في حين يتشارك صيف الأردن بحرارته مع معظم دول الإقليم، ومع احترارٍ عالميٍّ عامٍّ وكاسح، يتزايد عامًا بعد عام، وينذر بخطر مقيم قبل وصولنا إلى عام 2030 (العام الذي تريده الأمم المتحدة عامًا من أجل كوكب الأرض وفرص تنميته المستدامة)، فإن سخونة أنشطة الأردن الثقافية والفنية خلال فصل الصيف، وكثرتها وزخمها وتداخلها، تكاد تشكّل ظاهرة تستحق التأمّل والمراجعة، في بلد يوزّع مبدعوه كتبهم بالمجانِ لِمن يقبل اقتناءها، وبالكاد يعيش نجوم الدراما فيه على الكفاف، ولا يبيع فنانوه التشكيليون، في الغالب السائد، عشرة في المئة من لوحات معارضهم.
تاريخيًا، مبكرًا يبدأ الصيف في الأردن، إذ هو لا ينتظر، عادة، التقسيم المُناخيّ الفلكيّ للفصول، الذي يخبرنا أن الصيف يبدأ (يُفترض أن يبدأ) انطلاقًا من 21 يونيو/ حزيران من كل عام. وليس من غير المعتاد أن تشهد نهايات مايو/ أيار، ومطالع يونيو/ حزيران، صعود درجات الحرارة في الأردن (وبما يشمل معظم محافظاته ومناطقه)، إلى أبواب الثلاثينات درجة مئوية (وربما، أحيانًا، ما هو أكثر من ذلك).
في ظل هذا المعطى المناخيّ، فإن معظم المهرجانات الثقافية الفنية الكبرى (جرش والفحيص أنموذجان)، تنطلق فعالياتها، أردنيًا، منذ النصف الثاني لشهر يوليو/ تموز، أي مع وصول درجات الحرارة، ودائمًا أردنيًا، ذرواتها اللافحة، وجنونها المُعطِّل.
مهرجان جرش للثقافة والفنون انطلق هذا العام، على سبيل المثال، في 26 يوليو/ تموز، واختتمت فعالياته في الخامس من أغسطس/ آب الحالي، في حين انطلقت فعاليات دورة هذا العام من مهرجان الفحيص (الأردن تاريخ وحضارة) في 15 أغسطس/ آب، واختتمت فعالياته في 19 لأغسطس/ آب.
بالموازاة مع هذين المهرجانيْن الرئيسيين، وقبلهما وبعدهما، نظم الرعاة التجاريون (الذين ينشدون الربح أساسًا، وأولًا وآخرًا، من وراء تنظيمهم نشاطات وحفلات)، عشرات الحفلات لنجوم عرب معروفين وفنانين وفرقًا أجنبية، مثل عمرو دياب (يحيي حفلًا غنائيًا في خليج العقبة بتاريخ 29 سبتمبر/ أيلول)، ومارسيل خليفة (أحيا حفلَهُ قبيل انطلاق مهرجان جرش (تحديدًا بتاريخ 18 يونيو/ حزيران 2023) في المدرج الروماني في العاصمة الأردنية عمّان)، ومحمد عبده (أحيا حفلًا في نهاية مايو/ أيار 2023 في البتراء ضمن مهرجان ليالي البتراء الوردية، كما شارك مطلع يونيو/ حزيران في حفل زفاف ولي العهد الأردني الأمير الحسين)، والسورية/ السويدية (غير المعارِضة) فايا يونان (حفل في البتراء)، والمغنية اللبنانية هبة طوجي (في البتراء)، وفرقة Riverdance الأيرلندية (على المدرج الروماني العمّاني نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل، ثلاث حفلات ما بين 21 و23 من سبتمبر/ أيلول 2023).
أغاني الأفلام لها نصيب في هذا الكرنفال الصيفيّ الأردنيّ الحاشد، حيث يحيي المايسترو المصري ناير ناجي منتصف شهر أيلول/ سبتمبر المقبل على المدرج الروماني في عمّان حفلًا تحت عنوان "صوت السينما/ أغاني الأفلام بتوزيع أورْكسترالي جديد".
