صدر العدد (94) لشهر آب/ أغسطس (2024م) من مجلة "الشارقة الثقافية"، وقد تضمّن مجموعة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح. وجاءت افتتاحية العدد بعنوان "الإبداع بين الشعر والرسم"، تناولت الرؤية التي تجمع بين الرسم والشعر، معتبرة أنها واحدة وعابرة للحدود والزمن تقوم على التعبير والمحاكاة والتخييل، فما ينطبق على الشعر ينطبق على الرسم، والرسام هو شاعر، يتعامل مع اللوحة كما يتعامل الشاعر مع القصيدة.

أما مدير التحرير نواف يونس فاستعرض في مقالته ملامح النجاح الذي حققته "الشارقة الثقافية" خلال مسيرتها، انطلاقًا من هدف المجلة في تأسيس الوعي الجديد حول القضايا الرئيسة التي تواجهنا في الواقع الثقافي العربي، وتعبر في الوقت نفسه عن أحلام وآمال المثقف والمبدع العربي.

وفي تفاصيل العدد، تناول يقظان مصطفى أحد علماء الفيزياء الأفذاذ، هو العلامة قطب الدين الشيرازي، وكتب محمد أحمد عنب عن أبرز العلماء في دراسة المجتمع الإسلامي والعربي هو أدريان ريلاند الذي يعد أكثر المستشرقين إنصافًا، فيما قدم أحمد سليم عوض إطلالة على مدينة "مرسى علم" التي تعتبر زينة الشواطئ المصرية، أما عماد البحراني فوثق رحلته إلى مدينة "ظفار" البلاد السعيدة التي تتمتع بتضاريس متنوعة وخلابة، وجال حسن بن محمد في ربوع مدينة "ينبع" السعودية التي تضم معالم تراثية شاهدة على تاريخ حضارات وقبائل استقرت بها.

في باب "أدب وأدباء" رصد وليد عثمان مقالات حاكم الشارقة في جريدة "الخليج"، وكتبت داليا سليم عن فن المقال الأدبي والصحافة العربية، وتوقف شوي تشينغ قوه عند الحضور القوي لنجيب محفوظ في الصين، بينما استعرضت هبة النجار مسيرة فاضل السباعي الذي حمل لواء الكلمة ومشعلها، وتناولت ثراء هاني الأديب والشاعر محمد خليفة التونسي الذي يعد من أبرز شعراء مدرسة الديوان، وحاور محمد ياسر منصور الأديب والشاعر قحطان بيرقدار، الذي رأى أن الكتابة الشعرية للأطفال تتكئ على الجانب الجمالي والتربوي، والتقى أشرف قاسم الكاتبة نجوى عبدالرحمن التي مزجت بين التاريخ والواقع والخيال في رواياتها، واحتفى عبد الرزاق الربيعي بتجربة عبد الوهاب البياتي الذي أقام وشائج عميقة مع الأدباء والقراء، وكتبت عبير محمد عن أحد أعلام الأدب الوجداني وهو زكي مبارك الذي لقبوه بـ "فارس البيان"، وحاور د. أنس الفيلالي الشاعر والروائي د. علي عواد، الذي أكد أنه لا يمكن إغفال دور الجوائز الفاعل إبداعيًا، وتناولت شذى كامل خليل الروايات السريالية وبعدها النفسي الإنساني، وتوقف محمد الأرناؤوط عند الكاتب الموسوعي شمس الدين سامي في الذكرى (120) لرحيله، وقرأت نعيمة محمد سليمان سيرة "فتاة غسان" شاعرة الوطن والمرأة والوجدان، وحاور هاني بكري الكاتب أشرف أبو اليزيد الذي يمثل نسيجًا إبداعيًا متفردًا، وتناول يحيى السيد النجار النقد البناء ودوره في تشكيل الوعي الثقافي، أما حاتم السروي فكتب عن محمد مندور رائد المنهج الجمالي في النقد، وقدم د. سعيد بكور قراءة في قصص "عطر الندى" للقاصة ندى البكوري، وشارك أحمد حسين حميدان بمداخلة حول رواية "زيارة أخيرة" للروائي علي عطا الذي يعاكس الواقع السردي.

