أعلن معهد صندانس يوم الجمعة عن ستة مرشحين نهائيين في إطار بحثه عن موقع جديد لاستضافة مهرجان الأفلام المؤثر والمرموق. هذا الإعلان يأتي بعد أربعة عقود من إقامة المهرجان في مدينة بارك سيتي في ولاية يوتا الأميركية، مما يشير إلى تحوّل كبير في مستقبل هذا الحدث السينمائي البارز.

يتطلع المهرجان حاليًا إلى مواقع متنوعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة لاستضافة الفعاليات بدءًا من عام 2027، وهو العام الذي سينتهي فيه العقد الحالي مع بارك سيتي. ومع ذلك، فإن المدينة الجبلية الثلجية الساحرة، إلى جانب مدينة سولت ليك سيتي المجاورة، ستظل موطنًا للمهرجان خلال عامي 2025 و2026. الجدير بالذكر أن هاتين المدينتين في ولاية يوتا لا تزالان ضمن الخيارات الستة المطروحة لاستضافة المهرجانات المستقبلية.

أما المرشحون الخمسة الآخرون فهم: أتلانتا في ولاية جورجيا، وهي مدينة معروفة بصناعة الأفلام النابضة بالحياة؛ سينسيناتي في ولاية أوهايو، التي تتميز بمشهد فني متنوع؛ بولدر في كولورادو، المعروفة بجمالها الطبيعي وثقافتها الإبداعية؛ لويزفيل في كنتاكي، ذات التراث الثقافي الغني؛ وسانتا في نيو مكسيكو، المشهورة بمجتمعها الفني النابض. هذه المدن تقدمت في عملية الاختيار بعد مرحلة تنافسية لتقديم العروض، والتي بدأت في أيار/ مايو وشهدت مشاركة واسعة من مدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

تم اختيار هذه المدن المرشحة بناءً على عدة معايير أساسية، أهمها قدرتها على دعم نمو وتطوّر مهرجان الأفلام. وستخضع كل مدينة لتقييم شامل يشمل دراسة بنيتها التحتية، وسهولة الوصول إليها، وتوفر أماكن مناسبة لإقامة الفعاليات، وقدراتها اللوجستية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم النظر في مدى توافق كل مدينة مع القيم الأساسية التي يتبناها معهد صندانس، والتي تشمل الإبداع والتنوع والاستدامة.

في بيان مشترك، أكد إبس بيرنو، رئيس مجلس إدارة معهد صندانس، وأماندا كيلسو، الرئيس التنفيذي المؤقت للمعهد، على أهمية هذا القرار لمستقبل المهرجان. وقالا: "إن اختيار موقع جديد للمهرجان هو قرار بالغ الأهمية نوليه عناية فائقة. نعتقد أن هؤلاء المرشحين الستة النهائيين يوفرون لنا أفضل فرصة ليس فقط لضمان مستقبل مستدام لمهرجاننا، ولكن أيضًا للبناء على إرثه العريق. نحن ملتزمون بمواصلة دعم الجيل القادم من صناع الأفلام وتسليط الضوء على الأعمال الفنية الجديرة والمبتكرة".

وأضاف البيان: "نحن ممتنون لجميع المجتمعات التي أبدت اهتمامها وشاركت في هذه العملية. لقد كانت فرصة قيمة للتعرف على الخصائص الفريدة لكل موقع. نتطلع الآن إلى إجراء زيارات ميدانية لكل من المدن المرشحة النهائية لتقييم إمكاناتها عن كثب".

ولطالما كان مهرجان صندانس منصة رئيسية لإطلاق مسيرة صناع الأفلام المستقلين. وعلى مر السنين، ساهم المهرجان في دعم المراحل المبكرة من مسيرة العديد من المخرجين البارزين، مثل كريستوفر نولان وكوينتين تارانتينو وغيرهما. كما أن الأفلام الفائزة في المهرجان غالبًا ما تحظى بإشادة النقاد وتترشح للجوائز الكبرى. على سبيل المثال، أنتج مهرجان العام الماضي فيلم "Past Lives" للمخرجة سيلين سونغ، والذي ترشح لجائزتي أفضل فيلم وأفضل سيناريو في حفل الأوسكار.

أشار معهد صندانس إلى أن كل مدينة من المدن المرشحة النهائية تتميز بمجتمع فني قوي وخلفية ثقافية متنوعة، مع إمكانات كبيرة للنمو والتطور. وهذا أمر بالغ الأهمية نظرًا للنمو الكبير الذي شهده المهرجان منذ تأسيسه على يد الممثل والمخرج روبرت ريدفورد.

الجدير بالذكر أن ريدفورد، الذي ابتعد عن الأضواء في صندانس منذ سنوات، كان قد أعرب في عام 2016 عن مخاوفه من أن المهرجان قد تجاوز حدود قدرة بارك سيتي على استضافته بشكل فعال. وقد شارك هو وابنته، إيمي ريدفورد، العضو في مجلس الإدارة، في عملية البحث عن موقع جديد، وفقًا لإعلان صدر في نيسان/ أبريل حول هذا الموضوع.

أبدى رؤساء البلديات والحكام في كل من المدن المرشحة حماسهم الشديد لاستضافة المهرجان. وفي بيان مشترك، أكد رؤساء بلديات بارك سيتي وسولت ليك سيتي ومقاطعة سولت ليك على التزامهم بنموذج الاستضافة المزدوج للمدينة. وقالوا: "نحن ملتزمون بالعمل في شراكة على رؤية جديدة تحت شعار 'مدينتان، تجربة واحدة'. هدفنا المشترك هو تجديد حيوية المهرجان وترسيخ تقليد أقوى لرواية القصص على مدى الأربعين عامًا القادمة".

في الأسابيع المقبلة، سيقوم أعضاء لجنة الاختيار في معهد صندانس بزيارة كل من المدن المرشحة النهائية لتقييم إمكاناتها عن كثب. ومن المتوقع أن يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن الموقع الجديد للمهرجان في أوائل عام 2025، مما سيمنح الوقت الكافي للتحضير والانتقال السلس إلى الموقع الجديد بحلول عام 2027.

وهذا التغيير المحتمل في موقع مهرجان صندانس يمثل نقطة تحوّل مهمة في تاريخ هذا الحدث السينمائي البارز، ويفتح آفاقًا جديدة لتطوره ونموه في المستقبل.