}
صدر حديثا

"الأعمال الكاملة لإنسان آلي" لشريف الشافعي

2 مايو 2024

 
صدر حديثًا عن دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر في سورية ديوان "الأعمال الكاملة لإنسان آلي" للشاعر المصري شريف الشافعي، في طبعة جديدة (دمشق، صيف 2024). ويأتي صدور الديوان في إطار سلسلة "إشراقات" الشعرية التي يختارها ويشرف عليها الشاعر أدونيس، بمنحة خاصة من مؤسسة غسان جديد للتنمية.

صمّم الغلاف الفنان أحمد معلا، ويتضمن كلمة للشاعر أدونيس، جاء فيها: "هكذا تبدو الكتابة الشعرية العربية كأنها تجيء من أفق آخر، أفق الذاتية الشعرية المتحررة من جميع أنواع السلطات الكابحة، وأفق الكينونة المنفتحة على الأعماق والأبعاد المجهولة، وعلى الأسئلة المهمشة المطموسة اجتماعيًّا وثقافيًّا وسياسيًّا، إضافة إلى المكبوت نفسيًّا وجسديًّا، مصيرًا وبصيرة ومخيلة. وفي هذا ما يتخطى خريطة الكتابة الشعرية السائدة، ويرسم خريطة جديدة لشعر كينوني، استشرافًا لعالم عربي جديد وثقافة جديدة، وجمالية عربية جديدة وإنسان عربي جديد وخلاق".

وتأتي نصوص الديوان كلها على لسان إنسان آلي "روبوت"، وتتوزع على قسمين في حوالي مائتي صفحة، هما: "البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية" (إنسان آلي 1)، و"غازات ضاحكة" (إنسان آلي 2).

شريف الشافعي: من مواليد مدينة منوف في مصر عام 1972، صدرت له ثمانية دواوين. وأصدر كتابًا بحثيًّا بعنوان "نجيب محفوظ: المكان الشعبيّ في رواياته بين الواقع والإبداع" (الدار المصرية اللبنانية، 2006). 

من أجواء "الأعمال الكاملة لإنسان آلي" نقرأ على لسان "الروبوت" في "غازات ضاحكة" هذه المقاطع المتفرقة:

الغريبُ،

الذي يعبرُ الطريقَ

ليس بحاجةٍ إلى عصا بيضاءَ

ولا كلبٍ مدرّبٍ/

هو بحاجةٍ

إلى أن تصير للطريقِ عيونٌ

تتسعُ لغرباء

*     *     *

العصفورُ،

الذي بَلَّلَهُ المطرُ

صار أخَفَّ وأجملَ/

 من شدةِ نشاطهِ،

حلّقَ العصفورُ في السماءِ

نفضَ ريشَهُ المبْتَلَّ ببهجةٍ

ليُذيقَ السحابَ

حلاوةَ استقبالِ المطرِ

*     *     *

كثيرةٌ هي الخرائطُ

فأين العالمُ؟

*     *     *

أنْ أوقظَ وردةً واحدةً

خيرٌ من أن أنامَ في بستانٍ

*     *     *

سجّادةُ الصلاةِ

تصافحُ الحقيقَةَ دائمًا

تمتصُّ أنسجتُها الحيّةُ دموعي

لكنْ لا يزولُ عَطَشُها تمامًا

لأنها متشوّقةٌ

إلى ما لا تستطيعُ عيني أن تسكبه

*     *     *

تَعَطُّلُ راداري المتطوِّرِ

ليلة أمس

لَمْ يمنعني من إسقاطِكِ في حضني

بصاروخٍ بدائيٍّ اسْمُهُ "الدهشةُ"

*     *     *

عندي من طاقةِ الإنارةِ

ما يفيضُ عن نساءِ الأرضِ،

وعندي من العتمةِ

ما يستحقُّ منكِ ضوءَ شمعةٍ،

اقتربي

*     *     *

التعطّشُ إلى الماءِ

أخَفُّ وطأةً

من أن أكون ماءً متعطّشًا إليكِ

*     *     *

لأنه سندباد ذكيّ

فهو بحاجةٍ إلى سفينةٍ

أكثر من حاجته إلى سندبادة/

ولأن سندبادته أكثرُ ذكاءً

فقد تحوّلتْ إلى بحرٍ

*     *     *

اختباءُ القاتلِ في حقل القصبِ

حَوَّلَهُ إلى عودِ قصبٍ/

بعد فترةٍ نَسِيَ تمامًا

جريمَتَهُ الْمُرَّةَ

وصار يحلمُ بأن يكونَ

مصدرًا طبيعيًّا للسّكّرِ

*     *     *

أمَنِّي نفسي بسلامةِ الوصولِ

لأن جُرحي سبقني ووصلَ سليمًا

إلى الضّفّةِ الأخرى من المتاهةِ... 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.