}

القديس جورج والتنين: تأويلات مسرحية جديدة للأسطورة القديمة

د. صبري حافظ 29 نوفمبر 2017
شاهدت مؤخرًا في المسرح القومي في لندن مسرحية "القديس جورج والتنين Saint George and the Dragon"، للكاتب المسرحي الشاب روري مولاركي Rory Mullarkey، الذي لم يبلغ بعد الثلاثين من العمر، ومع هذا تُعرض مسرحيته في أكبر فضاءات المسرح القومي Olivier Theatre. وهي مسرحية شديدة الطموح والمعاصرة معًا، ليس فقط لامتداد الفترة التاريخية التي تغطيها منذ العصر الإقطاعي وحتى ما تعانيه بريطانيا اليوم، ولموضوعها الشائك، ولكن أيضًا لأن القديس جورج هو القديس الحامي لإنكلترا. لذلك من الصعب علينا عند مشاهدتها تجاوز كثير من الإيحاءات والاستدعاءات المرتبطة به. وأولها بالطبع الجانب الديني الذي استغله الأدب منذ بدايات الشعر الإنكليزي في العصر الإليزابيثي، عندما حفر القديس جورج صليبه في اللاوعي القومي، وفي تاريخ  إنكلترا الأدبي منذ ملحمة إدموند سبنسر الشهيرة (الملكة البديعة The Fairy Queen). وثانيها أننا بإزاء الاستعدادات المسرحية لموسم أعياد الميلاد، حيث يهتم المسرح بتقديم أعمال شعبية تجتذب كل أفراد الأسرة صغارًا وكبارًا للذهاب إليه. وثالثها أننا بإزاء مسرحية تعتبر نفسها "حكاية شعبية لأمة قلقة أو مأزومة"؛ لذلك فإنها تستخدم الأسطورة الدينية للتعامل مع أزمة الهوية الإنكليزية الحادة التي اندلعت في الخطاب الإنكليزي عقب التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي، وما زالت مستمرة حتى اليوم. حكاية تطرح قضايا حقيقة البطولات الأسطورية القديمة التي جرى استدعاؤها وتوظيفها في جدل الخروج من الاتحاد الأوروبي أو البقاء فيه، وتطرح في مواجهتها ضرورة بناء الأمة وتوحيد قواها، في مواجهة شرور تتغير طبيعتها باستمرار عبر دورات المسرحية الثلاث.

والواقع أن مسرحية روري مولاركي مستلهمة من مسرحية الكاتب الروسي إيفجيني شوارتز (1896-1958) Evgeny Schwartz الشهيرة التي كتبها عام 1943 بعنوان (التنين)، واستخدم فيها تلك الأسطورة الدينية الشهيرة حول القديس جورج الذي استطاع أن يقتل التنين الذي كان يعيش في البحيرة التي تعيش على مياهها المدينة، وفي رواية أخرى في الجبل المشرف عليها، وتستأدي المدينة إحدى بناتها بشكل دوري. وقد اعتادت المدينة على إجراء قرعة كلما حان موعد تقديم الأضحية له لاختيار إحدى بناتها لتقدمها له، حتى وقع الدور على ابنة السلطان نفسه. وحاول السلطان أن يفدي ابنته بكل ما يملك من مال أو عقار، لكن المدينة أصرت على أن تذهب من وقعت عليها القرعة إلى البحيرة حتى يخرج لها التنين، ويجرها معه إلى قيعانها، ثمنًا لسكوته عن المدينة وعدم إيذائها حتى الموعد التالي. وحينما وصلت الأميرة للبحيرة في انتظار خروج التنين، تصادف أن مرّ عليها القديس جورج ممتطيًا جواده الشهير، وحاولت أن تطلب منه الابتعاد عن البحيرة، لكنه رفض وتصدى للتنين حينما خرج لالتهام فريسته، ورسم عليه علامة الصليب التي جمّدته، ثم طعنه بحربته الشهيرة من فوق جواده، وأنقذ الأميرة وعاد بها إلى المدينة التي دخل أهلها إلى المسيحية بفضله.




