صدر حديثًا عن منشورات مركز الأبحاث السيميائية والدراسات الثقافية في المغرب للأكاديمية المغربية فاتحة الطايب كتاب بعنوان "بلاغة الصمت... متاهات القول في سرود عربية معاصرة".
يضم هذا الكتاب بأقسامه الأربعة، وفقًا للناشر، دراسةً لجدلية الصمت والكلام في النص الرحلي القروسطي الشهير" تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" لابن بطوطة، الذي كسب صفة "المعاصرة" من قوة عبوره الثقافي في الزمن الراهن، ودراسات لإنتاجيةِ الصمت ومتاهات القول في روايات عربية معاصرة صدرت ما بين العشرية الأخيرة من الألفية الثانية والعشرية الأولى من الألفية الثالثة الحاليّة، وهي: "التبر" (1990)، و"المجوس" (الجزء الأول: 1990)، و"نداء الوقواق" (1990)،و"أخبار الطوفان الثاني" (1991) لإبراهيم الكوني، و"العلامة" (2001) لبنسالم حميش، و"سيرك عمار" (2008) لسعيد علوش.
ولعل أهم خاصية تجمع بين هذه السرود، التي تمتاز بتبايُن استراتيجياتها الخطابية والسردية، هي تحفيزُ بنيات التحديد واللاتحديد التي تشكل أدبيتها القارئ على "اكتشاف الحياة في شتى أشكال الموجودات من حوله" من منظورات مثيرة للاهتمام بتآلُفها وتناقُضها. أي، قدرة عوالمها المُتخَيَّلة على إثارةِ الدهشة في نفسه!