}
عروض

"تاريخ غزّة": عن أحوال سكّانها وعاداتهم على مرّ العصور

أوس يعقوب

16 يوليه 2024

"من أقدم المدن التي عرفها التاريخ. إنّها ليست بنت قرن من القرون، أو وليدة عصر من العصور، وإنّما هي بنت الأجيال المنصرمة كلّها، ورفيقة العصور الفائتة كلّها، من اليوم الذي سطر التاريخ فيه صحائفه الأولى إلى يومنا هذا"- بهذه الكلمات، تحدّث الصحافيّ والسياسيّ وشيخ المؤرّخين الفلسطينيّين، المقدسيّ عارف العارف، عن مدينة غزّة، في كتابه الموسوم بـ "تاريخ غزّة".
عن الدار الأهليّة للنشر والتوزيع صدرت مطلع العام الجاري، طبعة جديدة من كتاب "تاريخ غزّة". وفي العام المنصرم، أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينيّة في مدينة رام الله طبعة منه، وقد سبق ذلك صدور طبعات عدة في فلسطين المحتلّة؛ وفي دمشق وبيروت والقاهرة، كان أوّلها طبعة أصدرها المؤلّف بنفسه عن مطبعة دار الأيتام الإسلاميّة في مدينة بيت المقدس عام 1943، غير أنّ طبعتي الأهليّة للنشر، و"الثقافة الفلسطينيّة"، صدرتا في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزّة حرب إبادة جماعيّة يشنّها جيش الاحتلال الصهيونيّ منذ السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، عقب عمليّة "طوفان الأقصى" البطوليّة.


أسماء غزّة التاريخيّة ومعانيها وبُناتها الأوّلون
تسعى دولة الاحتلال الصهيونيّ إلى تشويه تاريخ مدينة غزّة، التي شنّت ضدّها على مدار أكثر من سبعة عشر عامًا حروبًا عدة دمّرت خلالها أجزاءً كبيرة منها، وفرضت على سكّانها واقعًا مأساويًّا أليمًا لم يسبق لنا أن شاهدنا مثيلًا له في تاريخنا المعاصر.
في هذه المقالة، نقف وإياكم على استعادة كتاب "تاريخ غزّة" لعارف العارف (ولد في القدس في عام 1891، وتوفّي في رام الله عام 1973)، والذي كتبه في مدينة غزّة، حيث كان يشغل حينها قائم مقام "لواء غزّة" في الفترة من (1940 ــ 1944).
يقع الكتاب في 356 صفحة. وفي مقدّمته، يقول العارف إنّه أراد من خلال وضعه نقل ما عرفه، وعايشه في هذه المدينة من المبادئ الأخلاقيّة، والفوارق الاجتماعيّة، والعوامل الاقتصاديّة، والحوادث التاريخيّة إلى أبناء قومه، في باقي أرجاء الوطن العربيّ، حتّى ينقل لهم تاريخ تلك البُقعة نقلًا حيًّا شاملًا، داعيًا إياهم، ليحذوا حذوه، فيكتبون عن مدنهم ومناطقهم.
في فصول هذا الكتاب الذي نستعرضه هنا، يتناول المؤلّف تاريخ غزّة متسلسلًا زمانيًّا، فيبدأ بالحديث عن موقعها، وأهمّيّتها التاريخيّة، وأسمائها التاريخيّة المختلفة، ومعنى كلّ اسم منها، فهي "غزّة"، و"غزاتو"، و"غازاتو"، و"غاداتو"، و"غزّة هاشم" (في إشارة إلى جدّ نبيّ الإسلام هاشم بن عبد مناف، الذي توفّي فيها)، ويطلق عليها باللغة العبريّة "عزة" بالعين، أو بالهمزة بدلًا من الغين، وأَطلق عليها الكنعانيّون "هزاتي"… ولهذه الأسماء تفسيرات عدّة تكاد تجتمع على معنى العزّة والمَنعة والقوّة.
يذكر صاحب "المفصّلُ في تاريخ القدس"، أنّ يوسابيوس القيصريّ، الذي أُطلق عليه أبو التاريخ الكنسيّ، وقد عاش في القرن الرابع بعد الميلاد، يقول: إنّ "غزّة" تعني العزّة والمَنعة والقوّة. وانضمّ إليه في ذلك ويليام سميث، في "قاموس العهد القديم".
وأرجع هؤلاء السبب في ذلك إلى الحروب الكثيرة التي دارت رحاها في المدينة وحولها، والتي صمدت غزّة خلالها صمود الجبابرة.
وهنالك من يقول، بحسب العارف، إنّ معناها الخزينة، أو الثروة، ويعزون ذلك إلى أصل فارسيّ، ومن هؤلاء: بطريرك أورشليم صفرونيوس (560 في دمشق ــ 11 آذار/ مارس 638 في القدس)، صاحب "قاموس العهد الجديد"، الذي صدر في الإسكندريّة عام 1910، والذي يقول: ""غازا" كلمة فارسيّة تعني "الكنز الملكيّ"، وهو معنى لا يبتعد كثيرًا عمّن يقول إنّ "غزّة" كلمة يونانيّة تعني الثروة، أو الخزينة.





