}

تَلُّ الهَوى: شَهْدُ عِنَبٍ يعانقُ نسيمَ البحر

محمد جميل خضر محمد جميل خضر 13 يوليه 2024
أمكنة تَلُّ الهَوى: شَهْدُ عِنَبٍ يعانقُ نسيمَ البحر
حوَّل القصف الإسرائيلي أبراج تل الهوى الغزي إلى ندوب

قد لا يعكسُ عنوانُ التقريرِ حقيقةَ ما يجري هذه الأيام في حيِّ تلِّ الهوى الغزّيّ... قد يحملُ إيرادُ العنبِ وشهدِهِ ونسيمِ بحرِ الحيّ الواقعِ جنوب غرب غزّة البلد، مُخادعةً ما... قد لا يَفِي دموعَ استغاثةِ الطفلةِ هند حقّها... وَلا يَروي لحظاتِ الرعبِ الأخيرة قبلَ استشهادِ العصفورةِ بِدقائق... ولكنّ الكتابةَ عن الأمكنةِ ينبغي لها قبل كل شيء، وبعدَ كل شيء، أن تنتصرَ للحياةِ في هذا المكان، أو ذاك. أن تنحازَ لِما يبقى وينْفع الناس؛ وَما يبقى وينْفع الناس هو فرح الناس بعد انتصار إرادتِهم، مسرّات انبثاقِهم، في كلِّ مرّة، من تحت الرّماد.
في حيّ تل الهوى الشّهد في العنب لا يقلّ عن شهدِ عنب الخليل.
تلُّ الهوى... جنوبُهُ حيّ الشيخ عِجْلين... شمالُهُ حيّ الرّمال... شرقُهُ حيّ الصَّبْرة... وحيُّ الزيتون جنوبُ شرقِه... لتينِهِ شهدُ العنب... لأبراجِهِ آمال... زهوُ العمارة حين تُرخي جدائلَ المكان لاستيعابِ ازدحام الناس فيه... البحر عن يسار القلب صعودًا نحو محافظات الشمال: جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون... وعن يمين أيدي القبضِ على الزّنود المباركة للآتينَ من الشمال بحثًا عن موضعٍ للأَمان.

أقمارُ الحي...
منذ نشوئِهِ قبل زهاء 30 عامًا، قدّم الحيُّ كما فعلت كل مناطق القطاع شبرًا شبرا... المئات من الشهداء... يُحب ناشطو الحيّ وأهلُهُ أن يمنحوهم لقب أقمار... ولأن لكلِّ شهيد قصّته التي ترْبأ به عن رقميّة الأعداد، فإن قصة الطفلة هند حمادة سوف تبقى ما حَيينا كلنا تحت سقف سماء هذا الكوكب، في كلِّ قارّاته ومختلفاتِ أعراقِه، وجعًا خالصًا لا يموت ولا ينتهي، خيبةً كبرى حولَ نكوصِنا وهوانِنا، وتخلّفنا عن تأديةِ واجبِنا نحو طفلةٍ تستغيث: (خديني تعالي... ما تتركيني... أنا خايفة كتير... تعالوا... رنّي على حدا ياخدني أمانة... "حواليك في ضرب رصاص"... آه... خديني... خدوني...)، ثم صوتُ صرخاتٍ مرعوباتٍ مطحوناتٍ في سواقِي العجْز وَلا فهم كلَّ ما يجري... صرخاتٌ تؤبّن كلَّ حضارة وتلعن كلَّ خِذلان... ثم صمت..........
صمتٌ إلا من شهيقِ الموت الذي تنفّسناه جميعنا ونحن موقنون أنْ لا نجاةَ لِهند، تمامًا كما لم تحظَ بالنجاة آلاف الطفلات الصغيرات في الأرض التي تُنبت أسىً ومُقاتلين... وَلم يحظَ بهِا آلاف الأطفال كذلك.
يا هند ستجدين بانتظاركِ هناك خلفَ سرابِ المَدى زهراتٍ مِن مثلِ عمرِك: شام وشمس وماريا ومنى، طفلاتٌ شهيداتٌ من حي تل الهوى عندما مات الهوى... رحلن معًا فهكذا تفعل الشقيقات حين لا يرغبن بحياة بعيدة عن حقِّ كل صغيرةٍ وصغيرٍ بِالحياة...
في حيِّ تلِّ الهوى قصصٌ كثيرةٌ حولَ اللحظات الأخيرة قبل مُرتقى الأنفاس... محمد وأحمد عادا إلى بيتهما رغم تحذيرات والدهما... يريدانِ أن يَقفلا بوابةَ البيت... لِيجدا البيت ركامًا بلا أنفاس... تردّدا في العودة من حيث أتيا... ماذا سيقولان لوالدهما عن البيت المهدومِ المهدورِ حقُّه المحطّمةِ حجارتُه؟ لحظاتُ تردّدٍ قاتلةٌ كانت كفيلةً بأنْ يقْنصهما القنّاص... بأن لا يرحمُهما الرّصاص... وحين عاد والدهما بعد أوّل مغادرة صهيونية للحيّ وجدهما في حوش الدار التي كانت دارًا... يعانقانِ أنفاسَ بيتٍ بَنوه وأَرادوا، جميعهم، هُما وباقي العائلة، أن يفرحوا ببيتٍ جديد في حيٍّ مهندمٍ جديد... بيتٌ قرب بحر البلاد التي تَرفع، في كلِّ مرّة، أثْمانَ الحِفاظ عليها... لم يَلحق أحمد ومحمد عاشور أن يَفرحا... لعلّ من يعيدوا إعمارَ البيت من بعد استشهادِهما يهدونَهما يومًا ما بعضَ الفرحِ المؤجّل...




