}
قراءات

"عقيدة نتنياهو": إدارة الصراع وتأطيره ضمن منظومة صراع الحضارات(2/2)

حسام أبو حامد

11 مايو 2020
تناولنا في القسم الأول من هذه المقالة بعض أهم الملامح في عقيدة بنيامين نتنياهو المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي مركزين على جانبها السياسي، وذلك من خلال قراءتي في جهد بحثي لكل من أنطوان شلحت في كتابه «بنيامين نتنياهو: عقيدة "اللاحل"» (رام الله: المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار، 2014)، ومهند مصطفى في كتابه «بنيامين نتنياهو: إعادة إنتاج المشروع الصهيوني ضمن منظومة صراع الحضارات» (إسطنبول: مركز رؤية للتنمية السياسية، ط2 2019). وتوصلنا إلى تهميش تلك العقيدة للمسار التفاوضي مع الفلسطينيين، بما يتناسب والرؤية الاستراتيجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي ترى أنه ينبغي تجديد النمط القديم الرامي إلى تحقيق السلام للأخذ بعين الاعتبار واقع عدم الاستقرار الإقليمي والمسؤوليات الجديدة للجيران العرب، وأنه بعد أن كان السلام الإسرائيلي الفلسطيني قد يساهم في دعم المصالحة الأوسع بين الإسرائيليين والعرب، فإن الأمر بات يسير في الاتجاه المعاكس، أي أن المصالحة الأوسع مع الجيران العرب (البعيدين خاصة) قد يساهم في دفع السلام الإسرائيلي- الفلسطيني.

أتابع هنا مركزًا على الجانب الأيديولوجي لتلك العقيدة "النتنياهوية" والتي ترتكز أساسا على إعادة كتابة التاريخ وفرض السردية الصهيونية. وعليّ أن أنوه هنا أن الفصل بين الجانبين الأيديولوجي والسياسي هو بغرض التحليل النظري بينما نجدهما متكاملين في فرض تلك العقيدة واقعا يحرك الوعي الإسرائيلي ويحاول اختراق الوعي العربي، من ذلك أن الإصرار على مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بـ"الدولة اليهودية" وفق التنظير الأيديولوجي الصهيوني لدى نتنياهو يخدم غرضا سياسيا بأن يجعل من اعتراف الفلسطينيين بحق "الشعب اليهودي" في أن يعيش "هنا" في "دولة سيادية" أو "دولة قومية" خاصة به وتنازلهم عن حقوقهم التاريخية والسياسية شرطا لأي حل ممكن.



التسوية السياسية مقابل المصالحة
في "خطاب بار إيلان 2 " رفض نتنياهو أن تكون القضية الفلسطينية لبّ الصراع في الشرق الأوسط، وادعى أن الكلام حول ذلك يبدو اليوم "مسخرة"، فالقضية الفلسطينية ليست جوهر الصراع الحاصل في ليبيا أو تونس أو الجزائر أو مصر أو اليمن أو سورية أو العراق، والحبل على الجرار. وأضاف أن كثيرين أكدوا لنا على مدى سنوات أن جوهر الصراع في الشرق الأوسط يعود إلى القضية الفلسطينية، لكن هذه البقرة المقدسة، وفق المقولة الشائعة، أصبحت من ضحايا الثورات العربية الحالية.

أيضا، رفض نتنياهو أن يكون جذر الصراع متمثلا في سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية بعد حرب 1967 والمستوطنات، وأن تكون هي أسباب استمراره، واعتبر أن تاريخ اندلاع الصراع يعود إلى عام 1921 حين هاجم عرب فلسطينيون مقرّ القادمين الجدد في يافا، في استهداف للهجرة اليهودية، مما أسفر عن مقتل عدد من اليهود. فالقضية ليست قضية "الدولة الفلسطينية" بل تتعلق القضية المحورية بـ"الدولة اليهودية" ومحاولة تقويض الصلة القديمة التي تربط الشعب اليهودي بـ"أرض إسرائيل"، وكذلك تقويض الحقائق الأساسية المتعلقة بالصراع مع الفلسطينيين خلال القرن العشرين. وبرأي نتنياهو فالشرط الضروري للتوصل إلى حلّ حقيقي هو زوال رفض الاعتراف بـ"حق اليهود" في أن تكون لهم دولة قومية في أرض أجدادهم مما يجعل الاعتراف بهذا الحق أهم مفتاح لحل الصراع، وذكّر نتنياهو بأنه في "خطاب بار إيلان 1" قد نبه الفلسطينيين إلى أنه لا يكفي الاعتراف بالشعب اليهودي، وبدولة ثنائية القومية يسعون إلى إغراقها باللاجئين، بل عليهم التخلي عن حلم العودة والاعتراف بالدولة اليهودية، فالسلام لن يحلّ إلا باعتراف الفلسطينيين بـ"حق اليهود" بأن يعيشوا هنا في دولة سيادية أو دولة قومية خاصة بهم.


