وفي بداية هذا العام أعاد عزّام، الذي وصلت روايته "سرمدة" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" 2012، وكذلك روايته الثانية "بيت حُدُد" عام 2018، إصدار الأولى في طبعةٍ جديدة اشتملت على تدخُّلٍ روائي في خاتمة النص، ما كان إلى جانب هواجس أخرى مناسبةً لهذا الحوار الذي يتناول تجربة عزّام الروائية، فضلاً عن الخوض في أسئلةٍ تتعلق بالمشهد الروائي العربي عامّةً، والسوري على وجه الخصوص:
فكرة إضافة نهاية جديدة
(*) بعد نحو ثماني سنوات على صدورها، أعدتَ إصدار روايتك الأولى "سرمدة" بطبعة جديدة. ويبدو لي أنك أعدت كتابة خاتمتها. أهي الرغبة في زيارة الماضي وإعادة كتابته على غرار ما فعله أليخاندرو خودوروفسكي في فيلمه "شعر بلا نهاية"؟ أم أنه الهاجس الروائي الذي لا تُرضيه نهاية واحدة لحكايةٍ ما وثمة دائماً تلك الغواية التجريبية التي لا ترى في النص الأدبي أزلاً مُبرَماً؟ لا أريد الإطناب في هذه الفكرة التي قد لا تعدو كونها التقاطة ذاتية جداً، بيد أنني أودّ لو تضعني في صورة الهاجس الذي حدا بك إلى إعادة طباعة الرواية التي أثارت حين صدورها الكثير من الاهتمام والجدل على حدّ سواء.
نعم، أعدت طباعة "سرمدة" وأضفتُ، لنقُل، خاتمةً للحدث. لم تكن فكرة إضافة نهاية جديدة موجودة مسبقاً، وبإمكاني القول إن علاقتي جيدة مع البدايات وسيئة مع النهايات. لا أعرف لِمَ على القصص أن تنتهي وما هي النهاية المناسبة حقاً لحكاية ما. إلى جانب خودوروفسكي في السينما، هناك في الأدب أمثلة من قبيل الرواية الإنكليزية "عروس لامرمور"، فقصة تغيُّر
الأحداث في كل طَبعة هي رواية في حدّ ذاتها.
طُبِعَت النسخة العربية من "سرمدة" على عَجَل بعد أن كانت نسختها الإنكليزية سبقتها، وهي لم تكن لترى النور لولا الدعم الذي قدّمه لها الروائي العالمي رفيق شامي الذي ساهم في نشرها من خلال ناشرٍ إنكليزي وقد كانت مفاجئة في الوسط الأدبي العربي وأثارت ما أثارته من ترحيب أو سخط.
في الواقع، كنت أتحيّن الوقت لإعادة طباعة الرواية بطبعة أخرى بهدوء وتروٍّ ووجدت أنَّ النهاية التي حُذِفت في الطبعات الأولى، وهي عبارة عن بضع صفحات حاسمة في قفل الرواية، أفضل من النهاية المفتوحة. الهاجس هنا فنيّ بحت، وقد تيسَّر لي العمل مع دار نشر شديدة الاحترام والتفهُّم هي دار هاشيت أنطوان/نوفل لإخراج الرواية بصيغتها الحالية.
