}

تولوز لوتريك الحداثي الراسخ

تشكيل تولوز لوتريك الحداثي الراسخ
تولوز لوتريك وملصق المعرض
يسدل الستار هذه الأيام على معرض "تولوز لوتريك الحداثي الراسخ" الذي شارك في إنتاجه متحف أورساي ومتحف أورانجري ورابطة المتاحف الوطنية القصر الكبير، بالإضافة إلى كل من الدعم الاستثنائي لمدينة ألبي ومتحف تولوز لوتريك والمشاركة المتميزة لمكتبة فرنسا الوطنية.
يظهر الرسام الفرنسي هنري تولوز لوتريك (1864-1901) في إحدى الصور النادرة الملتقطة عام 1898 في وضعية تنكرية تحت قبعته اليابانية الغريبة على شكل عقيصة تتدلى على مقدَّم الجبين وذيلها المنتصب عموديا أعلى الرأس، بقامته القصيرة المبجلة ولحيته السوداء الكثة المهذبة وملامحه الرصينة الهادئة، مرتديا زي الكيمونو الحريري الطويل الموشى بزخارفه الطبيعية، وأكمامه الواسعة وحزامه السميك العريض المعقود بعناية حول الظهر، وفي يده اليمنى مروحة للزينة فيما عيونه الطفولية الجميلة المغلفة بشجن معتّق شاخصة في الفراغ تحت زجاج النظارتين المثبتتين فقط على أنفه المستقيم بخيط يتدلى في إهمال على خدوده المستريحة كإمبراطور العصور الآسيوية القديمة تماما؛ لولا أن يده اليسرى مطوِّقة بحركتها المصطنعة المتقَنة كتف دمية ممتلئة صلعاء ملتفة بدورها في زيها الياباني التقليدي، تتوسد ذراعه وتتمدّد على ركبته فاردة قدميها بأصابع مفتوحة مسترخية، وعيونها المرفوعة إلى الأعلى تحدق من خلال رموشها الغليظة منبّهة موبخة من يتقاعد عن هدهدتها.

هذه الوضعية السريالية الملتبسة إيجاز بليغ للشرط الوجودي الملغِز – بطرفيه المادي المقيَّد والمعنوي اللامحدود – الذي يحدّد حياة متفردة بأكملها استطاعت أن تحقّق بعنادها ومثابرتها قفزة عصا الزنا الهائلة متخطية حاجز العزلة والتهميش بفضل طبيعة لوتريك النقية المتمردة التي وجدت في خصوصيتها ومحدوديتها ذريعة للانعتاق والتحرر. وأتاحت لعالم الفن لاحقا أن يستند على الخيزرانة ذاتها التي نحتها بيده وأمعن في تمرينها وتليينها لتتخطى بسهولة حاجز الانطباعية إلى رحاب التعبيرية ومنها إلى فضاءات أكثر رحابة وعالمية. هذا الشرط الوجودي يضرب بجذوره عميقا في الدراما الشخصية التي عصفت مبكرا بطفولة نجل الكونتيسة أديل والكونت ألفونسو، حيث كان منذورا لحياة مهنية أرستقراطية مرسومة سلفا، لولا أن حادثا عرضيا أعمى اعترض مشيئة القدر والبشر معا.

