}
صدر حديثا

"سأقتل كل عصافير الدوري": متوالية قصصية لهدى حمد

18 نوفمبر 2024

صدرت حديثًا عن منشورات تكوين في الكويت متوالية قصصية بعنوان "سأقتل كل عصافير الدوري" للكاتبة العُمانيّة هدى حمد. وتأتي هذه المتواية بعد عدد من الروايات والمجموعات القصصية، منها: "نميمة مالحة" (قصص)، "ليس بالضبط كما أريد" (قصص)، "الأشياء ليست في أماكنها" (رواية)، "الإشارة برتقاليّة الآن" (قصص)، "التي تعدّ السلالم" (رواية)، "سندريلات في مسقط" (رواية)، "أسامينا" (رواية)، و"لا يُذكَرون في مَجاز" (رواية).
في أجواء المجموعة نقرأ:
لم يكن ثمّة ما يُبهجُ قلبي أكثر من الذهاب إلى المصنع المهجور الذي يتوسطُ حلّتنا. هنالك حيث يمكن للخِرق البالية أن تكون حشوة للدُّمى، ولقطع القماش التي خلّفها الخياط "أريان" أن تكون فساتين، وللفتية المُتسخين بالطين أن يكونوا أمراء.
في المصنع المهجور، ينعدمُ إحساسنا بالزمن تمامًا، نذوب، إلا أنّ وصول أسرابٍ من عصافير الدوري بشكلٍ متواترٍ لشجر الغاف المحيط بنا، كان علامة جديرة بالانتباه، إذ سرعان ما يعقبُ عودتها صوتُ جدي وهو يرفع آذان المغرب. تلك العصافير الضئيلة، التي يختلطُ لونها بين البني والأبيض والرمادي، تملأ السماء بشقشقاتها الجنائزية، فتعلنُ انتهاء اليوم من دون مفاوضة، أو مساومة، هكذا تتمكن تلك الأجنحة بالغة الرهافة من جلب الظُلمة البائسة دافعة الشمس إلى أفولٍ حزين.
في أيامٍ كثيرة لم أعد أحصيها، تحتدُّ أمّي ويعلو صوتها الغاضب عندما أتأخر: "الغروبُ علامة كافية للعودة إلى البيت"، فأحبسُ نشيجي تحت بطانيتي البنية وأفكر: "ينبغي قتل كلّ عصافير الدوري بدمٍ بارد".

هدى حمد: كاتبة وروائيّة عُمانيّة حاصلة على ليسانس في الأدب العربي من جامعة حلب في سورية، وهي صحافية في القسم الثقافي في جريدة عُمان، وتعمل حاليًا رئيسة تحرير مجلة "نزوى" الثقافية.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.