(*) ربما لا نأتي بجديد حينما نتحدث عن الوطأة الثقيلة للحرب السورية على النتاج الأدبي ولا سيّما الرواية، إذ ثمّة من يرى في السرد شاهداً أساسياً على الوقائع والمصائر. في غمرة الغزارة السردية السورية التي شهدتها السنوات الأخيرة والتي تُشبِه انفجار بركانٍ من الحكي الذي ظل مكبوتاً لعقود، وبصرف النظر عن المستويات الفنية لما تراكَم، هل ترى كسوري أولاً وروائي ثانياً أن وظيفة الأدب في الحرب هي أن يتوسّل السلام مستثمراً قدرته على الوصول إلى شرائح واسعة أم أن يغوص عميقاً في الجراح المتفتّحة مواصِلاً النبش في الماضي الذي أفضى إلى ما نحن عليه؟
يعرِف الأدب ضرورة الحرب، مع أنه بالمجمل ينحاز إلى السلام، أو على الأقل يبرع في ادّعاء ذلك. لكن الأدب اقتات على الحرب منذ تكوينه الأول، جَمَّل الحرب وخَلَق أبطالها. طالِع الإلياذة أو الأوديسة، طالِع حتى "فنّ الحب" لأوفيد، وسترى إله الحب يحمل قوساً ونشّاباً، ولو كان معاصراً لحمل قناصة على الأغلب. لذلك أميل اليوم بشدة لمعاينة كيفية تعاطي السرديات
مع الحرب، كيف تؤرخ لانتصار ما، ما الذي تفعله خسارة الحرب بالمرء، وماذا تفعل الحرب بمكان مكث فيه طويلاً؟ تزدهر الحرب في الأماكن التي تولد فيها السرديات المشوَّهة والمشوِّشة، ومن الادعاء الساذج أن نظن بالأدب قدرات أكبر من حقيقته، فهو يشارك في التفاعلات حسب البيئة التي ينمو فيها وإرث المكان الذي يبنى عليه. في سورية لم يكن هناك أدب طيلة خمسين سنة ولن يكون على المدى القريب، ما هو موجود تفاعلات لسردية مرعبة تحفر عميقاً في جسد المكان وتحتل الزمان، وحين تتحرر الرواية ويتحرر السرد في سورية سنبدأ الحديث عن تحرر البلد، فمن يسطو على السرد يملك كتابة التاريخ، وما نقوم به اليوم هو مقاومة سردية القوة بأدوات بدائية. لذلك إذا نظرت إلى السردية المضادة لفعل الإجرام المنظّم خلال السنوات الماضية، ستراها تعمل كردة فعل توثيقية لكتابة تاريخ موازٍ، خذ مثلاً مجزرة حماة في الثمانينيات، ربما تحتاج نحو مئة رواية على الأقل لتصحيح ما حدث، فما بالك بالثورة السورية؟!
الجديد الذي تطرحه
رواية الحرب السورية
(*) السؤال المهم الآخر في السياق عينه قد يكون عن الجديد الذي تطرحه رواية الحرب السورية اليوم، سواء على مستوى الخطاب أو على مستوى التقنيات؟ أليست تسجيلاً لما يمكن أن نسميه "حصل مسبقاً" أو "Deja vu"؟
ما زالت الرواية في الحرب السورية أضعف بكثير من أن تجتاز الأزمة، فهي عموماً تطرح إجابات، إذ إنَّ سؤال الحرب يصبح بلا جدوى وقت الحرب، فمعرفة ما وقع في مكان ما أو لشخصية ما تغدو سؤالاً يشغل الجميع ويتحول إلى روايات. الرواية السورية اليوم مشغولة بالبديهيات الإنسانية التي لم تستطع بعد دخول السردية الطبيعية في هذه المجتمعات. إيجاد
الأجوبة تقييد للمعرفة، أمّا طرح الأسئلة فهو إعلان الفضول.
انظر إلى الأسئلة المطروحة اليوم والانشغالات المواكبة لها ستجد أن معظمها يراوح على السطح، لكن هناك أيضاً كتابات وأعمال مبشّرة عليها أن تجتاز العقبات الكثيرة.