تهميش ووظائف ومسؤوليات جديدة
مجددا يحيلنا شلحت إلى خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 29 أيلول/سبتمبر 2014، الذي تجنّب فيه ذكر مصطلح "الدولة الفلسطينية"، وطالب أن يأخذ النمط القديم الرامي إلى تحقيق السلام الواقع الجديد بعين الاعتبار، والمسؤوليات والوظائف الجديدة للجيران العرب، ودعا الدول القيادية في العالم العربي، وفي مقدمتها السعودية، إلى أن تتشارك وإسرائيل في "وعي الخطر العالمي للتشدد الإسلامي" و"الأهمية القصوى في إزالة قدرات إيران على إنتاج السلاح النووي" و"الدور الحيوي للدول العربية الكبرى على صعيد دفع السلام مع الفلسطينيين" (كرر نتنياهو هذه المقاربة في غير مرة في خطابات لاحقة)، معتقدا أن هناك دولًا سنّية قيادية في العالم العربي تغيّر موقفها التقليدي القائم على معاداة إسرائيل، وتدرك بشكل متزايد أن التهديد الحقيقي لا يأتي من إسرائيل، بل من إيران والإسلام المتشدد، ويعتقد أن التعاون مع هذه الدول، التي باتت مستعدة أكثر من أي وقت مضى للعمل من أجل السلام والأمن مع إسرائيل، من شأنه أن يساهم في فتح باب السلام مع الفلسطينيين، وهذا ممكن برأيه شرط وقوف المجتمع الدولي إلى جانب إسرائيل، ومطالبة الفلسطينيين بالكفّ عن التحريض، والسير على درب السلام.

يلخص مصطفى عقيدة نتنياهو الأيديولوجية بأنها تقوم على ادعائه بأن إنتاج شعب فلسطيني، وهوية وطنية فلسطينية، كان مؤامرة عربية لإسقاط "حق اليهود" في فلسطين، فلم يكن هناك شعب فلسطيني يملك وعيا قوميا أو هوية قومية، أو حتى مصالح قومية مشتركة، لم يكن هناك شعب فلسطيني يطالب بـ "تقرير المصير"، ولا دولة فلسطينية، ولا ثقافة فلسطينية. ويعتقد شلحت أن نتنياهو مضى في تهميش الفلسطينيين بناء على فرضية أساسية توجّه فكره السياسي، منذ أن دخل المعترك الحزبي الإسرائيلي، فحواها أن الفلسطينيين عديمي الأهمية وهم في التحصيل الأخير مجرد غطاء للقوى المهمة فعلا، فقد اعتبرهم مجرد غطاء استعمله العالم العربي في حربه الرامية الى القضاء على إسرائيل، وحتى الآن، ورغم إقراره بوجودهم، فإنه لا يزال يعتقد أنهم عديمو الأهمية، ومجرد غطاء للإسلام المتشدد.


من الاعتراف بإسرائيل إلى الاعتراف بالصهيونية
ذهب شلحت إلى أن قدرا كبيرا من الجهود والتحركات السياسية الإسرائيلية الخارجية قد خصص، ولا يزال، من أجل تحقيق غاية إضفاء شرعية دولية على الرواية التاريخية الصهيونية بشأن وقائع الصراع في فلسطين، منذ بدايته وصولا إلى إقامة دولة إسرائيل على أنقاض وطن الشعب الفلسطيني في عام 1948، وخصوصا مع تعاظم الاستئناف على تلك الرواية في العالم أجمع، وفي ظل تحرير روايات تاريخية مضادة من هيمنة الهستوريوغرافيا الصهيونية في داخل إسرائيل نفسها، وأساسا من جانب عدد من الباحثين المعدودين على تيار تاريخي نقدي أطلق على المنضوين تحته اسم "المؤرخين الجدد".


