[1] ينظر: المثنى الشيخ عطية، "فلسطينياذا: مجموعة الفلسطيني علي العامري، ملحمةُ شعريةِ الأرض في صنعها لإنسانها"، القدس العربي، 28/10/2023، https://bit.ly/49Aepdq
[2] ينظر: سمير قسيمي، "علي العامري: الأرض ذات الفلسطيني وعنوانه الأبدي"، المجلة، 16/02/2024، https://bit.ly/3ON00Cy

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.