ثمّة حاجز ناري توقده مجموعة من الكتل الثقافية التي أظهرت الثورة السورية حقيقة مواقفها وضآلة حسها الإنساني والأخلاقي وهي كتل متوزعة على كل المتاريس داخل النظام، أو تتلبّس أشكال المعارضة، تُركِّز على حرق كل عمل يحتوي في داخله سردية كاشفة لما حصل. ترتكز هذه السردية إلى مأخذ واهٍ مفاده أن هذه الأعمال تستغل المعاناة والألم لتحولها إلى روايات. نوع من التشويش الرخيص المنظم لم ينجُ منه عمل تناول الثورة وكلما كان العمل كاشفا لها ولما تمثله كانت الهجمة عليه أشد شراسة. بالعودة إلى سؤالك، نحن أمام تفسخ حقيقي لإرث عقود، نرى انزياحات حقيقية في نوع وشكل الخطاب السردي، ومقاومة شرسة لأنماط التفكير والتدبير الروائي والأدبي عامّةً.
(*) بالخطف خلفاً، أيمكن أن نقول إن "سرمدة" كانت رواية الاحتقان الذي سيغدو حرباً في "بيت حُدُد"، هل يمكننا القول إن للعمل الفني نبوءاته التي يستلهمها من قراءة الماضي والحاضر؟
للعمل الفني تقاطعاته مع المستقبل أحياناً. "سرمدة"، إن شئت، رواية إشهار الاحتقان بدون تورية، تضخّم في الغرائز والحواس وخفوت في التصالح مع اللطافة المنتظرة من رواية، لذلك هي مقلقة، بعض القراء أخفاها عن الأعين في بيته وهناك طبعاً من أدانها وهاجمها. حاولت الرواية إيجاد نقاط ارتكاز في التاريخ من أجل بناء الحكاية وهذا حتما يجعلك تشتبك مع سردية النظام القائم سياسياً واجتماعياً. لكن الهاجس الحقيقي هو ما إذا كنا نكتب للماضي أم للحاضر؟ الماضي للتوثيق والحاضر للاستهلاك والمستقبل مشكوك بأمره. هل ستُقرأ "سرمدة" بعد 100 عام؟ لا أعلم. لكنني واثق أن "بيت حُدُد" ستكون إحدى المراجع الأدبية والتاريخية الحقيقية عمّا حصل بعد سنوات أو عقود من الآن.
نحن اليوم أمام تصفية
حسابات مع تاريخ بائس
(*) في روايتك الثانية "بيت حُدُد"، يلحظ القارئ ما يشبه تغيّراً جذرياً يؤشّر بطبيعته إلى الواقع النفسي للفرد السوري ما بعد الكارثة، نرى ذلك الواقع الكئيب ينعكس في الحدث، والأهم في اللغة، فمع أن "سرمدة" هي الأخرى تعاطت مع إشكاليات سورية قديمة وراهنة، إلا أن نسقها اللغوي على الأقل ظلّ في منأى عن فداحة الحكاية، إذ يلحظ القارئ تلك الرشاقة الشعرية في نص "سرمدة" الذي يقف على تخمٍ ما بين الشعر والسرد. أما في "بيت حُدُد" فيبدو أن اللغة اشتبكت أكثر مع الواقع بقتامته، هل كنت واعياً لهذه النقلة اشتغالاً أم أنها حدثت تلقائياً؟
قبل الحرب كانت لدي رغبة جامحة بأن أكون جزءاً من هذا العالم، أما وقد وقعت الحرب فأجدني مشغولاً بمرثيات البلد وبتُّ أشعر أني مسؤول عن جعل العالم جزءاً مني. اشتبكت
"بيت حُدُد" بشراسة مع الواقع، وأسوة بكلّ ما حصل في هذه السنوات التسع، لا أرى معنى للكتابة اليوم ما لم تلامس الدم السوري المسفوك حقيقة على الأرض.
في قراءته اللافتة للرواية، أشار الناقد التونسي عبد الدائم السلامي إلى ما اعتبره نقاط اشتباك متقدمة تضع الرواية نفسها فيهاـ فنحن أمام مجموعة مختلفة من السرديات القاتلة التي لا مناص من مواجهتها، وعلينا أن نحسن ذلك لنمهد الطريق أمام الرواية السورية القادمة. نحن اليوم أمام تصفية حسابات مع تاريخ بائس يتهيّب كثيرون الاشتباك معه وفي نفس الوقت لا يستطيعون تجاهله، وتلك هي المعضلة.
