صدرت حديثًا عن دار "الفارابي كتاب" بإسطنبول، الترجمة التركية لرواية "حسيبة"، وهي الجزء الأول من ثلاثية "التحولات" للروائي السوري الراحل خيري الذهبي.
ومنذ صدورها بعدة طبعات نهاية ثمانينيات القرن الماضي، أثارت الرواية جدلًا واسعًا ظل صداه يتردد لأكثر من عقدين من الزمن.
تبدأ حكاية "حسيبة" من وسط الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الأولى في الأراضي السورية التي احتلتها فرنسا عقب الحرب، وتحكي للقراء تفاصيل تحوّل فتاة صغيرة، اضطرت للاختباء في الجبال مع والدها الذي قاتل ضد الغزاة، إلى امرأة بالغة.
وترصد الرواية النضال ضد الفرنسيين في سورية. كما تعدّ بمثابة أرشيف فريد لاحتلال فلسطين من البريطانيين وما تخلله من أحداث في تلك الفترة. وبذلك أضحت رواية "حسيبة"، التي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني، عملًا ملحميًا بموضوعات درامية غنية، وواحدة من أبرز روايات الأدب العربي الحديث.
ومما جاء في تقديم الرواية: "تحلّ اللعنة على حسيبة بطلة الرواية، لأنها خرقت ناموس المدينة الاجتماعي السري وعليها أن تواجه، بالتالي، قدرها المأساوي ومصيرها المحتوم، وأن تتحمل نتائج ما فعلته عندما ارتدت ثياب الرجال وعاشت معهم في الجبل في أثناء الثورة ضد المحتل.
وتتكرر مأساوية هذا القدر من خلال لعنة الحب التي تصيب أصحابها في مدينة محكومة بصرامة الواقع، هذه الحالات يوحّدها الكاتب في خط درامي واحد، ليجعل حياة أبطاله سلسلة من التحولات الغريبة والمثيرة التي تنتهي غالبًا بنهايات مأساوية فاجعة".
خيري الذهبي: كاتب وروائي سوري، ولد في دمشق عام 1946، وتلقى تعليمه فيها. تخرج في جامعة القاهرة بمصر، حيث حصل على الإجازة في اللغة العربية عام 1968، وتتلمذ أدبيًا على يدي يحيى حقي ونجيب محفوظ وطه حسين هناك.
نال دبلوم التربية من جامعة دمشق، وعمل في التدريس في سورية والجزائر. ساهم في الحركة الثقافية السورية بكثافة، وخاصة في مجال الإذاعة والتلفزيون. وشارك في تحرير العديد من الصحف والدوريات، وله مجموعة كبيرة من المؤلفات في الرواية والقصة وقصص الأطفال. من بينها: "ملكوت البسطاء" و"ليال عربية" و"الكنز" و"المدينة الأخرى" و"الشاطر حسن" و"حسيبة" و"فياض" و"السمكة الزرقاء" و"الجد المحمول" و"لو لم يكن اسمها فاطمة" و"الإصبع السادسة" و"المكتبة السرية والجنرال"، بالإضافة إلى عشرات المؤلفات الأخرى.
وله عشرات الأعمال التلفزيونية والإذاعية، منها مسلسلات: "ملكوت البسطاء" و"الشطّار" إخراج: سليم صبري، "طائر الأيام" و"الوحش والمصباح/ تيمور لينك" إخراج: علاء الدين كوكش، و"أبو حيان التوحيدي" إخراج: صلاح أبو هنود، و"البناء 22" إخراج: هشام شربتجي، و"لك يا شام" إخراج: غسان جبري، و"رقصة الحبارى" إخراج: يوسف رزق، و"حسيبة" إخراج: عزمي مصطفى، و"ملحمة أبو خليل القباني" إخراج هيثم وإيناس حقي.
بالإضافة إلى العديد من النصوص المسرحية والأفلام التلفزيونية.
مع اندلاع الثورة في سورية، منتصف آذار/ مارس 2011، ناصر الشعب السوري، وبعد تعرّضه، بسبب هذه المُناصرة، لمضايقات أمنية من النظام السوري، اضطر إلى مغادرة دمشق والعودة مجدّدًا إلى القاهرة، ثم تنقّل بين عدد من البلدان العربية، قبل أن يستقر في فرنسا التي توفّي في عاصمتها في الرابع من تموز/ يوليو 2022.