في اليوم الأول من شهر أيلول، يحيي الفنان المصري إيهاب توفيق حفلًا في عمّان يحمل عنوان "كاسيت" يشاركه فيه الـ(دي. جي) زياد مالك.
على صعيد المهرجانات، أقيمت بالتزامن مع انطلاق فعاليات الدورة 31 من مهرجان الفحيص، الدورة الرابعة من "مهرجان عمّان السينمائي الدولي ـ أوّل فيلم"، بمشاركة 56 فيلمًا من 19 دولة تنافست في مسابقات الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة.
وقالت مؤسِّسة المهرجان ورئيسته، الأميرة ريم علي، عقيلة الأمير علي بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني، خلال حفل الافتتاح: "كلما تطورت السينما العربية وانتشرت في العالم، زاد عدد الذين يعرفون همومنا وهواجسنا وأفراحنا واهتماماتنا ويشاركوننا فيها".
وحصد الفيلم الفلسطيني "اللد"، للمخرجين رامي يونس، وسارة إيما فريدلاندر، جائزتي أفضل فيلم وثائقي عربي طويل، و"فيبريسكي" التي يمنحها النقاد لأفضل فيلم بناءً على وجهة نظرهم.
وظفر الفيلم التونسي "أشكال" للمخرج يوسف الشاذلي بجائزة أفضل فيلم روائي طويل، فيما نال الفيلم العراقي "جنائن معلقة" للمخرج أحمد الدراجي جائزة لجنة التحكيم. وفاز الفيلم المغربي "شظايا السماء" للمخرج عدنان بركة بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وحظي الفيلم المصري "صاحبتي" للمخرجة كوثر يونس بجائزة أفضل فيلم عربي قصير، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم للأفلام العربية القصيرة مناصفة بين الفيلم الفلسطيني "حمزة: أطارد شبحًا يطاردني"، والفيلم التونسي "ترينو".
وفاز فيلم "حفريات" الوثائقي للمخرج الإسباني أليكس ساردة بجائزة الجمهور لأفضل فيلم أجنبي، وذهبت جائزة أفضل ممثلة مناصفة بين اللبنانية ماريلين نعمان عن فيلم "أرض الوهم"، والمصرية رنا خطاب عن فيلم "جحر الفئران". وفاز زكريا جابر بجائزة أفضل مونتير عن فيلم "قلق في بيروت"، وذهبت جائزة أفضل سيناريو للكاتبتين الجزائريتين عديلا بنديمراد، ودامين أونوري، عن فيلم "الأخيرة".
الفنانة الفلسطينية آية خلف وجدت لها مكانًا ضمن بورصة صيف عمّان، حيث أقامت في 24 أغسطس/ آب حفلًا غنائيًا فولكلوريًا على مسرح مدرسة الروم الأرثوذكس في منطقة الشميساني العمّانية.
حتى فرقة "فونتانا" fontana، صاحبة فكرة "أول سيرك مائي متنقّل في الشرق الأوسط" زارت عمّان لتلحق نفسها في الكرنفال الحاشد الصاخب الغزير، وتتواصل عروضها في منطقة العبدلي (البوليفار) حتى مطلع أيلول/ سبتمبر المقبل.
المغني السوري (غير المُعارض) ناصيف زيتون دبّر مساحة له، وسوف يحيي حفلًا في عمّان منتصف أيلول/ سبتمبر المقبل، وبأسعار تذاكر على النحو الآتي: درجة أولى 175 دينارًا (حوالي 250 دولارًا)، درجة ثانية 150 دينارًا (215 دولارًا)، ودرجة ثالثة 125 دينارًا (177 دولارًا)!!
فإذا كانت هذه الأرقام تخص أسعار تذاكر حفل ناصيف الذي لم يحقق، بعد، النجومية التي تجعل المستثمرين فيه ومتعهدي سهراتِهِ يحددون هكذا أسعار لتذاكره، فماذا بخصوص أسعار تذاكر حفل عمرو دياب على سبيل المثال؟! التي سبق وأثارت جدلًا واسعًا إبان حفله السابق في العقبة في عام 2019، أو فايا يونان التي ترى نفسها أهم من ناصيف زيتون، وتسبقه نجوميًا وأدائيًا بمئات الخطوات؟
السيرك الذي يفترض أنه نشاط أسري يحضره أفراد العائلة جميعهم، تتراوح أسعار تذاكره بين 25 و50 دينارًا، أي ما بين 35 و70 دولارًا!
