}

مُعِزّ ماجد: لا أسعى لأن أكون شاعرًا فرنسيًا

صدام الزيدي صدام الزيدي 27 فبراير 2022
حوارات مُعِزّ ماجد: لا أسعى لأن أكون شاعرًا فرنسيًا
مُعزّ ماجد

معزّ ماجد شاعر تونسي من مواليد عام 1973، في عائلة أدبية في تونس العاصمة. كبر وتكون على يدي أبيه، الشاعر التونسي جعفر ماجد، وخالط منذ الصغر عددًا من كبار الأدباء والمفكرين العرب الذين كانوا يرتادون مجلس والده الأدبي. درس علوم الأحياء في كلية العلوم في تونس، والتحق أيضًا بالمتحف الوطني لتاريخ الطبيعة في باريس. وبالرغم من أنه متمكن تمامًا من اللغة العربية، إلا أنه اختار الكتابة باللغة الفرنسية. في هذا السياق، يبرر اتجاهه للكتابة بالفرنسية بـ"تجنب الوقوع تحت وطأة صورة الأب، وتأثيره في ما يكتب". لكنه، في المقابل، يشدد على أنه لا يسعى لأن يكون شاعرًا فرنسيًا.
صدرت مجموعته الأولى "الظل.. النور" عن دار نقوش عربية عام 1997، وصدرت مجموعته الثانية "أحلام شجرة الكرز المزهرة" في عام 2008 عن دار "كونتراست" في سوسة.
ومنذ عام 2010، بات ينشر دواوينه في دور نشر فرنسية، إذ صدر له "طموح بستان" عن لامارتان L’Harmattan، ثم في 2012: "التابوت التمثال" عن دار فاتا مورغانا، لتتبعها في 2014 "أناشيد الضفة الأخرى" عن الدار نفسها: Fata Morgana.
اختير ضمن أنطولوجيا لشعراء الفرنسية المولودين بعد عام 1970، الصادرة عن بيت الشعر في مدينة ليون.
في 2019، صدرت بالعربية مختارات من شعره. في 2011، حصل على جائزة بول فيرلين للشعر الحر المسندة من طرف جمعية أصدقاء فيرلين في مدينة ميتز الفرنسية. وأدار الشاعر في تونس مجلة "رحاب المعرفة" الناطقة بالعربية، ومجلة "آراء" الناطقة بالفرنسية. في 2013، أسس المهرجان الدولي للشعر في سيدي بوسعيد بتونس، في سبيل التأسيس لرؤية مجددة وتقدمية للحركة الشعرية، كما يقول. ومنذ عامين، يقوم بإنتاج وتقديم حصص أدبية على إذاعة تونس الدولية، منها حصة مخصصة كليًا للشعر، وللتعريف بأهم شعراء العالم عبر العصور.
ترجم، مؤخرًا، دواوين منفردة لشعراء، إضافة إلى أنطولوجيا للشعر السعودي الحديث، صدرت عن دار آل دانتي الفرنسية. كما ترجم مختارات بالفرنسية من قصائد التركي أطاوول بهرام أوغلو، صدرت عام 2021 عن دار النشر الباريسية Merle Moqueur.
هنا، حوار معه:




(*) ما هي دوافع الكتابة بالفرنسية؟ هل هي لتجنب الوقوع في ظل الأب (الشاعر جعفر ماجد)؟

في الواقع، لم يكن اختيار اللغة الفرنسية كلغة كتابة اختيارًا نابعًا عن تفكير استراتيجي، أو تمحيص وتموقع إزاء والدي ومواقفه. ففي سنوات المراهقة، لم أكن متمكنًا من كل هذه الجوانب والأبعاد التي يمكن أن يأخذها اختيار اللغة التي سوف تكتب فيها.
كل ما في الأمر هو أنني كنت قارئًا نهمًا لبودلير، ورامبو، وفيرلين، ونيرفال، وغيرهم من الشعراء الفرنسيين في القرن التاسع عشر، فاتجهت كتاباتي الأولى بشكل شبه طبيعي إلى هذه اللغة، رغم أنني قرأت في الفترة نفسها عيون الأدب العربي المتعلق بعصر النهضة (ميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، وبشارة الخوري، وغيرهم...).
بعد أن تمعنت في الكتابة بالفرنسية، ويمكن القول بعد أن تورطت بالذهاب بعيدًا في الكتابة بالفرنسية، أصبح الأمر محسومًا، ويصعب إعادة مشوار الكتابة بالعودة إلى العربية.
في الوقت نفسه، أنا لم أشعر للحظة واحدة في حياتي أنني يمكن أن أكون شاعرًا فرنسيًا، ولم أسع قط إلى ذلك... كيف يمكنني أن أكون شاعرًا فرنسيًا في حين أنني أشعر بانتماء عميق للهوية التونسية، وأعيش في تونس، وأستلهم منها عوالمي الشعرية؟ لكن، في الوقت نفسه، أنا أكتب بلغة المستعمر... فكيف يمكنني أن أوفق بين هويتي التونسية ولغتي في الكتابة وهي اللغة الفرنسية؟




