ــ كن قبل البداية بمسافة مناسبة
أو فلتكن أنت بدايةً مبكرة
وتعلَّم أين تضع رأس إبهامك...
ثم تدرب كيف تتقن رسم النقاط
على الجسد المستسلم...
ــ اترك للحظتك دفة القيادة،
واستمتع بكونك رفيقًا
...، وقبل كل ذلك
تعوَّدْ على أن تنسى نفسك،
وألا تتذكر أنك قرأت مفتتحًا كهذا.
ــ لا تجرد اللوحة من ألوانها
لتبحث عن الخطوط الضالة فيها...
بإمكان الألوان أن تفشي لك أسرارها،
فقط أجد طرح الأسئلة وقراءة
الإجابات.
ــ لا تكسر الزجاج لتسمع ما وراءه...
الزجاج سريع البوح...
لا تثقبه بعينيك،
ولا تضع أذنك على صدغه...
ثمة حاسة أخرى
تجيد تصفيف الخطوط البعيدة
وإغواء الأصوات الأكثر بعدًا...
ــ قف على إحدى حوافك الحادة...
واسمح لظلك بأن يتأرجح
مرة بعد مرة...
إذا تمزق الظل أو ارتعشت أطرافه
عليك أن تلغي فكرة الحافة
وتعود من حيث أتيت.
ــ لا تثق بنفسك كثيرًا...
المعرفة المطلقة براق
أكثر جموحًا
وأضخم من أن تدّعي القدرة
على إلجامه...
والحكمة أوسع من أن تذرعها
بمسطرة مثلمة
وقلم رصاص مبري برأس سكين.
ــ لا تندفع كثيرًا
فالمبالغة في سرعة الركض
تفقدك توازنك
وتلقي بك خارج المضمار
إن لم يكن تحته.
ــ لا تلقِ حجرًا في الجسد
لتعرف مدى عمقه
ولا تبعث آخرًا في إثره
فقد لا يعود...
فقط إمضِ في خط مستقيم
وستجد نفسك، لاحقًا،
تقف هنا في ذات
المكان الذي تقف فيه الآن.
ــ لا تدع الفأس تنظر عاليًا...
احصل على حفرة في وطنٍ ما
وقف في قاعها،
لتكتشف كم بإمكانك
أن تصمم متاهة...
املأ الأرض ثقوبًا مجوفةً
تلاعب بمشاعر غيمة جوفاء
أوهمها بحاجتك إلى ظلها...
فقط... لا تسمح
لفأسك أن تحلم بالسماء.
ــ لا تستدفئ خطوات المسنين،
لا تصر على اقتفاء آثارهم
للبحث عن ضالة قد تكون تافهةً..
لا تسابقهم إلى الشيخوخة....
ــ قبل الختام تدبر أمرك
وضع خطة محكمة لتجاوز النهاية
أما إذا كنت تفكر حقًا
في النهايات،
فعليك ألا تتجشم عناءً كهذا...
وألا تفكر في إعادة قراءة هذا النص
أيًا كانت الأسباب والمغريات.
*شاعر يمني.