}
صدر حديثا

"الاستراتيجيات الأجنبية في تعليمية العربية للناطقين بغير العربية"

18 يوليه 2024


صدر حديثًا عن دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع كتاب "الاستراتيجيات الأجنبية في تعليمية العربية للناطقين بغيرها" الذي يقترح "رؤية نظرية تطبيقية مقترحة للتوظيف في الفصول الدراسية" لمؤلّفيْه: د. خالد حسين أبو عمشة ود. السيد عزت السيد أبو الوفا.

دار كنوز المعرفة التي تتبنّى شعار (عالم يحيا بالقراءة)، وثّقت أهمية الكتاب مستفيدة من مقدمته الوارد فيها أن المؤلّفيْن يقاربان في كتابهما الجديد (الباحثان أنجزا معًا أكثر من كتاب)، مفهوم الاستراتيجية في "أبسط معانيها بوصفها جملة من الممارسة التدريسية والإجراءات والتدابير التي يتخذها المعلّم لتوضّح للطلاب كيفية تعلم المحتوى أو المهارات في تعليمية اللغة العربية لغة ثانية أو أجنبية، تلك التي يحتاجون إلى تعلمها واكتسابها، ومساعدتهم على معالجة المعلومات التي يتعلمونها من أجل احتيازها وتذكُّرها والتعبير عنها وبها، ليس في مختلف المواقف الدراسية فحسب، بل في المواقف الوظيفية والحياتية بوجه عام، وأما الاستراتيجيات الأجنبية التي اخترنا معالجتها في هذا الكتاب فهي جملة من الممارسات التدريسية والإجراءات والتدابير الغربية التربوية واللغوية (لعلها الأشهر والأهم في بابها) مما أنتجته قرائح أعلام الفكر اللغوي والتربوي الغربي وهدفت في المقام الأول إلى تعليم اللغات الثانية أو الأجنبية".

يقول المؤلّفان في مقدمة كتابهما إنهما لم يقصدا من وراء هذا الاختيار "الانتصار للنظريات الأجنبية واستراتيجياتها على نظيراتها العربية في بابها، ولم نسع لتفضيل آراء الأعلام التربويين الغربيين وتجاربهم على آراء أندادهم من الأعلام الأكاديميين والعرب الأقحاح الأصليين وتجاربهم، ولم نقل بتميز أولئك عن هؤلاء أو تفوقهم!! ولم نناد بإحلال الأجنبي محل العربي من النظريات والاستراتيجيات والرؤى والأفكار، كلا كلا، إن غاية الأمر ومنتهاه الرغبة في الإفادة مما توصلت إليه النظريات الغربية الحديثة في مجال تعليم اللغات الثانية واكتسابها، وتسليط الضوء على عدد من الاستراتيجيات التربوية التعليمية الشهيرة والتجارب الميدانية الثرية التي توصل إليها الغربيون وأفادوا منها في تعليم اللغات، بعد أن ثبتت نجاعتها وعظمت مُخرجاتها التعليمية النظرية والتطبيقية، وصارت أُطرًا أو هياكل صالحة لتعليم اللغات الثانية أو الأجنبية بصفة عامة، ويمكن أن تُطبّق على العربية بالضرورة، وبخاصة وأن كثيرًا من أعلامنا وباحثينا لم يتطرقوا إلى عرضها من قبلُ؛ فأردنا بهذه المقاربة تعريفها إلى معلمي العربية ومتعلميها الناطقين بغيرها، واجتهدنا في مقاربتها مقاربة متأمّلة، وواعية، وتهيئة بذورها وتقليم أغصانها، وتيسير خطوات تنفيذها، والإشارة إلى عناصرها الأساس من الوسائل والدعائم التعليمية المختلفة، كالخرائط، والنماذج، والمجسّمات، ووسائل التكنولوجيا الحديثة؛ لتكون صالحة للتطبيق في فصول العربية للناطقين بغيرها".