الحل يكمن في تاريخ البلاد، فاللغة العربية هي أيضًا لغة غزاة، وكلتا اللغتين العربية والفرنسية من اللغات المستجلبة في ربوعنا. ولكن عظمة هذا الوطن (تونس) تكمن في أن هذه الأرض، وهذا الشعب، قادران على احتواء غزاته وهضمهم ليصبحوا جزءًا منه، وسطرًا إضافيًا في مدونة تاريخه. فالرومان، ثم البيزنطيون، ثم العرب، ثم الهلاليون، ثم الأتراك، ثم الأوروبيون، كلهم انصهروا فينا. من هذا المنطلق، يمكن اعتبار اللغة الفرنسية من بين ممتلكات الهوية التونسية، تمامًا مثل اللغة العربية التي لا تتميز عنها إلا بالأقدمية.
دعني أذكرك بالمقولة الشهيرة للرائع كاتب ياسين: "اللغة الفرنسية غنيمة حرب". عندما أنظر اليوم، بعد مسيرة 25 سنة من الكتابة، إلى اختيار اللغة الفرنسية، أرى بوضوح أن هذا الاختيار كان، بلا شك، لتجنب الوقوع في ظل والدي... ولكن ذلك الاختيار لم يكن عن وعي في ذلك الوقت. لقد كان بمثابة غريزة دفاعية خارجة عن كل تخطيط، أو تفكير ممنهج في الموضوع. لقد كانت وضعية ظرفية وخاصة جدًا ولّدتها إكراهات "عائلية" إن صح التعبير، ونتجت عنها مدونة شعرية عربية جاءت باللغة الفرنسية... فلا هي فرنسية، ولا هي عربية... قد يكون هذا هو ما يجعلها مختلفة عن المألوف.


(*) كيف تقبّل والدك والوسط الشعري التونسي ذلك؟
في البداية، تقبّل والدي كتاباتي بالفرنسية بصدر رحب. فلا يجب أن ننسى أنه، رغم تعصبه في الدفاع عن اللغة العربية، يجيد الفرنسية بشكل جيّد، كما أنه من محبي الشعر الفرنسي، وهو أيضًا من خريجي السوربون. لعله في البداية لم يكن يعتقد أن مسيرتي الشعرية سوف تكون حافلة. لعله كان يعتقد أنها نزوة، أو في أحسن الحالات ولع بالشعر لا يختلف عن ولع بعض الناس بالموسيقى، أو الرسم الذي يتخذون منه هواية من دون أن تتحول إلى مسيرة حياة بأسرها. وبعد أن أدرك أن الأمر مختلف تمامًا، ولمس أن لديّ مشروعًا شعريًّا متماسكًا، جرت بيننا نقاشات عديدة، وبعضها كانت حادّة، عن الشعر والحداثة ولغة الكتابة. لكنه كان دائمًا يحترم مواقفي ويوافق بعضها في ما يخص الحداثة، لكنه لم يصرِّح بها في الفضاء العام، لأنها كانت تتنافى مع مواقف كان قد اتخذها علنًا في الماضي.
الساحة الأدبية في تونس هي الأخرى تعاملت معي بالطريقة نفسها. ففي البداية، اعتقد بعضهم أنني شاب يريد أن يضاهي ظِلّ أبيه فحسب... راهن العديد على أنني لن أدوم في الساحة أكثر من أشهر، أو سنوات معدودة، وأن كتابتي لن تتعدى حدود البرجوازية الفرنكوفونية ببعض الأحياء الراقية لتونس العاصمة... وأعتقد أنهم راجعوا مواقفهم اليوم.


مهرجان سيدي بوسعيد
(*) في سيدي بوسعيد تدير مهرجانًا دوليًا للشعر يقف الآن على أعتاب دورة ثامنة، ينتظم فيه شعراء عرب وعالميون منذ الانطلاقة الأولى في 2013، وحتى الآن. ما الذي حققه المهرجان، وما هي رؤيته؟
جاء مهرجان سيدي بوسعيد للشعر ليتفادى نقصًا غير مفهوم في الساحة الشعرية في تونس. ذلك أن بلدًا يزخر بالطاقات وبالأصوات الشعرية المرموقة يفتقد إلى منصة بحجم مدونته وأسمائه. طبعًا، كانت هنالك محاولات في هذا المجال، لكنها كانت تعاني من معضلتين أساسيتين، الأولى: ضعف البرمجة واقتصارها على الأسماء المحلية والمحاباة، من دون اهتمام بالقيمة الأدبية؛ والثانية: عدم الديمومة والتواتر عبر عدد كاف من السنوات حتى يترسخ المهرجان في الذاكرة.




