صدرت عن دار الساقي طبعة جديدة من كتاب "الهوى دون أهله: أم كلثوم سيرة ونصًا" للكاتب والصحافي حازم صاغية، في ذكرى مرور مئة عام على أول حفل غنائي تحييه أم كلثوم في القاهرة.
الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى عام 1991 عن دار الجديد يوجه انتقادات لمشروع أم كلثوم الغنائي، مع تأكيد صاغية على جمال صوتها، وأثرها الواسع في الثقافة والفن في العالم العربي. لكن صاغية نظر إلى أم كلثوم بوصفها أداة من أدوات الدعاية للمرحلة الناصرية، مشيرًا إلى الدور الذي لعبته في دعم المجهود الحربي عبر حفلات في مدن عربية وأجنبية ذهبت إيراداتها لصالح إعادة بناء الجيش المصري بعد حرب يونيو/ حزيران 1967.
ورأى صاغية أن أم كلثوم كانت واحدة من أقوى أجهزة الدولة في عهد عبد الناصر، على الرغم من أنها غنت من قبل للملك فاروق، وزعيم ثورة 1919 سعد زغلول، زاعمًا أن تحولها إلى مطربة الشعب في العهد الناصري "هو تعبير عن الصيغة التوحيدية التي أراد النظام تعميمها في الأذواق والرغبات، كما في السياسة".
لكن صاغية راجع، في الطبعة الجديدة للكتاب، آراءه التي أوردها في الطبعة الأولى، قائلًا إنه بالغ كثيرًا في النقد الثقافي، وانتقد نفسه لاستخدامه عبارات قال إنها كانت في غير موضعها، مبررًا ذلك بأن الطبعة الأولى كانت مدفوعة بالأجواء الغاضبة التي كانت تتحكم به بسبب الحرب الأهلية اللبنانية.
وقال الكاتب اللبناني "أحب كثيرًا من أغانيها، أو مقاطع منها، وقد أتجرأ حين ينخفض صوتي على غناء بعضها بصوتي".
ويعد كتاب "الهوى دون أهله" من أوائل المؤلفات التي حاولت تفكيك المكانة الرمزية لأم كلثوم، التي تعد أهم مطربة عربية في القرن العشرين، وحازت على ألقاب منها "كوكب الشرق"، و"سيدة الغناء العربي".
وتحتفل هيئات موسيقية وثقافية هذا العام بمرور مئة عام على أول حفل تقدمه أم كلثوم في القاهرة، بعد أن ذاع صيتها وهي ما زالت فتاة صغيرة في قرى المنصورة في دلتا النيل شمال شرقي القاهرة.
ويقول مؤرخون إن أم كلثوم جاءت في عام 1921 إلى القاهرة، لكن نقطة التحول كانت عندما التقت في عام 1924 الشاعر أحمد رامي، والموسيقار محمد القصبجي، الذي كلفته بتشكيل فرقة موسيقية تحمل اسمها، ثم بدأت رحلتها عام 1928 بغناء مناجاة فردية (مونولوغ) بعنوان "إن كنت أسامح وأنسى الأسية".