ضمن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق صدرت حديثًا رواية "خريف كالسو" لفاتن الجابري وتقع في 136 صفحة. وتقول الجابري عن روايتها إنها تتحدث عن الانسحاب الأميركي عام 2011 من آخر معاقله في قاعدة كالسو من خلال عين صحافية شابة تعمل مراسلة لجريدة محلية في بابل، مكان الرواية وأرض الصراع حيث تعسكر القوات الأميركية. وتضيف أن الرواية تتخللها مشاهد من الحرب الطائفية التي شهدها العراق ومن جرائم تنظيم القاعدة على لسان تلك الشابة التي تنحدر من عائلة فقيرة وتكون هي المسؤولة عن إعالة والديها، وتقع هذه الصحافية في غرام ضابط أميركي من أصول عراقية وأم هولندية، تلميحًا للتنوع العرقي الأميركي، وفي ذات الوقت تنجذب لشخصية فارس، طبيب التشريح العراقي وهو كهل في العمر، الذي فقد عقله بسبب اعتقاله وتعذيبه من قبل النظام السابق.  
كما أن الرواية تبين الصراع العاطفي الذي تقع فيه الصحافية بين الضابط الأميركي والطبيب العراقي، الذي تجد فيه صورة الأب. ومن خلال تصاعد الأحداث وتشعّبها حيث تفقد الصحافية شقيقيها في الحرب الطائفية، لتنحاز في النهاية إلى مدينتها ووطنها ولا تغادر مع الضابط الأميركي.
ويقول الناقد العراقي هشام المصطفى إن الرواية تتحدّث عن حلمٍ لم يتحقّق، لأن العولمة الظالمة ستموت تحت رومانسية القلوب البريئة، ويعدّها كشفًا دلاليًا عن غروب الشمس في صقيع لا يعترف بالإنسان، بل بيان مؤثّر عن ردود الفعل ضد هذا الصقيع. ويضيف أن الكاتبة وفّقت بلغةٍ رشيقةٍ ووصفٍ دقيقٍ معبّر عن أحداث الرواية التي وجدها في جمالية البناء السردي والتكوين المعماري الذي اتّقنته فاتن الجابري باستعمالها لتقنياتٍ سرديةٍ معاصرةٍ وبتفنّنٍ لغويّ ذي قيمةٍ مضافةً إلى طاقات التأويل.
يذكر أن هذا الإصدار هو الخامس للجابري بعد أن أصدرت: سرير البنفسج- مجموعة قصصية/ بيتهوفن يعزف للغرباء- رواية/ نون النسوة- مقالات في قضايا المرأة/ خارج الوطن داخل حلم- تأملات في الأدب النسوي المغترب.