(*) لا أدري ما إذا كنت تتفق معي حول مركزية المكان في نسقك الروائي، يبدو المكان أشبه بنواةٍ تدور الشخوص والوقائع في فلكها، حتى أن الشخوص والمصائر تستقي هوياتها ومعانيها من المكان الذي يُعرِّفها. كيف يمكنك أن تشرح علاقتك مع المكان في الكتابة؟
نعم، أتعامل مع المكان بانتباه شديد، المكان بمعنى الحيّز الذي تشغله أو تتحرك فيه بحرُية. المدن الحديثة قنّنت الحيز العام للأفراد بعلامات وغرامات وبقوة قانون الملكية. انظر حولك كيف تتضاءل أماكن الحركة بخلق حدود صغيرة، وسعي الإنسان الدؤوب المعاصر ليس لامتلاك مكان خاص، بل ليكون لديه تصريح دخول وخروج. ينطبق هذا أيضاً بشراسة على الحدود السياسية، خطوط الممنوع. في "سرمدة" المكان أكثر انفتاحاً وهو يقبل التجول في الحيّز بشروط أقل، إذْ لم تمارَس عليه سلطة الملكية، فهو ما زال يحمل طاقته الداخلية. الوعر الصخري وشاعريته المتوحشة تعطيك هذا الدفق الداخلي للارتياح والتطواف.
أمّا في "بيت حُدُد" فإن المنزل الكبير والصراع على ملكيته ومن ثم على دوره الذي سيكون مرسوماً له في الفضاء العام خلَقَ مساحات أقل. يُدرك البشر بالغريزة أين هي الأماكن الخطرة، دمشق مثلاً، مدينة مخيفة نظراً لوجود هذه الأماكن الأكثر رعباً حيث تلوَّث الحيّز الإنساني، فحين تحيا في مدينة فيها هذا الكم من السجون السرية المخيفة يصبح تنقُّلك أكثر حذراً. وحين تريد شخصية روائية أن تتحرك في فضاء كهذا، تبدأ معضلات الكتابة. بعض الأماكن تعرفها بشدة دون أن تكون اختبرتها، وفي الكتابة عليك أن تجد طريقة لتوافق بين صحيح المنقول مع صريح المعقول كما يقول دوبريه. غالباً ما يسعى أطلس الرواية إلى توخّي الدقة في مقاربة الأمكنة، إلاَّ أنه قد يخفق أحياناً أمام انفجارها.
نعرف نحن السوريون دون أن نخوض تجربة السجن أنَّ تقسيم الحيِّز داخل السجون السورية يستخدم وحدة مساحة هي "بلاطة ونصف". حين تتحدث عن هذه البلاطة والنصف، ستجد أيّ معتقل سابق يصرخ إنها لي. لا يحق لك أن تدخلها. ما أكتبه عادة يتعامل مع المكان كأحد أبطال العمل، يمتلك المكان هوية وقوة وسلطة لسرد العنف والبتر الذي تعرّض له بفعل رغبة الإنسان في امتلاك الحيّز. يشكِّل الصراع بين الإنسان والمكان أهمية خاصة بالنسبة لي. بعض الأماكن تحمل وسائل دفاعها عن نفسها بوصفها أماكن مقدسة أو مدنّسة على حدٍّ سواء. بعض الأماكن توجز الرغبات وتُكثِّف الحقائق العارية، بعضها جميل من الخارج مثل غابة. المكان شخصية اعتبارية في كتابتي وهو بالنسبة لي بأهمية الشخصية التي بين يديّ. من هنا كانت العبارة التي أوردتها في "سرمدة" ليست شاعريةً بل توصيف حقيقي لما أُكِنُّه للمكان "فالأماكن مثل البشر تشعر وتحسّ، تكره وتحبّ ويتعكّر مزاجها، وتملّ أيضاً".