وبحسب الباحثيْن وتجاربهما العملية الميدانية، فإن المشكلة الأبرز التي لمساها بِما يخص فكرة توظيف الاستراتيجيات الأجنبية -عمومًا- في تعليمية العربية لغة ثانية أو أجنبية هي "حداثة عهد مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها بتقريب الاستراتيجيات التدريسية الحديثة المستعملة في مجال تعليم اللغات الأجنبية الحية، تلك التي يترتب عليها ندرة توظيف تلك الاستراتيجيات أو انعدامها؛ بسبب إحاطة الكثير من معلمي العربية لغة ثانية أو أجنبية بهذه الاستراتيجيات خُبرًا، وبالضرورة ضعف الاطّلاع عليها في مظانّها الأجنبية الأصلية، وحتى إذا حِيز العلمُ بها فقد لا تتوفر الخبرة الكافية في اختيار الأنسب منها لتدريس مهارة أو مادّة معينة من موادّ العربية وموضوعاتها، كما قد لمسنا بوضوح خوف بعض المعلمين من تجريب مثل هذه الاستراتيجيات، وعدم ثقة بعضهم في جدوى توظيفها تحت دعاوى كثيرة، كنشأتها الغربية، وفلسفاتها المختلفة، وتربتها المغايرة، ولغتها المضادة، وأعلامها الأجانب، وغير ذلك، هذا بله الواقع الميدانيّ الذي وجدناه يعاني من ركون المؤسسات التعليمية وبالضرورة بعض أساتذتها للأساليب البيروقراطية في التعليم، والطرائق القديمة غير النشطة في التدريس، تلك المتمحورة حول المعلم، والمأخوذة بتقديس الكتاب المقرر الملتصقة به إلى درجة كبيرة، وغير ذلك الكثير مما يتعالق وحالة النفور من تجريب كل جديد وإن كان مفيدًا عن قصد أو عن غير قصد!".

وبحسب الناشر والباحثيْن، وفي سياق الإجابة عن السؤال حول كيفية بناء كتاب الاستراتيجيات، فإن الإجابة المباشرة توضح أنهما بنياه على طريقة النظرية والتطبيق، يقول الباحثان: "حاولنا حين اختيار استراتيجياته المتضمَّنة أن تكون استراتيجيات عمدة في تعليم اللغة الثانية أو الأجنبية شهرة ومكانة وفائدة، فضلا عن صلاحية تهيئة نظير لها في العربية وتقريبها من: التعريفات والأمثلة وفلسفة العمل والنمذجة التامة، وخطوات التطبيق بصفة عامة نظريًّا وتطبيقيًّا، كما اجتهدنا أن تكوِّن الاستراتيجيات مجتمعة فسيفساء مكتملة البناء والجمال والفائدة في طرائق تدريسية العربية؛ بحيث نستطيع عن طريق مقاربة هذه الاستراتيجيات واحدة فواحدة أن ننشئ للمعلم (أو ينشئ هو بنفسه) فلسفة تدريسية خاصّة، وطريقة إستراتيجية صالحة لتعليم العربية في كل مهاراتها وعناصرها بل وفروعها المتنوعة من القواعد والبلاغة والأدب والنقد وغيرها في ميدان غير الناطقين بها خاصّة".

يقع الكتاب في اثني عشر فصلًا، حمل كل فصل "دراسة نظرية تطبيقية مستوفاة الأركان، مكتملة المحاور، وافرة المراجع الأجنبية والعربية في الأغلب الأعم".

الفصل الأول حمل عنوان "الاستراتيجيات المعرفية وتطبيقاتها في فصول العربية للناطقين بغيرها"، فيما يتناول الفصل الثاني "الاستراتيجيات فوق المعرفية وتطبيقاتها في تعليمية العربية للناطقين بغيرها"، الفصل الثالث يبحث "استراتيجية SQ3R وأخواتها في تدريس مهارة القراءة للناطقين بغير العربية"، "استراتيجية KWL... سبيلًا إلى تعليمية القواعد النحوية وتعزيز الكفاءة اللغوية للناطقين بغير العربية" هي الآفاق التي يجوبها الفصل الرابع، الفصل الخامس يتناول "استراتيجية PPP.. سبيلًا إلى تعزيز الكفاءة التواصلية في تعليمية العربية للناطقين بغيرها"... وهكذا دواليك مع باقي فصول الكتاب.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.