تمكن مهرجان سيدي بوسعيد من حل هاتين المعضلتين، حيث أنه اليوم يستعد لإحياء دورته الثامنة، كما استطاع أن يكوِّن سمعة عالية في العالم، بفضل الأسماء الكبرى التي شاركت فيه.
للمهرجان توجهان واضحان، فمن الناحية الأدبية هو مهرجان حداثي وتقدمي يعطي الأولوية في برمجته إلى التيارات الجديدة في الكتابة، مثل الشعر المنثور والسردي والومضة، وغيرها من التيارات المستجدة. ومن الناحية الشكلية، يتجنب القراءات التقليدية في الفضاءات المغلقة، حيث الشعراء على الركح، والجمهور في الكراسي في القاعات المظلمة. في سيدي بو سعيد، الشعراء يقرؤون في المقاهي، وفي الحانات، وفي الساحات العامة، ويحتكّون بالجمهور، ويتقاسمون معه الشاي والغذاء في كل أنحاء المدينة.


مثاقفات



(*) حدثنا عن التثاقف الذي يُنجز بينك وبين الوسط الشعري الفرنسي، لا سيما أنك مشمول في أنطولوجيا لشعراء الفرنسية. بصيغة أوضح، كيف خلقت الكتابة بالفرنسية أفقًا للتواصل مع الشعر الفرنسي؟

من بين خصوصيات الساحة الأدبية في فرنسا أن النص دائمًا يكون محوريًا في علاقتك مع الفاعلين في الشأن الثقافي. طبعًا، الصداقات والعلاقات يمكنها أن تلعب دورًا في فتح الأبواب، لكن نادرًا ما يكون ذلك على حساب القيمة الأدبية. عندما يتعامل معك الشعراء، أو النقاد، أو الناشرون، فهم قبل كل شيء يقرؤون نصوصك، ويتأكدون أنك متحصل على الحد الأدنى المطلوب من طرف القارئ الفرنسي الذي لن يرحمهم إن هم جاملوك وتغاضوا عن أي ضعف في كتابتك.




ولكي يستطيع كاتب غير فرنسي اقتحام أسوار قلعة الأدب الفرنسي فإنه لا بد من أن يكون قارئًا ملمًا بجميع روافد الثقافة والحضارة الفرنسية، وأن يكون خبيرًا بكل تياراتها الأدبية، حتى يتمكن من استيعاب مفاهيم الحداثة فيها، وكذلك قيمها الجمالية.
لكن هذا لا يكفي... فلو أردت أن تكتب مثل ما يكتب الفرنسيون فهذا لا معنى له.
ما فائدة أن يحاول كاتب عربي أن يكتب ما يكتبه أي كاتب فرنسي؟ في نهاية المطاف، القارئ سوف يؤثر الأصل على النسخة. لكن، إن أنت جئت بهويتك وخاصيتك ومخزونك الاجتماعي والتاريخي، فحينها سوف تكتب نصوصًا لا يمكن لأي كاتب فرنسي الوصول إليها. حينها سوف تكون منفردًا، وسيهتم القارئ بما تكتب. وفي الحقيقة، الفرنسيون لهم ولع شديد بهذا الصنف من الكتابة، وخير دليل على ذلك نجاح كتاب عرب يكتبون بالفرنسية، مثل أمين معلوف، وياسمينة خضرا، وغيرهما.


(*) صدرت لك دواوين شعرية عن دور نشر فرنسية. ما حكاية هذا التواصل والتعاون منذ البداية إلى الآن، وكيف أثمر إبداعيًا؟
الإجابة هي نفسها عن السؤال السابق. وأتذكر دائمًا ما قاله لي المرحوم برونو روا، صاحب دار فاتا مورغانا، والذي كان صديقًا لأندريه بروتون، وسيوران، وهنري ميشو... فلقد قال لي: "سوف أنشر ديوانك، لأنه يمتاز بمفارقة غريبة، فاللغة الفرنسية التي تكتب فيها هي في غاية المتانة والصفاء، حيث يصعب أن نصدق أن صاحبها لغته الأم هي لغة أخرى غير الفرنسية... وفي الوقت نفسه، العوالم والمناخات التي تتحدث عنها لا يمكن أن تكون وليدة ذهن أو شخصية فرنسية، فهي غريبة عن كل ما نعرفه في الأدب الفرنسي".