رأس عبقرية
هنري المتفوق دراسيا وفنيا، والرياضي ببنيته الجسمانية القوية، الشغوف بالسباحة والملاحة وركوب الخيل يصاب بمسقط رأسه ألبي عام 1878 بكسر في عظمة الفخذ اليسرى إثر سقطة تافهة من على مقعد وطيء. خلال بضعة شهور فقط في نزهة مع والدته الكونتيسة سيقع هذه المرة في حفرة وتُكسر عظمة فخذه اليمنى. النتيجة توقفٌ مبكر عن النمو في سن الرابعة عشرة. فعالم الطفولة يشبه كثيرا عالم الدمى الميكانيكية حيث أدنى حركة غير مبرمجة تؤدي إلى عطل كارثي للمنظومة بأكملها. مصير الرسام الصغير تقرر مرة إلى الأبد أن يستكشف العالم من الآن فصاعدا بمتر واثنين وخمسين سنتمترا فقط لن يزيد قيد أنملة. هنري يواظب على الرسم والصباغة أكثر من أي وقت مضى. ويستعير أكثر من ذي قبل أجنحة القراءة للطواف "حول العالم في ثمانين يوما" رفقة جول فيرن برأسه العبقرية التي ستكبر وحدها دون إفراط رأفةً ببقية الجسد مما يجعل الناظر إليه من الخلف يشتبه أنه مجرد طفل متنكر بمعطفه الطويل وعصاه الأنيقة في صورة شارلي شابلن قبل الأوان.
المؤكد في كل هذا أن تلميذ مالارميه النابغة اكتشف في وقت مبكر جدا شيئا واحدا لكن رائعا كفاية، لن يني يستكشفه طوال حياته بسبب حساسيته الإنسانية المتحدية للإعاقة والإقصاء ماديا ومعنويا وتربيته الأرستقراطية المتحضرة التي صنعت منه شخصية مدنية تؤمن بالقيم العملية المادية من الصعب أن تستجيب لشروط انطباعيةٍ "قروية" سائحة وراء الضوء واللون والهواء: يتمثل هذا الشيء الرائع في فضيلة "التنكر" أو القناع؛ أي البعد المسرحي المفجِّر والمحرِّر للطاقات الإبداعية الكامنة التي بدونها يتقلص الفرد إلى مجرد تشويه، وينحدر الفضاء الذي يؤطِّر المساعي البشرية إلى مجرد أطلال فارغة. هكذا أدرك أن الشرط الوجودي للإنسان لا يحدّده جوهره كمغترب شبه أبدي عن نفسه وعن العالم، بل مظهره الذي يتقمصه ويبدو عليه في استضافة الواقع الفعلي.
تولوز لوتريك المارد الصغير المفعم بالحيوية والطاقة لا يستطيع التراجع إلى الوراء، و"يتقدم متقنعا" (ديكارت) على المسرح الحي مدججا بالدمى الميكانيكية المتعطلة (الممثلة في الإنسانية المعطوبة منذ الأزل) التي يعرف بحنكته كيف يتعامل معها لتحريكها بل ونفخ الحياة في هياكلها العظمية. كما يعلمنا كيف يمكن لنا أن نتخلى بسهولة عن الجلد المشدود المجعّد لوجوهنا المتعبة باستعارة رفاهة الدمية للانعتاق والتألق أكثر من الحقيقة في الفضاء المدني المُمَسرح من تلقاء ذاته تبعا لمشاهده المتلاحقة؛ مما يجعل الحياة الحديثة استعراضا للأدوار واللقطات، وليس استغوارا للذوات والفرديات، تتناقض كليا مع الحياة الرعوية المستغرقة. وهذا ما استكشفه تولوز لوتريك المتمدن على امتداد مساره الفني والوجودي، مستلهما تعاليم بودلير المنبوذة في "أزهار الألم" المسمومة، وتعاليم "الفن الياباني" العريقة التي لم تقتصر على استعارة أشكال غريبة ومبسطة، لتتجاوزه إلى تبني منظور هندسي غير الموروث من عصر النهضة.


في باريس

شكّل قدوم تولوز لوتريك إلى باريس لمتابعة الدراسة بقسم البكالوريا عام 1881 "رمية نردٍ لا تبطل الزهْر" (مالارميه) على طاولة الحظوظ المستديرة، وسرعان ما سيكتشف بعد عام فقط اليافع الذي أعلن في سن السابعة عشرة "ينبغي جعل العمل واقعيا وليس مثاليا" أنه أخذ كفايته من المعارف الكلاسيكية، ومن الغباء المكوث داخل الأسوار ومتابعة الجلوس على المقاعد الدراسية الباردة، مكتفيا بالتردد على المحترفات الفنية المفتوحة كمحترف ريني برينستو صديق العائلة ومحترف بونات صديق دوغا ومحترف كورمون، ومكرسا نموذجا عمليا جديدا يعوض حذلقة "أرياس" العتيقة –"الذي قرأ كل شيء، كما يريد إقناعنا، الشخص الذي يقدم نفسه كملمّ بجميع المعارف، ويفضل الكذب على الصمت حتى لا يبدو جاهلا بشيء"–، بإرادته الحقيقية في استكمال تعليمه المهني والإنساني في قلب مونمارتر حيث سيستأجر عام 1884 محترفا للعمل بجوار فناني الطليعة في تقاطع شارعي تورلاك وكولانكور على مقربة من ملهى طاحونة دي لا جاليت والطاحونة الحمراء وسيرك فرناندو وباقي المراقص الشعبية، ممسكا هذه المرة بنبض عاصمة الأنوار التي فتحت جفونها المديدة النائمة واستيقظت على هبات نسائم "الزمن الجميل 1880- 1914" مسارعة بالخروج للشارع للاستمتاع بملذات الحياة الجديدة تحت أضواء الفوانيس بعد طول عزلة.
في أزقة مونمارتر الضيقة كان مألوفا رؤية تولوز لوتريك متمهلا أو مسارعا بقامته الصغيرة مباشرة بعد الغروب كعقب سيجارة يدحرجها الهواء. وأحيانا كان يتوقف دون سابق إنذار مرغِما رفقاءه على التراجع إلى الوراء لمتابعة مشهد اعتيادي يسهب في التعليق عليه مستعينا بشروحات عكازه الأنيقة التي تتخذ من الفضاء سبورة حقيقية، ثم يخترق الزحام بعقب قامته لا يلوي على شيء فيما يجتهد الرفقاء للحاق به. حالما كانوا يلحقون به محاولين التقاط أنفاسهم المقطوعة، كان يكرر على مسمعهم شيئا يحفظونه عن ظهر قلب بنبرة صوته الهزلية: "لا يمكنني أن أتخيل نفسي رساما لو كانت ساقاي أطول قليلا" ثم ينخرط الجميع في ضحك هستيري مسارعين بدخول أقرب حانة.

