}

أطروحة ماجستير تعاين "الإدمان الافتراضي" عند اللاجئات السوريات

إربد- ضفة ثالثة 23 أغسطس 2023

ناقشت الطالبة آية مصطفى توفيق أبو رمّان أطروحتها المعنونة "إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقته بإخفاء الذَّات والعُزْلَة الاجتماعية لدى اللاجئات السوريات في الأردن"، وفق الترجمة الآتية للعنوان باللغة الإنكليزية:

Social Media Addiction and its Relationship with Self-Concealment and Social Isolation For Syrian Refugees Women In Jordan

وبعد مناقشة اللجنة لأطروحتها، وتصويتهم على نجاحها فيها، استكملت متطلبات نيْلها درجة الماجستير من كلية تربية جامعة اليرموك/ قسم علم النفس الإرشادي والتربوي.

الباحثة أبو رمّان أبحرت في فصول رسالتها التي أشرف عليها د. رامي طشطوش، في العالم الافتراضيّ بمختلف جوانبه الإيجابية والسلبية، مركّزة، بشكل رئيسيّ، على سلبيات الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، ومتناولة هذا المفهوم/ المصطلح: الإدمان الإلكترونيّ من جوانبه كافة، بعد إشباعه تعريفًا وتوصيفًا وبسط ظواهر. لتنتقل بعد ذلك للربط بين حالات الإدمان هذه على مواقع التواصل، وبين أعراض خطيرة قد ترافق كثيرًا من أشكال الانغماس في عالمه غير المحدود، ولا المنضبط، ومن تلك الأعراض بشكل رئيسيّ بحسب تركيز دراستها: إخفاء الذَّات والعُزْلَة الاجتماعية. لتنتقل، بعد ذلك، لهذيْن الدافعيْن عند اللاجئات السوريات، موضحةً، بالتفصيل، لماذا قد تلجأ اللاجئات السوريات لهذيْن المخرجيْن السلبيين خلال تواصلهنّ عبر مواقع التواصل الافتراضية، مستنتجة أن ما تعرضن له من مآسٍ مرتبطة بما جرى في بلدهن من حرب ودمار وويلات، أجبرت أسرهن على الهروب من الوطن الأم سورية نحو بلاد الأرض قاطبة شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالًا، لاجئين ضائعين في الشتات، هو الدافع الرئيسيّ الذي دفعهن لإخفاء الذات، والرضوخ لما تتسبّب به العزلة الاجتماعية من مخاطر نفسية واجتماعية وسلوكية وغير ذلك.

أبو رمّان وضعت للجانب التطبيقي الميداني من دراستها خمسة أسئلة، ووجهتها لعينات من اللاجئات السوريات في مدينة إربد على وجه التحديد، والأسئلة هي: ما مستوى الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي وإخفاء الذات والعزلة الاجتماعية لدى اللاجئات السوريات في الأردن؟، هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى إدمان مواقع التواصل الاجتماعي تعزى إلى (الفئة العمرية، مستوى التعليم، الحالة الاجتماعية، العمل، عدد الأبناء)؟، هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى إخفاء الذات تعزى إلى (الفئة العمرية، مستوى التعليم، الحالة الاجتماعية، العمل، عدد الأبناء)؟، هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى العزلة الاجتماعية تعزى إلى (الفئة العمرية، مستوى التعليم، الحالة الاجتماعية، العمل، عدد الأبناء)؟، هل توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α = 0.05) بين مستوى إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، ومستوى إخفاء الذات، والعزلة الاجتماعية، لدى عينة من اللاجئات السوريات في الأردن؟

 تم اختيار عينة الدراسة من اللاجئات السوريات في إربد


وبحسب الباحثة، تم اختيار عينة الدراسة من اللاجئات السوريات في إربد، بالطريقة العشوائية البسيطة، حيث تم توزيع (530) استبانة، استرجع منها (503) استبانة، واستبعدت (27) استبانة بسبب عدم استكمالها شروط القبول والاعتماد.

اللافت في الجزء الميدانيّ من دراسة أبو رمّان أن نسبة الحاصلات على درجة البكالوريوس من اللاجئات اللاتي وزّعت عليهن الاستبانة بلغت أكثر من نصف مجموعهن (وتحديدًا 54.1 بالمائة منهن)، ما يعني أن إجابات هذه الشريحة المتعلمة من اللاجئات اللاتي استجبن للدراسة وتعاونّ معها، جاءت، بالتأكيد، دقيقة، ومتفهمة ضرورة الدراسة، وأهميتها وصولًا إلى حلول ناجعة لآفة الإدمان المترافق مع رغبة دفينة بإخفاء الذات، وقبول مختلف جرائر العزلة الاجتماعية.

ومما جاء في القسم النظري من الرسالة المهمة غير المسبوقة محليًا، وربما عربيًا، أن اللجوء، وبما يفوق ما يسببه للرجال أضعافًا مضاعفة، يسبّب للاجئات الإناث "معاناة نفسية كبيرة، ويعرضهن لضغوط وتأثيرات مختلفة خارجة عن إرادتهن، ومدى اختيارهن، وقراراتهنّ، ويترك آثاره النفسية المؤلمة وغير المتوقعة على ظروفهن النفسية والعقلية والسلوكية والصحية والجسدية، وحتى الوظيفية المتعلقة بأدائهن الفردي داخل الأسرة، وفي سوق العمل وأماكنه، على اختلاف أنواع هذا العمل، ومستوى تحصيلهن التعليمي، وعموم تجليات حياتهن ومآلاتها".

تخبرنا الدراسة المهمة أن من تقع في بلادهم حروب دامية وصراعات تهدم العمران وتنذر بالخراب، يكونون، أكثر من غيرهم، عرضة للاكتئاب والقلق وتراجع الثقة بالنفس، وصولًا إلى الدرجة الصفرية من الإحساس بالذات والكرامة، وأعراض وأمراض أخرى كثيرة، يحملونها معهم عندما يتحولون إلى لاجئين ولاجئات في بلاد الآخرين.

في الخلاصة، وبعد تحليل نتائج الاستبانة، تبيّن للباحثة أن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، ومستوى إخفاء الذَّات، ومستوى العُزْلَة الاجتماعية، مرتفع، بشكل ملحوظ، عند اللاجئات السوريات، ما دفعها لاقتراح حزمة من التوصيات، منها: إقامة ندوات وحملات توعية للاجئات، توضّح مخاطر إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، وإخفاء الذات، والعزلة الاجتماعية، على الحياة الاجتماعية والنفسية والجسدية لتقليل مستواه وتخفيف أضراره.

كما أوصت أبو رمّان في نهاية دراستها بإجراء مزيد من الدراسات النفسية للتعرّف على الأسباب التي تؤدي إلى زيادة مستوى إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، وإخفاء الذَّات، والعُزْلَة الاجتماعية لتجنّبها، وبتقديم الإرشاد النفسي للاجئات السوريات وللمجتمع المحلي المحيط بهنّ، على طريق تقليل مستوى إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، وإخفاء الذَّات، والعُزْلَة الاجتماعية.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.