حداثة متأخرة
(*) هل قصيدة النثر العربية التي تكتب الآن لها أفقها الخاص؟
أعتقد أن المعركة بين المحافظين المتمسكين بالقصيدة الموزونة، وبين المجددين الذين انتصروا لقصيدة النثر، قد حسمت الآن في الشعر العربي. لكن الإشكال اليوم يتمثل في الطريق الذي يجب أن تسلكه الحداثة الشعرية مستقبلًا.


(*) كيف؟
حركة التحديث في الشعر العربي انطلقت متأخرة مئة سنة مقارنة بالشعر الغربي. فرابطة القلم أسست سنة 1920، أي بعد قرن من تأسيس الحركة الرومانسية 1820. وبقي الأمر كذلك، إذ سلكت حركة الحداثة العربية مسالك الشعر الغربي مقتدية به.




اليوم، علينا أن نعرف أن الشعر الغربي وقع في فخ التجريد المفرط، والتجريب المتعالي عن ذائقة القارئ، وهذا ما جعل الشعر الغربي اليوم يفقد أغلبية قرائه، ويجد نفسه في عزلة عن الجمهور.
يجب أن نستخلص العبر من هذا المأزق، وأن نجد طريقنا نحو حداثة خاصة بنا.


قصائد تركية
(*) ترجمت مختارات من قصائد الشاعر التركي أطاوول بهرام أوغلو، صدرت مؤخرًا بالفرنسية.. كيف اخترت هذا الشاعر؟
ترجمتي لشعر أطاوول بهرام أوغلو أعدها تجربة فريدة من نوعها، إذ إنها كانت نتيجة إقامة أدبية لمدة شهر في مدينة فوشا/ Foça التركية في صيف 2019. لقد قضيت الوقت بأكمله صحبة أطاوول وزوجته، وقمنا بورشات ترجمة يومية. فأنا لا أتكلم التركية، لكن أطاوول له معرفة معقولة بالفرنسية، إذ أنه أقام كلاجئ سياسي عدة سنوات في باريس. فكان يقرأ القصائد بالتركية، ويفسر لي معاني كل بيت، وأنا كنت أقوم بإعادة صياغة كل بيت باللغة الفرنسية في كتابة شعرية. لقد لقيت الترجمة استحسان المختصين في تركيا، وشهد لها عدد من النقاد بأنها دقيقة وناجحة، وهذا يسعدني كثيرًا.


المشهد التونسي
(*) كيف هي أحوال المشهد الشعري والثقافي عمومًا في تونس؟
كثيرًا ما يتذمر الناس من وضع المشهد الثقافي في تونس، لكنني لا أوافق على هذه النظرة المتشائمة. الحياة الثقافية حية وزاخرة بالمحافل والمواهب. السينما التونسية تحقق نجاحات باهرة على الصعيد العالمي، وعندنا سينمائيون شبان رائعون على غرار كوثر بن هنية، وعلاء الدين سليم، ونصر الدين السهيلي. الساحة الشعرية تتمتع بتنوع الأصوات والتجارب، على غرار لمياء المقدم، وصبري الرحموني، ومحمد العربي، وآمنة الوزير...
الرواية أيضًا تحقق نجاحات والمسرح والموسيقى. تونس لها زاد غني جدًا ثقافيًا وإبداعيًا.


(*) في يوليو/ تموز 2019، صدرت عن "الأهلية" للنشر في عمّان أول مختارات بالعربية من شعرك، بترجمة محمد الغزي، وحملت عنوان "غير بعيد من هنا". أسأل هنا: ألا ينبغي، بالضرورة، ترجمة بقية دواوينك الصادرة بالفرنسية لتكون متوفرة بالعربية (لغتك الأم)؟ 
أعتقد أن المختارات التي صدرت عن دار الأهلية تمثل جزءًا لا بأس به من مدونتي. طبعًا هنالك نصوص أخرى قد تستحق الترجمة والنشر، وآمل تجديد التجربة.


(*) علميًا، تخرجت في كلية العلوم بتونس، تخصص (علم الأحياء). ثم، بعد ذلك، التحقت بالمتحف الوطني لتاريخ الطبيعة في باريس. بين هذه العلوم والشعر وكتابته، من الذي نال قسطًا وافرًا على حساب الآخر؟
لا أرى أن علوم الأحياء مناهضة، أو مختلفة، عن الشعر. بالعكس، علوم تاريخ الحياة هي جوهر الشعر نفسه. فعالم الأحياء والشاعر ينظران إلى العالم والكون محاولين فهمه، وهما يصابان في الدهشة نفسها إزاء شرنقة تتفتح، أو عصفور يحاول الخروج من بيضة مشقوقة... إنه الإنسان يطلق شهقته أمام معجزة الحياة والموت، وأنا شخصيًا كثيرًا ما أستعمل معرفتي العلمية في كتاباتي الشعرية.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.