وفي المعاجم العربيّة، يقال: "غزّ فلان بفلان"، أيّ اختصّه من بين أصحابه، وهو المعنى الذي أورده الحمويّ في معجمه وهو يتحدّث عن مدينة غزّة، ويشرح العارف المعنى قائلًا: إنّ ذلك يعني أن الذين بنوا غزّة اختصّوها من بين المواقع الأخرى على البحر المتوسط.
كما يولي المؤلّف اهتمامًا خاصًّا للحديث عن بناة غزّة الأوّلين، والشعوب التي سكّنتها منذ القدم، والعصور التاريخيّة التي مرّت عليها، والدول التي حكمتها حتّى جاء الفتح الإسلاميّ سنة 634 م/ 13 هـ، إذ كانت غزّة أوّل مدينة في فلسطين يفتحها المسلمون في عصر الخلافة الراشدة.
كما يتناول صاحب "تاريخ الحرم القدسي"، أوضاع غزّة في العصور الإسلاميّة المختلفة، ويتحدّث بإسهاب عن فترة الحكم العثمانيّ حتّى فترة الاستعمار البريطانيّ ــ المسمّى زورًا "انتداب" ــ، ويفرد مساحات واسعة للحديث عن سقوط غزّة تحت الحكم الإنكليزيّ، حيث عايش هذه الفترة فكتب عنها مطوّلًا حتّى سنة دفع الكتاب للمطبعة عام 1943.
يخصّص العارف الفصول الأخيرة من كتابه للحديث عن السياحة في غزّة، مستعرضًا كلّ ما كتبه زوارها من السياح والرحّالة (جوابو الأمصار)، العرب والأتراك والأجانب، من إنكليز وفرنسيّين، ساردًا خلاصة ما ورد في كتاباتهم.
كذلك يحدّثنا المؤلّف عن أهل غزّة، وطبائعهم وأخلاقهم وعاداتهم وملابسهم، وأعيادهم، ومواسمهم، وأنماط عيشهم وحياتهم اليوميّة، ويذهب بعد ذلك للحديث عن جوامع الغزّيّين ومساجدهم التي صار معظمها اليوم أثرًا بعد عينٍ، جرّاء حرب الإبادة الجماعيّة التي دخلت شهرها العاشر بوحشيّة وهمجيّة فاقتا بكلّ المقاييس وحشيّة وهمجيّة شريعة الغاب، وارتكب فيها جيش الاحتلال الآلاف من جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانيّة، التي خلّفت حتّى كتابة هذه المقالة، نحو 38600 ألف شهيد و88890 مصابًا، ودمارًا واسعًا للبنيّة التحتيّة، وتدمير كلّ ما بقي من مقوّمات الحياة في القطاع، من مبانٍ ومدارس ومستشفيات ومراكز صحيّة ودور عبادة.

