}

"ما بعد" يضيء سماء لوكارنو بجائزتين

ضفة ثالثة- خاص 20 أغسطس 2024
سينما "ما بعد" يضيء سماء لوكارنو بجائزتين
تم تسليم الجائزتين لمها حاج خلال حفل الختام (Getty,17/8/2024)

 

حقّق فيلم "ما بعد" للمخرجة الفلسطينية مها حاج إنجازًا في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي 77، حيث حصد جائزتين مرموقتين، مما يعكس التقدير الكبير الذي حظي به العمل من قبل النقاد والجمهور على حد سواء. ويُعتبر مهرجان لوكارنو، الذي يُقام في سويسرا، واحدًا من أبرز المهرجانات السينمائية في العالم، حيث يجذب صناع السينما والمشاهدين من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتجربة سينمائية فريدة في أجواء خلابة بين البحيرة والجبال. 

"ما بعد" هو عمل سينمائي قصير يعكس قوة الروح الإنسانية في مواجهة الصعوبات. تدور أحداث الفيلم في خلفية الإبادة في غزة، حيث يقدّم رثاءً وشهادة على الصمود البشري في عالم تملؤه المعاناة. يتناول الفيلم قصة سليمان ولبنى، ويعتبر تذكيرًا مؤثرًا بالقوة السحرية والقدرة غير المحدودة للخيال البشري. من خلال سرد قصصي مستقبلي، يسلّط الفيلم الضوء على التحديات التي يواجهها الأفراد في ظل الظروف القاسية، وكيف يمكن للخيال أن يكون ملاذًا من الواقع الأليم. 

حصل الفيلم على جائزتي Pardino d’Oro Swiss Life، وهي جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير، وجائزة لجنة تحكيم الشباب المستقلة. وقد تم تسليم الجائزتين للمخرجة مها حاج خلال حفل الختام الذي أقيم في المهرجان. استقبل الجمهور الفيلم بحفاوة كبيرة، وتلقى إشادة نقدية واسعة، حيث وصفه الناقد محمد رضا بأنه أحد أفضل الأفلام التي شاهدها هذا العام. أشاد النقاد بالأداء التمثيلي في الفيلم، واعتبروا أن كل عنصر في الفيلم كان في مكانه الصحيح، مما ساهم في خلق إيقاع متنقل ومتوازن بدون استعجال للوصول إلى المفاجآت التي يحملها الفيلم. 


في تصريحاتها بعد الفوز بالجائزة، أعربت المخرجة مها حاج عن سعادتها الكبيرة بهذا الإنجاز، مشيرة إلى أن الفيلم يمثل شهادة على قوة الروح الإنسانية التي لا تُقهر. وأكدت أن "ما بعد" هو نتاج جهد جماعي لفريق العمل، وأنه يعكس التزامهم بتقديم قصة مؤثرة ومُلهمة. وأضافت أن الفيلم يسعى إلى تقديم رؤية جديدة، من خلال التركيز على الأمل والإبداع كوسيلة للتغلب على الصعاب. 

يُعتبر فوز "ما بعد" في مهرجان لوكارنو إنجازًا مهمًا للسينما الفلسطينية، حيث يفتح الباب أمام المزيد من الأعمال التي تعكس صوت الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال وتروي قصصه للعالم. كما يعزز هذا الفوز مكانة مها حاج كمخرجة مبدعة قادرة على تقديم أعمال ذات جودة عالية.
يُذكر أن مهرجان لوكارنو، الذي يُقام في مدينة لوكارنو السويسرية، يُعد من أقدم المهرجانات السينمائية في العالم، حيث تأسس في عام 1946 ويستمر في جذب أفضل المواهب السينمائية من جميع أنحاء العالم. 

تُعد هذه الجائزة إضافة جديدة إلى سجل حاج، حيث سبق أن حصلت على جوائز في مهرجانات سينمائية دولية. ويعكس نجاح "ما بعد" التقدير العالمي للسينما الفلسطينية وقدرتها على تقديم قصص مؤثرة ومُلهمة في واقع صعبٍ تحت الاحتلال. ومن المتوقع أن يفتح هذا الفوز آفاقًا جديدة للفيلم، حيث قد يتم عرضه في مهرجانات سينمائية أخرى حول العالم، مما يتيح لجمهور أوسع فرصة التعرف على العمل والاستمتاع به. كما أن فوز "ما بعد" لا يقتصر على الجانب الفني فحسب، بل يمتد ليشمل تأثيرًا ثقافيًا وإعلاميًا، فقد سلطت وسائل الإعلام الضوء على الفيلم، مما ساهم في تعزيز الوعي بالقضايا التي يتناولها، وأثار نقاشات حول دور السينما في تسليط الضوء على إبادة جارية علنًا. كما أن هذا النجاح يعزز من مكانة السينما الفلسطينية على الساحة الدولية، ويدفع بالمزيد من المخرجين والمنتجين الفلسطينيين إلى تقديم أعمالهم في المحافل العالمية. 

وتواجه السينما الفلسطينية تحديات عديدة، منها القيود المفروضة على الحركة والتصوير من قبل واقع الاحتلال، بالإضافة إلى نقص التمويل والدعم بسبب هشاشة المؤسسات الرسمية الفلسطينية. ومع ذلك، فإن نجاح "ما بعد" يعكس قدرة الفنانين الفلسطينيين على تجاوز هذه العقبات، والإصرار على تقديم أعمال ذات قيمة فنية وإنسانية. 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.