}

هل يعاني يهود أميركا من أزمة هويّة؟ (1/2)

ستيفن ده فور 8 يونيو 2024
ترجمات هل يعاني يهود أميركا من أزمة هويّة؟ (1/2)
تشهد الولايات المتحدة مظاهرات تضامنية غير مسبوقة مع فلسطين
ترجمة: عماد فؤاد

غيّرت حرب الإبادة الوحشية التي يشنّها الكيان الصهيوني منذ ثمانية شهور على قطاع غزة موقف اليهود في الولايات المتحدة. وما تشهده الجامعات الأميركية والأوروبية من حراك طلّابي مناصر للقضية الفلسطينية اليوم لهو دليل آخر على تغيّر نظرة الشباب في جميع أنحاء العالم إلى جوهر الصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام.
في القراءة التالية، يقدّم لنا الكاتب والمحلّل البلجيكي المختصّ بتحوّلات التاريخ الاجتماعي الأميركي المعاصر، ستيفن ده فور، تحليلًا لحالة الانقسام التي تعاني منها هويّة يهود الولايات المتحدة الأميركية اليوم، على ضوء الأحداث المأساوية الأخيرة في غزة، معتمدًا في تحليله على آراء عدد من المراقبين الأميركيين اليهود البارزين، ومن أهمهم بيتر بينارت، وفرانكلين فوير، وبيتر دريير، مستكشفًا تأثيرات حرب غزة على الانتخابات الأميركية المقبلة، وطارحًا السؤال الصعب: لمن سيكون ولاء يهود أميركا اليوم؟ هل هم قادرون بالفعل على تغيير موازين القوى في الصراع المقبل بين جو بايدن ودونالد ترامب؟
هنا الحلقة الأولى من الإجابة:

عندما غادر الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون القاعة التي جمعته بأول لقاء له مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 1996، كان غاضبًا: "مَنْ هي القوة العظمى هنا بحق الجحيم"؟! وبعد 28 عامًا، يبدو أن لا شيء تغير؛ لا يزال بنيامين نتنياهو يرى أن دعم الولايات المتحدة الأميركية، كأقوى حليف لإسرائيل، أمر مفروغ منه، واضعًا ــ بتعنّته هذا ــ الحزب الديموقراطي كلّه في مأزق.
يبدو حجم المأساة الإنسانية التي تشهدها غزة هائلًا اليوم، لدرجة أنه من السذاجة أن نظن أن الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل تستطيع أن تصلح ما حدث، إلا أن المعركة بين جو بايدن، ودونالد ترامب، تعد بأن تكون مثيرة، لدرجة أن فريق حملة بايدن الانتخابية صار يتدخل في اتخاذ جميع قراراته، مدركين أن عليه المراوغة طالما لا يريد أن يخسر دعم اليهود، أو التفريط في دعم الشباب المناصر للقضية الفلسطينية. ويرى المتابعون أنه من المثير للسخرية أن تلعب الحسابات الانتخابية الأميركية دورًا قويًا في مأساة غزة الإنسانية، لكن المدافعين عن دبلوماسية بايدن المترددة يشيرون إلى أنه إذا أصبح ترامب رئيسًا مرة أخرى، فسوف يكون ذلك أيضًا كارثة على الفلسطينيين.

الانقسام
غيّرت الحرب الحالية على قطاع غزة موقف الجالية اليهودية في الولايات المتحدة (والتي تقدر بنحو 6 إلى 7 ملايين شخص)، إلى الدرجة التي دفعت مراقبًا مثل بيتر بينارت، أستاذ العلوم السياسية، والمحلل البارز، إلى أن يكتب في مجلة ذي أتلانتيك، مؤخرًا، قائلًا إن يهود أميركا يعانون من "أزمة هوية". وأوضح: "لا يمكنك أن تكون ليبراليًا وصهيونيًا في الآن نفسه؟ كيف تنسجم الدعوات إلى مزيد من المساواة بين المجموعات العرقية في الولايات المتحدة من جهة، مع الدعوات التي تدافع عن تفوق مجموعة على أخرى في إسرائيل من جهة ثانية، كان هذا التناقض بارزًا على الدوام في تركيبة وهوية أجيال اليهود الأميركيين، لذلك ستجد أنه من المؤلم الآن بالنسبة للأجيال الأكبر من يهود أميركا أن يجدوا أبناءهم وأحفادهم، الذين يدرسون في جامعاتهم نفسها، يفقدون أصدقاءهم بسبب كونهم يهودًا، أو ينتقدون حكومة نتنياهو بقوة مثل زملائهم". ووفقًا لبينارت، فإن الاختيار بين هذين الاتجاهين صار مفروضًا اليوم على غالبية الشباب اليهودي الأميركي، بسبب التطورات الأخيرة والكاشفة في غزة. ويصف بينارت الانقسام بين الليبرالية والصهيونية بأنه "أكبر تحوّل يشهده المجتمع اليهودي الأميركي منذ نصف قرن".





