يستضيف غاليري "جيرالد بيترز" للفن المعاصر في نيويورك معرضًا فريدًا بعنوان "بين الوحوش"، يدعو زواره إلى رحلة استكشافية في عالم الأساطير والوحوش التي شكلت الوعي البشري عبر العصور.
يقدم المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية تشمل اللوحات والمنحوتات الخزفية والطينية والمنسوجات والأعمال الورقية، وكلها تتمحور حول موضوع الوحوش، وتأثيرها في الثقافة المعاصرة.
ووفقًا لما نقلته وكالة أسوشيتد برس، يهدف المعرض إلى إعادة تفسير المراجع الأسطورية، وتجسيد شخصياتها من خلال رؤى فنية معاصرة.
يشارك في المعرض نخبة من الفنانين المعروفين، من بينهم نانيباه تشاكون، وإستير إيليا، وأنجيليكا راكيل، وجيل روشا، وبيتر روجرز، وهانك ساكس، الذين يقدمون تفسيراتهم الخاصة للأساطير والوحوش.
ويبرز من بين المشاركين الفنان هانك ساكس، المتخصص في أعمال الطين والخزف، الذي يصف عملية إبداعه قائلًا: "في عالم الخزف، غالبًا ما يتبع الشكل الوظيفة، ولكن في منحوتاتي، يتبع الشكل شيئًا أعمق: العقل الباطن".
ويضيف ساكس أن وحوشه تأتي كنتيجة حتمية ومنطقية لعمليات تصنيع الطين، مشيرًا إلى أن الطبيعة المتكررة لإنتاج السيراميك يمكن أن تؤدي إلى ظهور هذه الأشكال في اللاوعي.
وفي سياق متصل، ذكرت مجلة "آرت نيوز" أن أعمال الفنان الراحل بيتر روجرز (1933 ــ 2018) تحتل مكانة خاصة في المعرض.
وكانت القوة الدافعة لروجرز هي إحساسه العميق بالروحانية، حيث سعى إلى التنوير من خلال فنه، على غرار أعمال وكتابات ويليام بليك.
كما تعكس لوحات روجرز استكشافًا عميقًا للعلاقة بين العالمين الروحي والمادي، مما يضيف بعدًا فلسفيًا عميقًا للمعرض.
وتؤكد إدارة المعرض أن "بين الوحوش" يقدم للزوار فرصة فريدة لاستكشاف الوحوش التي تخرج من الطين واللوحات، والتأمل في الأساطير التي لا تزال تشكل فهمنا لأنفسنا وللعالم من حولنا.
وتضيف أن المعرض يحافظ على تقليد الأساطير في تقديم تفسيرات من خلال المعتقدات الجماعية والروايات اللفظية والبصرية المشتركة، مع تطويرها من خلال رؤى الفنانين المعاصرين.
يذكر أن معرض "بين الوحوش" يأتي في وقت يشهد فيه الفن المعاصر اهتمامًا متزايدًا بإعادة تفسير الأساطير والرموز القديمة في سياق حديث، ولاقى إقبالًا كبيرًا من محبي الفن والنقاد على حد سواء، مما يؤكد استمرار جاذبية الأساطير والوحوش في الخيال البشري المعاصر.