}

أولمبياد باريس كمنصة عالمية للترويج الموسيقي

سمير رمان سمير رمان 26 أغسطس 2024
موسيقى أولمبياد باريس كمنصة عالمية للترويج الموسيقي
سيلين ديون في حفل ختام أولمبياد باريس 2024

طيلة أسبوعين من الألعاب الأولمبية في باريس، برز في حفلي الافتتاح والختام عنصر درامي تمثّل في التفاعل الرائع بين الرياضة والموسيقى.
وبالفعل، أكّدت المغنية الفرنسية إيزول/ Yseult، من خلال أغنيتها "نحن نفعلها هكذا/ voila nous l avons fait comme ca"، التي تمثل نسخة المغنية الفرنسية من أغنية الأميركي فرانك سيناترا "طريقي/ My Way "، وأدّتها في حفل الختام، أنّ لكلّ شخصٍ طريقه الخاصّ في هذه الحياة. من جانبٍ آخر، تمّ تمثيل الدولة المضيفة للأولمبياد في الحفل الختامي، في المقام الأول، من خلال الفرقة الموسيقية الفرنسية فينيكس/ Phoenix، التي يعرفها الجمهور الأميركي، على سبيل المثال، أفضل بكثير ممّا يعرف ميلين فارمر/ Mylene Farmer.
في ملعب حديقة الأمراء، عزف موسيقيو الفرقة كما لو أنهم يعزفون مجموعة مهرجانات هذا الصيف كلّها تقريبًا، بما في ذلك ظهور عزرا كينيج من فرقة Vampire Weekend النيويوركية في أغنية "Tonight"، وكذلك حُمِل المغني الرئيس في فينيكس (توماس مارس) على أكتاف وأذرع الجمهور إلى حلبة الرقص. هذه المرّة، كان جمهور المشاهدين من الرياضيين الأولمبيين. وضمّت مجموعة فينيكس رائد الموسيقى الإلكترونية الفرنسي كافينسكي، والثنائي الفرنسي AIR، بالإضافة إلى الضيف البلجيكي إنجيل، ومغني الراب الكوري الجنوبي فاندا. تقوم Air حاليًا بجولةٍ لأداء أغاني ألبومها الأول من عام 1998 بالكامل، والذي حمل عنوانًا لافتًا "Safari Moon". من خلال تسليط الضوء على شركتي Phoenix، وAir، في هذه الاحتفالات، حاول توماس جولي، مدير حفلي افتتاح وختام الألعاب الأولمبية الحالية، تحفيز الاهتمام العالمي بمواطنيه، وهم يواصلون جولاتهم الموسيقية حول العالم.

جرعة تسويقية دعائية
المغنية الكندية سيلين ديون/ Celine dion، بظهورها في افتتاح الألعاب الأولمبية يوم 26 تموز/ يوليو، أدت أغنية نشيد الحبّ "l’hymne a l’amour" أمام برج إيفل، واستعرضت كامل مهاراتها الصوتية، التي ربما لم تكن تحلم بها. يبدو الآن أن فيلم "أنا سيلين ديون" وأداء المغنية في باريس قد شكّلا فصلًا من حملةٍ دعائية ترويجية تعلن عودة الفنانة المعجزة. ويصبح من المنطقي اليوم ترقب الإعلان عن جولةٍ عالمية جديدة، أو إقامة سلسلة حفلات على غرار حفلات المغنية البريطانية أديل/ Adele.
كانت Gojira أول فرقة "ميتال" تظهر في تاريخ الألعاب الأولمبية، بأداء أغنيتها الثورية "Ah! ca ira" على جدران قلعة Conciergerie إنجازًا فريدًا لأنواع الموسيقى المعقدة كافة، حيث وصل إجمالي المستمعين للفرقة على Spotify في بداية آب/ أغسطس إلى 2.7 مليون مستمع. وفي هذا الصدد، تزمع الفرقة القيام في شهر أيلول/ سبتمبر بجولةٍ مع فرقة الميتال الأميركية Korn.
اكتشف كثيرون للمرة الأولى فنان البوب والكوميدي الفرنسي فيليب كاترين/ Philippe Katerine، الذي ظهر بدور ديونيس المطلي باللون الأزرق.