اليوم، وبحسب بينارت، يبدو أن الزواج المضطرب بين الليبرالية والصهيونية قد وصل إلى انتهاء صلاحيته لسببين، أولًا: اكتسب الفلسطينيون صوتًا في الولايات المتحدة، بعد سنوات طويلة لم يكن لديهم فيها سوى مثقف فلسطيني واحد في وسائل الإعلام الأميركية هو إدوارد سعيد، وبعد وفاته في عام 2003 لم يظهر فلسطيني آخر ليملأ الفراغ الذي تركه، وبحسب إحدى الدراسات، لم يزد مجمل الأعمدة المجانية عن القضية الفلسطينية في صحيفتي نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، التي كتبها فلسطينيون في الفترة بين 2000 و2009 عن واحد في المئة! أما الآن، فقد وجد الفلسطينيون الشباب طريقهم إلى الرأي العام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وهي الفرص التي لم توفرها لهم وسائل الإعلام القائمة بما فيه الكفاية. والسبب الثاني هو تطرف حكومة نتنياهو، بشركائها في الائتلاف اليميني المتطرف، وهجماتها على المؤسسات، وقصفها المتواصل لغزة. لقد اعتاد اليهود الليبراليون على الإشادة بإسرائيل كونها المعقل الوحيد للديموقراطية في بيئة عربية أكثر استبدادًا، ولكن اليوم لم يعد من الممكن الدفاع عن ذلك في ظل حكم نتنياهو.
قسَّمت إراقة الدماء غير المسبوقة في غزة بعد الهجوم الإرهابي الذي شنّته حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أميركا المنقسمة أصلًا، يقول بينارت: "أصبح التضامن مع الفلسطينيين ضروريًا في السياسة اليسارية، مثل النضال من أجل حقوق الإجهاض، أو ضد الوقود الأحفوري، مثل نقابات العمال، والأقليات الجنسية، والكنائس السوداء، أي تكتلات تقدمية تطالب بوقف إطلاق النار الآن، وفي الوقت نفسه فإن اليمين الأميركي المتشدّد لا يزال مناصرًا للحكومة الإسرائيلية على طول الخط. كانت إليز ستيفانيك، عضو الكونغرس الترامبية، هي السبب وراء جلسات الاستجواب العدائية ضد عمداء ثلاث جامعات أميركية كبرى مؤخرًا، بحجة أنهم "لم يتخذّوا إجراءات صارمة للحدّ من التظاهرات الطلّابية المعادية لإسرائيل في جامعاتهم". إن كون الجمهوريين، بالتحديد، الذين كانوا ولا يزالون يتباهون بوجود كثير من المعادين للسامية في صفوفهم، يقدّمون أنفسهم اليوم على أنهم مسيحيون ضد معاداة السامية، ولصالح إسرائيل، لهو أمر مدهش، ولكنه ليس مستغربًا.
فقد دعا دونالد ترامب، وهو الذي رفض عام 2017 إدانة القوميين البيض/ White nationalism، بعد تنظيمهم مسيرة عنيفة في شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا، اليهود الأميركيين إلى التخلّي عن الديموقراطيين والتصويت له، وقال: "كلّ يهودي سيصوّت للديموقراطيين فهو كاره لدينه، إنهم يكرهون كلّ ما يتعلّق بإسرائيل، ويجب أن يخجلوا من أنفسهم، لأنهم سيدمرونها"، ويبدو أن بعض المنظّمات اليهودية ابتلعت الطعم بالفعل، حتى أن رابطة مكافحة التشهير/ Anti Defamation League، والمعروفة اختصارًا بـ (ADL)، والتي ندّدت بشدة بمعاداة ترامب للسامية قبل بضع سنوات فقط، منحت الآن جائزة لصهره ومستشاره السابق للشؤون الخارجية جاريد كوشنر! لهذا كله".

غيّرت الحرب الحالية على قطاع غزة من موقف الجالية اليهودية في أميركا

يحذر بينارت صراحةً من العواقب السياسية المترتبة على هذا الولاء الأعمى لإسرائيل في صفوف سياسيي أميركا اليهود، ووفقًا له، فإن ولاء اليهود الأميركيين لإسرائيل "يمكن أن يقوّض ولاءهم التقليدي للديموقراطيين والقضايا الليبرالية".

