صدر حديثًا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان، وبالتعاون مع رسّام الكاريكاتير الفنان أسامة حجّاج، كتاب "ما يستحق الحياة" لمؤلّفه المهندس فراس فيصل خابور، وبما يمكن أن يحمل عنوان: كتاب خواطر وتأمّلات وتداعي أفكار.
وبحسب ناشره، يقدّم الكتاب في 154 صفحة من القطع الصغير، ولأوّل مرّة، شخصية تدعى "ابن حنظلة"، بهدف "نشر اليقظة الشبابية والانخراط في الإنتاج الفكري".
يقول الشاعر جهاد أبو حشيش ناشر الكتاب: " في "ما يستحقُّ الحياة"، يسرد المؤلّف في سياق قصصيٍّ عفويٍّ سهلٍ ممتنع، داخل فصول الكتاب، وبين ثنايا موضوعاته، ما حقّقه من استكشافات شخصية، وراكمهُ من تجارب وخبرات في العمل الإبداعيّ الفكريّ من رسم، ونثر، وشعر، متناولًا ما رافق كل ذلك من تضحيات وحذف وإضافة.
يتضمّن الكتاب عشرين قصيدة ومقالتيْن ومجموعة من الصور والاسكتشات الفنية، أو التوضيحية، والرسومات التعبيرية. وفيه يطرح فراس خابور نظريته حول المتع الثلاث، أو كما يسميها في الصفحة 18 من الكتاب "يقظات العمل الفكري الثلاث":
1- يقظةُ لذّات الترحال الفكري الاستكشافي.
2- يقظةُ فخْرِ توْسعةِ مرتكزات الكيان الذاتي.
3- يقظةُ حماس التفاعلات المجتمعية.
يقظاتٌ تخلق، بحسب الناشر، "شغفًا وإدمانًا لدى القائم على العمل الفكري، وتمنحه مخفّزات التواصل والاستمرار، خصوصًا حين تتحقق يقظة التفاعلات المجتمعية، التي من شأنها إعادة صياغة "الهالة المؤثرة" المتعلّقة كما أخبرني صاحب الكتاب بِـ"بناء الهالة الشخصية عبر العمل الفكري".
في الكتاب عناوين فرعية كثيرة، يرتبط معظمها بنظرية خابور حول اليقظات الثلاث، وبالطريقة التي يتفاعل عبرها مؤلّف الكتاب مع العالم والمتغيرات من حوله: "السماء: الصفحة البيضاء"، الغيمة: يقظة العمل الفكري"، "القطرة الأولى: متعةٌ داخليةٌ.. لذّات الترحال الفكر الاستكشافيّ (inner joy)، "القطرة الثانية: متعةٌ وجوديةٌ.. فخرُ توسعةِ مرتكزات الكيان الذاتيّ" (existential joy)، "القطرة الثالثة: متعةٌ تفاعليةٌ.. حماس التفاعلات المجتمعية" (interactive joy) "الغيث: تناغم الأحداث"، وأخيرًا "الربيع: الثورة الفكرية".
في الكتاب الذي صمّم غلافه أسامة حجّاج، وكُتِب على غلافه الخلفي كلام لِتميم برغوثي خلاصته أنّ "كُلَّ حُسْنٍ مُقاومة"، نصٌّ يخصّ المؤلّف به طوفان الأقصى وقّعه باسم "ابن حنظلة":
"حَطِّمْ هَياكِلَ صَبَّها مُستَعمِروكْ
فجّر سَلاسِلَ ذلِّ تابوتِ الشُّكوكْ
حرِّر وُجودَكَ كبرياءً يَتَّقد
انظر إلى الشُّجعان ها هم يُذهِلوكْ
طُوفانُ نوحٍ اصْطَفى مِن خَلقِه
طُوفانُ أقصىً مُغرِقٌ أرض المُلوكْ
طوفانُ أقصى شقَّ سدًّا من حَجر
إذ صَكَّ في التاريخِ من خير الصُّكوكْ
طوفانُ أقصى شقَّ نهرًا في غَضَب
أُسُدٌ عَلَتْ بِزَئيرِها صوت الدُّيوك
الله أكبَرُ أسْمَعَتْ صُمًّا بنارٍ
أوهَجَت حقًا كَشَعْبِهِ مَتْروك
جيشٌ تَباها في غُرورٍ ظالمٍ
هُزِمَتْ جُنودُهُ مِثْلَ رومٍ في تَبوكْ
نَصْرٌ لأِرضٍ حُرّرَتْ بِرِسالَةٍ
جوًّا وَبحرًا، خَنْدَقًا لُغمًا وَشوكْ
ظنَّ الجَميعُ بِواقِعٍ مُستَسلِمًا
صَغُرَ الطُّموحُ بِنا نُقُودًا في بُنوكْ
يا مَعشَرَ الأعْرابِ ما هَذَيانُكم؟
في البابِ مُعجِزَةٌ نَوَاصِيْهَا أَخُوكْ".
أصدر الكاتب الأردني من أصول فلسطينية فراس فيصل خابور كتابين "التحول، ولكن!" و"ما يستحق الحياة". وهو ينشر مقالاته وأعماله الفنية وأشعاره على مدونة ابن حنظلة "www.childofhandala.blog" التي قام بتأسيسها قبل أعوام.
نال المهندس فراس خابور درجته الجامعية الأولى في الهندسة من جامعات الولايات المتحدة بعد تخرجه من ثانوية مدرسة اليوبيل في عمّان. وهو يعمل شريكًا في شركتين متخصصتيْن في مجال إدارة التحوّل الرقمي والطاقة المتجدّدة بين دبي وعمّان.