}
صدر حديثا

"رحلة أخي أليكسي في يوتوبيا الفلاحين"

29 فبراير 2024


صدرت حديثًا عن "محترف أوكسجين للنشر" في أونتاريو، رواية "رحلة أخي أليكسي في يوتوبيا الفلاحين" للكاتب الروسي ألكسندر تشايانوف، ونقلها إلى العربية المترجم والروائي العماني المقيم في موسكو أحمد م الرحبي. وتأتي هذه الرواية ضمن سلسلة "أوكلاسيك" (أوكسجين + كلاسيك = أوكلاسيك) التي يسعى من خلالها المحترف لتقديم الكلاسيكيات بنهج جديد ومغاير عماده الاكتشاف وإعادة الاكتشاف.

وجاء في تقديمها: يقدّم هذا النص الرائد، الذي يتجاوز مجرّد متعة القراءة، مشاهد لا يمكن وصفها إلا بالمدهشة والحيوية للمناظر الطبيعية المحيطة بمدينة موسكو التي شيّدها الكاتب وعالم الاقتصاد ألكسندر فاسيليفيتش تشايانوف (1888-1937)، مقدّمًا مجتمعًا لم تعد فيه المدن أماكن للحياة، والجميع يعيش في الريف، يزرعون الأرض، ويعيشون في هدوء وسكينة معتمدين على الطاقات الإبداعية الخلاقة التي تجمع تقاليد الماضي بالوسائل التقنية الحديثة، من وسائل الراحة والتنقل السريع. أليس هذا حلم غالبية سكان المدن اليوم؟ وتنسف هذه الرواية المدنَ الكبيرة في شكلها الصناعي الحالي، وتراهن على المبادرات الإبداعية الشخصية، ونشر الثقافة والفن في كل مكان، بينما تطفو رغبات الطبيعة العميقة إلى السطح، ومعها التفكير، في المقام الأول، في موسكو فاضلة، هي جزء من خيط اليوتوبيا الكبرى التي تخلّلت العديد من الأعمال الأدبية في بدايات القرن العشرين. لكن هذه الآمال سرعان ما تتلاشى شيئًا فشيئًا في رحلة خيالية ساحرة ومغامرة تحمل في طيّاتها متناقضات وأسئلة وجودية جريئة، كدعوة متجدّدة للتأمل في عالمنا اليوم.

وهذا ما يطالعنا في تساؤلات حملتها كلمة الغلاف: "هل تحققت تنبؤات ألكسندر تشايانوف في هذه الرواية الديستوبية؟ هل أصبحت موسكو مدينةً فاضلة، عمادُها الفن والثقافة، وقد سُخّر العلمُ لخدمة الإنسان؟ أسئلةٌ كثيرة ستتوارد إلى ذهنك وأنت تقرأ هذه الرواية الاكتشاف، فبطلها أليكسي كريمنيف يُغمى عليه عام 1920 ليستيقظ "1984"! (أي قبل أن يكتب جورج أورويل روايته الشهيرة بـ 29 عامًا)، وعليه فإنك ستخوض غمار رحلة خيالية تتخطى الخيال إلى الأفكار والطروحات، إلى الحب والمشاعر الغامضة، بينما يتكامل تشييد تشايانوف لمدينةٍ أشبه ببرج بابل، لكنها لا تخلو من أسباب انهيارها".

في مقدمة الكتاب التي جاءت بعنوان "تشايانوف، علَم على قبر مجهول" يوضح المترجم أحمد م الرحبي أنَّ عنوان الفصل الأخير من الرحلة، يدلُّنا على أنَّ تشايانوف كان يخطِّط لكتابة جزء/ أجزاء أخرى لكتابه، وأنْ يكمل معمارَ مدينته الفاضلة، المعمار الذي وجدناه مشغولًا بسردٍ متقن، ووصفٍ مرهَف، مع طرحٍ علميٍّ عميق، يصادفُنا في هذا الفصل أو ذاك من فصول الرحلة، كلُّ هذا في صفحات قليلة محبوكة بثقافة عالية، وحسٍّ أدبيٍّ رفيع، وفكرٍ اقتصاديٍّ يصوغ من النظريّة العلميّة، أحلامًا وفنًّا. فهل أكملَ تشايانوف رحلته؟ أين الجزء/ الأجزاء التالية إذًا؟ هل اختفت، ضاعت، أُعدِمَت مع صاحبها؟ لا أحد يعرف، تمامًا كما لا يعرف أحدٌ المكان الذي دُفِنَ فيه تشايانوف، هو الذي أعدم رميًا بالرصاص عام 1937 بعدما صُنِّفت أعماله "في خانة العمالة للإمبريالية؛ بل إنَّ ستالين تحدَّث في مؤتمر الماركسيين الزراعيين، وهاجمَ ما أسماه (النظريات المناهضة للعلم التي يقودُها اقتصاديون سوفيات من أمثال تشايانوف…) فأيُّ تهمة أشدُّ وطأة من تهمةٍ يسوقها ستالين؟". وقد كانت هذه الرواية، على نحوٍ ما، سببًا في إعدامِ صاحبها.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.