}

المؤتمر الثالث للباحثين السوريين ينهي أعماله في إسطنبول

هنا/الآن المؤتمر الثالث للباحثين السوريين ينهي أعماله في إسطنبول
الجلسة الأولى في مؤتمر الباحثين السوريين

اختتم "مؤتمر الباحثين السوريين في العلوم الاجتماعية"، أمس الإثنين، أعمال دورته الثالثة، في مدينة إسطنبول. نظم المؤتمر مركز حرمون للدراسات المعاصرة، والجمعية السورية للعلوم الاجتماعية، بالاشتراك مع مجلة قلمون (المجلة السورية للعلوم الإنسانية).
والمؤتمر الذي عُقد هذا العام حضوريًا، بعد دورتين افتراضيتين خلال جائحة كورونا في عامي (2022- 2021)، شارك فيه 38 باحثًا وباحثة في اختصاصات متعددة.
افتتح المؤتمر السبت الماضي، بكلمة مدير مركز حرمون، سمير سعيفان، رحب فيها بالمشاركين. كما شكر اللجنة العلمية للمؤتمر "التي بذلت جهودًا كبيرة ومضنية في اختيار وتنسيق الأبحاث والدراسات المشاركة".
وأوضح سعيفان أن الغاية من الحضور الفيزيائي للمؤتمر في إسطنبول "إتاحة التلاقي بين الباحثين السوريين، وتبادل الخبرات في ما بينهم، وتحقيق استفادة أكبر من الأبحاث المطروحة"، مشيرًا إلى أنه ابتداءً من المؤتمر المقبل، سيتم تحديد المحاور، وسيُفتَح باب المشاركة للباحثين الأجانب المهتمين بالشأن السوري.
وخلال أيام المؤتمر الثلاثة، عقد الباحثون أربع جلسات في كل يوم، اثنتين قبل الظهر، واثنتين بعد الظهر، إضافة إلى ثلاث محاضرات رئيسية، بواقع واحدة في كل يوم، تناوب عليها كل من رايموند هنيبوش في اليوم الأول (السبت)، ياسين الحاج صالح (الأحد)، إليزابيث كساب (الإثنين).

الجلسة الأولى
الجلسة الأولى تضمنت ثلاث أوراق بحثية، الأولى قدمها مضر الدبس "الأيديولوجيا ورأس المال الاجتماعي في مختبر الثورة السورية (2011)"، تناول فيها العلاقة بين رأس المال الاجتماعي والأيديولوجيا من منظورين متداخلين: الأول نظري، والثاني من الواقع السوري في عام 2011.
الورقة البحثية الثانية قدمها رشيد الحاج صالح، بعنوان: "السرديات المؤسسة للثقافة السياسية للنظام الأسدي"، حاول فيها دراسة وتحليل "الثقافة السياسية" التي أسس لها النظام السوري في الفضاء العام لتكوين معرفة سياسية تجعل منه أفضل نظام حكم ممكن بالنسبة للسوريين أولًا، ولإخفاء أو التمويه على تكوينه العسكرية/ الأمني، وأتباع سياسات قتل ونفي وسجن كل من يقف في وجهه من جهة ثانية.
وقدّم الدكتور طلال المصطفى ورقة بعنوان: "مظاهر الكراهية لدى السوريين في مرحلة الثورة والحرب عام 2011... مقاربة سوسيو- سياسية".

المحاضرة العامة الأولى
أدارت رهف الدغلي محاضرة عبر زووم، قدم فيها أستاذ العلاقات الدولية وسياسات الشرق الأوسط في جامعة "سانت أندروز"، البروفيسور رايموند هنيبوش، محاضرة بعنوان: "من الحرب بالوكالة إلى الحرب بالعقوبات... المراحل المتأخرة من الصراع السوري"، تطرق فيها إلى تدخل روسيا إلى جانب النظام في سورية، وهدف ذلك التدخّل، وعلاقته بالوجود العسكري الأميركي والتركي والميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية، لافتًا إلى أن تدخل تلك الأطراف في الجغرافيا السورية، أنتج "حربًا بالوكالة".
كما تناول هنيبوش أبعاد محاولات عملية التطبيع العربية الأخيرة مع النظام، والموقف الأميركي والدولي منها، معتبرًا مطالبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الدول المطبّعة بـ"الحصول على مقابل" لقاء تطبيعهم، بأنه "يعطي ضوءًا أخضر" للراغبين بالتطبيع.

