ضجيج يسبق النّداء
يبحر في تفاصيل غريبة ومقنعة بالعتاب
يقلّص المسافات التي تسقي عطشها بدماء الخلد
ليختفي هنا
وينتهي صمتا عاريا في الحناجر القديمة
ضجيج يربكه الضوء الصاعد من التراب
كغواية تشهد طلاقها القريب
وكأزمنة تحمل قصائدها اليتيمة
لتمحو لغة جارحة في العقل البعيد
ضجيج يرسم كائناته الليلية في حصاد الريح
يجمع أعضاءه في جنون محتمل
ويحتفل...
يشيد أحزان الماضي في المعتقل العالق بين القَدَم والقِدَم
يكتب صمته التائه والمبلّل بروايات القطيع
ويقيم للوقت شهادة لا تعترف بهدايا السماء
ولا ألوان الفراغ في زمن الغفران
ضجيج يستعيد من الكلمات المنهكة والخاتمة لسرديات العشب البري
بدايته الضالة عن الطريق
وشغفه الأول القابض لأجساد المحيط
يقتسم حكايات التنين المريض
ويجمع ترسبات النار في منعطفات التاريخ
يرسم الحزن في شرايين العذاب المقيم
ليقتنص الخوف في أحياء مشتهاة
تحرسها جثث المنسيين والمنسيات.

*شاعر تونسي، رئيس التحرير موقع "مدارات ثقافية".