وتحدثت في البداية الدكتورة كارمن رويث برافو حول الابادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني لشعب غزة وجرائم الحرب التي فاقت كل الحدود، مؤكدة على أن "ما تقوم به إسرائيل اليوم مشابه تمامًا لما قامت به النازية من حملات التطهير العرقي والإعدام بغرف الغاز، مع فارق هام جدًا يتمثل في أن العالم اليوم يشاهد كل هذه الجرائم والفظائع على شاشاته لحظة بلحظة على العكس مما حصل في القرن الماضي، الأمر الذي لا يعطي لأي إنسان الحق في أن يقف صامتًا تجاه ما يحدث"، مشيرة إلى أن مشاركتها في هذه الفعالية يأتي ضمن نشاطاتها الكثيرة الأكاديمية وغير الأكاديمية التي تصر على القيام بها منذ العاشر من أكتوبر لدعم الشعب الفلسطيني الذي "يواجه أكبر ترسانة عسكرية بصدور أبنائه وأطفاله"، وعلى أن هذه الفعالية "تحاول إعطاء صوت لمن لا صوت له في هذا العالم الأخرس، حيث تكرم الشاعرة والروائية هبة كمال صالح أبو ندى (33 عامًا) التي استشهدت يوم الجمعة الموافق 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 خلال أحداث عملية طوفان الأقصى، والتي حملت شهادة البكالوريوس في مجال الكيمياء الحيوية والماجستير في التغذية العلاجية من جامعة الأزهر، ودبلومًا في التأهيل التربوي من الجامعة الإسلامية"، مضيفة أن هبة أبو ندى كانت قد حصلت على المركز الثاني في فئة الرواية ضمن الدورة العشرين لمسابقة الشارقة للإبداع العربي، عن روايتها "الأكسجين ليس للموتى".

من فعالية التكريم

بعد ذلك تحدثت ميسون شقير عن أن الشهيدة كتبت القصة والرواية والشعر، ولديها كتابات شعرية ونثرية منشورة ورقيًّا وإلكترونيًّا، وقد تميزت كتاباتها بجمال وعمق الصورة الشاعرية، وقرأت ثلاثة نصوص شعرية بالعربية، في حين قرأت الدكتورة كارمن ترجمة هذه القصائد للإسبانية.

وعند الانتهاء من قراءة النصوص الشهرية تحدثت الشاعرة والناشطة الإسبانية ماريا فيكتوريا كارو برينال عن الفنانة التشكيلية الفلسطينية هبة زقوت التي خطفها القصف الصهيوني على مدينة غزة في يوم الجمعة الـ15 من الشهر الماضي، وذلك عندما كانت بصحبة ابنها، مؤكدة على أنها كانت قد رسخت ريشتها وألوانها في سبيل القضية الفلسطينية والتمسك بها، وعلى أنها من مواليد مدينة غزة، وقد تخرجت في كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى، وشاركت في معارض عدة محلية ودولية، حيث أقامت معرضها التشكيلي الذي حمل عنوان "أطفالي في الحجر" عام 2012. وقد اهتمت دائمًا بالمرأة الفلسطينية في لوحاتها الفنية، وبمعاناتها في ظل واقع الاحتلال الإسرائيلي، وقد كانت آخر رسوماتها لامرأة حزينة تحمل في يدها حمامة السلام، وعلقت بجملة "نحن دائمًا نبحث عن الأمان في حياتنا، قد نجده في الحب ولكننا سنظل نبحث عنه".

أما الدكتور والصحافي الفلسطيني ناصر الفرا الذي فقد عددًا كبيرًا من أفراد عائلته الأسبوع الماضي بالمجزرة التي قامت بها اسرائيل في غزة بحق عائلة الفرا، فقد أكد على أنه لا يستقبل العزاء بأفراد عائلته بل بكل الشهداء الفلسطينيين في عموم الأراضي الفلسطينية، وبالإنسانية جمعاء التي يمكن أن تسمح باستمرار هذه المحرقة بحق آخر شعب يرسخ تحت احتلال حقيقي على هذه الأرض، شعب يناضل منذ مئة عام ولا يحصل إلا على مزيد من استيلاء المستوطنين الصهاينة على أرضه، ومزيد من الحصار والموت والتهجير، مؤكدًا على أنه من حق هذا الشعب أن يثور على محتليه ومغتصبي أرضه وحياته بكل الطرق، وبكل الأوقات خاصة وأن العالم كله متواطئ وعاجز ولم يستطع أن يفرض على إسرائيل أي تنازل، معتبرًا أن موقف الحكومات في فرنسا وألمانيا وإيطاليا والنمسا وكندا، هو عار حقيقي يفضح النفاق في تبجح هذه الحكومات نفسها حول الدفاع عن حقوق الإنسان.

وانتهت الفعالية بإلقاء الشعراء المشاركين قصائدهم الداعمة للقضية الفلسطينية.