الجلسة الثانية
تضمنت الجلسة الثانية تحت عنوان "الدولة بين التنظير والتطبيق" ثلاثة أبحاث، بدأها حسام الدين درويش بورقة بعنوان "من الدولة العلمانية المستحيلة إلى الدولة المدنية الممكنة"، أوضح فيها أن النقاشات حول العلاقة بين الدين/ الإسلام والدولة/ السياسة في العالم العربي الإسلامي بشكل عام، اشتدت منذ اندلاع ثورات وانتفاضات الربيع العربي. وناقش الباحث ثلاثة مفاهيم أساسية تتعلق بالنقاش حول العلاقة بين الدولة/ السياسة والدين/ الإسلام في النقاشات العربية المعاصرة: الدولة الإسلامية (المستحيلة)، الدولة العلمانية (المستحيلة)، الدولة المدنية (الممكنة).
وقدّمت غنى بديوي ورقة بعنوان: "بعد الفشل في سورية: هل ما زالت مسؤولية الحماية فعالة؟"، تناولت فيها آلية الحماية الدولية وشروط تحقيقها وإمكانية تطبيقها على الحالة السورية.
أما محمد الجسيم، فقدم بحثًا بعنوان "الانتخابات والمواطنة في سورية... نظرة عامة ورؤية نحو المستقبل".

الجلسة الثالثة
استعرضت أبحاث الجلسة الثالثة ثلاثة موضوعات تحت عنوان "تجليات وسياقات العسكرة في الحرب السورية". الورقة الأولى منها بعنوان "العلاقة بين المجتمعات المحلية وداعش... منطقة دير حافر نموذجًا"، سلّط فيها سمير العبد الله الضوء على المرحلة التي سيطر فيها تنظيم "الدولة" (داعش) على منطقة دير حافر بريف حلب الشرقي. وركز البحث على استجابة المجتمع المحلي لهذا الواقع، التي تجلت بمحاولته التمرد على ما فرضه التنظيم من خلال العديد من الوسائل بدءًا من ترك المنطقة والنزوح لمناطق أخرى، إلى رفض الذهاب للمؤسسات التعليمية والثقافية التي أقامها التنظيم.
وتناول بحث حيان دخان "الطائفية في شرق سورية: كيف يشرح علم الاجتماع التاريخي والأداة الديناميكية السياسة الموجودة" الحديث عن "صعود الطائفية في محافظتي دير الزور والحسكة". وركز البحث على الإجابة عن سؤالين رئيسيين: "ما هي العوامل التي جعلت الطائفية منتشرة في شرق سورية في العقد الذي سبق الحرب الأهلية؟" و"ما هي الطريقة التي حاول بها النظام السوري استخدام القضية الطائفية لحشد الناس في شرق سورية؟".
واختتم دمر يوسف السليمان الجلسة الثالثة بورقة بحثية حملت عنوان: "العنف في حي الزهراء بحمص في سورية منذ العام 2011... السياقات والجهات الفاعلة والمتواليات".

الجلسة الرابعة
ناقش الباحثون في الجلسة الرابعة "أثر الحوكمة على الحراك المجتمعي". وقدّم عدنان المحمد بحثًا عن "استكشاف أسباب استجابات المجتمعات المحلية المتباينة للحفاظ على المواقع الأثرية في أثناء النزاع في شمال غربي سورية". بينما اشتملت ورقة طالب الخيّر على "الخطاب الإرهابي وهوية المجموعة وتأطير التهديد".
واختتمت الجلسة بدراسة قدمها حسن مروان جراح حملت عنوان: "أثر اللامركزية الإدارية على التنمية المحلية... دراسة ميدانية على المجالس المحلية في الشمال السوري".

