أنثى...
تميلُ بها الحروفُ
يسيلُ دمعُ الشّعرِ من نظراتها
والغيمُ
يغزلُ من حكاياها المَطرْ..
أنثى...
وقافيةٌ من النّورِ المعتّقِ..
من أصابعها تسيلُ
ويشهقُ المعنى على أعتابها
نَغَمٌ تُلامسُهُ سماءٌ
كلّما نطقتْ تدلّى
من خوابيها قمَرْ..
أنثى...
وموجُ البَحرِ يمضي
خَلفَ خُطْوَتها
وتاريخٌ يَخُطّ سطورَ عزّتهِ الصّداقُ
وتنحني التيجانُ والأعرافُ
والآفاقُ تحكي
والبَخورُ هو الأثرْ
أروى...
كأنّ الأبيض الشفّاف يعكِسُها
لتكتملَ الخليقةُ باسمِها
ما بينَ مدّ "الحمدِ"
"والنّورِ" المعرِّشُ في ملامحِ وجهِها
وحكايةِ الذِّكرِ الأغَرْ..
أنثى...
وعزفُ المُخْملِ القرويّ
منفردٌ
وتنفخُ روحُهُ دررُ الصّبايا
والعقيقُ تمرّدتْ أطرافُهُ
وعلى فمِ الدّنيا نفَرْ
أنثى...
وحكمتُها كما الصّفصاف باقيةٌ
وتنهضُ كلّما
(حفّوزُ) طار بها فَراشُ
والضّفافُ تراقصُ القصبَ الصَّبورَ
على السّنينَ
ويعزفُ الأيّامَ شامخةً
لأنّ القيروانَ على فمِ المعنى
تحلّقُ عاليًا..
لتصوغَ أنثاها
تواريخَ البشَرْ..
هوامش:
" أروى" هي ابنة القيروان التي ألزمت أبا جعفر المنصور بأوّل عقد يمنع تعدّد الزوجات.
"حفّوز" هو مسقط رأس الشاعرة.
*شاعرة وفنانة تشكيلية/ تونس.