"المدينة العظيمة"... تاريخ يعود لخمسين قرنًا من الزمن

خريطة قديمة لفلسطين ملحقة بالكتاب في طبعته الأولى 


يصف تاريخ غزّة بـ "المجيد"؛ لأنّها حسب قوله: "صمدت لنوائب الزمان بجميع أنواعها، وطوارئ الحدثان بجميع ألوانها، حتّى أنّه لم يبقَ فاتح من الفاتحين، أو غاز من الغزاة المتقدّمين والمتأخرين الذين كانت لهم صلة بالشرق، إلّا ونازلته، فإمّا أن يكون قد صرعها، أو تكون هي قد صرعته".
يغطي المؤلّف في فصول الكتاب بعضًا من تاريخ مدينة غزّة الذي يربو على خمسين قرنًا من الزمن (منذ عام 750 قبل الميلاد إلى تاريخ كتابته عام 1943). وهو يشمل غزّة المدينة، وما يحيط بها من قرى ومناطق ارتبطت بها تاريخيًّا وجغرافيًّا، بل اتّسعت التغطية في كثير من الفترات، حتّى شملت إقليميّ سورية ومصر.
ويُعرّفنا صاحب "الموجز في تاريخ عسقلان" على بُناة غزّة الأقدمين، وهم المعينيّون والسبأيّون والعويّون والكفتاريّون والعناقيّون، الذين يقال إنّهم الفلسطينيّون القدماء، وجاء ذكرهم في أسفار العهد القديم. كذلك يعرّفنا على أحوال المدينة في عهد الكنعانيّين والفراعنة والهكسوس والآشوريّين والفرس والأنباط والرومان، وصولًا إلى الفاتحين المسلمين.
كما يؤرّخ في السياق لعهد الدولة الطولونيّة والإخشيديّة والفاطميّة والسلجوقيّة، وصولًا إلى الاحتلال الصليبيّ للمدينة، وتحرير صلاح الدين الأيوبي (1183 ــ 1193م) لها. ثمّ ينتقل إلى الحديث عن غزّة في ظلّ حكم المماليك، والعثمانيّين، والإنكليز.
وبحسب ما يذكر العارف، فإنّ الكنعانيّين، الذين يعود أصلهم للشعوب "الساميّة"، وتنسبهم رواية التوراة إلى حام بن نوح، هم سكّان غزّة الأوائل. وفي رواية أخرى، فإنّ غزّة كانت قائمة في هذا الوجود عندما احتلّها الكنعانيّون وأخذوها من العموريّين.
ويضيف إنّ غزّة طوال تاريخها على صلة بمصر، عارضًا طرفًا لصلة المدينة بالفراعنة والملوك الرعاة الذين حكموا مصر (الهكسوس)، وعلاقتها بالفلسطينيّين الأوائل.
ويقول: إنّ الكنعانيّين هم "أوّل من عرف زراعة الزيتون على هذه الأرض، وصناعة النسيج والفخار والتعدين، واخترعوا الحروف الهجائيّة، وسنوا الشرائع والقوانين، فأخذ عنهم بنو إسرائيل كثيرًا من سننهم وشرائعهم وأفكارهم ومبادئهم حتّى حضارتهم".
وممّا يذكره العارف عن تاريخ غزّة أنّ هنالك كتابات وآثارًا قديمة ترجع إلى العصر البرونزيّ (4000 ق. م) تشير إلى قيام حضارة كاملة في غزّة في تلك الحقب ببنائها، وزراعتها وديانتها وعلاقاتها، وقد مكّنها موقعها الجغرافيّ، من لعب دورٍ بارزٍ في الحضارات المتعاقبة، إذ "كانت غزّة ــ ولا تزال ــ حلقة اتّصال مباشر بين مصر والشام، إنها ذات قيمةٍ حربيّةٍ في نظر الجيوش التي تعبر الصحراء، ولطالما كانت في التاريخين القديم والحديث (المخفر الأماميّ لمصر والشام)"؛ ولهذا كانت موضع اهتمام الملوك والسلاطين والغزاة والفاتحين الذين اعتلوا عرش النيل، من أيّام الفراعنة إلى يومنا هذا.




