}

دورة ثالثة لتظاهرة "الشعر يعلو" في تونس

أجندة دورة ثالثة لتظاهرة "الشعر يعلو" في تونس
من إحدى أمسيات "الشعر يعلو" في تونس


منذ سنوات والكاتبة والشاعرة بسمة المرواني تعمل وتجتهد بمبادرة فردية للمساهمة في تنشيط المشهد الثقافي التونسي من خلال "نادي الأربعاء الأدبي"، رفقة الشاعر يوسف رزوقة. ومنذ سنة 2018، أنشأت "منتدى الفينيق للمبدعين"، وراحت تنظم دورات سنوية لتظاهرة "الشعر يعلو"، تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية التونسية، والمندوبية الجهوية للثقافة في تونس. وكما استمدت اسم المنتدى من اسم الطائر الذي ينهض من رماده ليعود حيًا، كما تقول ذلك الأساطير القديمة، فإنّ مديرة هذا المنتدى تصرّ وتلح على تسمية "الشعر يعلو"، مؤكدة أنّ لا صوت يعلو فوق صوت الشعر، وأن الشعر أعلى الكلام، لأنّه نداء الوجود.
رغم بعض الصعاب، وقلّة الإمكانيات التي تعيق بلوغ التمام في النجاح، فإنّ الشاعرة ما فتئت تنبش في صخر العوائق، معتمدة على جهدها الذاتي لتنظيم هذه الدورة الثالثة التي انتظمت يومي 12 و13 مايو/ أيار الجاري، في دار الثقافة المغاربية ـ ابن خلدون، التي يديرها الأستاذ فريد السعيداني في قلب العاصمة التونسية. وعلى مدى يومين، تتالت القراءات الشعرية لأهمّ الأسماء في الساحة الشعرية التونسية، مثل الشاعر آدم فتحي، الذي اشتهر بالتزامه الشعري في عشق الوطن، وقد قرأ قصيدة جميلة بعنوان "نريد بلادًا جديدة" تزاحمت فيها معاني اليأس والأمل، لينتصر الأمل وليدًا من رحم اليأس، مناديًا بإرادته لبناء بلاد جديدة. وقد ردّد الحضور في القاعة هذا المقطع الذي وضعه الشاعر بمثابة لازمة تتكرر في القصيدة بين مقطع وآخر، ممّا جعل هذا البيت بالذات يسكن اللاوعي، فغادر البعض إن لم يكن الجميع وهو يردّد هذا المقطع، معلنًا عن حلمه بوطن جديد عبّر عنه آدم فتحي شعريًا وبصوت عال.
وقرأت مجموعة من الشاعرات المتميزات اللاتي نحتن تجربتهن الخاصة والجادة وسط فوضى شاعرات مواقع التواصل الاجتماعي. واستمع الجمهور إلى كل من فوزية العكرمي، وسنية المدوري، وسلوى الرابحي، التي شاركت ممثلة لمنتدى الإيسيسكو الذي تترأسه الشاعرة السودانية روضة الحاج.
كما قرأ كل من الشاعر جمال الجلاصي، وسمير العبدلي، والشاعر كمال بوعجيلة.
أمّا الشاعر خالد الوغلاني، فساهم، إلى جانب القراءة الشعرية، في مداخلة فكرية حول قصيدة النثر، ونظرية الأجناس الأدبية في النقد الأوروبي. وقدّمها بقدرة أكاديمي مشبع بمعرفة مختصة في المجال، من خلال أمثلة متنوعة لنظرية الأجناس الأدبية، موضحًا أنّ مقولة التجنيس الأدبي باقية بقاء الأدب نفسه.
في اليوم الثاني من هذه التظاهرة، وإلى جانب القراءات الشعرية، قدّمت الدكتورة والكاتبة، أم الزين بنشيخة، محاضرة بعنوان "ماذا بقي للشعراء". وبأسلوب شيق تحدّثت عن دور الشاعر الذي يعد أحسن صورة للمثابرة على تكريس معاني الفكر والجمال والمحبّة في مجتمعه.
وبين المحاضرات التي اهتمت بطرح قضايا تعنى بالشعر، وبين قراءات شعرية مميزة جعلت الحضور يحلّق حينًا مع الصور الشعرية، ويصفّق حينًا آخر لكلمة اخترقت الروح، ووصلات موسيقية لمجموعة "ليال الشرق"، وقع أيضًا تكريم بعض الأسماء التي حقّقت مسارًا إبداعيًا لافتًا، مثل الموسيقار عبد الرحمان العيّادي، والشاعر آدم فتحي.
كانت تظاهرة مختلفة عن السائد أيضًا بنوعية الحضور المميزة من مشاركين وجمهور جاء خصيصًا للاستماع والاستمتاع بالشعر، مثل حضور الروائية، شادية القاسمي، والصحافية والروائية، وحيدة المي، والشاعرة، سليمة السرايري، وكثير من عشاق الكلمة السحرية التي تسري في الجسد مثل الدواء.
أمّا التنشيط فقد كان من نصيب كل من المذيعين الشهيرين في إذاعة تونس الثقافية، سفيان العرفاوي، ومنى الدريدي.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.