وبحسب شهود ومتابعين ومطّلعين، تصل أسعار بعض الحفلات في السوق السوداء إلى 500 دولار، وقد تصل إلى 700 دولار!!
المفارقة ليست هنا، بل إن بعض هذه الحفلات ذات الأسعار الناريّة الصيفية جدًا، تنفد تذاكرها قبل موعد الحفل بشهر، أو أكثر، وحتى شراء تذكرة وحجز مقعد في حفل هذا الفنان، أو ذاك النجم، يحتاج إلى تسابق ووساطات، ولا تتخيلوا فرحة بعضهم، أو بعضهن، عندما يتمكّن/ تتمكّن من الحصول على تذكرة من السوق السوداء بسعر خيالي، المهم أن لا يكون/ تكون خارج السباق، ويجد/ تجد ما يتباهى/ تتباهى به في (الستوري) اليوميّ الخاص به/ا على مواقع التواصل الاجتماعيّ!
إضافة إلى مختلف ما تقدم، يتواصل كل يوم جمعة من جميع أشهر الصيف "مهرجان صيف الأردن 2023" (حفلاته مجانية غالبًا). كما اختتم في النصف الثاني من شهر آب/ أغسطس مهرجان الزرقاء المسرحي العربي الأول للمونودراما. وبإحالة إلى الزرقاء أيضًا، أقيمت على مدار ثلاثة أيام (من 24 إلى 26 آب/ أغسطس 2023)، فعاليات الدورة الـ 29 من مهرجان شبيب للثقافة والفنون، ولكن المفارقة هذه المرّة أن مهرجانًا عُرِف تاريخيًا بارتباطه بمحافظة الزرقاء (شبيب قصر تاريخي في الزرقاء)، أقيمت فعاليات دورة هذا العام (2023) جميعها في عمّان متنقّلة بين المركز الثقافي الملكي ومركز زَها الثقافي.
بالعودة إلى المهرجانات المسرحية، اختتمت بعد مهرجان الزرقاء بأيام قليلة فعاليات الدورة الـ 16 من مهرجان عشيات طقوس المسرحية، وفي النصف الأول من شهر تموز/ يوليو أقيمت فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الرحالة المسرحي، وجميع هذه المهرجانات المسرحية أقيمت بمشاركة فرق مسرحية عربية، وأعضاء لجان تحكيم عرب، وباستضافة مسرحيين أجانب.
وحين بالكاد سيلفظ الصيف أنفاسه، وفي النصف الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، سيكون الجمهور الأردني على موعد مع فرقة "كايروكي" المصرية الشهيرة، بحفل يستضيفه جبل القلعة في قلب العاصمة عمّان، وإذا تناسينا السوق السوداء، فإن أسعار تذاكر حفل كايروكي هي 60 دينارًا للدرجة الأولى، و30 دينارًا للدرجة الثانية.
ليس من باب المبالغة إنْ قلنا إنّ ما فاتنا ولم نورده هنا قد يكون بعدد ما تذكرناه وعدّدناه، فأي صيف ساخن قضته وتقضيه الأردن؟ وسط شكاوى مجتمعية من ارتفاع أسعار الوقود والمواد الأساسية، وبطالة وصلت حتى الربع الأول من عام 2023 إلى 22 في المئة (بعض الأوساط المُتابِعة تؤكد أن النسبة أعلى من ذلك بكثير)! ووسط تذمّر فناني الدراما من قلّة (بل حتى شُحّ) الأعمال التي يشاركون فيها سنويًا، واضطرار مُصْدِري الكتب الإبداعية في الرواية والشعر والقصة وغيرها إلى توزيع إصداراتهم مجانًا، أو انتظار معرض الكتاب ليبيع ناشرو كتبهم ما قد لا يصل في حالات بعينها إلى عدد أصابع يد واحدة، ناهيكم عن معارض فن تشكيلي تبقى لوحاتُها حبيسةَ الجدران، ومنحوتاتها هائمةً في فضاءات الانتظار؟
أسئلة كثيرة وتساؤلات مشروعة حول الجهات التي تنظم كل هذه الفعاليات، وحول دور وزارة الثقافة وأمانة عمّان وباقي الجهات المعنيّة، في تنظيم مواقيت الفعاليات والتنسيق بين المهرجانات، وحول الجهات المخوّلة بمراقبة أسعار التذاكر، وحول التغذية الراجعة من كل هذا الـ"سمك... لبن... تمر هندي"؟!
