(1)
كم أهوى امرأةً علّمَتني:
لا حدودَ للجنون
لا مفرَّ من رِمشها السكين
ولا إلهَ إلا... وألحدُ على يديها
لا قلبَ لها، ولا دمعًا
أيقنْتُ أني لخصرها المنحوتِ عبدٌ
في مَدخل قزحيتها ساجدٌ
سدًى أبعدُ حُمرةَ وجنتيها عني
لكنِّي خاشعٌ
لم تُذكرْ بعدُ
لا في القصائد
ولا الجرائد...
إنها لا تشبهُ الورق.
(2)
جاءتْني من شبّاك الدارِ
تترنّحُ بطربٍ
على إصداراتِ الساعة
أربكَتْ أقلامي، وعبثَ عِطرُها الشذيّ بلوحات جداري
حرمَتْني البصيرةَ؛ فانهملَ المُنكرُ من أفكاري.
رحْتُ أتأمّلُها بيدي
أستنكرُ وجودَ الجنونِ في داري
غمرَتْني من ظهري معاتبةً
مبلّلةً بموسيقا "ڤينوس":
ما بكَ غيرَ مصدّقٍ؟
هذه أنا
نصفُ مجنونةٍ
وبعضٌ مني مِيراجُ.
(3)
استغفرْتُ الحبَّ
من نوايا شفتين خطيرتين
ففرشْتُ سجادةَ الورقِ
في مصْلى قامتها
دونَ وضوءٍ
بسملةٍ
أو فاتحة...
مشاغبةٌ ابنةُ القدّاح
جرّعَتْني كأسَ حبرٍ سكير
فكتبْتُ لها من بُؤر عدميتي:
كم أحبُّ امرأةً حقيرةَ النوايا
تحرّكُ لهيبَ لذّةٍ تجاه حَرمٍ أطوفُه
آذانٌ شبقٌ
جرجرَتْني من الهِداية إلى مجاعات الروحِ
أنهكَتْني
فلبّيْتُ أنفاسَ فِردوسها
واعتنقْتُ ديانةً متيمةً
بجنونها الطاغي...
* شاعرة كردية من سورية.