هل استشهد محمد عمّار الحلو الذي كان محاصرًا قبل أيام في الحي؟ هل استشهد والده المصاب في حِضنِهِ، وهو، بحسب ما أخبر قناة "العربي" في اتصال معه، لا يستطيع أن يقدّم لوالده المصاب أيَّ شيء؟ استشهدتْ شقيقتُه بعد ساعات وَساعات من نزفِ جرحِها... استشهدتْ والدته... وَباقي أفراد الأسرة جميعهم... الزوجات والبَنات والأوْلاد... كان والدُه يتفقّد ما زرعه في حوشِ الدار لِيطعم الأفواهَ حين استهدَفه الصّاروخ (أبوي قاعد بروح منّي... أناشد الصليب الأحمر... ييجوا ياخدوا والدي... ما بدي منهم أكثر من هيك)...

عمران تل الهوى المنكوب 


بماذا كان يحلم المصوّر الصحافي وَصانع الأفلام الشهيد رشدي السرّاج؟ هل كان يحلم بعدوانٍ يلتزِم ببعض أخلاقياتِ الحروب؟ السرّاج المحتشد بالإنجازات؛ مديرًا لشركة "عين ميديا" الإعلامية الخاصة في فلسطين، ومصورًا سابقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الذي واظب منذ بداية العدوان على تغطية العدوان على قطاع غزة، كتب قبل تسعة أيام من استشهاده: "لن نرحل. وَسنخرج من غزة إلى السماء. وَإلى السماء فقط". يبدو أنه كان يحلم بلقاءٍ عاجلٍ مع السّماء، حيث الشهداء وحدُهم، ووحدُهم فقط، سيكون لهم علييّن تختلف عن باقي علينيَّات الجنّة. رحل رشدي وترك زوجته شروق العيلة وطفلةً رضيعةً أكملت عامها الأول بعد رحيله.
ياااا لأقمار تل الهوى الذين أبوْا أن يروْا الحيَّ وقد تحوّل إلى حيِّ رَماد، فَرحلوا قبل أن يقتلهم كلُّ هذا الدمار... يا لـ 13 شهيدًا من حمولةِ حرارة... يا للطفل الشهيد عدي مراد أبو غولة... والشهيد خالد النيرب... والشهيد عبد العزيز خزيق... والشهيد علي خضر العفيفي... والشهيدان الشقيقان سمير ومحمد الترتوري... والشهيد نهاد السّمك... والشهيد فضل زعرب... والشهيد الطفل عبد الرحمن أبو غولة... والشهيد الطفل محمد أحمد الحسن... والشهيد أحمد أبو شعبان... والشهيد إياد حسين أبو حطب... والشهيد حرب سالم ديب... والشهيد منذر الحلو وابنه الشهيد خميس... والشهيد الشاب بدر أيمن البيطار... والشهيد إبراهيم أبو عيادة... والشهيد عبد الله أبو عيادة... والشهيد يحيى صلاح أبو عيادة... والشهيد موسى جمال الشوّا... والشهيد عاشور رفيق دغمش... والشهيد غالب دغمش (أبو نافذ)... والشهيد محمد الرملاوي... والشهيد محمد أحمد مشتهى (أبو مالك)... والشهيد الشاب جندل الريفي... والشهيد بحر الّلمداني... والشهيد عدنان كرم (أبو فادي)... والشهيد العجوز أبو مازن المزنر... والشهيد الفتى هيثم صقر خزيق... والشهيد الشاب عامر عوني أبو عاصي... والشهيد أبو صقر جبريل... وَقائمة تطول وَتطول وَتطول... يااااا لهولِ كل هذا الموت... الموت الذي ينتظر من يسرِد قصصَه جميعها... ويُنير أقمارَه جميعها... وأقمارُه لا تُنار إلا بالثأر أولًا... وانتزاعِ الحقوق ثانيًا... الحقوقُ بالحريةِ والكرامةِ وَتحرير الأرضِ والإنسانِ وزَوال العصاباتِ الصهيونيةِ ومختلفِ ما فرضتْه في فلسطينِنا لتكرّس عبْرَهُ وجودَها غيرَ الشرعيّ في بلادِنا... وجودُها المَسروق من وجودِنا...