تاريخيًا، مبكرًا يبدأ الصيف في الأردن، إذ هو لا ينتظر، عادة، التقسيم المُناخيّ الفلكيّ للفصول، الذي يخبرنا أن الصيف يبدأ (يُفترض أن يبدأ) انطلاقًا من 21 يونيو/ حزيران من كل عام. وليس من غير المعتاد أن تشهد نهايات مايو/ أيار، ومطالع يونيو/ حزيران، صعود درجات الحرارة في الأردن (وبما يشمل معظم محافظاته ومناطقه)، إلى أبواب الثلاثينات درجة مئوية (وربما، أحيانًا، ما هو أكثر من ذلك).
في ظل هذا المعطى المناخيّ، فإن معظم المهرجانات الثقافية الفنية الكبرى (جرش والفحيص أنموذجان)، تنطلق فعالياتها، أردنيًا، منذ النصف الثاني لشهر يوليو/ تموز، أي مع وصول درجات الحرارة، ودائمًا أردنيًا، ذرواتها اللافحة، وجنونها المُعطِّل.
مهرجان جرش للثقافة والفنون انطلق هذا العام، على سبيل المثال، في 26 يوليو/ تموز، واختتمت فعالياته في الخامس من أغسطس/ آب الحالي، في حين انطلقت فعاليات دورة هذا العام من مهرجان الفحيص (الأردن تاريخ وحضارة) في 15 أغسطس/ آب، واختتمت فعالياته في 19 لأغسطس/ آب.
بالموازاة مع هذين المهرجانيْن الرئيسيين، وقبلهما وبعدهما، نظم الرعاة التجاريون (الذين ينشدون الربح أساسًا، وأولًا وآخرًا، من وراء تنظيمهم نشاطات وحفلات)، عشرات الحفلات لنجوم عرب معروفين وفنانين وفرقًا أجنبية، مثل عمرو دياب (يحيي حفلًا غنائيًا في خليج العقبة بتاريخ 29 سبتمبر/ أيلول)، ومارسيل خليفة (أحيا حفلَهُ قبيل انطلاق مهرجان جرش (تحديدًا بتاريخ 18 يونيو/ حزيران 2023) في المدرج الروماني في العاصمة الأردنية عمّان)، ومحمد عبده (أحيا حفلًا في نهاية مايو/ أيار 2023 في البتراء ضمن مهرجان ليالي البتراء الوردية، كما شارك مطلع يونيو/ حزيران في حفل زفاف ولي العهد الأردني الأمير الحسين)، والسورية/ السويدية (غير المعارِضة) فايا يونان (حفل في البتراء)، والمغنية اللبنانية هبة طوجي (في البتراء)، وفرقة Riverdance الأيرلندية (على المدرج الروماني العمّاني نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل، ثلاث حفلات ما بين 21 و23 من سبتمبر/ أيلول 2023).
أغاني الأفلام لها نصيب في هذا الكرنفال الصيفيّ الأردنيّ الحاشد، حيث يحيي المايسترو المصري ناير ناجي منتصف شهر أيلول/ سبتمبر المقبل على المدرج الروماني في عمّان حفلًا تحت عنوان "صوت السينما/ أغاني الأفلام بتوزيع أورْكسترالي جديد".
في اليوم الأول من شهر أيلول، يحيي الفنان المصري إيهاب توفيق حفلًا في عمّان يحمل عنوان "كاسيت" يشاركه فيه الـ(دي. جي) زياد مالك.
على صعيد المهرجانات، أقيمت بالتزامن مع انطلاق فعاليات الدورة 31 من مهرجان الفحيص، الدورة الرابعة من "مهرجان عمّان السينمائي الدولي ـ أوّل فيلم"، بمشاركة 56 فيلمًا من 19 دولة تنافست في مسابقات الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة.
