}

الأدباء والمونديال.. "كأس التغيير العالمي" على أرض قطر

صدام الزيدي صدام الزيدي 21 نوفمبر 2022
هنا/الآن الأدباء والمونديال.. "كأس التغيير العالمي" على أرض قطر
ألعاب نارية فوق ملعب "البيت" في مونديال قطر(20/11/2022/Getty)
من حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم في ملعب "البيت" بمدينة الخور في قطر (20/ 11/ 2022/Getty)

مع انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم (مونديال قطر 2022)، مساء أمس الأحد، في العاصمة القطرية الدوحة، تفاعل المثقفون والأدباء العرب في صفحاتهم على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، مشيدين بجاهزية قطر لاستضافة هذا الحدث العالمي الأبرز، ونجاحها في رهانات عدة على طريق احتضان البطولة التي تقيمها دولة عربية لأول مرة.
ولعل من إيجابيات مونديال كرة القدم العالميّ في موسمه الحالي أنه يقام وسط طفرة تفاعلية غير مسبوقة على منصات التواصل الاجتماعي (الحرة) التي كشفت، برغم التشويش الممنهج من عدة تيارات في الغرب، "نجاحات دولة قطر في إحداث طفرة نوعية في البلاد، وفي منطقة الخليج بشكل عام"، وفقًا للشاعر المغربيّ، محمد بنقدور الوهراني، الذي كتب في صفحته على فيسبوك، متحدثًا عن ملامح من التشويش الغربي الممنهج ضد تنظيم قطر للبطولة، بتركيزه على تفاصيل صغيرة.
ويرى الوهراني أن ما يحرك بعض التيارات في الغرب للتشويش على تحضيرات قطر لاستضافة المونديال ليس الحقوق، بل رفض قطر استقدام الثقافة والعادات الغربية، بدرجة ثانوية: "ما يؤلم الغرب، حقيقة، هو كيف تستطيع دولة عربية صغيرة تنظيم مناسبة رياضية كبيرة من حجم كأس العالم!".





ويلفت الوهراني الانتباه إلى أن نسخة كأس العالم التي نظمت في روسيا عام 2018 أظهرت أن روسيا بلد متطور متحضر عرف تغييرات جوهرية عديدة على صعيد بنياته التحتية، الشيء الذي كان الغرب يخفيه ولا يسمح بإبرازه في قنواته ومؤسساته الإعلامية والإشهارية، حتى اكتشفه العالم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الحرة، الآن مع ترتيبات مونديال 2022.
غير بعيد، كتب البروفيسور اليمني المقيم في أوروبا، أيوب الحمادي، قائلًا إنه على ثقة أن قطر سوف تظهر للعالم أجمل ما في العرب من الفن، والكرم، والضيافة، والأصالة، والتراث، والحضارة، وحتى القيم الإسلامية، وكل ذاك يتم تغليفه بالحداثة بوجود إمبراطورية إعلامية كبيرة مواكبة للمونديال.






ويعتقد الحمادي أن مونديال قطر 2022، سيمثل حدثًا مهمًا لهدم الصورة القاتمة عن العرب المتأصلة في الغرب: "قطر سوف تقوم بذلك، فنحن شعوب لنا تراث وحضارة نتعايش مع الكل، وليس كما ينظر لنا الغرب".
وفي السياق نفسه، كتب وزير الثقافة اليمني الأسبق، الأديب والكاتب خالد الرويشان، ذاهبًا إلى القول إن قطر لم تفز باستضافة كأس العالم لكرة القدم فحسب، إنما "بكأس التغيير العالمي"، على حد تعبيره.





ووفقًا للرويشان: تاريخيًا، لم تتغير دولة في العالم بفعل تنظيمها لبطولة رياضية كما تغيرت دولة قطر في تنظيمها لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وذلك منذ تنظيم أول بطولة في الأوروغواي سنة 1930!
وتابع قائلًا: مذهلٌ ما نراه.. وسنراه!.. تغييرٌ لن نرى آثاره العميقة قبل مرور بضع سنوات، وليس إلغاء عبودية الكفيل إلا بداية طريق! ولذلك يصح أن يقول التاريخ: قطر قبل المونديال، وقطر بعد المونديال!
والأكثر مدعاةً للإعجاب بنجاح قطر وتغيّرها الكبير هو أن ذلك حدث رغم أنه لم تواجه دولة منظِّمة للبطولة منذ تسعين عامًا حربًا كما واجهتها قطر بسبب تنظيمها للبطولة: رأينا ذلك بالصوت والصورة وما نزال!
لكنّ قطر العربية ستنجح في تنظيم البطولة وإبهار الدنيا كما لم يحدث في أي مونديال سابق.. والأهم من ذلك هو فوزها مقدمًا بكأس الوثب العالي في التغيير!
من جهته، تفاعل الشاعر الفلسطيني الأردني، سلطان القيسي، في أكثر من منشور على فيسبوك، مقتبسًا من كتاب "كرة القدم بين الشمس والظل"، لإدواردو غاليانو، قوله: "لقد رغبت مثل جميع الأوروغوانيين فـي أن أصبح لاعب كرة قدم، وقد كنت ألعب جيدًا، كنت رائعًا"..