اليهود والديموقراطيون
يكنّ المراقب السياسي الأميركي اليهودي بيتر دريير من كليّة أوكسيدنتال في لوس أنجلوس احترامًا كبيرًا للمحلل بيتر بينارت، لكنه يختلف عنه في النظر إلى واقع الأمور، يقول: "لا أعتقد أنّ خسارة أصوات الناخبين اليهود تهدد الديموقراطيين، فمنذ انتخاب فرانكلين روزفلت رئيسًا لأول مرة عام 1932، كان يهود أميركا ككتلة ناخبين أكثر ولاءً للديموقراطيين منهم للجمهوريين، ودعموا القضايا التقدمية الرئيسية، مثل النقابات العمالية، وحركة الحقوق المدنية، وحقوق المرأة، والمخاوف المتعلقة بالمناخ، ولم يتغير ذلك أبدًا حتى اليوم، باستثناء انتقال عدد من المنظمات اليهودية إلى اليمين المتشدد في السنوات الأخيرة، لكن استطلاعات الرأي العام تظهر أن الناخبين لا يتبعون خطابهم، أضف إلى ذلك أن ترامب يحاول جذب الناخبين اليهود منذ عام 2015، ولكن من دون جدوى".



يتوقع دريير تغيرًا طفيفًا في المشهد الانتخابي هذا العام أيضًا، على الرغم من الصراع بين إسرائيل وغزة، ويشرح ذلك بقوله: "إذا كان الجيل الشاب في إسرائيل اليوم أكثر يمينية من آبائه، فإن الحال في أوساط يهود الولايات المتحدة ليست هكذا بالتأكيد، بل على العكس تمامًا"، ويحكي دريير عن مجموعة صغيرة من الشباب اليهود بين طلابه الذين يشتكون بشدة من القصف الوحشي الذي تتعرض له غزة منذ شهور، قد تكون لجامعة أوكسيدنتال بصمة يسارية، ولكن الاحتجاجات ضد إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل تظهر في الجامعات في جميع أنحاء البلاد، بل يتم أحيانًا مقارنة هذه الاحتجاجات الواسعة بالاحتجاجات الضخمة المناهضة لحرب فيتنام في الستينيات، ومن المؤكد أن هذه التظاهرات ستزداد كثافتها، خاصة بعد الغارة الجوية التي أودت بحياة سبعة موظفين من منظمة "وورلد سنترال كيتشن"/World Central Kitchen غير الحكومية قبل أسبوعين (من وقت كتابة المقالة)، حتى أن نانسي بيلوسي، الرئيسة السابقة لمجلس النواب، تدعم الآن دعوة بايدن إلى تعليق إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل.
كما أظهرت استطلاعات الرأي أيضًا أن الدعم الأميركي لسياسة بايدن تجاه إسرائيل قد انخفض منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فهنالك استياء واسع النطاق في أوساط الشباب الأميركي الليبرالي، وتحديدًا في الجامعات، حتى بين نسبة لا يستهان بها من الشباب اليهودي. وبغض النظر عن الاعتبارات الجيوسياسية والانتخابية، ينتمي جو بايدن إلى جيل من الديموقراطيين الذين يتجذّر التعاطف مع إسرائيل في كيانهم، وكتب بيل كلينتون في مذكراته أنه لم يحب رجلًا بقدر ما أحب إسحق رابين، رئيس وزراء إسرائيل، الذي ساعد في بدء حل الدولتين، قبل اغتياله على يد إرهابي يهودي عام 1995، كان كلينتون يبكي بحرارة في جنازة رابين، كذلك بدا بايدن في رد فعله العاطفي على الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، وكذلك فعل بعد الغارة الجوية التي قتلت أفراد World Central Kitchen.

استياء واسع النطاق في أوساط الشباب الأميركي الليبرالي

ومع ذلك، لا تزال هنالك حساسية أميركية إضافية تجاه المعاناة اليهودية، وقد يكون هذا الميل إلى الولاء للحليف عاملًا في تردد بايدن في نكء الجراح القديمة مع نتنياهو، لكن دريير يرى أنه من الأفضل لبايدن أن يقلق بشأن جناحه اليساري المؤيد للفلسطينيين، يقول: "هؤلاء الطلاب لن يصوّتوا لترامب، ولا لروبرت إف. كينيدي الابن، لكنهم سيصوتون لمرشحين مستقلّين من اليسار الراديكالي، مثل جيل ستاين، أو كورنيل ويست".