حظي فيليب كاترين بدور الشخصية المركزية في الجزء الأكثر إثارةً من الاحتفالية، وكانت النتيجة: مليون مشاهدة لكليب "Nu" الذي أصدره في اليوم التالي على اليوتيوب.
أمّا المغنية السمراء الفرنسية آيا ناكامورا، ذات الأصول المالية، والتي نالت نصيبًا وافرًا من الهجمات العنصرية اليمينية بمجرد الإعلان عن مشاركتها، فكانت على العكس، بظهورها في افتتاح الألعاب بفضل شعبيتها العالمية على الإنترنت. وعلى الرغم من أنّ اسم ناكامورا لا يعني شيئًا بالنسبة لعشاق المغنية الفرنسية الأُخرى باتريشيا كاس، على سبيل المثال، إلا أنهم استمعوا مع ذلك إلى أغنيتها Djadja من الراديو، ليصل عدد المشاهدات لكليب الأغنية على اليوتيوب إلى قرابة المليار مشاهدة.
كان لأولمبياد 2024 موضوع موسيقي خاصّ، وكذلك أغنية خاصّة به. الموضوع الموسيقي الخاص بالأولمبياد Parad، كتبه مدير المهرجان الموسيقي لكلا الحفلين، فيكتور لا ماسنيه. أمّا أغنية Hello world، التي أداها كل من جوين ستيفان، ورايان ثيودور، وأندرسون باكا، فقد كتبها لتسجيل الكليب المترافق مع إعلانات لمشروب غازيّ كان داعمًا للألعاب الأولمبية على مدار سنواتٍ طويلة. إنّه يبعث أيضًا إشارة إلى معجبي مغنية أغنية No Doubt، التي كان ظهورها في مهرجان كونتيشا الأخير مجرد بدايةٍ لعودة المغنية ذات الـ54 عامًا. بيد أنّ أغنية "مرحبًا أيها العالم" لم تحقق نجاحًا كبيرًا، ولذلك لم يتمّ تقديمها في الاحتفالات الرئيسة في ألعاب باريس الأولمبية. وبشكلٍ عام، وبحسب رأي محللي الموسيقى، فقد شغلت الموسيقى الأكاديمية معظم وقت الموسيقى التصويرية التي رافقت الاحتفالات الأولمبية، تلتها، من حيث تكرار الاستخدام، موسيقى الديسكو، ومن ثمّ الموسيقى الإلكترونية الفرنسية.

حامل مشعل الثقافة الأميركية
قضى الأسطورة سنوب دوغ معظم فترة الأولمبياد مؤديًا دور مراسل وكالة NBC، مقابل 500 ألف دولار أميركي في اليوم. وبذلك، لم يكن في حاجةٍ للغناء، أو القراءة على أنغام الموسيقى. اليوم، يلعب كثيرٌ من الموسيقيين دور المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي، أو يقومون بالدعاية لشيءٍ ما. ولكن في أثناء التقديم للألعاب الأولمبية التي ستجري عام 2028 في لوس أنجلس، كان سنوب دوغ لا يزال يتذكّر شبابه وهو يقرأ "الحلقة التالية/ The Next Episode" مع عرّاب صناعة الهيب هوب ومغني الراب، الدكتور دري. بالإضافة إلى ذلك، شارك في البث من لونغ بيتش في لوس أنجلس فرقة Red Hot Chili Peppers، تجسيدًا لولاية كاليفورنيا، كما شاركت في البثّ المغنية الأكثر شعبيةً على كوكبنا اليوم، مغنية البوب، بيلي إيليش، التي تستعدّ للقيام بجولةٍ حول العالم دعمًا لألبومها الجديد.
وفي نهاية حفل ختام الدورة الباريسية للألعاب الأولمبية، وفي أثناء تمريره الشعلة الأولمبية إلى عمدة لوس أنجلس، همس مدير الحفل، توماس جولي، متوجهًا إلى عمدة لوس أنجلس: في كلّ الأحوال، لا تستطيعون الاستغناء عنّا!

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.