وقالت مؤسِّسة المهرجان ورئيسته، الأميرة ريم علي، عقيلة الأمير علي بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني، خلال حفل الافتتاح: "كلما تطورت السينما العربية وانتشرت في العالم، زاد عدد الذين يعرفون همومنا وهواجسنا وأفراحنا واهتماماتنا ويشاركوننا فيها".
وحصد الفيلم الفلسطيني "اللد"، للمخرجين رامي يونس، وسارة إيما فريدلاندر، جائزتي أفضل فيلم وثائقي عربي طويل، و"فيبريسكي" التي يمنحها النقاد لأفضل فيلم بناءً على وجهة نظرهم.
وظفر الفيلم التونسي "أشكال" للمخرج يوسف الشاذلي بجائزة أفضل فيلم روائي طويل، فيما نال الفيلم العراقي "جنائن معلقة" للمخرج أحمد الدراجي جائزة لجنة التحكيم. وفاز الفيلم المغربي "شظايا السماء" للمخرج عدنان بركة بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وحظي الفيلم المصري "صاحبتي" للمخرجة كوثر يونس بجائزة أفضل فيلم عربي قصير، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم للأفلام العربية القصيرة مناصفة بين الفيلم الفلسطيني "حمزة: أطارد شبحًا يطاردني"، والفيلم التونسي "ترينو".
وفاز فيلم "حفريات" الوثائقي للمخرج الإسباني أليكس ساردة بجائزة الجمهور لأفضل فيلم أجنبي، وذهبت جائزة أفضل ممثلة مناصفة بين اللبنانية ماريلين نعمان عن فيلم "أرض الوهم"، والمصرية رنا خطاب عن فيلم "جحر الفئران". وفاز زكريا جابر بجائزة أفضل مونتير عن فيلم "قلق في بيروت"، وذهبت جائزة أفضل سيناريو للكاتبتين الجزائريتين عديلا بنديمراد، ودامين أونوري، عن فيلم "الأخيرة".
الفنانة الفلسطينية آية خلف وجدت لها مكانًا ضمن بورصة صيف عمّان، حيث أقامت في 24 أغسطس/ آب حفلًا غنائيًا فولكلوريًا على مسرح مدرسة الروم الأرثوذكس في منطقة الشميساني العمّانية.
حتى فرقة "فونتانا" fontana، صاحبة فكرة "أول سيرك مائي متنقّل في الشرق الأوسط" زارت عمّان لتلحق نفسها في الكرنفال الحاشد الصاخب الغزير، وتتواصل عروضها في منطقة العبدلي (البوليفار) حتى مطلع أيلول/ سبتمبر المقبل.
المغني السوري (غير المُعارض) ناصيف زيتون دبّر مساحة له، وسوف يحيي حفلًا في عمّان منتصف أيلول/ سبتمبر المقبل، وبأسعار تذاكر على النحو الآتي: درجة أولى 175 دينارًا (حوالي 250 دولارًا)، درجة ثانية 150 دينارًا (215 دولارًا)، ودرجة ثالثة 125 دينارًا (177 دولارًا)!!
فإذا كانت هذه الأرقام تخص أسعار تذاكر حفل ناصيف الذي لم يحقق، بعد، النجومية التي تجعل المستثمرين فيه ومتعهدي سهراتِهِ يحددون هكذا أسعار لتذاكره، فماذا بخصوص أسعار تذاكر حفل عمرو دياب على سبيل المثال؟! التي سبق وأثارت جدلًا واسعًا إبان حفله السابق في العقبة في عام 2019، أو فايا يونان التي ترى نفسها أهم من ناصيف زيتون، وتسبقه نجوميًا وأدائيًا بمئات الخطوات؟
السيرك الذي يفترض أنه نشاط أسري يحضره أفراد العائلة جميعهم، تتراوح أسعار تذاكره بين 25 و50 دينارًا، أي ما بين 35 و70 دولارًا!
وبحسب شهود ومتابعين ومطّلعين، تصل أسعار بعض الحفلات في السوق السوداء إلى 500 دولار، وقد تصل إلى 700 دولار!!