اليوم الثاني
في اليوم الثاني من المؤتمر، ناقشت الجلسة الأولى محور: "أفق التسوية السياسية وفق مضامين القانون الدولي" عبر 4 ورقات بحثية، الأولى قدمها نائل جرجس، بعنوان: "العدالة الانتقالية والتسوية السياسية في سورية... وضع أسس لمعالجة قضية المفقودين".
الورقة البحثية الثانية ناقش فيها مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، بعنوان: "الحرية الدينية والتعصب الديني في القانون الدولي"، عوامل عديدة معقدة ومتداخلة مسؤولة عن انتشار ظاهرة التعصب الديني، من بينها خمسة عوامل هي المتسبب الأبرز: هشاشة النظام السياسي، التأويلات المتعصبة للأديان، التمييز على أساس الدين، زيادة القيود على الحرية الدينية وتداخلها مع مفهوم حرية الرأي والتعبير ومفهوم ازدراء الأديان، عدم فعالية آليات القانون الدولي في حماية حرية الاعتقاد.
وقدّم عمر إدلبي الورقة البحثية: "دور الولاية القضائية العالمية في مقاضاة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية في سورية". أما الورقة الرابعة، فكانت بعنوان: "الأضرار البيئية الناجمة عن النزاع المسلّح في ضوء القانون الدولي الإنساني: مقاربة تحليلية"، وقدمها فراس حاج يحيى، الذي أوضح أن سنوات الصراع في سورية خلفت آثارًا بيئية خطيرة بسبب كثرة استخدام الأسلحة المتفجرة، والأضرار التي لحقت بمصافي تكرير النفط (وما ترتب على ذلك من تلوث التربة، وتلوث البيئة بصورة عامة، وما أعقب ذلك من الاعتماد على مصافي تكرير النفط المؤقتة التي تُسبب درجة عالية من التلوث)، وبسبب سوء إدارة النفايات والمياه، وخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

المحاضرة العامة الثانية
عقب انتهاء الجلسة الأولى، أدار الدكتور يوسف سلامة محاضرة تحدّث فيها الكاتب ياسين الحاج الصالح عن حالة الإبادة الجماعية في سورية، تحت عنوان: "سورية ومفهوم الجينوسايد".
وجاءت المحاضرة لتسلّط الضوء على مفهوم (الجينوسايد)، الذي يرى الحاج صالح بأن ترجمته إلى العربية بعبارة: الإبادة الجماعية، "غير موفقة وهي مجرد حشو"، لأن مفردة الإبادة العربية تتضمن دلالة جمعية، وأهم من ذلك أن المقصود بالجينوسايد ليس تدمير مجموعة من البشر لا على التعيين، بل جماعة معرفة بهوية تميزها، فتكون الترجمة الأنسب الإبادة على الهوية، أو القتل الجمعي على الهوية، على حدّ وصفه.



الجلسة الثانية
وضمن محور "النسوية بين السرد والتمثيل في السياق السوري"، قدمت نوال الحلح حرب ورقة بعنوان "المرأة والحرب في السرد النسوي... رواية "الذين مسّهم السحر" لروزا ياسين حسن.. نموذجًا".
وقدّمت سماح حكواتي ورقة بعنوان: "استقبال النسوية في سورية: اصطلاحًا"، لتحاول من خلالها الإضاءة على باكورة ظهور مصطلح "النسوية" في سورية.
وقدّمت هدى أبو نبّوت، وهبة عز الدين الحجي، بحثًا مشتركًا بعنوان: "الصورة التمييزية في التراث الشفوي السوري"، ركّزتا فيه على معاناة المرأة السورية خلال مراحل مختلفة من حياتها، من الصور النمطية في المجتمع السوري الذي تحكمه الثقافة القيمية التقليدية.

الجلسة الثالثة
تمحورت أبحاث الجلسة الثالثة حول "إشكالية الهوية في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي"، فقدّمت ماريانا الطباع بحثًا بعنوان: "واقع الصحافة السورية المستقلة في المرحلة 2000- 2010 ما بين معضلة شعارات الانفتاح وقمع الحريات".
وقدم محمد عتيق بحثًا بعنوان: "تبديل الشفرة وتحويل النص والهوية في وسائل التواصل الاجتماعي: اللاجئون على (facebook)"، في حين استعرض محمد طاهر أوغلو بحثه المعنون بـ"السوريون في الإعلام التركي (صحيفتا جمهوريت ويني شفق نموذجًا)".

الجلسة الرابعة
اختُتم اليوم الثاني من المؤتمر بجلسة بعنوان "إشكاليات التحليل في الفلسفة وعلم النفس واللغة"، قدم البحث الأول فيها فايز القنطار بعنوان: "آفاق جديدة للعلوم الإنسانية: البيولوجيا وعلم النفس". وقدم ماهر مسعود ورقة بعنوان: "الفلسفة ومفهوم اليسار... نحو فلسفة أنتي- ماركسية لليسار". أما البحث الثالث فقدمه سليمان الطعان بعنوان "الأنا والآخر في الرواية العربية المهاجرة". والبحث الأخير قدمه عقيل المرعي بعنوان: "فصل المقال في ما بين علوم الشرع وعلوم اللغة من الاتصال".