إِناسات...
هل وجدوكَ يا محمد ماهر القطاطي بعد أن أعلن شقيقكَ عن فقدانكَ مُنذ 30 آذار/ مارس الماضي 2024، خلال طريق عودتكَ إلى الحي؟ أم هل لحقتَ بِقافلة أقمارِ الحي؟ وما أخباركَ يا "مندي لولو"؟ المندي يحتاج إلى دجاج ومنذ الطوفان لم يبق في غزّة دجاجة واحدة... صار الجميع، من الجنسيْن، ديوكَ صمودٍ مستحيل... صوتَ نداءٍ واحدٍ موحّدٍ لا ييأسُ من أجل فجرٍ سوفَ يَجيء... وأمّا الدّجاج فَلِأهل الدّجاج في مدنِ الصَّمت والملْح...

وهل ما تزال ميساء الخطيب شاهدةَ عيانٍ من الحيّ على العدوان، كما كانت خلال عُدوان عام 2009؟




وطالما أن السؤال يجرّ السؤال، فما هي أخبار عُلا الضبّة الأمُّ لـ ستة أبناء، التي تقيم في حي تل الهوى منذ العام 2014، بعد تدمير بيتِها في حي الشجاعيّة؟ وما أخبارها تطريزِها الفلسطينيّ المُتقن؟ هل لا يزال أهل (التمْكين) ينشُدون تمْكينها مرّة ثانية حتى ولو بقرضٍ صغيرٍ نحيلٍ مثل نحولِ معظمِ أبناءِ القطاع هذه الأيام؟
خبّرنا ما هي مشاعركَ يا برج الحَساينة بعدما لم ينفعْ كلُّ بخورِ العالم العربيّ لِحمايتك من التحوّل إلى كومةٍ من أسى؟ كيف يكون الحُزن عندما لا يتّسع له المدى؟ وأينَ أهلوكَ وقد تركوكَ... ما تركوكَ... بل ترّكوك... أنذروهم قبل القصفِ فَخرجوا... فَيا هل تُرى لو لم يخرجوا هل كانوا ما قَصفوك؟ عليك أن لا تخطئ الظنّ بمرتزقةِ القتلِ الوَضيع، فهم يقصفون بِوجود السكان ومن دونِ وجودِهم... ظُنّ بهم كلَّ سوءٍ فلا إِثم عليك... وأنتِ يا حديقة "برشلونة" هل حقًا أنهم شيّدوكِ من أجل السلام؟ فأي سلام بعدما لم تعودي حديقةً ولم يعُد الناسُ فيكِ يجتمعونَ ولا الصغار يلعبونَ ولا الباعةُ البسطاءُ يبيعون؟ قولي لدولِ حوضِ البحرِ الأبيضِ المتوسّط إن غزّة لا حِياض لها... استُبيحت جميعُها... لا يحْميها، بعدَ الله، سوى زنودِ مقاومِيها... فَلماذا أيها الأوروبيون تشيّدون ما لا تودّون عنه أن تُدافعوا؟ لا أدري إن كنْتم لا تودّون أم كنْتم لا تستطيعون؟؟

كروم العنب بين الشيخ عجلين وتل الهوى 


أمّا الطحين فإن سؤالي له: هل يستحق تحوّلك إلى اللون الأحمر كُلَّ هذه الدماء؟ إن كنتَ لا ترغبُ بالإجابةِ عن سؤالي فأحِلْهُ إلى دوّار النابلسي، هذا الدوّار الذي يصنع الموت ثم يوقظ من بين جنباتِ هذا الموت الحياة... ففيهِ حدثتْ تلك الجريمة الخسيسةُ بحق من كانوا يتراكضونَ من أجل حفنةٍ من طحين... وفيه كَمَن المقاومونَ للمرتزقةِ في واحدٍ من أبدعِ الكمائن...