هذه باختصار هي أسطورة القديس جورج الدينية. وكان شوارتز بعد أن كتب عددًا كبيرًا من مسرحيات الأطفال، ومسرح عددًا من قصص كاتب الأطفال الدنماركي الشهير هانز كريستيان أندرسون (1805-1875) للمسرح الروسي، كتب أمثولته الرمزية، ومسرحيته التهكّمية الساخرة (التنين) التي أضاف فيها إلى الأسطورة الدينية المعروفة، دورة جديدة يعود فيها التنين، بعد أن استراحت المدينة من شروره وعنفه لمدّة طويلة، ولكن بشكل جديد وفي صورة مغايرة تستخدم كل أدوات الدولة الشمولية الجديدة التي كانت قد تبلورت سطوتها في روسيا الستالينية، بصورة أحالت مسرحيته إلى دراما تهكمية ينتقد فيها سطوة الشمولية في عصره. وقد نجح شوارتز في تناوله الدورة الثانية التي عاد فيها التنين، في تجذيره في تفاصيل الواقع، وتحويله إلى جزء من آليات استمراره، ووضع يده على أهم عناصر استمرار سطوة الشر/ التنين وسيطرته على حياة المجتمع الذي يسود فيه، وهي أن الناس يعتقدون لا بأهميته فحسب، وإنما بأن طريقة الحياة التي اختطها لهم، وما تنطوي عليه من آليات الحفاظ على دوره وشره ومكانته، هي الطريقة المعقولة الوحيدة الممكنة، إن لم تكن المثلى. وقد وضع بذلك يده على مدى مرونة الروح البشرية وخمولها واعتيادها على التعايش مع الشر، أو كما يقول الحياة حتى في الجحيم نفسه.

إلى فكرة الدورة المتكررة للأسطورة التي ابتكرها إفجيني شوارتز يعود الكاتب المسرحي الإنكليزي المعاصر روري مولاركي ليبني عليها مسرحيته الجديدة التي يلجأ فيها إلى دورات ثلاث بدلاً من دورتين. ويدير عبرها حواره الخلاق مع ما يدور في الواقع الإنكليزي والعولمي الراهن. ويبدأ الكاتب مسرحيته الجديدة بالطبع بالأسطورة نفسها، لأن البداية بها تنطوي على تأسيس مهم لفكرة ضرورة البناء على ماضينا وميراثنا، لأنه بدون الوعي بهذا الموروث نتعرض لفقدان الذاكرة التاريخية، وهو أشد الأمراض فتكًا بالأمم. فنحن نعرف في عالمنا العربي كيف أن فقدان الذاكرة التاريخية يدفع عالمنا إلى تكرار أخطائه، وييسر سبل العصف به وتدميره بشكل مستمر. فالتاريخ، خاصة التاريخ المفتوح للتأويلات المتعددة وغير المبتسر في رؤى ضيقة الأفق محدودة، لا يعلمنا الماضي ويقينا من تكرار أخطائه فحسب، ولكنه يخلق نوعًا من الاستمرار والهوية الجمعية والسرديات المشتركة.

لذلك تبدأ الدورة الأولى في واقع إنكليزي ريفي، أقرب ما يكون إلى إنكلترا التشوسرية، يكرر تلك السرديات المشتركة؛ حيث يستطيع البطل جورج، العائد إلى قريته بعدما اكتسب من رحلاته خبرات ومهارات عديدة، بدلت الصورة التي تركها لدى القرية حينما هرب منها قبل أكثر من عام. إنه الآن راغب في أن يصارع الوحش/ التنين الذي يهدد القرية، بدلاً من الهرب منه كما فعل من قبل. لكنه يدرك الآن بعد خبرة الارتحال في العالم، أن سبيله الوحيد للانتصار على الوحش هو توحيد القرية ضده، بعدما نجح الوحش في تقسيمها، وتأليب قسم منها على الآخرين، ودفع الجميع إلى اختيار أجمل فتيات القرية لتقديمها إليه، وهي بالصدفة، إلسا، الفتاة التي كان جورج مغرمًا بها قبل مغادرة قريته. وما إن تنتهي انقسامات القرية وتتوحد قواها حتى تشارك جميعًا في دعم جورج ووضع الدروع الواقية عليه، كي يحارب الوحش نيابة عنها، بعدما كادت في انصياعيتها وسلبيتها أن تقدم له أجمل صباياها. وينقذ جورج سكانها من شروره، بعدما تمكن من توحيد القرية كلها ضده، وضد أعوانه. وتنتهي بقتل الوحش الانقسامات والصراعات، ويبدأ زمن يطلب فيه جورج من أهل قريته أن يحلموا بالمستقبل. بزمن يعد بالسلام والرخاء، ويمارس فيه الجميع حياة جمعية سعيدة. على هذا الحلم المفتوح بالمستقبل يترك جورج القرية ليلتحق بفريق الفرسان بحق، بعدما برهن على فروسيته وشجاعته.