المفارقة ليست هنا، بل إن بعض هذه الحفلات ذات الأسعار الناريّة الصيفية جدًا، تنفد تذاكرها قبل موعد الحفل بشهر، أو أكثر، وحتى شراء تذكرة وحجز مقعد في حفل هذا الفنان، أو ذاك النجم، يحتاج إلى تسابق ووساطات، ولا تتخيلوا فرحة بعضهم، أو بعضهن، عندما يتمكّن/ تتمكّن من الحصول على تذكرة من السوق السوداء بسعر خيالي، المهم أن لا يكون/ تكون خارج السباق، ويجد/ تجد ما يتباهى/ تتباهى به في (الستوري) اليوميّ الخاص به/ا على مواقع التواصل الاجتماعيّ!
إضافة إلى مختلف ما تقدم، يتواصل كل يوم جمعة من جميع أشهر الصيف "مهرجان صيف الأردن 2023" (حفلاته مجانية غالبًا). كما اختتم في النصف الثاني من شهر آب/ أغسطس مهرجان الزرقاء المسرحي العربي الأول للمونودراما. وبإحالة إلى الزرقاء أيضًا، أقيمت على مدار ثلاثة أيام (من 24 إلى 26 آب/ أغسطس 2023)، فعاليات الدورة الـ 29 من مهرجان شبيب للثقافة والفنون، ولكن المفارقة هذه المرّة أن مهرجانًا عُرِف تاريخيًا بارتباطه بمحافظة الزرقاء (شبيب قصر تاريخي في الزرقاء)، أقيمت فعاليات دورة هذا العام (2023) جميعها في عمّان متنقّلة بين المركز الثقافي الملكي ومركز زَها الثقافي.
| |
| تتراوح أسعار التذاكر لحضور السيرك بين 35 و70 دولارًا |
بالعودة إلى المهرجانات المسرحية، اختتمت بعد مهرجان الزرقاء بأيام قليلة فعاليات الدورة الـ 16 من مهرجان عشيات طقوس المسرحية، وفي النصف الأول من شهر تموز/ يوليو أقيمت فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الرحالة المسرحي، وجميع هذه المهرجانات المسرحية أقيمت بمشاركة فرق مسرحية عربية، وأعضاء لجان تحكيم عرب، وباستضافة مسرحيين أجانب.
وحين بالكاد سيلفظ الصيف أنفاسه، وفي النصف الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، سيكون الجمهور الأردني على موعد مع فرقة "كايروكي" المصرية الشهيرة، بحفل يستضيفه جبل القلعة في قلب العاصمة عمّان، وإذا تناسينا السوق السوداء، فإن أسعار تذاكر حفل كايروكي هي 60 دينارًا للدرجة الأولى، و30 دينارًا للدرجة الثانية.
ليس من باب المبالغة إنْ قلنا إنّ ما فاتنا ولم نورده هنا قد يكون بعدد ما تذكرناه وعدّدناه، فأي صيف ساخن قضته وتقضيه الأردن؟ وسط شكاوى مجتمعية من ارتفاع أسعار الوقود والمواد الأساسية، وبطالة وصلت حتى الربع الأول من عام 2023 إلى 22 في المئة (بعض الأوساط المُتابِعة تؤكد أن النسبة أعلى من ذلك بكثير)! ووسط تذمّر فناني الدراما من قلّة (بل حتى شُحّ) الأعمال التي يشاركون فيها سنويًا، واضطرار مُصْدِري الكتب الإبداعية في الرواية والشعر والقصة وغيرها إلى توزيع إصداراتهم مجانًا، أو انتظار معرض الكتاب ليبيع ناشرو كتبهم ما قد لا يصل في حالات بعينها إلى عدد أصابع يد واحدة، ناهيكم عن معارض فن تشكيلي تبقى لوحاتُها حبيسةَ الجدران، ومنحوتاتها هائمةً في فضاءات الانتظار؟
أسئلة كثيرة وتساؤلات مشروعة حول الجهات التي تنظم كل هذه الفعاليات، وحول دور وزارة الثقافة وأمانة عمّان وباقي الجهات المعنيّة، في تنظيم مواقيت الفعاليات والتنسيق بين المهرجانات، وحول الجهات المخوّلة بمراقبة أسعار التذاكر، وحول التغذية الراجعة من كل هذا الـ"سمك... لبن... تمر هندي"؟!
تحميل المقال التالي...