}
صدر حديثا

"السرديّات: من النظرية البنيوية إلى المقاربة الثقافية" لسعيد الفلاق

16 مارس 2024


صدر حديثًا عن دار كتارا كتاب "السرديات: من النظرية البنيوية إلى المقاربة الثقافية" للدكتور سعيد الفلاق.
يقع الكتاب في 175 صفحة، ويتناول ـ وفقًا للناشر ـ السرديات بصفتها إمبراطورية تمتد جغرافيتها لتشمل كل الخطابات اللغوية وغير اللغوية، فالسرد، بتعبير بارت، مثل الهواء، يوجد في كل شيء تقريبًا.
بهذا الفهم، يَنظر الكتابُ إلى السرديات في شقها البنيوي الذي يهتم بالخطاب من ناحية الزمن والفضاء والشخصيات... ثم من زاوية الجانب الثقافي عبر الإيمان مع بول ريكور، وإدوارد سعيد، بأن النص متورّط في الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي والتاريخي.
هكذا، يدافع الكتاب عما يسميه الباحث بـ"السّرديات الموسّعة" التي تشمل النظرية البنيوية، والمقاربة الثقافية. فتوسيع السرديات ضرورة معرفية لمقاربة السرد بصورة تتجاوز البنيوية الكلاسيكية على اعتبار أن السرد ليس مجرد متوالية من الجمل، أو الأحداث، بقدر ما هو تعبير عن الذات الإنسانية في علاقتها المركّبة بالعالم.
وجاء في تقديمه: يطمح هذا الكتاب إلى الإسهام في مقاربة النص الروائي ضمن رؤية نقدية تهدف إلى إزالة الحدود بين السرديات البنيوية والثقافية، وتجسير الهوة بين المقاربتين. لأن دراسة النص السردي دراسة وافية تقتضي الانطلاق من بنية الشكل، والانتهاء بالمستوى الدلالي والتناصي والتأويلي.
من هنا، يسعى هذا الكتاب إلى مقاربة الرواية في علاقتها بالنص الثقافي في تعدديته وغناه من دون الارتهان المطلق للتصورات السردية التي تفسر النص وفق منظور أحادي.
استقام المؤلَّف في فصلين؛ الأول نظري في أربعة مباحث حاول فيه ضبط مفهوم السرد والسرديات، ثم تتبع مراحل تطور هذه الأخيرة بدءًا من الحقبة الكلاسيكية التي تشمل الشكلانية والمدرسة البنيوية، ثم الحقبة ما بعد الكلاسيكية التي تضم تيارات ما بعد الحداثة، مثل ما بعد الكولونيالية، والدراسات الثقافية. ثم انتقل إلى البحث في نشأة الرواية العربية، وتشكّل خطابها مع ظهور الوسائط الجماهيرية، ثم الوسائط المتفاعلة التي قدمت إبدالات معرفية جديدة ساهمت في تطوّر السرد الروائي، والنظرية السردية التي انصرفت في المجمل إلى العناية بثلاثة عناصر: المناص، النص، التناص.
أما الفصل الثاني، فقد خُصّص لدراسة روايتين معاصرتين؛ "البيت الأندلسي" لواسيني الأعرج، و"المغاربة" لعبد الكريم جويطي. وقد تم تقسيم الفصل إلى ستة مباحث؛ الأول يُعنى بدراسة الحكاية السردية في علاقتها بالشخصيات، والثاني بتشكيل الفضاء الروائي، والثالث ببنية الزمن السردي، والرابع بالتناص الداخلي والخارجي، والخامس بتفكيك خطاب السلطة، ثم السادس بتناول قضية الهوية الفردية والجمعية. أما في ما يخص منهجية التحليل، فجمعت بين الروايتين كلما أمكن الأمر، لأننا ـ كما يؤكد المؤلف ـ لا نريد أن نتعسّف على النص، أو نلوي عنقه، بقدر ما سنستشف آليات التحليل في الجانب البنيوي والثقافي من النص نفسه.
الدكتور سعيد الفلاق: ناقد وكاتب، حاصل على شهادة الدكتوراة في الآداب، جامعة محمد الخامس بالرباط. رئيس لجنة تحكيم جائزة الشباب للكتاب المغربي، صنف الرواية 2016-2018. ورئيس لجنة تحكيم جائزة الشباب للكتاب المغربي، صنف القصة القصيرة، 2017. ورئيس لجنة تحكيم جائزة محمد زفزاف 2024. من بين مؤلفاته: "التخييل التاريخي في الرواية العربية المعاصرة؛ تفكيك النسق وتمثيل الأسئلة المضمرة"، دار راشد، الإمارات، 2019.
كما حصل على جائزتيْ راشد بن حمد الشرقي للإبداع بالإمارات (2019)، وجائزة كتارا- صنف الدراسات النقدية بقطر (2022).

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.