}
صدر حديثا

"في الفلسفة والثورة" لحسام الدين درويش ومحمد ديبو

15 سبتمبر 2024

صدر حديثًا عن دار "مؤمنون بلا حدود" مؤخرًا، كتاب تحت عنوان "درويش بين القدر والمصير: في الفلسفة والثورة"، ويقع الكتاب في قرابة 330 صفحة من القطع الكبير.
والكتاب عبارة عن حوارٍ طويل أجراه الكاتب والشاعر محمد ديبو مع المفكّر والباحث السوري حسام الدين درويش، ويتناول السيرة الذاتية لدرويش ورحلته الفلسفيّة والفكريّة منذ بدايتها حتى الآن، إضافة إلى نقاشٍ عميق حول أفكاره ورؤاه تجاه مسائل متعدّدة ومتنوّعة.
وجاء في نبذة الكتاب: "من السيرةِ الذاتية، بكلّ ما تحمله من بوحٍ واعترافٍ من جهةٍ أولى، وشغفٍ ومتعةٍ من جهةٍ ثانية، وألمٍ ينكأ جراح الطفولة والصبا من جهةٍ ثالثةٍ، إلى محيطاتِ الفلسفة والهيرمينوطيقا والعلم والمعرفة والسياسة والأيديولوجيا والسلطة والحريّة والثورات والتغيير والإسلام السياسي والديمقراطية والعلمانية...، ومفاهيمها وإشكالياتها وأسئلتها وسبر الإجابات المختلفة الممكنة أو المقدّمة لها، بكلّ ما تحمله من تعقيدٍ واختلافٍ وتشابكٍ وتداخلٍ، يمضي بنا هذا الحوار... لنستكشفَ إمكانية الحوار مع الذات أولًا، ومع الآخر الذي قد يكون هو الذات والآخر في آن ثانيًا، وللاشتباك ثالثًا، مع تلك المفاهيم التي، من خلالها، نفكّر بالعالم، ونراه، وقد نغيّر رؤيتنا له أيضًا، في محاولةٍ للإجابة عن سؤال جديد/ قديم (وإن تغيّرت صيغه عبر العقود): لماذا، وأين أخفقنا؟ هل المشكلة في مفاهيمنا، أم في ممارساتنا، أم في كليهما؟".
ويتألف الكتاب من تقديم وثلاثة أجزاء وملحق.
وقد حمل التقديم عنوان "في الاختلاف يكون الحوار وتكون المودّة أيضًا"، وتحدّث فيه محمد ديبو عن الطريقة التي تمّ بها هذا الحوار، حيث "لم يكن مخطّطًا لهذا الحوار أن يُنشر في كتاب؛ إذ كان المُراد منه أن يكون حوارًا صحافيًّا مطوّلًا، يمكن أن ننشره على أجزاء في عدّةِ صحف ومواقع، إن تعذر نشره في مكانٍ واحدٍ، نظرًا إلى طوله. ولكن، وخلال الحوار، الذي شدّنا إلى متاهاته وقلقه وأسئلته وتشعباته... وجدنا أنفسنا متورطين في هذا الحوار الشيّق (على الأقل بالنسبة لي)، سؤالًا تلو سؤالٍ، وجوابًا تلو جوابٍ، وإشكاليةً تلو أخرى، خاصة أنّ الحوار لم يقم وفق تقنيّة توجيه أسئلة واضحة ومحدّدة للإجابة عنها وينتهي الأمر، بل اعتمد طريقة السجال والنقد والمشاكسة الفكرية (إن صحّ التعبير)، التي تستل من الإجابات أفكارها لتُعيد صياغتها في سؤالٍ نقديّ جديد، لا يبحث عن إجابةٍ جديدة بالضرورة، بقدر ما يبحث عن الاحتمالات المُمكنة للحقيقة أو تلك التي تستبطنها الإجابة ذاتها".
وجاء الجزء الأوّل تحت عنوان "حول الفلسفة وشؤونها وشجونها"، والذي تركّز حول السيرة الذاتية والفكرية للدكتور حسام، بدءًا من انقطاعه عن الدراسة بعد مقتل والده في حادثٍ ترك آثاره الكبيرة عليه، إلى عودته إلى مقاعد الدراسة بكلِّ ما صاحب مرحلة الانقطاع من آلامٍ ومُكابداتٍ ومصاعب واحتمالات كادت أن تودي به إلى "طرق السوء". ومن ثم قراره دراسة الفلسفة وبدء رحلته الفلسفيّة، بدون أن يكتفي هذا الجزء بذلك، بل تطرّق إلى الفلسفة ومستقبلها وعلاقتها مع العلم من جهة والدين من جهة أخرى، إضافة إلى مسائل السلطة والحرية والأيديولوجيا.
أمّا الجزء الثاني، فقد حمل عنوان "حول الربيع العربي والثورة السورية"، وعالج العديد من الأسئلة التي أطلقها الربيع العربي ولم تزل مفتوحة مع تركيز خاص على مسألة الانتقال الديمقراطي وصعوباته والثورة السورية بكلّ ما أطلقته أيضًا من أسئلةٍ لم تزل مفتوحة حول التسلّح والسلمية والديمقراطية والتدخل الخارجي... وذلك من منظور مقارنٍ وتحليليٍّ ونقديٍّ.
ويستمر المنظور المذكور في الحضور في الجزء الثالث الذي يتمحور حول المسائل والمفاهيم المتصلة بالديمقراطية والعلمانية والإسلام (السياسي)، بدءًا من عوائق الديمقراطية عربيًا إلى أسباب تراجع الديمقراطية عالميًا، ومدى أثر ما يحدث في غزّة اليوم على الديمقراطية والإيمان بها، إلى علاقتها بالعلمانية، ناهيك عن الحوار والجدل حول واقع الإسلام السياسي اليوم.
وجاء ختام الكتاب بملحق حمل عنوان "سرديات (ذاتية وموضوعية) سورية" وضمّ نصين للدكتور حسام الدين درويش، حمل الأول عنوان "في فضيلة النوم الثقيل في ليلة القدر" وحمل الثاني عنوان "دراسة الفلسفة في جامعة تشرين".
وأخيرا، لا يقدّم الحوار/ الكتاب إجاباتٍ نهائيةٍ وجازمةٍ عن (كل) الأسئلة التي يتناولها، ولم يكن يهدف إلى ذلك أصلًا. فالاهتمام، فيه منصبٌّ على أشكلة الإجابات والبديهيات والمسلمات واليقينيات التي تتضمنها أو تستند إليها، ومساءلتها، وإبراز الآخر الذي تقصيه، قصدًا أو عفوًا، صراحةً أو ضمنًا، والمقارنة فيما بينها، بما يسمح بتوسيع آفاق التفكير، في هذه المسائل وتعميقها.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.