اليوم الثالث: الجلسة الأولى
تضمنت الجلسة الأولى في اليوم الثالث العنوان المحوري "أثر الاقتصاد على ديناميات الحرب في سورية"، وقدم جمال منصور بحثًا بعنوان "ديناميات العلاقات بين الدولة والاقتصاد في ظل نظام الأسد". أما البحث الثاني فكان بعنوان "إعادة الإعمار ودور أمراء الحرب (رواد الإعمار المجرمون)" للباحث يونس رضوان الكريم. وحملت الورقة البحثية الثالثة التي قدّمتها ثريا حجازي عنوان: "دور التمكين الاقتصادي بدعم مشاركة المرأة في التعافي". وتحت عنوان "سورية... ما الذي تبقّى من الدولة؟ الهشاشة في ضوء العلاقة بين الدولة والمجتمع"، قدّم خالد أبو صلاح بحثه الذي استعرض فيه حالات الهشاشة والتفكك والانهيار التي تشهدها سورية اليوم.

المحاضرة العامة الثالثة
المحاضرة العامة الثالثة قدمتها الباحثة إليزابيث لونغنس بعنوان: "مراجعة نقدية في مسار علم الاجتماع"، وأدارها ساري حنفي.


الجلسة الثانية
تحت العنوان المحوري "تجليات الطائفة والقبيلة في الجزيرة السورية"، قدم حمدان العكلة أولى دراسات الجلسة الثانية بعنوان: "الهجرات والتحولات الكبرى في منطقة الجزيرة السورية... دوافعها السياسية وآثارها الاجتماعية". كما قدم أحمد الشمام بحثًا بعنوان "تفاعل قبائل الجزيرة السورية مع الثورة وتطوراتها"، وقدّم محمد نور النمر بحثًا بعنوان "سياسات النظام الأسدي التعليمية في الجزيرة السورية".

الجلسة الثالثة
آخر جلسات المؤتمر ناقشت محور: "الديناميات الجيواستراتيجية في الحرب السورية"، وتضمنت ثلاثة أوراق، الأولى قدمها محمد حسان الأشمر بعنوان: "الدين والمحسوبية والزبائنية: القوة الناعمة لروسيا وشبكات النفوذ في سورية". الثانية بعنوان "حروب روسيا الخارجية من وجهة نظر القانون الدولي: سورية ـ أوكرانيا نموذجًا"، للباحث عبد الرزاق الحسيني. وآخر أبحاث ودراسات المؤتمر كان من نصيب نزار أيوب الذي سلّط الضوء على قضية الجولان السوري المحتل وتحولاتها، من خلال بحثه الذي حمل عنوان: "الجولان السوري... واقع الحال بعد 55 عامًا من الاحتلال".

مخرجات المؤتمر
اختتم المؤتمر مدير مركز حرمون، سمير سعيفان، ومديرة قسم الدراسات في مركز حرمون، رهف الدغلي، بكلمة شكر، وتلاوة مخرجات النسخة الثالثة من المؤتمر.
ومما جاء فيها أن الملتقى أتاح الفرصة للسوريين باحثين وباحثات لطرح مواضيع لم يكن من المفروض أن تكون جدلية في السياقات الطبيعية، إنما تنبثق إشكاليتها من الظرف والسياق السياسي العام، الذي أدى إلى صعود الاستقطابات والتشرذمات التي أصبحت في بعض الأحيان متصلبة ومتقولبة بفعل الحرب.
وطُرحت في التوصيات، ثلاثة خيارات أمام المشاركين والمشاركات:
أولًا: تقديم هذه الأوراق لمركز حرمون مباشرة لنشرها ضمن المخرجات البحثية المعتمدة.
ثانيًا: إتاحة فرصة الاستكتاب ضمن مجلة "قلمون"، التي هي جزء من نتاج مركز حرمون أيضًا.
ثالثًا: نشر هذه الأوراق في كتاب أكاديمي سيتم التعاقد من خلاله مع دار نشر غربية وعربية، ليُنشر بلغتين. وهذا يأتي من ضرورة وأهمية النشر وتجسير المعرفة.

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.