وما إن يعود إلى القرية بعد غياب تقول لنا الحكاية إنه عام، بينما تكشف لنا التغيرات التي انتابت الواقع أنه قرون، حتى يجد أن كل شيء قد تغير في الدورة الثانية. لنجد أنفسنا في مواجهة إنكلترا الطالعة من معمعة الثورة الصناعية، وقد انتشرت فيها المصانع وسيطرت على سماواتها المداخن، إنها إنكلترا العصر الفيكتوري، الذي تسيطر فيه الرأسمالية المستغلة على كل شيء. وما إن توقف الجميلة إلسا، وهي هنا عاملة في أحد المصانع، الآلة التي كادت أن تلتهم ذراع طفل يعمل في المصنع، حتى يحكم عليها النظام الرأسمالي/ صاحب المصنع/ التنين الجديد بالإعدام. فنحن هنا بإزاء تنين جديد مغاير لذلك الوحش الغريب الذي كان من السهل التضامن ضده في الدورة الأولى. إنه يتمثل في نظام كامل يمثله هنا صاحب المصنع الذي يدافع عن مصالحه، أو تلك الرأسمالية الصناعية التي تستأدي العمال آخر قطرة من دمائهم لزيادة مكاسبها. إنه واحد منا، وبشر لا يختلف كثيرًا عن جورج نفسه. لذلك تتعدد رؤوس هذا الوحش الذي يجسد طغاة العصر الفيكتوري على عكس ما كان عليه الحال مع الوحش القديم. ومع تعدد الرؤوس تتعرض فكرة البطل الفرد، الفارس القادر على القضاء على الوحش نيابة عن المجتمع للنقد والتفكيك. فلم يعد الوحش عدوًا خارجيًا يسهل التجمع ضده ومحاربته والتغلب عليه، وإنما أصبح جزءاً من بنية المجتمع الطبقية. هنا تصبح عملية تجنيد العمال وإرهاف وعيهم بقدراتهم التفاوضية، فضلاً عن قدرتهم على الثورة، هي وسيلة الخلاص.

أما الدورة الثالثة، والتي تختفي منها مداخن الثورة الصناعية، وترتفع في سماواتها ناطحات السحاب، والعمارات ذات الواجهات الزجاجية، فإن الأمر يزداد فيها صعوبة، إذ يتغير فيها الواقع والوحش معًا. فلم تعد للوحش حتى التجسدات البشرية التي كانت له في الدورة السابقة. بل يصبح في أشد صوره مراوغة وتخفيًا، لذلك يزعم أن من المستحيل القضاء عليه، لأنه تسلل إلى أغوار كل منا، وتغلغل في أرواحنا، وكمن في شره كل منا إلى مزيد من البضائع الاستهلاكية. فلم تعد ثنائية الخير/ الشر القديمة على نفس الدرجة من التضاد، بعدما انمحت الحدود الفاصلة بينهما. لقد أصبح جزءًا من بنية المدينة الجديدة التي نعيش فيها، ومن كل مجالات هذا العيش المختلفة. ولا تصلح معه بطولة الفارس القديم التقليدية، ولا سيفه البتّار، لتخليص المجتمع من شروره. لأن الخلاص فيه يكمن في قدرتنا على تنظيم هذا العالم العولمي أو المعولم بطريقة عادلة وسليمة، وهو أمر تعترف المسرحية باستحالته. في مواجهة تلك النوستالجيا المرضية إلى العوالم القديمة التي أحيتها في الواقع الإنكليزي سرديات الماضي العريق، وقدرة إنكلترا على الصمود وحدها! وكيف أن الجانب الآخر للعملة في هذه النوستالجيا هو الحط من قيمة الذات وأحلامها وعوالمها. فإلسا، حبيبته التي أنقذها من التنين في الدورة الأولى، تصبح في الدورة الثالثة امرأة مهنية مشغولة بصعود السلم الوظيفي في مهنتها أكثر من انشغالها بأي حبيب محتمل.

إننا في حقيقة الأمر بإزاء دورة لا نعرف أين هي جذور الشر الذي يتهدد المجتمع فيها؛ ومع ذلك فإن الجميع يعي أننا نعيش في مجتمع لا يقل خللاً عن ذلك الذي عانى من شرور التنين القديم. لأن التنين الجديد نجح في زرع الجشع والشر وخيبة الأمل وكل الخطايا البشرية في داخلنا. إنه واقع يعود بنا إلى مقولة برتولت بريخت الشهيرة في (جاليليو جاليلي) ما أتعس البلاد التي تحتاج إلى أبطال! ولكن الأمر الآن أصبح أشد تعاسة مما كان عليه الحال في زمن جاليليو، حيث لا إمكانية لوجود مثل هؤلاء الأبطال. لأننا نعيش في عالم بلا أبطال وبلا قيم! عالم لم يعد فيه أمل في أي حلم بالمستقبل، كما كان الحال في الدورة الأولى. إذ تصبح النزعة الوطنية بشوفينيتها الضيقة هي أحد تجليات التنين في الدورة الثالثة. لكن الجانب الإيجابي في هذه الدورة هو أنها تسعى لأن تكون مرآة ترى فيها بريطانيا واقعها الراهن بعدما تعرفت على مسيرتها الماضية في الدورتين السابقتين. وتتعرف على حال الأمة وقد أصبح التفاوت فيها بين الدخول في أسوأ حالات عدم المساواة: لا في الأجور وحدها، وإنما في الفرض كذلك. فنحن هنا بإزاء بريطانيا الغارقة في مساءلة النفس، وتمحيص خياراتها وأسباب انقساماتها بعد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي. ففي بعض التأويلات أصبحت "البريكزيت"، أي نتيجة الاستفتاء الشعبي بالخروج من الاتحاد الأوروبي، هي التنين! في المرحلة الثالثة.