ولعلّ المصريّين، بحسب مؤلّف الكتاب، أهمّ عنصرٍ استوطنها على مرّ الأحقاب، وكانت على جانب عظيم من الأهمّيّة عندهم، ثمّ برزت كمدينة رئيسة مزدهرة في عهد الملوك الرعاة (الهكسوس)، إلى أن فتحها الفلسطينيّون، قبل إبراهيم (عليه السلام)، واتّخذوا منها حصنًا جنوبيًّا منيعًا في وجه هجمات المصريّين. وتُبين أخبار (شمشون الجبار) الواردة في العهد القديم أنّها كانت موضع صدام الخصمين: الفلسطينيّين واليهود، حتّى استولى عليها النبيّ سليمان (عليه السلام)، أواخر الألف الأولى قبل الميلاد، وبقيت بين شدّ وجذب بين الطرفين، إلى أن استولى عليها الملك الكلدانيّ "بختنصر" (نبوخذ نصر)، وأخضعها لسلطته كباقي مدن فلسطين، ثمّ توالى على حكمها الآشوريّون، والبابليّون، والفرس، قبل أن يسيطر عليها اليونان، فغدت إبّان عهدهم أعظم مدينة سوريّة، حتّى وصفها مؤرّخوهم بـ"المدينة العظيمة"، لأهمّيّتها التجاريّة والزراعيّة، وباتتْ مصدر إشعاع للثقافة اليونانيّة، يقصدها طلاب العلم من أثينا، ومدن سورية والعراق؛ ولهذا يمكن اعتبار العهد اليونانيّ "الذهبيّ لغزّة"، واستمرّت ثقافتها يونانيّة طيلة الحكم الإمبراطوريّ الرومانيّ. ولكن أصابها ما أصاب باقي مدن فلسطين من فظائع الحروب التي تدور بين الرومان والثائرين على حكمهم، من يهود، أو مسيحيّين، لكنّها حظيت في عهد الإمبراطور أوريليوس هادريانوس بنقش اسمها على أحد وجهي العملة، وبتاريخ عرف في ما بعد بـ "التاريخ الغزيّ".
وعن علاقة غزّة باليهود في التاريخ القديم، يذكر العارف أنّ المدينة ذكرت في سفر التكوين، وأنّهم (أيّ اليهود) وإن نجحوا في دخول فلسطين، "إلّا أنّهم لم يتمكّنوا من إخضاع غزّة وإذلالها، فظلّت بعيدة عن نفوذهم".
وفي هذا السياق، يورد طرفًا من أسفار العهد القديم التي ورد فيها ذكر غزّة، ومنها الإصحاح الأوّل من سفر عاموس، حيث كانت غزّة من أمهات المدن الفلسطينيّة التي وقفت سدًا منيعًا في وجههم، وأبت الخضوع لحكمهم، وكانت الحرب عليها سجالًا بين الفريقين.

غزّة في أربعينيات القرن العشرين

شيخ المؤرخين عارف العارف يتوسط مشايخ بئر السبع... الصورة تعود لما قبل زوال الاحتلال البريطاني لفلسطين


يتوقّف صاحب "المسيحيّة في القدس" عند تاريخ غزّة في أيّامها المعاصرة ــ في أربعينيات القرن العشرين ــ، فيقول: "إنّها من أجمل المدن الفلسطينيّة الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وفيها حدائق غنّاء، وحول المدينة القديمة بساتين تزرع فيها جميع أنواع الخضار وأشجار الفاكهة، ماؤها عذب، وهواؤها عليل. إنّك إذا جئتها صيفًا وجدتها أحسن مصيف، وإذا نزلتها شتاءً وجدتها أبدع مشتى في فلسطين".
كما يتوقّف العارف عند التقدّم والتطوّر الذي عرفته المدينة قبل النكبة عام 1948، مبيّنًا أنّها شهدت نهضة تعليميّة كبيرة وعددًا كبيرًا من المدارس؛ بل إنّ المدينة شهدت وجود مدرسة خاصّة بالمكفوفين قبل الحرب العالميّة الأولى في عام 1914، والغاية منها تعليمهم القرآن الكريم، وسُمّيت بـ"المدرسة الهاشميّة".
ويرجّح العارف أنّ غزّة كانت من أغنى مدن فلسطين، وأنّها كانت من أهمّ الأسواق الفلسطينيّة لتصريف المنتجات الزراعيّة، وهي تأتي بعد مدينة اللد الفلسطينيّة من هذه الناحية، كما أنّ موقعها على البحر والسهل والبادية زادها أهمّيّة، ومنحها ذلك الغنى.
ويشير إلى أنّ عدد سكّان غزّة في هذه الفترة وصل إلى 33 ألف نسمة، وربّما فاق عدد سكّانها أكثر من الذين قطنوا القدس، لكنّ تتابع الغزوات أدّى إلى تناقص عدد سكّانها مرّات عدّة.
وأهل غزّة، بحسب صاحب "رؤياي"، فيهم غَيرة على دِينهم وعرضهم وشرفهم، أكثرهم متديّنون. يدل على ذلك كثرة الجوامع والمساجد في غزّة. ومن أحسن خصالهم (البشاشة)، وهذه في نظرهم خير من القِرى. يقول العارف: "ما اجتمعتُ إلى غزّيّ مرّة إلّا وكان باشًا. ومن يدري لعلّ في قلبه من الهمّ حين يلاقيك ما لا يقدر عليه بشر، غير أنّه لا يريك ما في قلبه، ولا يشكو إليك همّه إلّا إذا ألححت عليه في السؤال".
هذا ويلفت العارف، في مؤلّفه الذي بين أيدينا، إلى أنّه وثّق معلوماته من مصادر ثلاثة: الأوّل: الرُّقم والآثار، والثاني: أمّهات كتب التاريخ العربيّة، والتركيّة والإنكليزيّة والفرنسيّة، إضافة إلى ما اقتبسه من مذكرات السائحين، وما ورد من أخبار "العهد القديم"، التي تحدّثت عن غزّة، وأمّا المصدر الثالث، فكان الإحصاءات الكمّيّة التي حصل عليها من "مقامية غزّة"، وما حولها من أقضية، وهي إحصاءات في غاية الدقّة والتفصيل.
أخيرًا، إنّ ما يميّز هذا الكتاب، وغيره من كتابات مؤلّفه التاريخيّة، أنّ جلّها جاء نتيجة مشاهداته الذّاتيّة، وأنّها تتّسم بتحرّي الدقّة وبالموضوعيّة. والمتصفّح لعناوين مؤلّفاته يلاحظ أنّها دارت حول مدن فلسطين من جهة، والأحداث السياسيّة التي عصفت بها في القرن العشرين من جهة ثانية، بحيث كانت القدس وأقصاها المبارك بؤرة إنتاجه التاريخيّ؛ وهو ما أهّله للقب "شيخ المؤرّخين الفلسطينيّين".