مقاومةُ تل الهوى...
كما هي حال كل بُقعةٍ من أرضِ القِطاع، تجلّى حيُّ تل الهوى بوصفه منارةَ مقاومةٍ باسلةٍ أذاقَت أفرادَ العصابةِ الصهيونيةِ مختلفَ ويْلات الموت والدمارِ والملاحقةِ والاقتحامِ والغاراتِ المُباركات... وخلال أسبوعٍ واحدٍ مضى، فعل المقاومونَ بالمرتزقةِ كلَّ شيء: كَمَنوا... زرعوا ألغامًا من مختلف الأنْواع... قَنَصوا... واجهوا، كعادتهِم، من النُّقطة صِفر... رَصدوا... قتلوا... ثم قتلوا من جاءوا ليَحملوا القتلى... هذا لا يعني أن مقاومة الحي اقتصرت، أو سوفَ تقْتصر، على أسبوعٍ مضى... فهذا حيٌّ منذورٌ للمقاومةِ طالما أن موجَ بحرِ غزّة يمدّه كلَّ يومٍ بنسيمِ الإباء العَنيد.

تفاصيل...
يقولون إن الحي سُمّي بالتل لارتفاعِ موقعِهِ، وأنَّ إضافةَ اسم الهوى جاءت بسببِ نسيمِ هوائِهِ العَليل... وَليس لدينا روايةٌ أُخرى حولَ اسمِه؛ فالحيّ حديثٌ واسمُه مثلُه جديد، وَعلى الأرجح هذه هي قصّة اسمِه.
يُعدُّ من أرقى أحياء غزّة البلد، وربما من أرقى أحياء القطاع، وفيه أبراج لعلها الأكثر من بين باقي أحياء غزّة، بما في ذلك حي الرّمال. ومن أبراجه: برج برشلونة، السعادة، وطبعًا الحَساينة الذي تطرّقنا إليهِ سابقًا... على كل حال، يوجد شرق مستشفى القدس وحدَها زهاء 40 برجًا سكنيًا تحوّلت جميعُها بفعلِ القصفِ الحاقدِ إلى رُكام... وحتّى المستشفى نفسُه لم يسلمْ من القَصف... وَلم يسلمْ مرضاه واللائِذونَ بِهِ مِن نزوحِ مَن بقيَ منهم على قيدِ الحياة...
يمتدُّ الحيُّ من دوّار أبو مازن حتى مستشفى القدس، ويضم عددًا من المنشآت الدراسية والطبية، مثل الجامعة الإسلامية في غزّة، والمستشفى الميدانيّ الأردنيّ.
عائلة شمْلخ من أشهر عائلات الحيّ التي تعمل في الزراعة، وبخاصةٍ زراعة العنب. ومن عائلاتِهِ، إلى ذلك: ارحيم، الدحدوح، الغف، العجلة، حمتو، الخطيب، أبو العوف، سكيك الذين من بينهم الخطّاط الفلسطينيّ الشهير هشام سكيك.
وفي الحيِّ، إلى ذلك: مدرسة الراهبات، ومسجد خالد بن الوليد، الذي فجّر المقاومون قبلَ أيامٍ حقلَ ألغامٍ زرعوهُ قُربَه، ومدرسة بلقيس، وشركة أبو دلال للجبس، ومنطقة الكلية الجامعية، واستوديو عودة، ومقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني الذي دمّره العدوان طبعًا، وشركة عجّور أبناء عم التجارية، وفلافل السوسي، وشاورما محمود وهاني، ومخبز خيرات الشام، وحلويات حازم المزنر وأولاده، وصيدلية دلّول، ودراي كلين أبو بلال الكائن في عمارة ميدا قرب دوّار الخُور، ومطاعم عبد العال، ودوّار الدحدوح، ومنطقة الشاليهات، ودوّار الـ 17، والحَساينة هوم، ومجموعة مخابز اليازجي، ومجمّع فلسطين التجاري الذي لم يُفتتح بسبب العدوان اللئيم، وكوافير الأماني، وصيدلية السامر، ومدارس المستقبل النموذجية الخاصة، وشركة بيتا كام لصيانة الإلكترونيات والأجهزة الحديثة، ودار الطباعة (شركة دار الأندلس للتجارة العامة والمواد الإعلانية)، وبنك الإنتاج الفلسطيني، وشواهد حضارةٍ ونضارةٍ وعمارةٍ أُخرى كثيرة.
فوق أسوارِ كثيرٍ من بيوت الحيّ معرّشاتٌ من متسلّقاتِ نباتات الزينة... تزهو بألوانها البنفسجيّة والزهريّة وألوان أخرى كثيرة... وعلى امتداد شوارعهِ يافطةٌ غيرَ مكتوبةٍ بالحُروف، بل بِمداد الأفْئِدة: سَنحمي كلَّ هذا الزّهو... لن نترُك الأوْغاد في هَوانا يعبثون... لن يُفلِتَ المُجرمون.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.