وكذلك تضمن العدد إضاءة على الإبداع الشعري لدى فاروق شوشة بقلم ناجي العتريس، ولقاء مع الشاعر هارون عمري الذي يشتغل على الأسئلة ويستقرئ تجارب غيره بقلم شيمازا فواز الزعل، إضافة إلى إطلالة على رواية رباعية "الوتد" للروائي خيري شلبي، وتضم دعوة للترابط الأسري في زمن ندر فيه التلاحم بقلم وفيق صفوت مختار، وحوار خاص مع مديرة "البيت العربي" في مدريد إيرين لوزانو دومينغو، التي قالت "تقاسمنا العيش ثمانية قرون مع العرب المسلمين" بقلم عبدالرحمن الهلوش.

نقرأ في باب "فن. وتر. ريشة" الموضوعات الآتية: ابتسام الصفار ترسم وجوه وملامح أرواح غائرة – محمد العامري، ستانسلافسكي اعتمد على الممثل وموهبة الارتجال– غنوة عباس، د. حبيب غلوم من الجيل المؤسس للمسرح في الإمارات– أحمد الماجد، فيلم "إنه تنين" قصة خيالية تزيل الحواجز بين الكائنات– محمود الغيطاني، أزمة التمدن والمعمار في السينما الكورية– فارس خدوج.

وفي باب "تحت دائرة الضوء" قراءات وإصدارات: حوارية التاريخ والحاضر في "نور وتوت عنخ آمون" – مصطفى غنايم، السينما المصرية وأفلام صلاح أبو سيف– نجلاء مأمون، مذكرات محمد عبد الوهاب وفصول من حياته– ضياء حامد، فن الترجمة بين الإمتاعية والامتناعية- إيمان محمد أحمد، بنية الخطاب الشعري في الشعرية العربية المعاصرة– أبرار الآغا، (نظرية المجاز) في الشعر العربي – إبراهيم أحمد أردش، جوهر الإنسانية... سعي لا ينتهي– سعاد سعيد نوح، مشكلات الكتابة للأطفال (رؤية وتجارب)– ثريا عبد البديع.

من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: القراءة والثقافة الإنسانية– الأمير كمال فرج، الصحيفة التي أحب– رعد أمان، كتاب "ذكريات مصرية" يشي بحب سلطان للثقافة والنماء – د. محمد صابر عرب، المثقف العربي ودوره الريادي– منال محمد يوسف، الأدب بين المفهوم والمصطلح – سوسن محمد كامل، إخلاص فرنسيس بين السرد والشعر في "ظل النعناع" – مصطفى أحمد النجار، الخيال الواقعي في السيرة الروائية– اعتدال عثمان، هبة العطار توثق النتاج الثقافي للمهاجرين العرب في الأميركتين– مصطفى عبدالله، التجاني يوسف بشير... شاعر الروح والوجدان– د. جيهان إلياس، في ثقافة الجمال بين الشرق والغرب– د. سعد الدين كليب، وليد معماري... رائد القصة الساخرة في سورية– أنيسة عبود، علم المكتبات المعاصر وآلياته– محمد فؤاد علي، الربيع ورسائل الشعراء– محمد نجيب قدورة، الثقافة وبناء المجتمع وتطويره– غسان كامل ونوس، الشعر عين الدهشة– حواس محمود، شعرية القناع في القصيدة العربية المعاصرة– د. يحيى عمارة، الصنعة البديعية وزخارف الشوق– مازن العليوي، النص وأفق التأويل– صالح لبريني، ما بين الواقعية والتجريد– الفينيق حسين صقور، (النساج) غواص القصة القصيرة– محمد محمد مستجاب، فوضى تشكيل الافتراضات– نجوى المغربي، أدوار جوهرية للدراما في الحياة– زياد الريس، الفن... طفلًا – محمد بدر حمدان.

ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: هشام أزكيض "لحظة وداع" قصة، لحظة وداع أو الإحساس بالنهاية – سعيد يقطين، عمر لوريكي "ليلة طويلة" قصة قصيرة، السيد شليل "بقعة ضوء" قصة قصيرة، حمادة عبد اللطيف "لأن" قصيدة مترجمة، إضافة إلى تراثيات عبد الرزاق إسماعيل "قاض تفتخر به العدالة"، وأشعار لها أصداؤها "أبيات حولت الكدر إلى صفاء"- وائل الجشي، و"أدبيات" فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة وينابيع اللغة.