المؤلّف في سطور

عارف العارف "شيخ المؤرّخين الفلسطينيّين" (1892 ــ 1973)


ولد الصحافيّ والسياسيّ و"شيخ المؤرّخين الفلسطينيّين" و"عميدهم"، عارف شحادة العارف، في مدينة القدس عام 1892، وأنهى دراسته الثانويّة والجامعيّة في إسطنبول، بحسب موقع "الموسوعة التفاعليّة للقضيّة الفلسطينيّة". والتحق بالجيش العثمانيّ عند نشوب الحرب العالميّة الأولى، وأمضى ثلاثة أعوام في الأسر في روسيا القيصريّة، وقد عرف عنه إتقانه ست لغات غير لغته الأمّ هي (الإنكليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة والروسيّة والتركيّة والعبريّة)، وقد أسهم العارف، إلى جانب نخبة من الشبّان الفلسطينيّين ممّن ساهموا في النهضة العربيّة الحديثة بعد إعلان الدستور العثمانيّ عام 1918، في توثيق تاريخ فلسطين السياسيّ والاجتماعيّ والديمغرافيّ والتاريخيّ، وهو ــ إن جاز التعبير ــ مؤرّخ شامل، غزير الإنتاج، ومعظم آثاره المنشورة تبحث في التاريخ، وخاصّة تاريخ فلسطين ومدنها ورجالاتها.
في أيلول/ سبتمبر 1919، أسّس العارف مع صديقه المحامي محمد حسن البديري جريدة "سورية الجنوبيّة"، وهي أوّل جريدة عربيّة تصدر في القدس بفترة الاستعمار البريطانيّ، تقاوم الاحتلالين الإنكليزيّ والصهيونيّ. ولقد قامت شهرته على المقالات التي كتبها في الصحف الفلسطينيّة، وشنّ فيها الحملات على الحركة الصهيونيّة، وفضح أبعاد المؤامرة الصهيونيّة ــ البريطانيّة أولًا، وعلى دراساته التاريخيّة ثانيًا.
قدّم العارف للمكتبة العربيّة سلسلة من الدراسات عن المدن الفلسطينيّة تناولت تاريخ القدس وغزّة وعسقلان، إلى جانب عنايته بالأبحاث الاجتماعيّة، وتصوير الحياة بين قبائل البدو العربيّة التي عاشت في بئر السبع، وقد توّجت تلك الدراسات التاريخيّة بكتابه القيم "النكبة: نكبة بيت المقدس والفردوس المفقود (1947 ــ 1949)"، الذي وضعه في سبعة أجزاء.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.