اليهود وترامب
يوضّح دريير أنّ تأثير الناخبين اليهود مبالغ فيه إلى حد كبير على أي حال: "يشكّل اليهود حوالي 2 في المئة فقط من السكان الأميركيين، وربما تصل نسبتهم إلى 3 في المئة من الناخبين، لأنها مجموعة سكانية ذات دوافع سياسية عالية، ولكن هناك حوالي 10 في المئة من اليهود الأميركيين يصوّتون لليمين، ولكن هؤلاء هم أساسًا من اليهود الأرثوذكس، مثل أولئك الذين تجدهم في ويليامزبرغ (أحد أشهر أحياء اليهود في بروكلين)، ولكن صوتهم يتبخر في حاضرة نيويورك المنفتحة، وخارج تلك الأحياء يعيش اليهود منتشرين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لذلك لا أفهم كيف يمكنهم قلب انتخابات حاسمة في ولايات مثل ميشيغان، أو أريزونا، أو بنسلفانيا؟ لذلك دعنا نقلها بصيغة أخرى: "التأثير الانتخابي ليهود أميركا أقلّ من أن يكون له أهمية"، حسنًا، لكننا تعلمنا أنه لا يجب أن تقول "أبدًا" أبدًا، فكل شيء ممكن، لذلك يمكن أن يكون التأثير الانتخابي ليهود أميركا مهمًا فقط إذا التزم اليهود في ميشيغان بمنازلهم بسبب غضبهم على بايدن، لكن أن يصوتوا للجمهوريين، وعلى رأسهم ترامب، الذي يتقمص أكثر فأكثر شخصية هتلر في خطاباته! لا أعتقد ذلك، فاليهود عمومًا لديهم وعي تاريخي كاف لفهم هذه الألاعيب".
يتوقف بيتر دريير كذلك أمام منح جائزة رابطة مكافحة التشهير/ Anti Defamation League (ADL) مؤخرًا لصهر ترامب جاريد كوشنر، ويعتقد أنها "زلة ثقيلة"، لأن كوشنر حصل على الجائزة بفضل دوره في الوساطة التي قام بها في اتفاقات أبراهام لعام 2020، و"التي حسّنت علاقات إسرائيل مع المملكة العربية السعودية، وبعض دول الخليج الأخرى، من خلال الاتفاق على تحييد القضية الفلسطينية بعيدًا عن خطط التطبيع العربي الإسرائيلي". ووفقًا لعدد من النقاد، بمن فيهم دريير نفسه، فإن تلك الاتفاقات زادت في الواقع من احتمال تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو ما رأيناه يحدث أمام أعيننا خلال الأشهر التسعة الماضية.
يعتقد دريير أن دافع كوشنر لـ "وساطته" لم يكن شريفًا على الإطلاق: "فقد حصل لنفسه على استثمارات بقيمة 2.4 مليار دولار من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وكلها أرباح تصب في صندوق الأسهم التابع له، ومن غير المعقول أن نمنح للرجل الفضل في ذلك، ولكن ليس من الصعب تفسير الأمر، فلا تزال غالبية التبرعات السياسية من اليهود تذهب إلى الديموقراطيين، ولكن بعض أغنيائهم عقدوا تحالفًا بغيضًا مع أميركا الترامبية، ومارك روان أحدهم، فهو اليوم أكبر ممول لرابطة مكافحة التشهير (ADL)، حيث يمول النادي الصغير نفسه، والمشكَّل من يهود يمينيين من مجموعة فوربس 500، حملات مرشحي الكونغرس الذين يتعهّدون بدعم غير مشروط لإسرائيل، وعلى الرغم من أن هذا التطور ليس بسيطًا بالتأكيد، إلّا أن دريير لا يراه مهمًا بما يكفي للتحدث، مثل بينارت، عن تغيير محتمل في الانتخابات الأميركية المقبلة، يقول: "إن هذه الحركة المؤيدة لنتنياهو لا تمثل السكان اليهود إلا قليلًا. قليلون هم اليهود في الولايات المتحدة الذين لا يدركون التناقض الهائل في أن جميع هؤلاء الناخبين الإنجيليين البيض، وبطلهم ترامب، يقفون إلى جانب إسرائيل، ولكنهم معادون للسامية في الآن نفسه، لذا فإن هذا التحالف بين اليهود وأنصار ترامب لن ينجح أبدًا، ظل ترامب يتحدث على مدى سنوات عن جورج سوروس، وغيره من "المموّلين العالميين المتواطئين مع هيلاري كلينتون، وجو بايدن"، وهي لغة رمزية مبطنة بشكل سيء لتغذية معاداة السامية بين مؤيديه".

(يتبع جزء ثان وأخير).

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.