ويسرد القيسي، غير بعيد، عددًا من ذكرياته المرتبطة ببطولات كأس العالم لكرة القدم: أتذكر اللاعبين بقمصانهم الواسعة، في التسعينيات، محشّوة داخل السراويل، أتذكر شعار "بيبسي" القديم الذي كان يحيط بالملاعب، أتذكر أيضًا أسماء الدول وأعلامها على ألبومات وفلايرات كنا نحصل عليها عند شراء بعض المنتجات، ولا شك في أنني أتذكر وتتذكرون أسماء اللاعبين على أغطية المشروبات الغازية، ويعرف أغلبنا أن اسمًا أو اثنين كانا صعبي المنال لإكمال السلسلة واستبدال الأغطية بعبوات مجانية.
ويتابع: طفولتنا لطالما اقترنت بكأس العالم، إن كنا متابعين تقليديين لكرة القدم أم لا.. أكثر مباراة نهائية عالقة بذهني، هي مباراة فرنسا والبرازيل في مونديال 1998، كان الرئيس الفرنسي جاك شيراك على المدرجات، لذلك شجعت يومها فرنسا، لا سيما أن واحدًا من ألمع نجومها حينئذ كان (زيدان).
ويضيف القيسي: كنا نبحث عن أنفسنا، عن أسماء ووجوه تشبهنا، طوال السنين، في المونديال البعيد، كان بعيدًا حقًا، وسريع الركض متجاهلًا إيانا في منتصف العالم. هذا ما يجعل الحدث اليوم مختلفًا بالنسبة إلي، العالم كله يأتي إلى مسرح ترسبت فيه فعائله عبر السنين، ويبدو أن هنالك من لا يريد أن يرى الشحوب في وجوهنا من أثر قبضته حول أعناقنا، فيلومنا ويكيل الاتهامات، ويحاول الهروب من حقيقة نجاحنا في تنظيمه، ويغوص في خيلائه، لذلك فالرهان على صورة كأس العالم 2022 في قطر يكبر يومًا بعد آخر.


ثقافة رياضية





وانتهز الشاعر اللبناني، محمد ناصر الدين، تفاعلات اللحظة ما قبل الأخيرة على انطلاق مونديال قطر 2022، فنشر على صفحته في فيسبوك صورًا لأغلفة كتب رياضية، وكتب العبارة التالية: "للانغماس في جو المونديال".. ومن بين الكتب التي دعا ناصر الدين إلى قراءتها على هامش المونديال في نسخته الراهنة، كتاب "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال" للوثيانو بيرنيكي، وكتابه أيضًا "لماذا نلعب كرة القدم: 11 ضد 11"، الذي يتضمن مئة سؤال وجواب عن أسرار وتاريخ ولوائح كرة القدم. وكتاب إدواردو غاليانو "كرة القدم بين الظل والشمس"، بترجمة صالح علماني، وكتابان آخران هما: "الهرم المقلوب: تاريخ تكتيكات كرة القدم"، و"إحدى عشرة قدمًا سوداء: عندما يلعب المضطهدون كرة القدم".


وكتب عماد دبوسي أنه ينتظر نجاحًا باهرًا لهذه النسخة من المونديال التي تنظم على أرض عربية، وعبر عن أمنيته، في المقابل، أن تحرز المنتخبات العربية المشاركة نتائج مشرفة.



أما حمد الصبحي، فقد نشر 3 صور من مدينة الدوحة ومعمارها المدهش الجديد، ترصد مدى جاهزية قطر لاستضافة البطولة، وكتب معلقًا: عندما شاهدنا قناة الجزيرة لأول مرة، قلنا بأنها تبث من مكان آخر غير قطر، والآن العالم يتجه نحو مونديال قطر، وكأن هذه الأرض الصغيرة شُقت بعصا موسى.






أما الشاعر السوري، هاني نديم، فيتشارك على حائطه نتائج دراسة موسعة أجراها مركز frontiersin للبحوث، تذهب إلى أن الفقر هو عائق لممارسة الرياضات في كوكبنا الذي يحفل بحوالي مليار ونصف فقير معدم، لكن هذا لا ينطبق على فقراء البرازيل الذين يمارسون البيليدا، أو كرة القدم المفتوحة، في كل أنحاء البلاد.
وتحت عنوان "الفقر.. أهم لاعب في تاريخ البرازيل"، يتشارك نديم معلومة مهمة في سياق الدراسة البحثية تفيد أنه على الرغم من عشرات الأسماء الخالدة التي تركتها البرازيل لمؤرخي كرة القدم، وعلى الرغم من أن فيها مليون ومئة ألف لاعب سنويًا لهم كشوفٌ في أندية، وأن آخر إحصاء أشار إلى وجود 16 ألف لاعب محترف في البرازيل والعالم، إلا أن الفقر هو اللاعب الأبرز في تاريخ البرازيل!

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.