لا أفهم ماذا كان لوتريك الاعتباطي يقصد بهذه الجملة الساحرة والساخرة، ولا ماذا كان رفاقه يفهمونه منها بالتحديد؟ لكن بالنسبة لي يوجد في هذه الجملة المسرحية بالذات كمية من الصدق ما لا يوجد في غيرها تكاد تلامس الضفة الأخرى المنبوذة والمنذورة لقول الحقيقة المتمثلة في "الكذب المصطنع" شريطة استئصالها من سياقها العبثي وإلحاقها بالإطار العام: تولوز لوتريك بقامته الصغيرة الحنونة التي لا تتجاوز المتر واثنين وخمسين سنتمترا لا يجد صعوبة في اختراق واستكشاف الأشياء المحيطة فيما كان يسرع وراء عكازه كما لو يدحرج  عجلة غير مرئية؛ ولم يكن ينظر إلى العالم وجها لوجه كما نفعل نحن الذين حبتنا الطبيعة بقامة معقولة كالأنداد، إنما يرفع بصره ليتطلع إليه مستشرفا بعيون الطفل الشاخصة المسحورة التي تكبّر عدساتها كل شيء؛ فيما يشبه كاميرا متحركة بالأسفل بعدستها المفتوحة المصوبة إلى السماء لالتقاط ألبوم صور بانورامية. إنها النظرة السفْلية العارية إلى الأعلى، تلك النظرة الطفولية البريئة المتعاطفة دائما التي تضخّم أصغر التفاصيل التافهة، وغالبا ما يشوب محور انتباهها أو محور ضوئها تشويه، عن غير قصد، لأنها لا تستطيع التقاط صورها سوى من زوايا مكبِّرة أيا كانت وضعيتها. من هنا وجدت جمالية تولوز لوتريك مفرداتها في القدرة الخارقة على التقاط الأوضاع الطارئة الزائلة والإيماءات الانخطافية العابرة لتفريغها وتكثيفها في نسق رسم بياني مبسط عائم في الضوء عبر تحريف فني متعمد يلامس الكاريكاتور.


اللقاء بـ"لاغولي"
في مونمارتر بالتحديد حيث كان تولوز لوتريك المنغمس كليا في ملذات الحياة محاطا بثروة من الأصدقاء أمثال فان فوغ وغوغان وبونار، ومستنفدا بلا حساب خزّانه العاطفي والإنساني، تعرّف على الراقصة الأسطورة لويز ويبر المعروفة بـ"لاغولي": عندما كانت ترقص رقصة الكاكان الصاخبة، كانت تستثير الحضور الرجالي المصطف في حلقة حولها بزوبعة من كشكشة فساتينها المرفوعة، واستعراض فاحش لمؤخرتها في لحظة الانتشاء تماما، كما تفعل الإوزة الهائجة بذيلها، تمهيدا للحظة الذروة التي يترقبها الجميع على أحر من الجمر حيث ترفع "لاغولي" في حركات متتالية عنيفة سيقانها عاليا في الفضاء وتفتحهما إلى الحد الأقصى مفشية القليب الأحمر المطرز على سروالها الحريري، وبأصابع قدمها تُطير القبعات في الهواء من على الرؤوس المخمورة، دائرة على الموائد تفرغ الكؤوس على التوالي فيما لا تتوقف شفاهها عن إمطار الحضور بكلماتها المهرِّجة البذيئة. ولم يكن بين مجتمع باريس الليلي أحد يقدر على إيقاف هذه الماكينة الطاحنة وتعقيلها سوى تولوز لوتريك بشخصيته الأرستقراطية الاستفزازية المستوعبة على طاولة تتقرقع كؤوسها داخل مقصورتها.