قلتُ إن خلق هذه السرديات المشتركة من العناصر السارية في شرايين الدورات المتكررة في هذه المسرحية، حيث تسعى، في مستوى من مستويات المعنى فيها، إلى التعرف على الدورات المختلفة في تاريخ بريطانيا منذ أن كان الخطر/ التنين خارجيًا كلية، سواء على شكل الأرمادا الإسبانية 1588 في العصر الإليزابيثي، أو تهديد نابليون في 1805، أو ألمانيا النازية في القرن العشرين، وحتى أصبح كامنًا في البنية الداخلية للمجتمع الراهن، وانقسامات الذات على نفسها، وانشقاق بريطانيا على نفسها وجيرانها معاً بالصورة التي تجلت في عملية "البريكزيت". وهو الأمر الذي أصبحت معه، بطولة جورج ونبل مقاصده، عبئاً عليه في واقع يتسم بالكلبية، والانكفاء على أوهام الماضي، وفقدان القيم الأخلاقية. لأن المسرحية تسعى أيضاً إلى التعامل مع ما تنطوي عليه فكرة البطل المخلّص الذي يحرر المدينة من التنين، ويخلصها من سطوة الشر، من أوهام تاريخية رازحة.


فالبطولة ليست مجرد فعل الفرد الاستثنائي، ولكنها إهالة المجتمع على هذا الفعل قيمة بطولية، وما يسبغه عليها من دور إيجابي فيه. فلا بطولة من دون اعتراف الآخرين جميعًا بها، وبالتالي حاجتهم إليها في واقعهم. لذلك يعرّض العمل فكرة البطل المخلص نفسها للنقد والتفكيك في الدورتين الأخيرتين، اللتين تتبدل فيهما صورة التنين، من دون أن يتغيّر جوهره. فلم تعد بريطانيا في حاجة إلى بطل من نوع الملك آرثر أو حتى ونستون تشرشل. وإنما أصبحت في حاجة ماسة إلى أن ينفض المجتمع عن نفسه تلك الحاجة السلبية لبطل يخلصه من التنين، أيًا كان نوعه؛ وأن يصبح كل فرد إنسانًا واعيًا فعّالاً وقادرًا على تحمل مسؤولية مواجهة تجليات الشر المختلفة وتصحيحها. أو بمعنى آخر ربما أصبحت ثمة حاجة إلى تطوير نوع مغاير من البطولة الجمعية القادرة على توسيع آفاق طموحات المجتمع المعنوية، ومنحه رؤية لما يمكن أن يحققه أو تكون عليه صورته المرجوّة.

إننا هنا بإزاء واحدة من القصص البدئية إن صح التعبير: قصة البطل الذي يقتل الوحش الذي يهدد مدينته أو مجتمعه، بدءاً من وحش أوديب في الأساطير اليونانية، وحتى تنين القديس جورج في الأسطورة المسيحية، وصولاً إلى مختلف أفلام كائنات العوالم الأخرى وروايات الخيال العلمي في الأساطير الهوليودية. لكن تلك القصة البدئية على الرغم من استمرارها عبر العصور فإنها تتغير باستمرار مع تغيّر الحياة وتبدّلها. وتتغير معها الأسئلة التي تطرحها: هل تأتي الوحوش من الخارج دائماً؟ أم أنها تنبثق من داخلنا؟ كان هذا السؤال هو ما ميّز مسرحية شوارتز التي استلهمها مولاركي. لأن البطل الذي يحمي الناس من شرور الوحش فيها، يمكن أن يكون هو نفسه القوة التي تتسلط عليهم وتستعبدهم. لكن ما تطرحه هذه المسرحية الجديدة هو السؤال الأهم: من أين تأتي تلك الوحوش؟ وكيف تتغير أشكالها باستمرار؟ وما الذي جرى في ظل هيمنتها لأهمية الإنسان الفرد الذي تكرس في "الماجنا كارتا"؟ كما أنها تطالبنا بالتفكير في أن التاريخ الذي يقلّص فرصنا، ويحصرنا في خيارات محدودة وقطعيّة، هو نفسه ما يعوق حركتنا نحو المستقبل، ويحيلنا إلى قطيع ينحدر دوماً نحو القاع، كما هو الحال في واقع كثير من مجتمعاتنا العربية.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.