حمّى الجوائز
(*) ثمّة من يرى وجود سعي محموم للسلطات بأشكالها للهيمنة على المنتج السردي بمزاعم من قبيل رعايته وتكريمه...إلخ، ويتجلى هذا القول من خلال حمّى الجوائز التي نراها في المشهد الثقافي العربي ولا سيما جوائز الرواية. كونك روائياً طرق باب العالمية من خلال ترجمة روايتك الأولى إلى الإنكليزية (لا أدري ما إذا كانت تُرجِمت إلى لغات أخرى)، كيف تنظر إلى هذه الظاهرة وأثرها في التحكُّم بالذائقة القرائية إذا ما جاز القول؟
إن مقولة بيروت تنشر، بغداد تقرأ، القاهرة تؤلِّف، انتهت صلاحيتها مع انهيار المراكز الثقافية التقليدية وصعود مراكز أخرى بحُكم التغيرات العميقة التي شهدتها الخريطة العربية السياسية والثقافية مع نهاية التسعينيات. أدركت المراكز الجديدة أهمية تغيير الوعي الثقافي ودوره وقدراته، غير أن هذا الصعود اقترن ببروز استقطابٍ ثقافي يتفرع أصلاً عن استقطابات سياسية في جوهرها. بالطبع لم يتمكن الكثير من الكُتَّاب والنقاد العرب، روائيين وشعراء، من البقاء خارج طيف هذا الاستقطاب الثقافي الجديد ممثَّلاً بأدب الجوائز، وإن لم يشاركوا كمتنافسين، شاركوا باعتبارهم محكِّمين. وتزامناً مع صعود هذه المراكز، صعدت نُخبةٌ جديدة أيضاً يبدو أنها تتحكم ببوابات العبور إلى عالم الجوائز الشهرة.
على أن السؤال الشرس اليوم يتعلق بكيفية الاشتباك مع هذا الواقع في هذه الظروف؟ نحن أمام بيئة خصبة لتناسل الرقابات وتغليف حرية التعبير. الجوائز الأدبية ليست عيباً في حد ذاتها
وهي موجودة في أنحاء العالم، لكن أن تكتب تحت سقفها الواطئ هو العيب.
لا بد من فهم هذه الديناميات لمعرفة كيف تجري الأمور. ثمّة محاولة للاحتواء الدائم تبذلها السلطة، أيُّ سلطة، لاحتواء المناوئ لها، وهو صراع قديم موجود وسيبقى في العالم أجمع. مشكلتنا في العالم العربي أدهى وأمرّ، فهو يأخذ شكلا عنفياً إقصائياً مرعباً يقتل أي مساحة للعمل الحر الحقيقي. يمكن اليوم طردك أو حبسك على نقرة إعجاب مضادة، والأمر يزداد سوءاً. أعتقد أن المساحات التي أطلقت الجوائز العربية للأدب ستشهد تراجعاً كبيراً خلال السنوات القادمة.
يبقى الأمل معقوداً على المؤسسات الحرة الخارجة عن سيطرة جميع الأنظمة والأحزاب والسلطات الثقافية السائدة. أنا متفائل بالمشاريع التي تعمل بعيداً عن ضوضاء السلطة، وعلى سبيل المثال، المشروع الذي ينهض به كاتب بمفرده هو رفيق شامي وهو مشروع "السنونو للترجمة" الذي كان لي الشرف والحظ أن تُتَرجم أولى رواياتي من خلاله إلى عدة لغات في العالم هي الإنكليزية والألمانية والإيطالية. كان شعار المشروع بسيطاً للغاية: أدبٌ خالٍ من الرقابة والسلطة والتسلّط لا يعبأ بمشاريع الدول الحاضنة للجوائز، اتصال مباشر مع الثقافة الغربية دونما حتى الوسيط الغربي الذي عادةً ما ينتقي ما يجب ترجمته لخدمات عامة للمال والسلطة التي ابتلعته أيضاً.