ينطبق هذا الحكم برأي شلحت، على الغاية المتوخاة من توارث مطلب الاعتراف بـ"يهودية" دولة إسرائيل خلال أعوام العقد الفائت وتحديدا منذ عام 2003. وهو يقتبس عن المفكر العربيّ عزمي بشارة قوله إنه لعل الأمر الأعمق في هذه السيرورة هو تطلع إسرائيل إلى أن يتحول الاعتراف بها الى اعتراف بالصهيونية وممارساتها الكولونيالية، وبالتالي يتحول الاعتراف العربي من اعتراف بحكم الأمر الواقع إلى اعتراف مبدئي بشرعيتها التاريخية، وهذا لا يعني إلا أنها كانت تاريخيا على حق والعرب على خطأ. وفيما عدا نفيه حق العودة للاجئين الفلسطينيين فإن مثل هذا الاعتراف إذا ما حدث هو، برأي بشارة، إنجاز سياسي معنوي ثقافي للحركة الصهيونية وإسرائيل يعادل إقامة دولة إسرائيل، لا في الواقع الملموس فحسب، بل أيضا في الثقافة والفكر والخطاب السياسي.
وبات على الفلسطينيين، كما يذهب مصطفى، مصالحة المشروع الصهيوني مقابل أن تقوم إسرائيل بتسوية سياسية. وبينما تبقى التسوية السياسية على مستوى النخب، فإن المصالحة تقوم على علاقات تهدف إلى الاعتراف بشرعية الطرف الآخر. هكذا يطالب نتنياهو الطرف الضعيف، بمقياس ميزان القوى، بأن يقدم للقوي كل ما يفرضه عليه ميزان القوى؛ كالاعتراف بالمشروع الاستعماري؛ ومنح شرعية واعتراف برواية المستعمر التاريخية؛ وتطبيع مفهوم العدل للخطاب الصهيوني، وما إلى ذلك.
ويذهب هيلل كوهين، كما يورد شلحت، إلى أنه في اتفاقيات أوسلو 1993 اعترفت القيادة الفلسطينية بدولة إسرائيل، لكن ذلك لم يكن اعترافا بحق اليهود في إقامة سيادة على قسم من بلدهم، بل اعتراف بواقع سياسي توجد فيه الدولة، ويلاحظ شلحت أن مطلب الاعتراف بحق الشعب اليهودي في إقامة دولة قومية، والذي يعني الاعتراف بوجود قومية يهودية، لم يطرح سابقا شرطا للسلام لا مع مصر ولا مع الأردن (وكذلك لم يرد في اتفاق إعلان المبادئ بين الفلسطينيين والإسرائيليين)، وهو يشكل برأي محللين إسرائيليين عقبة إضافية لتحقيق سلام فلسطيني إسرائيلي، وأن الهدف الحقيقي من ورائه هو أن يستبطن الفلسطينيون أنهم هزموا تاريخيا، وأن يعترفوا بالملكية الحصرية لليهود على البلد (فلسطين) بأسره، ومن أجل أن يكون الحق الحصري لليهود على البلد كاملا ومعترفا به على الفلسطينيين أن يسلّموا بدونيتهم، وهذا المفهوم مغروس عميقا في الوعي الإسرائيلي، وقد حظيت القومية اليهودية بانتصار مطلق عندما احتلت البلد في سيرورة استمرت منذ بدء الهجرة الأولى وحتى يومنا هذا، وتمثلت ذروتاه بـ"حرب الاستقلال" (1948) و"حرب الأيام الستة" (1967) وكلتاهما تنتميان الى نفس التواصل الاستيطاني. بهذا المفهوم، لا فرق بين احتلال أجزاء من البلد قبل عام 1949 وبعده، وليس للخط الأخضر معنى غير كونه خط وقف مؤقت لإطلاق النار.
يخلص شلحت إلى أن التشديد على الاعتراف بيهودية إسرائيل من الخارج ترافق مع التشديد على ضرورة تأكيد يهودية إسرائيل تجاه الداخل، بالذات أمام المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، حيث دعم نتنياهو اقتراح تعديل قانون المواطنة، ليقضي بأنه على كل من يرغب في الحصول على الجنسية الإسرائيلية من غير اليهود أن يقسم يمين الولاء لإسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.