أتصور اللقاء الأول بين الغولة الأكولة والقزم المقدام في المقصورة على الشكل التالي: عندما همت لاغولي بالانحناء بقامتها الممتلئة الشامخة على غير عادة اللباقة وآداب السلوك بين الذكور والإناث لمصافحة هنري انتابها شعور مريب غير مسبوق فيما كانت تمسك بيده الطفولية الصغيرة الممدودة كبطاقة بريدية أنها تستعيد شيئا نفيسا منسيا تماما أضاعته منذ زمن وفقدت أدنى أمل في استرجاعه. بينما شعر هنري شعور ساعي بريدٍ يعثر أخيرا على عنوان المرأة الغامضة التي احتفظ طويلا ببريدها.
أفيش "لاغولي في الطاحونة الحمراء" الذي يعدّ تحفة فنية تتحدى الأزمنة كان البريد الأول الوارد الذي تعجّل تولوز لوتريك توصيله للراقصة على وجه السرعة: نرى شبح فالنتين المريب يحتل المقدمة في إطار فاحش مقرّب للغاية، بجانبية رفيعة للوجه المتجهم، يزيد من جهامته الأنف الحاد والذقن المدبب، يعتمر قبعة الساحر السوداء العالية، ويرتدي بذلة قاتمة ولاصقة، بقامته الثعبانية النحيلة المشدودة المتصلبة، ويده اليمنى المرفوعة المشوَّهة المومئة الموحية بحركة تتصادى مع يده اليسرى المرتخية أسفل الحزام بأصابعها المفرودة المستجيبة للإيماءة، كأنما يباشر حصة تنويم مغناطيسية، فيما عيونه المغمضة تتواصل بجفونها المنسدلة مع الراقصة لاغولي التي تتوسط الحلبة بتويج تنورتها الأقحوانية المنفوشة تحت ساقها المرفوعة (كركلة مسددة إلى أنف شريكها) صانعة حلقة بيضاء مضيئة وحيدة على اللوحة، تكاد تخرج عن السيطرة لولا وجود اللمسة الناعمة لحركة الأذرع الممسكة بمراوح التنانير الداخلية المفرودة، فيما يحتشد غير بعيد عن أرضية الباركي المتوهجة في الخلفية المؤطِرة كتلة سوداء قاتمة منوَّمة مغناطيسيا، ومرسومة بعناية فائقة تحدّدها خطوط القبعات الذكورية وتسريحة الشعر النسائية لعشاق الحياة الليلية في أناقة باريسية باذخة تشي بها ظلالهم الرمادية المحبوكة، تحت أضواء الفوانيس المنعكسة على المرايا، وفي الأعلى يوجد مكتوبا بالأحمر ثلاث مرات "الطاحونة الحمراء" وبجانبه بالأسود "مرقص ليلي" ومباشرة تحته يتوسط الملصق بالأسود أيضا اسم "لاغولي" بالبند العريض.

جرأة التقاط الحد الأدنى من الملامح والإيماءات والحركات لدى تولوز لوتريك يتيح إظهار وتمثيل الشخصيات إلى الحد الأقصى مما يحوِّلها إلى "أيقونات رمزية" يجعلنا نتعرّف عليها بسهولة في فضائها المسخّر بتناقضاته اللونية الصارخة من خلال استعارة وضعيات إنسانية كاريكاتورية متعاطفة وملتقَطة برشاقة وخفة أثناء وقوعها مخلدة لحظتها الطازجة في تبسيط وتقشف الخطوط المقتصِدة للغاية "لتفادي التحميل الزائد"، وفي نفس الوقت أيضا توصيل الرسالة بأقل تكلفة.
أنهت لاغولي حياتها مهمّشة منعزلة تعتني بحيوانات السيرك المسنّة المريضة، بالإضافة إلى القطط والكلاب التي كانت تتوافد عليها لإطعامها، فيما كانت تتجول بين ملاهي مونمارتر حيث يعرفها الجميع من أجل متعة اللقاء بالعالم الجميل أمام مدخل الطاحونة الحمراء مفترشة الأرض لبيع الفول السوداني والسجائر وأعواد الثقاب. لكن تولوز لوتريك الذي كان يعرف بميعاد انسدال ستارة "الزمن الجميل" على مونمارتر وفرنسا كلها وزوال قبّعات الريش على الرؤوس المتوّجة ضمن لها جواز المرور إلى الأبدية.
في ليلة التاسع من أيلول/سبتمبر 1901 بينما كان تولوز لوتريك يقف على مقربة من النافذة المفتوحة تطلع إلى قامته التي تتسلق الإطار المعدني متسللة إلى السماء الزرقاء بظلالها التي بدت هائلة عملاقة أكثر مما ينبغي. شعر خلالها أنه أستوفى أخيرا رفع قياس المتر واثنين وخمسين سنتمترا الذي لزمه طوال حياته. وخلد بدوره للاستراحة الأبدية في سن السادسة والثلاثين فقط. في نفس اليوم الذي غادر فيه قبل ثلاث سنوات من حرص على تلقيبه دائما "صاحب الجلالة"، مالارميه.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.