إعادة تأطير المشروع الصهيوني
يرى مصطفى أن نتنياهو يضع مدماكا جديدا في الفكر الصهيوني حين يعتبر أن الصراع، الذي خاضته الحركة الصهيونية مع الفلسطينيين والعرب لتنفيذ مشروعها في فلسطين، هو جزء من صراع حضاري تاريخي وديني، بين الحضارة الغربية التي تعتمد على التراث اليهودي- المسيحي والحضارة العربية الإسلامية التي تعتمد على التراث الإسلامي، وبناء على مقاربة حضارية كهذه فإن الحركة الصهيونية لم تحمل مشروعا تحديثيا فحسب للشعب الفلسطيني في وطنه، كما زعمت الحركة الصهيونية،

بل هي أيضا رأس حربة في هذا الصراع الحضاري المذكور، وأن عداء العرب والمسلمين لإسرائيل هو جزء من عدائهم للحضارة الغربية.
ويعتقد مصطفى أن الاستشراقية التي يتبناها نتنياهو هي استشراقية كولونيالية، ومقاربته الاستشراقية هذه ليست دعائية خدمة لمشروع سياسي، بل تبتغي طرح وجود تناقض بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الغربية، وأن الصراع بينهما متجذر غير قابل للتسوية، ولا يكون حل الصراع سوى بتبني العرب والمسلمين الحضارة الغربية، وفي مركزها دولة إسرائيل والمشروع الصهيوني، اللذان هما نتاج هذه الحضارة وأحد أسسها. هنا يجب أن يغيب أحد أطراف هذا الصراع، لاستكمال الحل المثالي بنفي هذه الحضارة عن حامليها. وبناء عليه، وبما أن المشروع الفلسطيني معاد للحضارة الغربية، على الفلسطينيين تقبّل الرواية الصهيونية للصراع، والخضوع للمشروع الصهيوني، والإقرار بأحقيته التاريخية والسياسية والدينية والأخلاقية في فلسطين وعليها، وأن جوهر الصراع يكمن في الاعتراف بالدولة اليهودية لا بالاحتلال. هذا المطلب لا ينحصر بفلسطيني الشتات وفلسطيني العام 1967 وحسب، بل يشمل كذلك اعتراف المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل في مناطق عام 1948، وما يسري على الفلسطينيين يسري على سائر العرب والمسلمين.
يعلم نتنياهو أن اعتراف الفلسطينيين بالمشروع الصهيوني ينفي المشروع الوطني الفلسطيني، وهو يعتبر أن اعتراف الحضارة العربية الإسلامية بالمشروع الصهيوني ينفي جوهر تلك الحضارة ويعلن انتصار الحضارة الغربية.


خاتمة
لا يزال نتنياهو حاضرا ومؤثرا في السياسة الإسرائيلية، وهو يتقدم في اتجاه تنفيذ عقيدته الأيديولوجية والسياسية، بمساعدة ودعم غير مسبوق من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، ومضى ليعلن بنود "صفقة القرن"، مطمئنا أن لا أصدقاء حقيقيين، لا للفلسطينيين ولا لقضيتهم، وقد غاب عن أهداف "الصفقة المعلنة" هدفها الأهم؛ تحقيق سلامٍ دائمٍ بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حين منحت للإسرائيليين كل ما يحتاجونه، وتركت للفلسطينيين ما لا تهتم به إسرائيل. لذلك لم يتردد نتنياهو في أن يعلن ترامب كأول زعيم عالمي يعترف بـ "الحق التاريخي" لليهود في "يهودا والسامرة". وبالإضافة إلى وعوده بضم غور الأردن إلى السيادة الإسرائيلية، يمضي نتنياهو في مشروعه لضم مناطق واسعة من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها، وبموافقة ورعاية أميركية، بعد أن اتفقت أطراف الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الجديد برئاسة نتنياهو، في العشرين من نيسان/أبريل الماضي، على فرض "السيادة الإسرائيليّة" على مناطق في الضفة الغربية بدءًا من الأول من تموز/يوليو المقبل، وعدم تعديل "قانون القومية".


بالنسبة للتعاون الإقليمي الذي طالب به نتنياهو في غير مناسبة، يبدو أنه يحقق فيه تقدما مهما، وظهر ذلك التطور جليًا في السنوات الأخيرة، من خلال الزيارات السياسية والاقتصادية والرياضية المتبادلة التي أخذ الكثير منها طابعًا علنيًا، وشملت كافة المستويات الرسمية، لا سيما بعد الإعلان عن "صفقة القرن"، مما يعني مزيدا من التماهي مع عقيدة نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف، وإقرارا بالسردية التاريخية الصهيونية على حساب حقوق الفلسطينيين وحقائق التاريخ. الجديد في الأمر أن تلك السردية الصهيونية لم تعد تتناهى إلى مسامعنا، في عالمنا العربي، عبر مسؤولين إسرائيليين أو وسائل إعلام إسرائيلية، بل يراد لها اليوم أن تكون قريبة من قلوبنا عبر الأعمال الدرامية والكوميدية ومن خلال فضائياتنا العربية.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.